"فتون".. هو الاسم الذي كان يحلو للرائد السينمائي الكبير محمد كريم أن
يطلقه على سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. وها نحن نقتبسه ونقول.. أين "فتون"..؟!
أين فاتن حمامة.. التي منحتنا من روحها المحلقة برهافة في سماوات الفن..
ومشاعرها المسكونة بالدهشة خمسون عاماً .. نفرح .. نحزن .. نتعذب معها ..
ندافع عنها لنحتويها بمشاعرنا ولا نتركها أبداً.. أين هي الآن..؟!
لقد كان حقاً يوماً سعيداً للسينما المصرية، وليس اسماً لفيلمها الأول فقط.
تلك الطفلة ذات الثمان أعوام، التي أدهشت محمد كريم وأضحكت محمد عبد
الوهاب.
نشتاق لهذه الفنانة الكبيرة.. نشتاق لفنها الجميل.. لطلتها المريحة التي
تحيل كل شيء أمامها إلى خيال.. ليتعلق القلب بها وبسحر عطائها الخلاق فقط.
فاتن حمامة.. الفنانة التي مازالت تتربع على القمة بالرغم من غيابها الطويل
عن الشاشة، والتي تزداد بريقاً وتألقاً.. بعد أن أهدت للسينما ما تجاوز
المائة فيلم سينمائي، تركت بعضها علامات في تاريخ السينما المصرية، خلال
الخمسين عاماً الماضية.. وهي بذلك علامة مضيئة في هذا التاريخ الطويل،
وستظل كذلك بما تملكه من قدرات وطاقات فنية مذهلة، في تحويل ما تقدمه من
شخصيات درامية في أفلامها إلى شخصيات إنسانية تنبض بالحياة.
هي فاتن حمامة.. علامة مميزة وهامة في السينما المصرية عبر تاريخها
الطويل.. عُرفت في البداية برومانسيتها، ثم تطورت معها حتى وصلت سن الرشد
ومرحلة النضج الفني.
هي إذن كتاب سينمائي ضخم، من الصعب تصفحه في حيز كهذا.. ولكننا نقدم منه
سطوراً قليلة.. هذا الكتاب مازال مفتوحاً، ومازالت الصفحات فيه كثيرة..
ومازال العطاء مستمراً، مع كل فيلم جديد تقدمه فنانتنا القديرة.. وستبقى
"فاتن حمامة" شامخة مع تراث مصر الحضاري، تتجدد وتجدد في السينما المصرية،
طالما هناك نبض الحياة.
|