في فيلم (الدنيا على جناح يمامة) يقدم المخرج عاطف الطيب الكوميديا لأول
مرة، بعد مجموعة أفلامه الواقعية الجادة. حيث يتناول الفيلم كوميديا
إجتماعية تعالج قضايا معاصرة، ويتعرض بالنقد الصريح للكثير من الممارسات
الخاطئة في المجتمع.
يحكي الفيلم عن رضا (محمود عبد العزيز) سائق التاكسي، والذي يصادف أن يكون
دوره في طابور المطار بتوصيل أرملة ثرية قادمة من الخارج إسمها إيمان
(ميرفت أمين). ولأنها تجد في رضا البساطة والتلقائية والصدق والأمانة، تتفق
معه على أن يصحبها في جميع تنقلاتها. وتتفق معه على عدم إبلاغ أهلها
بوصولها، وذلك لأنهم يريدون العثور عليها طمعاً في ثروتها التي ورثتها عن
زوجها، والتي تقدر بالملايين. وحتى بعد عثور خالها فؤاد بيه (عبد الله
فرغلي) عليها، لايستطيع إستمالتها والسيطرة على ثروتها، وبالتالي يقرر هو
وإبنته الخلاص منها بقتلها ومن ثم يرث ثروتها التي ستحل له مشاكل مالية
كثيرة إلا أن زوج إبنته يبلغ الشرطة عنهم. من جهة أخرى يساعدها رضا في
العثور على حبيبها المهندس المعماري حسن (يوسف شعبان) وتهريبه من مستشفى
الأمراض العقلية، التي دخلها بعد ترحيله من السجن بتهمة إنهيار إحدى
العمارات التي يشرف على بنائها، بالرغم من أنه يؤكد لإيمان براءته وإن ذلك
يقع تحت مسئولية المقاول الغشاش. بعد هروب إيمان وحسن يختبآن عن الشرطة
لفترة، الى أن يقعا تحت يد ضابط شرطة شريف، ينصحهما بعد أن يتعاطف مع
ظروفهما بتسليم أنفسهما للشرطة لتخفيف العقوبة. ويتم ذلك بالفعل في نهاية
الفيلم.
في فيلم (الدنيا على جناح يمامة) نحن أمام سيناريو محفز وسريع الإيقاع،
لكنه بالمقابل سيناريو متذبذب المستوى، يعتمد الصدفة أحياناً، وتسوده أحداث
مصطنعة وغير منطقية في كثير من الأحيان، ربما كان القصد بها الإضحاك فقط،
إنما لم تكن موفقة. كما أننا نلاحظ من خلال سردنا للحكاية، بأن المشكلة في
الفيلم هي مشكلة الأرملة الثرية إيمان، بينما الشخصية الرئيسية في الفيلم
هي شخصية رضا سائق التاكس الذي يصحبها في كل تنقلاتها، بل ويساعدها في كل
ما تريد، هذه الشخصية أصبحت ثانوية في سياق الحدث الرئيسي. أي أنه لا توجد
لديها أي مشكلة خاصة يعتمد عليها الفيلم في أحداثه. وهذا بالطبع قد ساهم في
تهميش الشخصية الرئيسية، بالرغم من أنها مرسومة بعناية ودقة، خصوصاً في
إضفاء التفاصيل الصغيرة ، والتي أعطت للفيلم طابعاً خاصاً.
إخراج جيد نوعاً ما، نجح في الحفاظ على الإيقاع السريع في غالبية المشاهد
هناك إدارة جيدة للممثل، وخصوصاً أداء محمود عبد العزيز. وإدارة جيدة
للكاميرا أيضاً، خصوصاً المحمولة منها. التصوير بسيط في تكويناته الجمالية
للكادر. وهناك جهد مبذول في إخراج الكاميرا من الأستوديو والنزول بها في
شوارع القاهرة. مونتاج متناسب والحدث الدرامي. موسيقى تقليدية. |