نرى بأنه من الضروري التأكيد على مقولة، (السينما تاريخ).. ونرى أيضاً، بأنه لا بد لبلد كالبحرين، زاخراً بالطاقات الفنية والأدبية، أن تكون لديه أفلاماً ومشاريع سينمائية تحمل اسمه في الأوساط السينمائية العربية والدولية..!!

فمن المعروف للجميع، بأن ميزانية مسلسل واحد فقط.. لهي قادرة على إعطائنا فيلمين كل عام.. يمثلان البحرين خير تمثيل في تلك المحافل السينمائية..!!

والسينما كفن.. أصبح موضوعاً حيوياً كثر الحديث فيه بشكل واضح في الفترة الأخيرة بين الأوساط الثقافية والفنية بالبحرين.. وإن ذلك الحراك السينمائي الحالي ـ الذي تحدث عنه الصديق الكاتب فريد رمضان في مقال سابق له في مجلتنا هذه ـ لهو أكبر دليل على أهمية السينما كفن، وضرورة تواجدها بقوة على الساحة الفنية عندنا..!!

ومشاركات الفيلم السينمائي البحريني في المحافل العربية والدولية، أصبح يشار لها بالبنان.. بل وتثير الكثير من الأسئلة والحيرة..!!

كيف لبلد صغير لا يوجد به سينما، يقدم أفلاماً بهذا المستوى.. كيف..؟!

لهذا.. لابد من الانتباه لما يفعله صانعو الصورة المتحركة عندنا والتأكيد على دعمهم بشكل فعال.. فهم شباب مجتهدون ولديهم طموحات ليس لها حدود.. فقط يسعون لذلك الدعم الذي ينتشلهم من ذلك التخبط في البحث عن محول لطموحاتهم هذه إلى واقع..!!

والحديث عن الدعم.. الدعم لصنع سينما.. كان وما يزال حديث له شجون.. حيث أشرنا في أكثر من مناسبة، بأن هذا الدعم لابد أن يأتي من القطاع العام.. فلا يمكن التعويل تماماً على القطاع الخاص لقيام سينما في البحرين..!!

ففي منتصف هذا العام.. وبعد عودة الوفد البحريني من مهرجان الخليج السينمائي.. كان هناك زخم وحراك وحديث طويل عن دعم الفيلم البحريني.. مما نتج عنه استجابة رسمية متحمسة.. تمثلت في طلب وزير الإعلام السابق السيد جهاد حسن بوكمال، بدعوة كافة المشتغلين بالسينما في البحرين إلى اجتماع عام يناقش معهم فيه كل همومهم ومتطلباتهم...!!

صحيح بأن هذا الاجتماع الذي عقد بين مستشار وزير الإعلام الصديق صلاح أحمد (ممثلاً لوزير الإعلام) وبين بعض صناع الصورة المتحركة في البحرين في نادي البحرين للسينما، قد تمخض عنه بعض الاقتراحات والتوصيات، رفعت بالتالي للمسئولين بالوزارة للنظر فيها.. إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة كما يعتقد الجميع..!!

هنا.. ربما أختلف مع صديقي فريد رمضان.. عندما أشار بأن على الوزارة أن تدعم هؤلاء الشباب، وتفعيل تلك التوصيات الاقتراحات المرفوعة..!!

هذه التوصيات والاقتراحات، هي مستندات على الورق فقط.. ولن تجد لها طريقاً للتنفيذ ما لم يكن هناك مشاريع سينمائية حقيقية تنتظر التنفيذ بالفعل.. أين هي هذه المشاريع.. أقصد مشاريع الأفلام.. التي من المفترض أن تقدم إلى الوزارة للنظر فيها.. وبالتالي تسخير كل متطلباتها وتجهيزاتها من قبل الوزارة..!!

عندما تكون هناك مشاريع سينمائية معطلة تنتظر التنفيذ.. وقدمت للوزارة طلباً للدعم، ولا من مجيب.. هنا يمكننا أن نعلن بأعلى الصوت.. أين الوزارة.. وأين الدعم الذي وعدت به لهؤلاء الشباب لتنفيذ مشاريعهم السينمائية..؟!

للعلم فقط.. بأن عدداً من المشتغلين بالصورة السينمائية في البحرين، قد نفذوا أو انتهوا من إنجاز أعمالهم الجديدة، استعداداً للمشاركة في مهرجان الخليج السينمائي الثاني.. والذي سيقام في أبريل القادم..وسيكون هذا المهرجان مختبراً حقيقياً للجميع لمتابعة ما قام به هؤلاء الشباب من إنجازات فنية في مجال الصورة المتحركة..!!