حفل الأوسكار السنوي يقترب من
الموعد المحدد له (23 مارس/ آذار الجاري).. وكذلك هي الحرب ضد العراق التي
يمكن أن تقع في أي وقت.. فهل سيحدث أي تغيير على الحفل.. لو تصادف هذا الموعد
مع نشوب الحرب؟! هذا السؤال الذي يدور على ألسنة نجوم السينما في هوليوود، بل
وفي الأوساط الفنية الأميركية عموماً هذه الأيام.. إن كان من قبل الفنانين
المشاركين في الحفل.. أو حتى الجمهور والمتفرج، والمنتظر بفارغ الصبر لهذا
الحفل السينمائي الأشهر في العالم. هذا الحفل الخرافي الذي يشاهده نحو أربعين
مليون متفرج في الولايات المتحدة، ومئات الملايين على مستوى العالم أجمع..
الحفل الذي يشارك فيه آلاف الأفراد من مرشحين لنيل الجوائز ومقدمين ومدعوين،
فضلاً عن فنيين وعازفين ومطاعم ومحلات أزهار ودور أزياء ورجال أمن وصحافيين
يأتون من العالم بأسره.
وعند إلقاء نظرة على آراء
النجوم ومنظمي الحفل، في إقامة هذا الحفل من عدمها، نرى أن الممثل البريطاني
دانيال داي لويس، المرشح لنيل جائزة أفضل ممثل، يعتقد أن الجميع "سيفكر بتمعن
في الطريقة التي سيحتفل بها بهذا الحدث في ظل الأجواء الحالية".. ويرى أنه
"سيكون من غير الأخلاقي المرور على السجاد الأحمر وإلقاء التحية على الجموع
والابتسام في حين أن عدد كبيراً من الأشخاص يقتلون في الحرب". أما الممثلة
الاسترالية نيكول كيدمان المرشحة لنيل جائزة أفضل ممثلة، فتقول: "ثمة فرضيتان
تقضي الأولى بالاستمرار في التحضيرات والثانية بأنه سيكون من الغريب
المشاركة". وأعربت كاترين زيتا جونز المرشحة لنيل جائزة أفضل ممثلة مساعدة،
عن الأمل في الإبقاء على الحفل حتى في حال وقوع الحرب، مشددة على "أن الناس
بحاجة إلى الترفيه والابتعاد عن الواقع في الفترات المضطربة". وأوضحت حين
قالت: "لذلك نذهب إلى السينما للإفلات من الواقع لفترة محددة".
منظمو حفلة توزيع جوائز
الأوسكار لهم رأي آخر، إذ يؤكدون أن العرض يجب أن يستمر"، موضحين أن "هناك
طبعاً تعديلات ستدخل على الحفل في حال حصول عمل عسكري ضد بغداد".
حفل توزيع جوائز الأوسكار
التي نظم للمرة الأولى في 16 مايو/ آيار 1929، أجل ثلاث مرات منذ ذلك
التاريخ. ففي العام 1938 أرجئت الحفلة أسبوعاً كاملاً بسبب فيضانات كبيرة
اجتاحت لوس أنجليس. وبعد ثلاثين عاماً على ذلك، دفع اغتيال مارتن لوثر كينغ
في الرابع من أبريل/ نيسان 1968، والتظاهرات التي تلت ذلك في كل أنحاء
البلاد، أكاديمية فنون وعلوم السينما، التي كان يرأسها الممثل غريغوري بيك،
إلى إرجاء الحفل يومين لتنظمه بعد مراسم تشييع القس الأميركي الذي كان رمزاً
للدفاع عن حقوق السود. وفي العام 1981، تعرض الرئيس الأميركي في حينه رونالد
ريغان لمحاولة اغتيال في واشنطن، قبيل ساعات من بدء الحفلة ما دفع المنظمين
إلى إرجائها ليوم واحد فقط.
فهل تكون الحرب المقبلة.. إن
وقعت، سبباً في تأجيل حفل الأوسكار للمرة الرابعة؟!
|