هالة خليل.. مخرجة مصرية أثبتت بأنها تمتلك حساً
وفكراً سينمائيين متفردين.. وذلك من خلال فيلمين
فقط.. فيلمين قدماها بشكل جديد، وحصلت عنهما
العديد من الجوائز، في أغلب المهرجانات التي شاركت
فيها..!!
مع
فيلمها الأول نبأت هالة خليل عن فنانة جادة تحب
السينما وتعشقها كالحياة التي تناولتها في (أحلى
الأوقات) الذي قدمته عام 2005.. فيلم يقدم لنا
شخصيات تمارس الحياة بطبيعتها وبساطتها.. في
سيمفونية عن المشاعر تحكي عن صداقة حقيقية تربطها
علاقات إنسانية وظروف محددة.. هي الحياة الحاضرة
بقسوتها وبساطتها.. شخصيات تعيش الواقع ولا تنفصل
عنه.. شخصيات تجسد مشوار حياتي قاسي.. إن فيلما
بهذه العذوبة.. لكفيل بشد الانتباه لما ستقدمه
مخرجته المتميزة هالة خليل فيما بعد.. وها هو "قص
ولزق".. فيلمها الثاني ـ الذي عرض متأخراً في
البحرين ـ قد حضي بردود فعل إيجابية من الجميع..!!
في
فيلمها الثاني "قص ولصق"، تناقش هالة خليل (وهي
كاتبة السيناريو أيضاً)، مشاكل الشباب المستعصية،
وأهمها البطالة، وسعيهم المستميت للعثور على فرصة
عمل.. وهي مشكلة حقيقية تقضي على أحلام وطموحات
بسيطة للشباب وهي الزواج والاستقرار والشعور
بالأمان، أحلام بسيطة، ولكنها ضرورية.
ويقدم لنا الفيلم شخصيات حقيقية من الواقع.. لديهم
سلبيات مثلما يحملون صفات إيجابية.. لديهم طموحات
مثلما تنتابهم المخاوف.. يتنفسون في مدينة كبيرة
قاسية، يتفشى فيها الزيف والنصب، ومضطرين للتعامل
والمشاركة في كل هذا، لأجل الاستمرار في العيش.
فالنماذج التي تختارها هالة خليل، متباينة ومختلفة
في اتجاهاتها وتفكيرها.. إلا أنها تلتقي وتتشابك
في نفس الهموم.. فنرى جميلة (حنان ترك) التي تفكر
بل تحلم في الهجرة بشكل جدي، متخلية عن حياتها
العاطفية في سبيل تحقيق هذا الحلم.. لذا نراها
تقضي معظم وقتها تشتري وتبيع لتوفير ثمن الرحلة.
أما يوسف (شريف منير) فهو شاب هادئ يعمل في تركيب
وتصليح أطباق القنوات الفضائية لسد حاجته وتوفير
لقمة عيشه مع أخيه يحيي (أشرف سرحان).. وفي نفس
الوقت يسعى لإيجاد فرصة عمل أفضل تنقله إلى مستوى
آمن من العيش.. وهناك صديقه سامي (فتحي عبدالوهاب)
الذي نراه يتسكع ويحتال لمجرد العيش، بسبب البطالة
التي يعشها هو أيضاً.. ولكنه عندما يحب زينب (مروة
مهران)، البنت الريفية التي القادمة إلى المدينة
للبحث عن الحب والزواج، لكنها تصدم بواقع صعب
وقاسي، يجعلها تعمل كبائعة في محل للأطعمة
السريعة.
|