حديثنا
عن فيلم (غراند تورينو) للأمريكي كلينت إيستوود، يجرنا للحديث عن
تجربة هذا الفنان المتميز طوال مشواره السينمائي الطويل.. فيلمه
هذا هو الأخير ضمن قائمة طويلة بين تمثيل وإخراج.
فقد
برز المخرج العجوز كلينت إيستوود بشكل لافت في ما أنتجه في السنوات
العشر الأخيرة.. فمنذ أن فاز بالأوسكار الأول عام 1992 عن فيلمه
(غير المتسامح
The Unforgiven)،
أقام الدنيا ولم يقعدها حتى اليوم.. ففي عام 1994 حصل على أوسكار
آخر (شرفي) عن إنجازاته خلال مشواره السينمائي الطويل، وفي عام
2004 حصل على أوسكاره الثاني كمخرج عن فيلمه (فتاة بمليون دولار).
كان
ذلك مع بداية السبعينات، حيث يحظر إيستوود في الذاكرة، مع أول
مشاهدة متأملة لنا لفيلمه (من أجل حفنة دولارات)، الذي أنجزه
الإيطالي سيرجيو ليوني عام 1964، وكان هذا الفيلم بالنسبة لنا
بمثابة اكتشاف شخصي مزدوج، لمخرج عبقري وممثل موهوب. فالمخرج
سيرجيو ليوني بدأ بهذا الفيلم سلسلة من أشهر أفلام الكاوبوي سميت
بـ"الإسباغيتي" نسبة إلى إيطاليا.. منذ تلك اللحظة عشقت هذا المخرج
أيضاً، وبدأت أتابع أفلامه أولاً بأول.
كان
أحد أهم أبطال أفلام الإسباغيتي هذه، الممثل المغمور كلينت إيستوود،
والذي كان قد بدأ في هوليوود قبل عشر سنوات. وكان عمله مع ليوني
بمثابة اكتشاف حقيقي لهذا الممثل الموهوب إيستود، والذي أصبح يشكل
ظاهرة سينمائية بحق، حيث من النادر أن يحظى ممثل على هذا التميز في
الإخراج، فهو لم يحصل على الأوسكار كممثل في مشواره السينمائي
الطويل.. ولكنه وفي غضون عشر سنوات حصل على ثلاث أوسكارات.
بدأ
ايستوود الإخراج عام 1971، وبدأ يقدم أفلاما متنوعة، تحمل في
طياتها قوة تعبيرية مدهشة. فقد تعلم ايستوود الإخراج ـ كما يقول ـ
عبر مراقبة عمل المخرجين الآخرين
وبشكل
خاص، مكتشفه الإيطالي سيرجيو ليوني. فاخذ من ليوني إتقانه لشتى
أنواع اطر الصورة وكادراتها الجمالية، وركز اهتمامه على تصميم
الفضاء المصور وكأنه لوحة
راقصة.
ولد
ايستوود في مايو 1930 في سان فرنسيسكو بكاليفورنيا، وبدأ العمل
كممثل ثانوي لدى شركة "يونيفرسال" عام 1955، ولكنه أصبح فيما بعد
من أبرز أعلام
السينما الأميركية، فهو يعمل في السينما منذ خمسين عاما، قدم
خلالها ستين فيلماً، تولى شخصيا إخراج 25 منها، وأنتج 20 فيلماً
آخراً، في مسيرة فنية مبهرة كمخرج وممثل ومنتج. وبذلك فقد حاز على
نجاح جماهيري ونقدي كبير.
|