مصطفى
خلف (أحمد زكي) محامي في مقتبل العمر، باع مبادئه وأستباح لنفسه
دخول عالم الإجرام، وذلك من خلال دفاعه عن تجار المخدرات
والمجرمين، والانخراط في قضايا التعويضات المشبوهة. فقد اعتاد على
أن يستغل ضحايا الحوادث، عندما يأخذ منهم توكيلات للمرافعة عنهم في
طلب التعويضات المستحقة من شركات التأمين التي يقيمها لنفسه
متجاهلاً أصحاب هذه القضايا المنكوبين. وبالطبع يحقق أرباحاً
بلعبته هذه هو وزملاؤه المحامين. وفي أثناء تتبعه لقضية حادث تصادم
باص مدرسة مع قطار، والذي راح ضحيته ما يقارب عشرين طالباً وطالبة،
يفاجأ بأن من بين الطلبة الذين عليه أن يأخذ توكيلات من أسرهم، ابن
مطلقته (عفاف شعيب)، ومن ثم يعرف بأنه ابنه الذي أنكرته عليه
مطلقته، بعد أن أتهم في قضية رشوة أثناء عمله كوكيل نيابة ودخل
السجن. وتقوم علاقة مودة بين المحامي مصطفى وابنه، ويتغير أسلوب
وسلوك مصطفى في الحياة، بل تتغير شخصيته كلياً، ويرفض أن يسير في
طريق مافيا التعويضات، خاصة بعد أن يعرف بأن ابنه قد أصيب بكسور
بليغة قد تمنعه من مزاولة ألعابه الرياضية العنيفة المحببة إلى
نفسه، كالجودو والتكواندو، ويحاول الاستعاضة عنها بلعبة الشطرنج،
إلا أنه لا يجد نفسه فيها، فتنهار أمامه كل الأحلام التي بناها.
فما كان من المحامي الأب إلا أن يرفع قضية ضد الحكومة وقضية ضد
وزارة التربية والتعليم وقضايا ضد جهات متفرقة في الدولة. وهنا يجد
مصطفى نفسه واقفاً في مواجهة قوى متشابكة، تتكتل جميعها للقضاء
عليه، وبالتالي يواجه الكثير من المتاعب، باعتباره خطراً يهدد من
لهم ملفات لا يريدون فتحها، أو قضايا يريدون طمسها. هذا إضافة إلى
زملائه المحامين الذين لم يعتادوا الجدية والأمانة في قضاياهم،
فيشتد الصراع بينه وبينهم، ويتهمونه بالإضرار بهم وبمصالحهم، ولم
يبق من زملائه المحامين في صفه إلا زميلته القديمة المحامية سامية
(لبلبة) التي تناصره في قضيته حتى النهاية. وتصل القضية إلى منطقة
حساسة، حيث يطلب المحامي من المحكمة مثول وزيري التعليم والنقل
أمام المحكمة، بصفتهما المسئولين عن حادث تصادم الباص والقطار،
وليحاكم في شخصيهما النظام والحكومة. وبالطبع يتعرض مصطفى للتهديد
والاعتقال والتعذيب، إلا أن كل هذه المحاولات تزيده إصراراً يتأجج
كلما رأى ابنه العاجز أمامه يتألم. وفي النهاية تنتصر المحكمة
للمحامي وتحكم له بمثول الوزيرين أمام المحكمة.
|