فيلم (The
Final Cut)،
هو باكورة أفلام المخرج اللبناني الشاب عمر نعيم، إنتاج عام 2005..
وهو فيلم أمريكي لمخرج عربي.. وهذا يعني أن عربياً آخر قد نجح في
دخول معاقل هوليوود السينمائية.. وهذا لوحده إنجاز.. فما بالك بأن
الفيلم نفسه قد حضي باستحسان النقاد والمهتمين في أمريكا والعالم.
وأبرز ما كتب عن الفيلم، جاء على لسان جيرار ديلورم،
أحد نقاد مجلة "بروميير" الفرنسية السينمائية، حيث قال: «فيلماً
غنياً بالمواضيع والأفكار التي من الصعب اختصارها، ولكن كما العادة
في الأفلام الأولى هو فيلم مبالغ في كتابته وفي نظرياته. هذا لا
يمنعه من أن يكون عملاً سينمائياً شغوفاً بالسينما، فكر بكل صورة
في أدق تفاصيلها، وصولاً إلى الإكثار من استخدامه للمرجعيات
السينمائية. ما لا شك فيه أن عمر نعيم مخرج لا بد أن نتابعه».
قبل هذا الفيلم أنجز عمر نعيم, وهو ابن الفنانة
نضال الأشقر والإعلامي فؤاد نعيم, بضعة أفلام قصيرة بينها واحد
بعنوان "المسرح الكبير: حكاية بيروت" الذي أعجب المنتج نك وبستر
فساعده كثيراً في المراحل التي أدت إلى إنجاز فيلم (The
Final Cut).
وبالطبع، فان الشركات الأمريكية أرادت فيلماً هوليوودياً
تقليدياً.. إلا أن شركة ليون غيت هي التي تبنت الفيلم ووافقت على
منح المخرج حرية اختيار اللون الدرامي والأسلوبي.
يحكي الفيلم عن الذاكرة الجماعية والفردية، حيث أن
الفيلم يقدم فكرة خيالية عن آلة صغيرة تزرع في الدماغ منذ الولادة
لتسجيل الحياة البشرية الكاملة، وذلك لاستخدامها عند وفاة أي شخص،
وعرضها في حفل الجنازة كتسجيل لحياة هذا الشخص.. وبالطبع لا مجال
لعرضها بالكامل في مناسبة كهذه، ليأتي دور المولِف (المونتير) الذي
يستأجر لاختيار أبرز المحطات في حياة الراحل محولاً إياها إلى فيلم
متكامل.
وبطل الفيلم ألن هاكمان (روبن ويليامز) يعتبر أحد
أبرز المولفين، حيث ذاع صيته في المهنة بفضل قدرته على إعداد فيلم
خال من الأخطاء، مبتعداً عن الأخطاء والخطايا ومركزاً على اللحظات
الجميلة.. وهو بذلك يصبح رجلاً قاسياً خالٍ من أي عاطفة، لكثرة ما
اشتغل على أفلام جردها من كل سوء، ومضيفاً عليها طابعاً عقلانياً
طيباً.
مشهد واحد فقط.. يعيد هاكمان إلى ماضيه، وتحديداً
إلى صورة من طفولته لطالما أقلقته.. حيث يكتشف بأن ما تخيله لم يكن
حقيقياً، بل أن ما سجل في ذاكرة أحد الأشخاص هو الحقيقة.
يتحدث مخرجنا عمر نعيم عن اختياره لبطل الفيلم (روبن
ويليامز)، فيقول: «أردت ممثلاً يتوغل عاطفياً في هذا الدور
وويليامز يفتح النافذة المطلوبة لجعل هذه الشخصية المتشابكة
إنسانية كما لا يفعل أي ممثل آخر.. اتصل ويليامز وأعرب عن استعداده
للبدء بالتصوير».
في فيلم (Final
Cut)،
نحن أمام فيلم متميز وملفت، يقدم مخرجه اللبناني الشاب عمر نعيم
على الساحة السينمائية العالمية في أفضل تقديم.. وينبئ عن موهبة
مستقبلية مشرفه لهذا القادم من الشرق العربي. |