يبقى
ذلك التساؤل المشروع، الذي يطرح نفسه دائماً على الساحة السينمائية
المصرية.. هل استطاعت المرأة المخرجة أن تساهم في إبراز قضايا المرأة
الملحة من خلال الأفلام التي قدمتها؟ وهل استطاعت أن تصنع لها مكانة
بارزة في عالم الإخراج السينمائي المصري الذي يسيطر عليه الرجل منذ
سنوات طويلة؟ هكذا تساؤلات.. سيكون لنا حديث طويل عن تجربتي هالة خليل،
وساندرا نشأت، في القادم من أسابيع..!!
التليفزيون.. حضور آخر
أن
ظهور المرأة المصرية كمخرجة في السينما، قد تأخر عن ظهورها في
التليفزيون، وذلك لأن المنتجين السينمائيين يخشون ويشكون في قدرة
المرأة بتحمل أعباء مشروع سينمائي كبير، لذلك كانت فرص العمل للمرأة
قليلة أو منعدمة. فلولا أن نادية حمزة ونادية سالم قد قامتا بإنتاج
أفلامهما، لما برزتا على الساحة السينمائية. ولا حماس واصف فايز ـ
المنتج الجاد ـ للفكرة التي قدمتها له المخرجة إيناس الدغيدي، لما ظهرت
هذه الفكرة ـ في هذه الفترة على الأقل ـ إلى النور. غير أن فكرة
المنتجين عن المرأة كمخرجة بدأت تتغير إلى الأفضل في الآونة الأخيرة..
بعد أن بدأت إسهاماتها توازي، إن لم تتفوق على الرجل في هذا المجال.
أما
التليفزيون ـ بصفته قطاع عام ـ فقد أعطى الفرصة للمرأة في كافة
المجالات الفنية من السيناريو والمونتاج والديكور إلى الإخراج. وبرزت
مخرجات مثل إنعام محمد علي، وعلوية زكي، وعلية ياسين. ولم يقتصر عمل
هؤلاء على إخراج المسلسلات فقط، بل قدمت علوية زكي فيلم (رجل اسمه
عباس)، وقدمت إنعام محمد علي فيلم (آسفة أرفض الطلاق).. وأفلام كثيرة
يشار لها بالبنان.
تبقى
هناك ملاحظة مهمة، فدخول المرأة في المجال السينمائي كمخرجة، يعتبر
خطوة أخرى من الخطوات التي تسعى إليها لإثبات قدراتها الإبداعية
والوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل. مع العلم أن قضية المرأة ومساواتها
بالرجل في الوطن العربي، ليست قضية عادية وبسيطة، بل هي قضية عميقة
ومتجددة، لا يحلها في الأساس وجود كاتبة أو مخرجة، إنها تحتاج لنسف
اجتماعي شامل لتغيير النظرة الخاطئة عن المرأة. فالمرأة قادرة على أن
تكون مخرجة رديئة ومخرجة جيدة، مثلها مثل الرجل تماماً.
وبروز
المرأة كمخرجة يعتبر خطوة إيجابية تستحق الثناء والدعم، وذلك لإبراز
القضايا الاجتماعية على الشاشة، وإبداء وجهة نظر مغايرة لما يطرحه
الرجل. ولكن يجب أن يتبع هذا خطوات أكثر أهمية وإيجابية، كابتعادها عن
القصص التقليدية المملة وترك الابتذال والتسلية في الفن، وتقديم أفكار
وقيم جديدة، ذات خاصية اجتماعية حساسة. وذلك لتبرر وجودها كمخرجة مميزة
تطرح وجهة نظر جادة وواضحة، هذا وإلا ستكون مجرد إضافة غير فعالة للكم
الهائل من المخرجين الرجال.
|