مسلسلات السيت كوم عموماً، لا يمكن وصفها بأنها سيئة.. إنما السيئ هو عملية الاستسهال في تقديم الكوميديا الرخيصة.. أقصد غير المكلفة إنتاجياً.. فإنتاج مسلسل عادي مكلف مادياً ومعنوياً ثلاث مرات من إنتاج السيت كوم.. الذي لن يكلف لا في الديكور ولا في الإضاءة ولا في الإخراج.

يعتمد السيت كوم أساساً على الكتابة الجادة للكوميديا، والتي هي كوميديا الموقف، كوميديا اجتماعية في قالب عصري، تتوجه خاصة للشباب وتتميز بالجاذبية وخفة الظل.. وتقدم سلسلة من المواقف الكوميدية لمجموعة من الشخصيات، يجمعهم مكان واحد، سواء كان منزلاً أو فندقاً أو عيادة.

الأساس هنا كيفية اختيار الشخصيات المقترحة وطبيعة تناولها.. فالشخصيات لابد أن تكون منتقاة بعناية ومرسومة بدقة.. شخصيات من لحم ودم، نتعايش معها ونحس بأحاسيسها.. شخصيات يرى المتفرج نفسه فيها، يرتبط بها، ويتوحد معها، وتستثيره لمتابعتها كل حلقة وكل موقف.. شخصيات تتميز بملامح هامة للطبقة التي تنتمي إليها، وتمثل العمل الذي تمتهنه، والسنة العمرية التي تمثلها، وهي بالطبع تناسب عمر المتفرج المتوجه له.. وهي شخصيات ترتبط ببعضها بعلاقة ما، إن كان ارتباط اسري أو صداقة، أو زمالة عمل أو سكن. وبعد أن يكتمل رسم هذه الشخصيات من جميع النواحي، ربما يمكن أن نحملها تلك المواقف الكوميدية التي تهم المتفرج، ونرى كيف سيكون ردود أفعال كل منها على هذا الموقف، والذي بالطبع سيختلف ويتنافر أو العكس من شخصية إلى أخرى.. ومن هذا الاختلاف والتناقض يمكن أن تحدث المفارقات وتتصاعد إلى ذروتها، حتى نهاية الحلقة.

كل هذه الصفات التي أدرجناها سابقاً، هل توفرت في تلك الشخصيات التي شاهدناها في السيت كوم المصري في رمضان هذا العام..؟!

شخصياً، أرى العكس، فقد تهنا كثيراً مع تلك الشخصيات المتناقضة مع نفسها، وسئمنا من تلك المواقف المصطنعة، وطريقة الاستسهال الدرامي، في غالبية ما شاهدناه.. ربما نستثني منها عملين فقط مع التحفظ.. (راجل وست ستات)، و(تامر وشوقية).. أما الأعمال الثمانية الأخرى، فهي مازالت تحبوا وتتخبط في هذا العالم الجديد عليها.. والأمر المحير والغريب، في أن هناك ممثلين وممثلات متميزين، نحترمهم ونقدر فنهم، مشاركين في هذا المهرجان الدرامي، هذا إضافة إلى مخرجين نعتز بهم أيضاً..!!

يمكننا ملاحظة أسماء ممثلين وممثلات، أمثال: حسن حسني، هالة فاخر، أحمد راتب، محمد نجم، هناء الشوربجي، محمد متولي، ميمي جمال، .... وغيرهم.

وأسماء مخرجين، أمثال: هالة خليل، كاملة أبوذكرى، محسن أحمد، أحمد صالح، عمرو عرفة، ......

..... ولا تعليق، حتى إشعار آخر..!!