ثمة سؤال مشروع يراودنا..
لماذا يكون لرمضان طابع خاص بالنسبة للدراما التليفزيونية؟! فالغالبية
يخططون برنامجهم الرمضاني على أساس أن للدراما النصيب الأكبر فيه.. واستكمالا
للسؤال.. لماذا أصبحت الدراما التليفزيونية عنصراً هاماً في حياتنا الرمضانية
بالذات؟ وللإجابة على هكذا تساؤل، نحتاج لحديث طويل، لا تسعنا هذه المساحة
الضيقة، ولا هذا الوقت بالذات لطرحه ومناقشته.
رمضان خلق نجوم معروفين في
التمثيل والتأليف والإخراج، أمثال الكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل
عبد الحافظ، والفنان يحيي الفخراني وغيرهم.. وأصبح رمضان بمثابة المهرجان
الفني للدراما التليفزيونية، يكون فيه الرابح والخاسر.. فمن هم ضيوف ونجوم
رمضان هذا العام؟
(فارس بلا جواد) ونجمه الفنان
محمد صبحي أول ضيوف رمضان هذا العام.. هذا المسلسل الذي طافت شهرته دول
العالم، ليس بالطبع لمضمونه الدرامي، وإنما لتدخل اللوبي الصهيوني في إمكانية
عرضه من عدمها. صحيح بأنه يحمل مضموناً فكرياً وسياسياً معاصراً، إلا أنه لم
يشكل تطاولاً على الاعتيادي من الأعمال الدرامية، ولم يخرج على المألوف
بالنسبة لما تطرحه الغالبية من الأعمال، فيما عدى أداء صبحي المتطور.
كذلك النجمة يسرا، ومسلسلها
(أين قلبي)، الذي اكتسب مساحة جماهيرية كبيرة، أولاً لمكانة نجمته في قلوب
المتفرجين، وثانياً للإمكانيات الأدائية المعبرة التي تتميز بها يسرا وعبلة
كامل، وثالثاً لنجاحه في كسب تعاطف المتلقي مع أبطاله. كما أننا نعتقد بان
التركيز على الجانب الاجتماعي أصبح من العناصر الجاذبة للجمهور .
(أميرة في عابدين) للمتألق
دوماً الكاتب أسامة أنور عكاشة ـ كنز الدراما العربية ـ باعتبار هذا الكاتب
واحداً ممن ساهموا في إعطاء رونق فني وفكري خاص للدراما التليفزيونية.
وإمكانياته وقدرته على التغلغل في أعماق النفس البشرية.
أما قاسم أمين المسلسل الذي
دخل خارطة البرامج الرمضانية بتأني ليصبح مع انتصاف شهر رمضان أهم المسلسلات
لثرائه بالشخصيات السياسية والفكرية المعاصرة لقاسم أمين. مما سيؤثر إيجاباً
على الحلقات المتبقية، ويكسب اهتمام المتفرج في مختلف أقطار الوطن العربي
لأسباب سياسة موضوعية بالنسبة لطبيعة هذا المتفرج المتفاعل مع شخصيات تلك
المرحلة الزاخرة و الهامة في تاريخ الوطن العربي.
واثبت الشعراوي تأثيره في
الجماهير العربية من خلال المسلسل الديني الذي يحكي قصة حياته، فبكل المقاييس
يعتبر هذا العمل الدرامي المتميز نقله نوعية في الأعمال الدرامية الدينية
وذلك لارتباطه بشخصية الداعية الكبير محمد متولي الشعراوي. فمن خلاله أصبح
للمسلسل الديني هامشا كبيراً من المتفرجين، بعدما أصبح المتفرج ينصرف عن
الأعمال الدينية في السنوات السابقة. ونعتقد أن هذا المسلسل سيؤسس فكرا جديدا
في التعامل مع الدراما الدينية رغم وجود بعض الملاحظات الفنية عليه.
لم يكن بمقدورنا إزاء تلك
الأعمال الدرامية أن نتجاوز الإفصاح عن انطباعنا الأول حول، ما شاهدناه من
دراما رمضان هذا العام.. وبالطبع هناك كم هائل من الدراما والمنوعات، التي لم
نشاهدها، والتي بالطبع أكسبت ليالي رمضان طابعاً خاصاً ينتهي مع نهاية هذا
الشهر الكريم. كما أننا في تركيزنا على الدراما المصرية في رمضاننا، لا يعني
تجاهلنا للدراما المحلية والخليجية والسورية بصورة عامة، إنما ما تمكنا من
متابعته سيطرت عليه الدراما المصرية.
|