أحد أعظم المؤثرات البصرية في تاريخ السينما هو
المشهد الشهير والخادع بصرياً للبيت المجنون/صــــالة المرايــــا
وذلك في ذروة فيـــلم أورسون ويلــز الكلاسيكـي (The Lady From Shanghai - 1948).
المشهد مصور في بيت المرح المهجور بمنتزه التسلية وذلك في موسم
إغلاق المنتزه حيث يقوم البحار المغامر المتجول مايكل أوهارا (أورسون
ويلز) بالاستيقاظ والقيام برحلة في آلة "البيت المجنون" (للحظة
ظننت أنني أنا المجنون) ونراه يميل إلى الأسفل على طول الخط ويمشي
متعرجاً على مزلقة منحنية يبلغ ارتفاعها ثلاثين قدماً أعلى فم
التنين نزولاً إلى الأسفل ووصولاً إلى قاعة صالة المرايا حيث يجد
المرأة الشقراء الفاتنة القاتلة ايلسا بانيستر (ريتا هيوارث) –
التي تعترف له بذنبها.
صالة المرايا هذه (متاهة المرآة السحرية) مبنية من
آلاف المرايا، ونرى العديد من اللقطات المقربة المشوهة التي تختلط
مع الصور المجزئة المتعددة. بعد لحظات يصل محاميها الذكي الكسيح
آرثر بانيستر (ايفريت سلون) سائراً بقضيبه – ونرى صورته تتكرر
عشرات المرات في سلسلة من الألواح العمودية، وعندما يواجهان بعضهما
ويطلقان النار على العديد من أشباههما، تمتلئ الشاشة بقطع الزجاج
المهشم وبشظايا وقطع المرايا المشقوقة، وبأجزاء مبعثرة من صورهم.
يصبح هدفهم مشوشاً بسبب المرايا التي تنكسر إلى شظايا خلال علمية
إطلاق النار العنيفة وبسبب تمزق صورة وحلول أخرى مكانها.
في ذروة الصراع وبعد نسف الألواح الزجاجية، يصاب
كل من بانستر وايلسا بجروح قاتلة ويواجهان بعضهما البعض عبر مشهد
من الزجاج المكسر. تصور الكاميرا ايلسا وهي تتعذب وتحتضر على
الأرض، ومايكل يتخلى عنها لتموت ونسمعها تطلق صرخة وتقول "اعط حبي
إلى شروق الشمس. مايكل أنا خائفة يا مايكل عد إلي أرجوك يا مايكل
لا أريد أن أموت لا أريد أن أموت"، وعندما يغادر مايكل نسمع صوت
قعقعة الموت مع دوران باب المخرج الدائري.
(*) ترجمة بتصرف عن موقع (The Greatest Films)
|