مهرجان البحرين الدولي لأفلام حقوق الإنسان.. كان واحداً من أبرز الفعاليات التي نظمت خلال الشهر الماضي من قبل جمعية البحرين للحريات العامة، وبرعاية كريمة من صاحب الجلالة ملك البحرين، الذي أناب عنه وزير الإعلام الذي حضر حفلي الافتتاح والختام في قاعة المرجان بفندق موفينبيك بالمحرق.

أجمل ما في الموضوع، هو أن هذا المهرجان، هو أول مهرجان من نوعه يقام في المنطقة العربية.. حيث أقيم في السابق في عدد من دول العالم..!!

وقد كان لي شرف أن أكون ضمن لجنة التحكيم لأفلام هذا المهرجان، التي ترأسها المخرج بسام الذوادي، وضمت في عضويتها نادر المسقطي، وفريد رمضان، وصلاح أحمد.. وكانت الأفلام المتسابقة والأخرى المعروضة على هامش المهرجان، أفلاماً متنوعة وممتعة، من حيث التفاوت في المستوى والروح.. فشاهدنا أفلاماً من آسيا وأفريقيا وأوروبا.. أفلام حازت على تقدير عالمي وأفلام أخرى لم تتعدى بلد إنتاجها.

شخصياً.. أرى بأن المهرجان نجح من حيث المبدأ، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب التأكيد عليها، لإقامة دورات أخرى منه في المستقبل.. أبرزها الترتيب المسبق من موعد إقامته، حتى يتسنى للمنظمين التحضير بشكل جيد ومناسب.. لتجاوز الكثير من السلبيات.. وبالتالي وضع نظام متكامل وتخصصي للمهرجان، يلجأ إليه المنظمين للاعتماد عليه والاستفادة من خبرات سابقة في إقامة مهرجانات سينمائية مماثلة..!!

ثم لا ننسى التأكيد على إشعار المشاركون بأفلامهم، لابد أن يلتزمون بتاريخ معين تحدده اللجنة المنظمة لآخر موعد للمشاركة، ويكون قبل شهرين أو ثلاثة على أقل تقدير..!!

بما أن المهرجان دولي، فلابد أن يراعى، وبشكل خاص، أن تكون اللغة الإنجليزية مصاحبة دوماً للغة العربية في جميع فعاليات المهرجان، خاصة أن هناك مدعوين أجانب.. فقد أثارتني دهشتهم واستنكارهم في حفل الختام وتوزيع الجوائز من قبل لجنة التحكيم.. باعتبار أنهم لم يتجاوبوا مع معظم ما قيل في هذا الحفل..!!

والأهم من كل هذا كله.. هو التأكيد على أن تكون هناك حرية للإبداع والرأي في المشاركة بالأفلام.. أي لا يجب أن تمر الأفلام من خلال الرقابة، باعتبارها أفلاماً ستعرض في مهرجان وليست للعرض الجماهيري العام.. وهو أسلوب عالمي متحضر تتخذه غالبية المهرجانات العالمية والإقليمية..!!