هذا المتوحد مع السينما..
بسام الذوادي المخرج السينمائي.. فنان مصر على صنع فعل السينما، دون ملل أو
كلل أو إحباط، رغم كل تلك العقبات التي يواجهها في مشواره هذا.. لا أحد يجرأ
على إثنائه عن فعله هذا.. السينما.
منذ تعرفت عليه، وهو يدهشني
بهذا الحماس والحيوية التي تعيش بداخله.. فنان يعيش ما يريده ويناسبه.. يحتوي
العالم بيده.. يسعى للمستحيل دوماً.. ويجعل من الصعاب أصدقاء يعينونه على هذا
الفعل.. السينما.
عشت تجربته الأولى مع
الحاجز.. كانت بالفعل أكثر من رائعة.. حيث شاهدت تلك الشعلة من الحماس التي
بثها داخل قلب كل من عمل معه.. كنا نتنقل معه من موقع إلى موقع آخر للتصوير..
كان الدفء الذي يحيطنا به خرافي.. كنا كثيرين من حوله.. ولكنه عاش ليومه..
وأشعر به لا ينام إلا وفعل السينما في قلبه.
كنت أحد رجاله في تجربة جريئة
أخرى.. عندما أصر على أن يجعل من البحرين محفلاً سينمائياً هاماً.. وكان
بالفعل "مهرجان السينما العربية الأول".. كان الحماس هو طريقنا للنجاح.. وكان
هو قائد الاوركسترا المذهل.. نجح في تحقيق حلم، استكثره عليه الكثيرون..
ولكنه لم يأبه بهم.. وواصل مشواره بنفس الحماس.. ولم يجفل من تحقيق هذا
الفعل.. السينما.
الحلم القادم لبسام.. هو
الابن الثاني.. إذ يحضر لفيلمه السينمائي الروائي الثاني، بعد (الحاجز) الذي
قدمه عام 1993، وطاف به دول العالم، متباهياً بما حققه، بالرغم من غيرة
الآخرين.. حيث كان فعل السينما.. هو ما يجعله يواصل الحياة.
الفيلم الجديد يحمل عنوان
(أحلام صغيرة)، كتب له السيناريو الروائي البحريني فريد رمضان.. هذا الصديق
المتوحد معه منذ عرفتهما معاً.. والذي يعشق شيء اسمه سينما.. توحدا معاً مرة
أخرى ليصنعا غداً سينمائياً أخر.
بدأ بسام البروفات الأولية
لفيلمه الجديد منذ أسابيع قليلة، مع فريق عمل متكامل من ممثلين وفنيين..
فبالإضافة إلى فريد رمضان.. هناك محمد حداد الذي يعمل على موسيقى الفيلم
التصويرية.. وهناك أيضاً مجموعة من الممثلين الذين اختارهم بعناية شديدة..
ليس خوفاً على الفيلم.. بل خوفاً عليهم من الفيلم.
صنع السينما.. هو غذائه
اليومي.. الذي لا يحيد عنه.. مهما كلفه الأمر.. أحلامه الصغيرة لابد أن تصبح
حقيقة.
|