السينما المصرية، هذه الأيام
تعيش ظاهرة غريبة، أو لنقل ملفتة للنظر، وهي ظاهرة الأرقام الخيالية لشباك
التذاكر. هذا الأسبوع يعرض في القاهرة فيلم (اللمبي)، الذي حقق خلال أسبوعه
الأول خمسة ملايين ونصف المليون جنيه مصري. وهو بالطبع لم يحدث في تاريخ
السينما المصرية رغم عمرها الطويل.
وفيلم (اللمبي) فيلم كوميدي،
وصفه النقاد بأنه تافه، وعبارة عن مجموعة إيفيهات هزلية.. (لا يوجد فيما
شاهدته من مواقف ونكت ما يمكن ان نطلق عليه فيلما)، كما يقول الناقد طارق
الشناوي. أما منتج الفيلم أحمد السبكي فيقول: (الناس عايزة تضحك الفيلم بيضحك
ومافيهوش ولا جملة
تخدش الحياء ولذلك فمن رآه مرة يدخله مرات أخرى مع أسرته وأصحابه).
وبغض النظر عن مستوى الفيلم
الفني، إلا أن هذه الظاهرة ملفتة حقاً. ويجب على المهتمين بالسينما النظر
إليها بعين الإعتبار. فتهافت الجمعور على أي فيلم، يعني بالظرورة إهتمام جاد
من رواد السينما بالذهاب إلى السينما. فمن الطبيعي أن يكون الضغظ على أي فيلم
وعدم توفر تذكرة للفيلم المقصود، قد ينعش أفلاماً أخرى بشكل غير مباشر،
باعتبار أن المتفرج قد يرفض العودة للمنزل دون دخول السينما، وبالتالي سيدخل
فيلماً آخر.
ظاهرة الإيرادات المرتفعة
بدأت مع فيلم محمد هنيدي، وفيلم (اسماعيلية رايح جاي) ثم (صعيدي في الجامعة
الأمريكية) منذ سنوات، وما تبعه من أفلام كوميدية عديدة. وهذا يشير لنقظة
هامة وتساؤلات كثيرة.. هل أصبح المتفرج المصري سلبياً لدرجة أنه لا يقبل سوى
على الأفلام الكوميدية فقط دون الحاجة إلى التفكير في قضية أو رسالة يحملها
الفيلم ؟! وهل يمكن اعتبار هذا النجاح الجماهيري غير الطبيعي لفيلم اللمبي
مجرد حالة خاصة لابد لنا أن ننساها ؟! بمعنى أن هذا المتفرج لن يبخل على أي
فيلم آخر بمثل تلك الحفاوة والترحيب الذي حضي بها فيلم (اللمبي). أم أن
المتفرج في السنوات الأخيرة يسعى للكوميديا فقط والضحك من أجل الضحك، ويهرب
من الجد ؟! مع أن هناك أفلاماً جادة وهامة، مثل (أيام السادات) قد حققت
أرقاماً مرتفعة جداً. ثم أخيراً.. هل أصبحت إيرادات شباك التذاكر هي المقياس
الوحيد لنجاح أي فيلم، دون إعتبار للقيمة الفنية لهذا الفيلم ؟؟؟
|