لقد رحل عاطف الطيب مباشرة بعد استكمال التصوير في هذا الفيلم، وقبل أن
يستكمل المونتاج، لذلك استكمل مونتاجه المونتير أحمد متولي بشكل سريع، حتى
يتم عرضه في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1998.
ويتناول الفيلم قصة نوال إبراهيم السعدي (شريهان) المريضة بالفصام
الاكتئابي، ونزيلة في إحدى المصحات النفسية بمدينة (الإسكندرية)، وتعاني في
المصحة بعدما انتزع منها طليقها (عماد) ابنها الوحيد (عادل) بالقوة، وتقابل
عددا كبيرا من المريضات اللاتي يعانين من مشاكل مختلفة. أما الدكتور (محمود
شاكر)، فهو يتعاطف مع مريضته (نوال)، ويحاول مساعدتها بقدر اﻹمكان، لكنه
يكتشف أن مدير المستشفى يسعى لاستغلال مرضاه في إجراء تجارب غير مأمونة،
مما يدفعه إلى التصدي لهذه المخططات. وفي النهاية ينجح في لقاء نوال مع
ابنها الصغير، والذي كانت معتقدة بأنها قد قتلته بالخطأ.. حيث كان ذلك كله
من تدبير أختها وزوجها، حتى يتسنى لهم تبني هذا الطفل.
تحدثت الفنانة شريهان بعد وفاة مخرج فيلمها «جبر الخواطر»، لترد على
الاتهامات التي طاردتها بسبب الفيلم، ومنها التدخل في عمل المونتير أحمد
متولي «الذي تولى استكمال مراحل العمل»، والقيام بإجراء مراحل المونتاج،
وتحدثت عن الفيلم قائلة: «بعد رحيل عاطف الطيب كان الفيلم مثل الابن
اليتيم، والسبب في حضوري مونتاج العمل مع المونتير أحمد متولي، إني كنت
أحاول المساعدة بهدف الوصول معه إلى ما كان المخرج الراحل يريد تقديمه، مثل
الموسيقى التي أراد وضعها، والأسلوب الذي سعى لتقديم فكرة الفيلم به، وذلك
بحكم أني في تلك الفترة قريبة منه، وبعد ذلك فوجئت بما قيل عن أنني قمت
بعمل المونتاج، والتدخل في عمل المخرج، وأنا عمري في حياتي ما تطفلت على
مخرج».
بعد فترة طويلة على رحيل المخرج، شاهدت الفيلم في نسخته النهائية، ورأينا
بأنه لم يصل إلى ما وصل إليه المخرج عاطف الطيب في مجمل أفلامه. وبما أن
الطيب لم ينتهي من مونتاجه النهائي، فنرى بأن الفيلم قد فقد الكثير من
بساطة عاطف الطيب وشفافيته، كما أننا نعتبر بأن المونتاج يعد بمثابة إخراج
ثان لأي فيلم.
الفكرة العامة التي قدمها الفيلم جيدة، وكان بالإمكان صياغتها بشكل لافت،
إلا أن النوايا الحسنة لوحدها لا تصنع فناً. فالسيناريو هنا لم يوفق كثيراً
بالدخول في أعماق شخصياته ودراسة انفعالاتها وتحليلها نفسياً واجتماعيا،
لذلك بدت ردود فعل بعض الشخصيات وتصرفاتها ساذجة وغير مقنعة. ولولا عنصري
التشويق والحركة، لسقط الفيلم في الكثير من السطحية. هذا بالرغم من الأداء
الجيد من شيريهان وأشرف عبدالباقي، اللذان ساهما الى حد كبير في انتشال
الفيلم من السقوط. وقد ظهر الفيلم عادي المستوى، رغم محاولته طرح فكرة
جيدة. كنت أتمنى حقيقة.. أن يكون فيلم (ليلة ساخنة)، وليس هذا الفيلم، هو
خاتمة أفلام الراحل عاطف الطيب. |