فيلم (شوكولاة
-
Chocolat)،
بالرغم من مرور أعوام ثمانية على إنتاجه، إلا أننا
لم نشاهد حتى الآن فيلماً يوازي جماله، أي على مدى
الثمانية أعوام المنصرمة، بدت الساحة السينمائية
خالية من أي فيلم ينافس هذا المستوى من الفن
الجميل.. قنوات الشوتايم، عرضت الفيلم مؤخراً..
لذا رأينا بأن نكتب عنه باعتباره فيلم ساحر، يمكن
الكتابة عنه في أي زمان ومكان.
إحساس جميل، ذاك الذي ينتابنا بعد
كل مشاهدة لفيلم "شوكولاة".. حتى بعد مشاهدات عدة
له.. فالفيلم جميل وقيم، ولديه المقدرة على شد
الانتباه، حيث يجمع خصائص كوميديا رومانسية
حقيقية. فهو قطعة شوكولاة لذيذة، بل لنقل نادرة.
وصورة جميلة شكلت لتدخل القلب وتسحر الروح.
يحكي الفيلم قصّة امرأة شجاعة
وقادرة على أن تمسّ قلوب سكان المدينة وتتجدّد
باستمرار في كفاحها ضد التّقاليد البالية مع كل
هبة ريح شمالية.
فعندما تصل "فيان" (قام بالدور
المتميزة جولييت بينوش), الغريبة الغامضة وابنتها
إلى مدينة فرنسيّة هادئة في شتاء 1959, لم يكن من
الممكن لأحد أن يتخيّل ذلك التأثير الذي يمكن أن
تحدثه على هذا المجتمع المتعصب والمتشبث
بالتّقاليد الاجتماعية والدينية. وخلال أيّام فقط,
تفتتح "فيان" محلّ شوكولاة غريب جدًّا, امتلأ
بالحلويّات الشهية. فقدرة فيان على إدراك رغبات
عملاءها الخاصّة و إرضاءهم بالحلوى المناسبة،
تستهوي القرويّين لأن يتركوا أنفسهم إلى هذه
المغريات. أما الرجل النّبيل المقيم و القائد
المعيّن ذاتياً للمدينة فقد صدم لأنّ فيان تغري
الأهالي المحليين بأطعمتها الشهية. وخاف على أنها
سوف تخرب مدينته, لذا بدأ يحفر للوقوع بها ويحاول
أن يمنع أي شخص من دخول محلّها, على أمل أن يخرجها
من المدينة للأبد. إلا أنها تنتصر في النهاية
بمساعدة غريب آخر, وهو الوسيم "رو" (قام بالدور
جوني ديب)، الذي يصل ويتعاون مع فيان لتحرير
المدينة من هذا التخلف.
إن فيلم "شوكولاة" يحكي عن ذلك
الصراع بين قوى التخلف الاجتماعي والتطرف الديني،
وبين قوى التطور والانفتاح على الجديد.
نحن إذن أمام فيلم يخلب الأنظار بمشاهده القوية،
وموسيقاه الناعمة، وصورته الجميلة، كلها عناصر
ساهمت في إعطاء الفيلم رونق جمالي بصري أخاذ.
هذا بالإضافة إلى الممثلين الذين ساهموا في إضفاء
مذاق حيوي خاص. الممثلة بينوش فرنسية، بمثابة
انعكاس فتّان للأمريكية جوليا روبرتس، تحمل سحر
باطني. وحضور الممثل جوني ديب جيد وواثق في أدائه
للدور.
فيلم "شوكولاة" فيلم فرنسي نموذجي.
بالرغم من أنه يتحدث الإنجليزية. فقد نجح في تخطي
حاجز اللغة. تلك المعضلة التي تعاني منها السينما
التي لا تنطق بالإنجليزية، فالسينما الأوروبية
عموماً تشكو في السنوات الأخيرة قلة الجمهور، وقلة
مصادر الانتشار والتوزيع، وليس فقط السينما
العربية. والسبب بالطبع اللغة المحدودة، فقد بدأ
بعض المخرجين من فرنسا وإيطاليا وألمانيا، إخراج
أفلام تتحدث الإنجليزية. فتصور عزيزي القارئ،
فيلماً مصرياً يتحدث الإنجليزية، فماذا سيكون رد
فعلك.
|