أختتم مهرجان دبي السينمائي الرابع أعماله الأحد الماضي(9
ـ16 ديسمبر) بعد أن حقق دورة ناجحة, واستطاع أن يتميز بين المهرجانات
العربية باهتمامه الكبير بالأفلام العربية والتي رصد لها جوائز مادية
جيدة.. وقد خرجت السينما المصرية الرائدة بدون أي جوائز, ولكن مصر وجدت
بقوة في أكثر من فيلم, ومن خلال تكريم يوسف شاهين الذي حقق أحدث أفلامه
هي فوضي أكبر اقبال جماهيري, وقد بيعت كل تذاكر عروضه الثلاثة قبل3
أيام من عرضه.. فلماذا خرجت السينما المصرية من المنافسة؟.. ومن هو
المخرج المصري الأصل والفرنسي الجنسية الذي فاز فيلمه بأفضل فيلم
تسجيلي؟.. وماذا عن فيلم لولا الذي اعتبره البعض يسيء إلي مصر؟!
جاءت جوائز المهر للأفلام العربية الطويلة لثلاثة أفلام
مهمة, فكانت الذهبية(50 ألف دولار) من نصيب الفيلم اللبناني, تحت
القصف اخراج فيليب عرقتنجي, وقد شارك في انتاجه فرنسا وبريطانيا,
وأحداث الفيلم تبدأ مع نهاية ضرب واحتلال إسرائيل لجنوب لبنان من خلال
امرأة تعود من الخارج للبحث عن ابنها, وتتفق مع سائق تاكسي علي أن يذهب
بها إلي الجنوب, أنها رحلة مؤلمة تستعرض ما فعلته إسرائيل بالجنوب..
أنه عمل تتعاطف مع أبطاله ويقدم دراما تسجيلية للخراب الذي خلفته الحرب..
وفوز الفيلم بالذهبية ليس بوصفه عملا فنيا مهما بقدر ماهو تعاطف من لجنة
التحكيم مع موضوع الفيلم نفسه.
ذهبت الجائزة الفضية(40 ألف دولار) للفيلم التونسي آخر
فيلم اخراج نوري بوزيد ويدور حول شاب يتحول إلي متطرف ديني, وهو عمل
يستحق الجائزة بالفعل, وسبق أن فاز بذهبية قرطاج.. أما الجائزة
البرونزية(30 ألف جنيه) فكانت للفيلم الفرنسي الانتاج أسرار الكسكسي
للمخرج التونسي أيضا عبداللطيف كشيشي, وهو عمل فني جميل بالفعل يدور حول
رجل مسن تم الاستغناء عنه حيث كان يعمل في شركة فرنسية لصيانة المراكب,
وبعد أن يعيش أزمة عدم الاحتياج إليه يقرر اقامة مطعم تكون وجبتة الأساسية
الكسكسي الذي تجيد إمرأته صنعه.
أما جوائز الفروع الفنية فكانت في معظمها غير مستحق وتحمل قدرا
كبيرا من المجاملة من لجنة التحكيم وبصفة خاصة جائزتي السيناريو والمونتاج
لفيلم خلص اللبناني واخراج برهان علوية فهو عمل ضعيف بكل المقاييس..
وأيضا جائزة التمثيل التي ذهبت للممثل الأردني نديم صوالحة عن فيلم كابتن
ابورائد لم تكن في محلها نتيجة أن الشخصية التي لعبها الممثل الكبير كانت
مسطحة وبلا أبعاد والفيلم نفسه ضعيف, أما أحسن ممثلة فهي لندي ابوفرحات
وجاءت نتيجة تعاطف لجنة التحكيم مع فيلم تحت القصف, بينما كانت جائزة
الموسيقي موفقة إلي حد كبير وحصل عليها المغربي نجيب شراوي عن الفيلم
التونسي أخر فيلم.
لم تنجح الأفلام المصرية الثلاثة المشاركة: في شقة مصر
الجديدة لمحمد خان, والوان السما السبعة لسعد هنداوي, وبلد البنات
لعمرو بيومي في تحقيق أي جائزة.. ولكن الفيلم الفائز بأفضل عمل تسجيلي أو
وثائقي(40 ألف جنيه) من نصيب كريم جوري وهو من أصل مصر, والفيلم نفسه
يصور رحلة هذا الشاب الفرنسي للبحث عن والده في مصر.. أما أفضل فيلم
روائي قصير(30 ألف دولار) فكان للفيلم المغربي سارا اخراج خديجة ليكلير,
وهو يعالج نفس موضوع الفيلم التسجيلي ولكن من خلال فتاة مغربية تعيش في
فرنسا تقرر البحث عن جذورها والعودة لرؤية أمها التي لم تراها منذ كانت
طفلة.
إلي جانب مسابقات المهر الثلاثة والتي تقوم علي الأفلام
العربية أو التي يكون مخرجوها عربا حتي لو كان الانتاج غير عربي, قدم
المهرجان عدة برامج منها الجسر الثقافي الذي يقام من خلاله ندوة كبيرة
بالإضافة إلي عرض الأفلام التي تتفق وشعار المهرجان ملتقي الثقافات
والابداعات, وأيضا برنامج عن السينما الهندية, وأخر عن سينما العالم,
ورابع عن سينما آسيا, وخامس عن السينما الإفريقية.
ولكن يبقي برنامج ليال عربية هو الأكثر ترقبا واثارة لان
مسابقة المهرجان نفسه عربية الهوي.. وقد افتتح هذا البرنامج بفيلم لولا
للمخرج المغربي نبيل عيوش, والذي يدور حول فتاة أمريكية تعشق الرقص
الشرقي وتحب فتي مصري يدرس في أمريكا وتقرر الحضور إلي مصر لتعلم الرقص علي
يد الراقصة المعروفة اسمهان.. فيلم ضعيف وتجاري إلي حد كبير, ولهذا
آثار غضب كثير من المصريين والعرب والطريف أن مخرج الفيلم اختار ممثلين من
كل أنحاء العالم العربي إلا مصر, وصور مشاهد مدينة القاهرة بشكل متسرع في
مصر واستكملها في المغرب, ولعبت مريم فخر الدين دور صغير بالفيلم.
مع يوسف شاهين وتكريمه, لمع علي مسرح حفل الختام الممثل
الأمريكي داني جلوفر الذي شارك في ندوة الجسر الثقافي أيضا مع الأديب
العالمي باولو كويلو.
لقد خرج مهرجان هذا العام مليئا بالحيوية ونجح في جذب عدد كبير
من الأفلام المهمة, فكانت المحصلة ايجابية وفي صالح المهرجان.
الأهرام اليومي في 18
ديسمبر 2007
|