ملف خاص في مجلة "روز اليوسف" عن السينما المصرية في عيدها المئوي

 

روز اليوسف: عدد خاص عن السينما المصرية

سينما مصر.. ضد مصر

نور الشريف: السـينـمــا نجـحــــت بالصـدفـة!

مال السينما سايب

التطور الطبيعى للمشاهد الساخنة

هزائم النساء على الشاشة عـرض مستـمـر

سميرة أحمد: لاتصدقوا منتجاً يقول أنه يخسر

هند رستم: مصر فى سينما هذه الأيام..قبيحة

مديحة يسرى: لولا أفلامنا فى الخمسينيات ما كان هناك 30 قاضية الآن

شريف عرفة: أزمة السينما المصرية فى الدخلاء عليها

حرب الـ3 طبقات فى سينما الترسو

أكذوبة السينما النظيفة

تسـقــط الرقـابـة

قاموس اللمبى وشركاه

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

شريف عرفة:

أزمة السينما المصرية فى الدخلاء عليها

طارق مصطفي

 

من أول مشهد فى فيلمه «الأقزام قادمون»، استطاع شريف عرفة أن يلفت الأنظار إليه كمخرج لديه لغة سينمائية خاصة وشكل سينمائى مختلف يحاول أن يقدمه. ورغم أن هذه المحاولات الأولى التى كانت أقرب إلى «الفانتازيا»، لم يستقبلها شباك التذاكر كما هو متوقع، فإن شريف لم يتوقف استطاع فى أفلامه التالية أن يقدم كوميديا سياسية واجتماعية.. واستمر «عرفة» فى نثر إبداعاته مع الجيل الجديد، وقال فيها كلمته وبصمته التى لا تخطئها عين من فيلم «مافيا» الذى حقق فيه نقلة نوعية على المستوى الإخراجى، وفى فيلمه الأخير «الجزيرة» كان مسك الختام لسينما .2007 يتحدث شريف لـ«روزاليوسف» عن رؤيته لمستقبل السينما المصرية والصعاب التى واجهته فى أعماله الأولى، مروراً بمحطة «مافيا» على اعتبار أنها كانت نقلة سينمائية ليس فى مشوار شريف فقط، بل فى تاريخ السينما المصرية. يكشف «عرفة» السلبيات التى تعانى منها «السينما»، وتحد من انطلاقتها ويقدم فى حوارنا معه روشتة العلاج.

·         هل تعتبر أن التوقيت الذى ظهر فيه فيلم «مافيا» باعتباره نقلة حقيقية، يجعلك أكثر حظاً من الأجيال التى سبقتك

أعتقد أن الجيل الذى سبقنى له ظروفه الخاصة، فهذا الجيل عانى من ظروف إنتاجية سيئة حاول التغلب عليها، وهى نفس الظروف التى عانيت منها، ولكن الفكرة أننى عملت كمساعد مخرج لفترة طويلة، وبالطبع توقفت على هذه الظروف، مما جعلنى أكثر استعداداً لها، فبدأت أدفع نفسى لأخلق لى ولجيلى مكاناً على الساحة.

·         ولكن ألم يصدمك أن يخاصم شباك التذاكر أفلامك الأولى مع ماهر عواد، ومحاولات الفانتازيا التى أردت تقديمها

ليس من المنطقى أن تتراجع وتكتئب لمجرد أن محاولاتك لتقديم سينما مختلفة وجديدة لم تنجح.

·     من وجهة نظرك لماذا لم تلق الأفلام الأولى صدى، فى حين نجحت أفلام الثلاثى شريف عرفة، وحيد حامد، وعادل إمام، وهل للأخير أى علاقة بهذا النجاح

عدم نجاح تجربة مثل «سمع هس» فى ذلك الوقت، لا يعنى أننا كنا مخطئين مائة بالمائة، ولكن ربما كان ينقصنى فى ذلك الوقت الخبرة الكافية، أو ربما لأن ظروف العرض والجمهور فى ذلك الوقت لم تكن ملائمة لطبيعة الفيلم، بدليل أن الفيلم حيث يعرض الآن يلقى نسبة مشاهدة عالية، ثم إننى مقتنع بأنك مخرج تحتاج لوقت طويل قبل أن تتوصل للتوليفة أو الـ Style «استايل» الذى يحقق لك المعادلة الصعبة، وأن المخرج لا يحدد له رؤية أو اتجاها إلا بعد 4 أو 5 أفلام، والدليل على ذلك أن تجربة «يا مهلبية يا» حققت نجاحاً جماهيرياً معقولاً، أما عن سبب نجاح أفلامى مع عادل إمام، وهل كان هو سبب النجاح لكونه نجما أم لا، سأقول أننى مؤمن بأن النجاح صدفة، فالدرجة الثالثة كان من بطولة نجمين كبيرين سعاد حسنى وأحمد زكى، ومع ذلك لم ينجح، ثم إننى لم أسع للعمل مع عادل إمام، ولكن ربما يكون سبب نجاح هذه الأفلام، اقتناعى بالأفلام التى قدمتها معه، بالإضافة إلى تطور خبرتى فى التعامل مع الجمهور، وهذا لا يعنى أننى أتبرأ من أفلامى الأولى، ولكن كل ما فى الأمر أننى لم يكن لدى بعد الوعى الكافى بكيفية التعامل مع الجمهور، ولذا وهو الأمر الذى لا يعرفه كثيرون أننى ذهبت لمشاهدة مسرحية «الزعيم»، وظللت أشاهدها لعام كامل مع الجمهور، لأعرف الأشياء التى تجعل الجمهور يضحك، واكتشفت أن الجمهور لا تضحكه الأشياء المسفة، هذا الوعى بالجمهور جعلنى فى فيلم مثل «الجزيرة»، أراهن على استمتاع الجمهور بأول 20 دقيقة من الفيلم، والتى تخلو من أى مشاهد أكشن، ولا يوجد بها سوى أشخاص يتحدثون باللهجة الصعيدية.

·     عندما قدمت «مافيا» اتهمت بأنك قدمت فيلماً مصرياً على الطريقة الأمريكية وأنك السبب فى هذا الغزو الأمريكى للأفلام المصرية بعد مافيا

قبل الإجابة عن سؤالك أريد الإشارة إلى أننى أعتبر «الناظر» كان أصعب من مافيا، فقد كنا لأول مرة بالسينما المصرية نشاهد 3 شخصيات *1 على الشاشة بهذه الجودة ومن مشاهد مركبة ومعقدة تقنيا بهذه السلاسة. أما «مافيا» فنعم كان أول أكشن مصرى يقدم بشكل مختلف واعترف أن مافيا كان أكشن أقرب إلى السينما الأمريكية، ولكننى قدمت فى «الجزيرة» أكشن مصريا، وكنت مهموما فى «الجزيرة» بألا تكون هناك مبالغة وبألا تظهر الصنعة بمعنى أن الجرافيك يتحكم بحوالى Shot 96 من «الجزيرة» وقد نجحت فى ألا أجعل المشاهد ينتبه إلى هذه «الصنعة» أو «التقنية» لأن الفيلم واقعى وليس خيالاً علمياً مثلا

·         قلت إنك ظللت تعانى من أجل العثور على شىء حقيقى.. فهل نعانى من أزمة فكر فى السينما المصرية

بالطبع نعانى من أزمة فكر، فقديما كنا نستمد حواديتنا السينمائية من رواياتنا المصرية. والآن لم يعد يحدث هذا، ولكن أزمة الفكر هذه فى كل شىء فى البلد وليس فى السينما وحدها، فقليلون هؤلاء الذين يبتكرون حلولا جديدة أو أفكارا سينمائية جديدة، فمن يطالبنا أن نكون مثل السينما الأمريكية يجب أن يعلم بأن عدد كتاب السيناريو من المهمين فى تاريخ السينما المصرية لايتجاوز 20 شخصا، بينما فى أمريكا يتجاوز عددهم 40 ألف مؤلف. وبالمناسبة، لقد كنت من أوائل المخرجين الذين تنبهوا منذ سنوات إلى أن نجومنا قليلون، فبدأت أهتم بتخريج نجوم جديدة مثل حلمى، علاء ولى الدين، ومحمد سعد، أما الآن فأنا مشغول بتخريج جيل من كتاب السيناريو فالأمل فى الورق. لأن هو الأساس.

·         فى الثمانينيات ظهرت موجة سينمائية جديدة تحاول تقديم سينما مختلفة عما هو سائد، هل أصبح هذا صعبا، هذه الأيام

فى العالم كله لاتوجد محاولات جماعية وفى الخارج يعملون بنظام الـ studio. وأنت بداخل هذا النظام أداة ولكن تكون المحصلة هى تقديم ألوان سينمائية مختلفة ولكننا فى مصر نعمل بشكل فردى ولسنا فى مجتمع يسمح لك بالتجريب، وفى الخارج هناك شىء يعرف باسم الحد الأدنى لدخل الفيلم.. بمعنى أنك عندما تعرض فيلما على جهة إنتاج تضع لها ميزانية مؤقتة وإيرادات متوقعة وهذا لايحدث فى مصر وبالتالى إذا أردت أن تجرب وتقدم تجربة سينمائية مختلفة ليس من المنطقى أن تقدمها من خلال أموال شخص آخر، إن السينما صناعة، وبالتالى لايوجد مكان للهواة، فإذا كنت هاويا تستطيع أن تقدم فيلما قصيراً.

·         من وجهة نظرك ما السلبيات التى يعانى منها الإنتاج السينمائى فى مصر الآن

أرى أن هناك دخلاء كثيرين على الصناعة الآن سواء ممثلين أو منتجين أو مؤلفين و«كل من هب ودب بقى بيعمل سينما»، إلى جانب وجود فقر فى عدد كتاب السيناريو الجيدين فى مصر.. ومن السلبيات الموجودة أيضا قلة عدد النجوم، عدم وجود حد أدنى لدخل الفيلم المصرى كما هو متبع فى السينما العالمية، وبالتالى يصبح الإنتاج فى مصر أشبه بمغامرة فردية لأننا نفتقد إلى Database نعتمد عليها فى تقدير حجم الإيرادات، فالجزيرة مثلا كان مغامرة، وبالمناسبة أرفض أن يقارننا أحد بالسينما الأمريكية، فأمريكا بها 4000 نجم و4 ملايين ممثل و40 ألف كاتب سيناريو.

·         كيف ترى مستقبل السينما فى ضوء السلبيات التى تحدثت عنها

من خلال تجاربى وخبراتى أن مرور الوقت كفيل بالشطب على هذه السلبيات، فالصناعة ستزداد انتعاشا خلال الفترة المقبلة مما يعنى المزيد من الأفلام والتطوير. ومن خلال تجربتى الشخصية مع فيلم «الجزيرة» أستطيع القول أن المنتجين لن يتخوفوا خلال الفترة المقبلة من فكرة عمل فيلم بأكثر من نجم.

روز اليوسف المصرية في 5 يناير 2008