بئر المقبرة.. أحمد كمال متدل بالحبل.. وينزل ممسكاً بالمصباح.. يتقدم في
الممر حتى يدخل قاعة التوابيت.. يركع أمام أحد التوابيت ينظر إلى الكتابات
والرسوم.. تابوت ستي الأول.. والكتابة الهيراطيقية عليه.. أحمد كمال يقرب
المصباح من التابوت.. يحاول قراءة الكتابات.. (صوت أحمد كمال):
·
نحن كبار كهنة آمون.. في العام العاشر لبنجم الكاهن الأعظم.. وجدنا رفات
الإله الفرعون سيتي الأول وقد انتهكت في مثواها الآمن وسرق تابوتها
الذهبي.. وهناك عملنا على نقل جثة هذا الإله سراً إلى مخبأ آخر أمين..
مساعدو أحمد كمال ومعهم المصابيح.. يفحصون التوابيت الأخرى أيضاً..
مساعد أحمد كمال:
·
اقرأ اسم الفرعون أحمس.. الأسرة
الثامنة عشرة..
مساعد آخر يفحص تابوتاً ثانياً.. مساعد ثانٍ:
·
الفرعون أمنحتب..
أحمد كمال يتجول بين مجموعة كنز التوابيت الموجود.. أربعون تابوتاً.. صوت
(كأنه قادم من بعيد):
·
جئت أعني بك وأحميك من ذلك الذي أصابك بالأذى.. ها هي عظامك تتجمع.. وقلبك
يعود إليك.. وأعداؤك تحت أقدامك يسحقون.. ها أنت في صورتك الجميلة.. تحيا
وتبعث كل صباح.. شباباً من جديد..
البدوي بك وسط التوابيت يسير بينها.. يقترب من أحمد كمال.. أحمد كمال يتحدث
إلى البدوي:
·
كنت آمل في اكتشاف مقبرة من الأسرة الحادية والعشرين.. ولكني وجدت ما يبدو
لي مخبأ لفراعنة من خمس أسرات.. من الأسرة السابعة عشرة إلى الحادية
والعشرين..
البدوي بك:
·
وكيف نقلوا إلى هنا.
أحمد كمال:
·
الكتابة على بعض التوابيت تدل أنهم نقلوا إلى هنا بيد من تبقى من كهنة آمون
منذ ثلاثة آلاف سنة.. عندما انتهكت مقابر بيبان الملوك.. وضع الكهنة
مومياوات الفراعنة داخل هذه التوابيت المتواضعة بعد أن سرقت توابيتهم
الذهبية.
جزء من مشهد 18 (الاكتشاف) قبل الفجر ـ تحفة شادي عبدالسلام
(المومياء)
يتميز الفيلم بسلاسة فائقة وبإيقاع يسحر المشاهد حتى
يجعله يتقبل هذا الإيقاع المتمهل بالذات. التصوير والتكوين بديعان
للغاية، متقشفان ومع ذلك غنيان في استخدامهما لمناظر الأطلال القديمة
والتلال والنيل والملاحة فيه. كل لقطة تتمتع بتكوين دينامي بحيث تربطها
حركتها باللقطة التالية. وهناك بصمة للمخرج إيزنشتاين في كل مفهوم
ترتيب الأشياء في المشهد أو اللقطة (ميزانسين)، وفي السيناريو. وبالفعل
تشعر أن شخوص رجال القبيلة الملفعين بأردية سوداء، الرابضين وسط الصخور
أو الواقفين في الصحراء بينما تصفع الريح أرديتهم كالسياط، إنها من عمل
مخرج معجب بفيلم "إيفان الرهيب".
(التايمز ـ 27 مارس 1970)
|