السينما فريق عمل متجانس
يتمتع محمد خان بأسلوب عمل مختلف فهو صارم وشديد
الحساسية في آن واحد أثناء التصوير، فبالرغم من
أنه يكتب قصص أفلامه ويشارك في صياغة السيناريو
لها، إلا أنه يرفض الاستماع لآراء الآخرين أثناء
التصوير، بل ويرفض حضور أي شخص لعروض الفيلم
أُثناء العمل، حيث يقول: (أنا ديكتاتور في هذا
المجال، حتى سعاد حسني لم تحضر موعد على العشاء
إلا في العرض الصحفي. فما دام السيناريو قد انتهى
وتم الاتفاق عليه، فإنني لا أحب أن أسمع أي
ملاحظات على عملي من أحد!!)*
كما أن له فلسفة ورأي خاص بالنسبة للسيناريو.. فهو
يرى بأن هناك مخرج منفذ للسيناريو ومخرج مؤلف أو
خالق، له فكره الخاص، والنوع الثاني يتعامل مع
كاتب السيناريو كشخص مطلوب منه أن يحقق لهذا
المخرج بعض أفكاره، إلى جانب أفكار الكاتب نفسه.
والاثنان يندمجان لتقديم العمل. وهو بالتالي يرى
بأن السينما أساساً هي سينما المخرج مائة بالمائة،
حيث ينسب الفيلم لمخرجه ويكون مسؤولاً عنه مسؤولية
كاملة.. (صناعة الأفلام بالنسبة لي مسألة شخصية..
ليست مسألة أنني أصنع أفلاماً والسلام، ولكنني
أساساً أصنع السينما الخاصة بتركيبتي.. وفي نفس
الوقت هذا لا يعني تجريد الكاتب من إضافاته.
فمثلاً لو جاءني سيناريو عبقري فلن أخرجه، لأن
سيناريو عبقري معناه أنه سيناريو كامل متكامل، فهو
إذاً لا يحتاج إلا إلى شخص ينفذه.. وهذا ما أرفضه،
لأن شغلتي مع السيناريو هي أن أضيف إليه، أعطيه
الصورة في النهاية وأجعلها تنطق بجوار الفكر
اللفظي الموجود في السيناريو وهذا مهم جداً)*
ولأنه يرفض أن يقوم بتنفيذ أي سيناريو جاهز، فقد
أًصبح تعامله مع الوسط الفني معروفاً .. (...إنني
أقوم بالتحضير لمشاريعي وأقدمها للسوق وهي كاملة،
أي أنني أتقدم للمنتج بالسيناريو وبالموافقة
المبدئية عليه من الممثلين. وكما يختار المنتج
المخرج الذي يتعامل معه، فإن للمخرج الحق ذاته،
فالمنتج ليس فقط من يملك الفلوس)*
هذا إضافة إلى أن محمد خان يصر على اختيار فريق
العمل من فنيين وفنانين بنفسه. وهذا ـ بالطبع ـ من
حق أي فنان حريص على عمله، لأن العمل الفني عبارة
عن انسجام وتجانس للعناصر الفنية للوصول إلى أرقى
مستوى إبداعي وجمالي للعمل الفني. لذلك يلاحظ
المتتبع لأفلام خان تكرر أسماء ارتبط بها في أكثر
من عمل، مثل المونتيرة نادية شكري (التي قامت
بمونتاج جميع أفلامه)، مدير التصوير سعيد شيمي
(ثماني أفلام)، الموسيقار كمال بكير (سبعة أفلام)،
السيناريست بشير الديك (ستة أفلام)، مدير التصوير
طارق التلمساني (ثلاثة أفلام)، السيناريست عاصم
توفيق (أربعة أفلام)، والسيناريست رؤوف توفيق
(فيلمان). ولم يأتي هذا الارتباط الفني اعتباطيا،
بل جاء نتيجة للتجانس والتشابه الكبير بينه وبين
هؤلاء الفنانين بالتحديد، حيث جمعتهم مواقف وآراء
حول مفهوم وجماليات السينما التي يصنعونها. فعن
تجربته مع سعيد شيمي، يقول محمد خان: (هو صديق
الطفولة، كنا نذهب إلى السينما معاً، وحققنا أفلام
8ملي و16 ملي معاً، والذي كان دائماً يريد أن يصبح
مدير تصوير وكنت دائماً أريد أن أصبح مخرج أفلام،
وهو دائماً يفهم ما أريد، أعني إنه عندما أشير إني
أريد اللقطة بطريقة معينة فإنه يفهم سريعاً أية
لقطة وأية طريقة أعنيها، وعندما أنظر من خلال
الكاميرا تكون هي ذاتها اللقطة المطلوبة. ربما
لأننا ذهبنا إلى السينما معاً وتذوقناها معاً..
إنه لا يقول لا لشيء بل يحاول تحقيقه مهما كانت
الظروف، وأعتقد إني فتحت المجال أمام سعيد لكي
يطلق ما في داخله في الوقت الذي أتاح لي كذلك بأن
أقدم ما أريد تقديمه كمخرج، وكان تعاوناً مثمراً
!!)*
|