بعد حادثة حريق منزل شقيق العمدة، يبدأ حجاب بممارسة دجله على أوسع
نطاق ويكتب الأحجبة ويتقاضى مقابلها المال والمجوهرات ليحقق ثراء
فاحشاً وتصبح القرية مقصداً لكل زائر.
وفي الوقت نفسه كان عمدة القرية (علي حسنين) يعيش متمنياً طفلاً
رغم أنه تزوج من أربع نساء. فيعرض مشكلته على حجاب لمساعدته، إلا
أن "حجاب" يتسبب في موت العمدة، ليكون ذلك وبالاً على "حجاب"
و"وردة"، حيث يقرر شقيقه أن يثأر لأخيه ويقتل حجاب الدجال، هذا
بالرغم من حدوث الحمل لدى إحدى زوجات العمدة بعد وفاته، إلا أن
شقيقه يقرر أن تترك القرية حتى يظل حجاب كاذباً في نظر أهلها.
وسط هذه الأحداث يظهر فارس الأحلام (محمود حميدة) يرتدي ثياباً
بيضاء ويمتطي جواداً أبيض تماماً كالشكل الذي تراه وردة في أحلامها
وطالما انتظرته ليعمل خادماً عند شقيق عمدة القرية، لتقع زوجته "هلالة"
(نهلة سلامة) في حب هذا الغريب، وتخاف عليه من أن تخطفه وردة منها،
إذ طالما حدثتها عما تحلم به.
هنا تقرر وردة الرحيل بولدها للبحث عن لقمة العيش في أماكن خارج
القرية، بعد أن كشف بطلان سحر "حجاب" وانفض الناس من حوله، وتوقفت
الهدايا والعطايا من أهل القرية.. تصل وردة أثناء بحثها إلى فندق
سياحي في أطراف القرية، يعمل به فارس أحلامها الغريب، الذي ينساق
إلى حبها، ويقنعها بالعمل كراقصة في ملهى فندق سياحي. تصل الأخبار
إلى مسامع أهل القرية، الذين يخططون بتحريض من الشيخ حجاب للانتقام
من الفارس الأبيض ومن وردة ليقتل الاثنان في نهاية الفيلم.
يؤكد السيناريو في بداية سرده للأحداث والشخصيات، بأنه ضد كل هذا
الدجل والشعوذة، ويكشف للمتفرج كل تلك الألاعيب التي يلعبها حجاب..
وهو كلام جميل ليس عليه غبار. إلا أن الأحداث التالية تقدم لنا ما
يناقض هذا الكلام.. حيث سيطرة الخرافة وتجسيد الشيطان في شكل الرجل
الغريب، الذي يغوي وردة للعمل كراقصة في الفندق السياحي.
هنا نصل إلى نتيجة في أن الفيلم/ السيناريو لا يتبنى إدانة واضحة
للخرافات والغيبيات، ولا يدافع عنها أيضاً.. لا نعرف بالضبط ماذا
يريد أن يقول الفيلم في النهاية.. هل هو مع أو ضد. مع أن الأفكار
التي طرحها خلال أحداثه، كانت جداً مهمة وتحتمل الجدل والنقاش
حولها.
يقدم محمد خان فيلماً ذو ملامح جمالية غير تقليدية ومدهشة، إن كان
في الصورة المعبرة بكل زواياها ومكوناتها، أو في طبيعة الصيغة
والأسلوب الغرائبي التي حملها السيناريو للأحداث والشخصيات.. كما
نجح خان في توصيل حالة جمالية تصور تلك التداخلات في العلاقات
الإنسانية من خلال إضاءة وحركة أخاذة للكاميرا، وإدارة ناجحة
لفريقه الفني، من ممثلين وفنيين.
|