"دون فيتو كورليوني".. "ستانلي كوالسكي".. "تيري مالوي".. "الدكتور مورو..
شخصيات متألقة دائماً.. لابد أن تبقى في الذاكرة.. مع الكثير من الشخصيات
المركبة التي أداها مارلون براندو بأسلوب مختلف ومبتكر.. ضمن مدرسة التمثيل
التي أنشأها "ستانسلافسكي".. وأجادها براندو بل وأضاف إليها وصار رائدها وقام
بتطويرها لتستوعب الكثيرين من الأجيال اللاحقة من الممثلين.. ولتمهد لظهور
عظماء آخرين في مجال التمثيل أمثال: بول نيومان، جاك نيكلسون، داستن هوفمان،
روبرت دي نيرو... وظل
براندو مصدر الهام لجيل كامل من الممثلين المتمردين من بينهم الشهير جيمس دين.
وها هو هذا العملاق صاحب هذه المدرسة يرحل عنا بعد معاناة مع المرض والفقر..
عن عمر يناهز الثمانين عاماً.. ليخلف ورائه تراث سينمائي هام.. وتلاميذ كثر
يواصلون المشوار الذي بدأه.. هذا الفنان الذي كان أحد عضماء التمثيل في
العالم.. والذي أجمع أهم نقاد العالم بأنه ضاهرة لن تتكرر أبداً.
التزم أسطورة هوليوود براندو؛ موقفا أخلاقيا طوال حياته ضد
العنصرية التي كانت متفشية في أميركا أثناء خمسينات القرن
الماضي ضد السود والهنود
الحمر والملونين، فقد وظف ملايين هوليوود التي كان يربحها في خدمة الهنود
الحمر،
وقضايا حركات السود في أميركا. وأمام الهجمة التي كان يتعرض لها هؤلاء البشر
المغلوبون على أمرهم، لم يكن أمام النجم مارلون براندو من سبيل
ليعلن خلاله سأمه واشمئزازه وخجله من تاريخ بلاده سوى أن يرفض جائزة أوسكار
أفضل ممثل التي حازها في العام 1972، وأرسل بدلاً عنه فتاة هندية أعلنت في
الحفل أن مارلون يعتذر عن قبول
الجائزة احتجاجاً على الطريقة التي تتعامل بها هوليوود مع الهنود الحمر. لقد
كان
هذا أوضح موقف رافض لعنصرية الإعلام، ونتيجة لذلك تمت مقاطعة مارلون من قبل
الاستوديوهات الأميركية، وبدأت الحرب عليه.
كان أول دور سينمائي يمثله براندو
ضمن مدرسة المنهج في التمثيل، هو دور رجل مشلول يشعر بالمرارة في فيلم
''الرجال'' في أول
الخمسينيات، ولتشخيص الشخصية، لزم براندو الفراش بلا حراك لمدة شهر كامل في
مستشفى حربي حتى يعرف تماما ما هو الشلل.
كيف لا.. وهو أستاذاً لعبقري التمثيل الآخر روبرت دي نيرو، الذي تخرج من نفس
المدرسة.. هذا الذي نجح في زيادة وزنه 25 كيلوجرام خلال شهر واحد فقط، لكي
يؤدي دور الملاكم لاموتا في فيلمه الأشهر "الثور الهائج".
|