في فيلم (آسف على الإزعاج)، نحن أمام شخصية المهندس حسن صلاح الدين
زيدان (أحمد حلمي)، وهو شاب ينتمي لأسرة مستقرة مادياً، ويعمل في
شركة طيران ومرتبط كثيرا بوالده (محمود
حميدة) الطيار والمتأثر به كثيرا يستشيره في كل صغيرة وكبيرة من
أمور حياته وعلاقاته، بما فيها إعجابه بفتاة
المقهى (منة شلبي). ولكنه يعاني من عقدة
الاضطهاد ممن حوله. لذا نرى الفيلم يبدأ بمشهد للبطل وهو يعد
خطاباً ليبعثه لرئيس الجمهورية، يشكو له أحواله، وعدم تقديرهم
لموهبته وعبقريته، بعد أن توصل إلى مشروع اختراع لتوفير استخدام
الطاقة في مجال الطيران، إلا أن أحداً لم يأخذ مشروعه على محمل
الجد، بل يتم إجباره من قبل رئيسه في العمل على أخذ إجازة مفتوحة،
لإراحة نفسه من عناء العمل.. ويستمر حسن بإرسال خطاباته هذه مع عدم
وجود رد على كل تساؤلاته وشكاويه تلك.
الفتاة فريدة (منة شلبي)، التي التقاها في المقهى تثير إعجاب حسن
ويحاول أكثر من مرة وبشتى الطرق أن يلفت انتباهها، لدرجة أنه يقرر
أن يدفع لها مبلغاً من المال، كانت قد خسرته في تعاملها مع أحد
النصابين، وذلك عندما يدعى صداقته لهذا النصاب، فقط ليمكنه لقائها.
تتوطد علاقته أيضاً بفريدة، لدرجة أنه يغير في هندامه وتصرفاته،
ليصبح أكثر جرأة وإقبالا على الحياة، فقط لكي يعجبها.
من جهة أخرى، يرى بأن والدته (دلال عبدالعزيز) تعامله كطفل، بعكس
والده (محمود حميدة)، الذي يعتبره مثله الأعلى، والوحيد الذي يمكنه
مصارحته بكل علاقاته، حيث تتكون بينهما علاقة يسودها الحب والحنان
الذي يفتقده حسن.. باعتبار أن هذا الوالد كثير الغياب بحكم عمله في
كطيار. هذه العلاقة بينه وبين والده، يكتفي بها تعويضاً عن افتقاده
للأصدقاء. يحكي له عن كل علاقاته ومعاملة الآخرين له وسخريتهم منه.
والحقيقة.. كانت تلك المفاجأة التي يتلقاها حسن، وهي اكتشافه
(واكتشافنا نحن أيضاً كمتفرجين) من أنه مريض بفصام، وأنه يعيش
أوهاماً وتخيلات.. فوالده قد مات منذ زمن، والفتاة التي عاش معها
قصة حب ليست حقيقية, وكل ما شاهدناه كان من صنع خيال حسن فقط.. وان
والدته التي كانت تبدو متسلطة، تعيش بالفعل مأساة حقيقية في
محاولتها لإنقاذه من هذه الأوهام، وسعيها لمعالجته من صدمة فقده
لوالده وصديقه الوحيد، وذلك في اقناعة بالعلاج النفسي، لكي يتعايش
مع واقعه ويعيش حياته بسلام وطمأنينة.
بعد انقضاء فترة علاجه في المصح النفسي، وامتثاله للشفاء يخرج من
المصحة ويعلن حبه لفتاة
المطعم ولكن بشكل حقيقي هذه المرة ويطلبها للزواج.. وذلك بعد أن
تجاوز أزمته وتخلص من سيطرة تلك الأوهام على مجرى حياته. كما ينجح
في تنفيذ مشروعه في شركة الطيران.
|