نجح الفيلم العاطفي “دار جيلينج ليمتد” بحق في تحقيق شعار
مهرجان دبي السينمائي كونه ملتقى للثقافات والإبداعات، فكان الفيلم
الأمريكي بمثابة حلقة وصل بين المجتمعين الأمريكي والهندي.
بداية من عنوانه الذي يحمل اسم قطار يملكه شخص في الهند ويرمز
للحياة التي تمر سريعاً على الجميع، فيما يحاول ثلاثة من الأشقاء تحديها
وحمل حقائب السفر إلى الخلف لإعادة لحمتهم المفقودة والارتباط مرة أخرى
بوالدتهم. وبعد أن كان الأشقاء متخاصمين يسعى أكبرهم “فرانسيس” إلى تنظيم
رحلة للصفاء الروحي إلى الهند التي تضم أكبر قدر من الأديان في العالم.
والهدف الخفي لفرانسيس لم يعلن عنه سوى بعد أن قطع قطارهم “دار
جيلينج ليمتد” نصف المسافة التي من المفترض أن يصل بهم إلى حيث تسكن أمهم
التي تحولت إلى راهبة في إحدى الكنائس بالهند. ويتوقف المسافرون عند محطات
عديدة تأخذ كلاً منهم إلى أحلامه، فالأكبر يسعى لأن يوجد اللحمة مرة أخرى
مع أشقائه، والثاني بيتر يفكر في مشكلاته مع زوجته وعما تحمله له الأيام
معها خاصة أنها حامل وستلد له ابناً جميلاً، أما الأخ الأصغر “جاك” ويجسده
كاتب السيناريو جيسون شوارتزمان فيؤدي نفس دوره في الحياة وهو الكتابة
وحياته الفرويدية المغرم بها بكل فتاة يقابلها ويلمح فيها ملامح حبيبته
التي هجرته.
أبرز الملامح التي توقفوا عندها كانت أبرز المعابد والأماكن
المقدسة مما أظهر احترامهم لطقوس المعتقد الهندي رغم كونهم مسيحيين في خلط
كوميدي بين طقوس المسيحية والهندوسية.
الفيلم يأخذك في قالب كوميدي عاطفي حول مشاعر كل منهم تجاه
بعضهم بعضاً، وحول فقدهم والدهم في حادث سيارة وأمهم التي تخلت عنهم منذ أن
كانوا أطفالاً صغاراً. ظهر في البداية إلى أي مدى كان الشبان الثلاثة
محطمين عاطفياً ولا يتبادلون الحديث أو يهتمون ببعضهم ولا يغادرون مقصورتهم
في القطار متجاهلين كل ما حولهم من ملامح الهند الحاضرة بشوارعها وقطارها
و”الركشة” السيارة الصغيرة التي يستغلونها بحثاً عن الطقوس العبادية حتى
الأدوية التي يستخدمونها لعلاج الصداع أو لجعلهم في حالة من “السكر”. ورغم
كل المشاهد التي تجمعهم يصر كل منهم على أن يسير في حاله وكانت الحالة
الأوضح قيام أحد أطفال الشوارع من ماسحي الأحذية بسرقة حذاء الأخ الأكبر
فرانسيس، ولكن أحداً من أشقائه لم يعر الأمر اهتماماً في وقت عجز هو نفسه
عن إنقاذه بسبب ما يعانيه جسدياً بسبب الحادث الذي وقع له، إضافة إلى
تجاهلهم لأخيهم الأكبر وخطته في البحث عن أمهم عن طريق السحر، وقف جاك
وبيتر لا يعبران عن أي مشاعر حقيقية تجاه بعضهم بعضاً إلا عندما يتشاركون
في إنقاذ أطفال هنود كانوا على متن قارب يعبر بهم من جانب شاطئ نهر إلى
آخر، ويتمكنون من إنقاذ اثنين منهم، فيما يفشل الشقيق الثالث بيتر في إنقاذ
الطفل الذي عهد إليه بإنقاذه وأثر فيهم كثيراً مشاهد جنازة الطفل وعرفان
أهل الطفل بالجهد الذي بذلوه لإنقاذ ابنائهم.
وكانت هذه المرحلة بمثابة العقدة في الرواية وبعدها كان
الانسجام بين الأشقاء وبعد أن قرروا الرحيل عن الهند وعدم العودة وتعاهدوا
أن يسير كل منهم في طريقه عادوا مرة أخرى وقطعوا تذاكر سفرهم، واستكملوا
البحث عن أمهم باتريسيا (انجليكا هيوستون) ووجدوها في المكان الذي أخبرهم
به شقيقهم فرانسيس في كنيسة منعزلة على قمة شاهقة في الجنوب الهندي ولكن
أمهم تصر على الاختفاء مرة أخرى بعد أن تعزيهم في وفاة والدهم ويصبح الشباب
وقد وجدوها أعدت لهم افطارهم ورحلت.
المشهد الختامي من الفيلم أكد فكرته الأساسية وهي أن الحياة
مثل القطار تمر بمحطات مختلفة ومتناقضة ولذلك لا بد من إلقاء الماضي خلفنا
والنظر بشكل متفائل للمستقبل. والمشهد كان عن محاولة لحاق الاخوة الثلاثة
بقطار من شركة أخرى تحرك قبل لحظات من وصولهم فركضوا خلفه مسرعين مما
اضطرهم إلى إلقاء حقائب والدهم “وتيمن” وتركها إلى العمال بالسكة الحديد
غير عابئين بفقدها والقطار يواصل رحلته العجيبة والمتعثرة.
الفيلم من إخراج الأمريكي ويس اندرسون وأحسنت إدارة المهرجان
باختياره عرضاً افتتاحياً لبرنامج “سينما العالم”، باعتباره معبراً عن شعار
المهرجان كملتقى للثقافات وللإبداعات.
الخليج الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
"تحت
القصف" أحد عروض
اليوم
يعرض على مسرح مدينة الجميرا اليوم الساعة 12 ظهراً الفيلم
اللبناني الفرنسي “وعلى الأرض السماء” ويتساءل من خلال قصته: هل فقدنا حسنا
بالواقع عندما يبدو كل شيء مثل انفجار دائم. أخرجه وكتب السيناريو شادي زين
الدين. والساعة 3 عصراً يعرض فيلم “هنيدريبر” أمريكي ويدور حول عشق
الموسيقا، وما يؤدي إليه، إخراج وسيناريو ومونتاج جون سايلس وبولة داني
جلوفر، وستيسي كيش.
كما يعرض الساعة السادسة مساء الفيلم الأمريكي “أطلق النار
بمجرد المشاهدة” الذي تدور أحداثه في لندن في أعقاب التفجيرات الإرهابية،
وهو من إخراج جاغ موندهرا، وبطولة نصر الدين شاه وأوم يوري.
وفي سيني ستار 1 يعرض فيلم الأطفال “فلتحيا كوبا” كوبي فرنسي،
في الساعة الحادية عشرة صباحاً، وتدور قصته حول الوفاء بين صديقين رغم
كراهية أسرة كل منهما للأخرى. والساعة الثانية ظهراً يعرض الفيلم التونسي
الوثائقي “شفت النجوم في القابلة” وهو عبارة عن ملحمة وثائقية لمسيرة
الملاكمة في تونس، أخرج الفيلم هشام بن عمار.
وفي سيني ستار 2 يعرض “آخر فيلم” تونسي الساعة 2،15 ظهراً
ويحكي عن فترة الغزو الأمريكي للعراق، أخرجه وكتب السيناريو له نوري بوزيد،
وبطولة لطفي عبدلي. والساعة 5،15 يعرض فيلم “في شقة مصر الجديدة” مصري،
شارك في مسابقة الأفلام الروائية، ويحكي عن حياة الطالبات المغتربات في
القاهرة، أخرجه محمد خان وبطولة غادة عادل وخالد أبو النجا. والساعة 8،15
يعرض فيلم “أربع نساء” هندي، وهو مقسم إلى أربعة أجزاء، إخراج أدورغو
بالاكر يشنان، وبطولة نانديتا داس.
وفي سيني ستار 7 يعرض الفيلم الكندي “شجرة السلام” الساعة
،2،45 ويحكي قصة فتاة مسلمة وأخرى مسيحية يحلمان بإقامة أعيادهما الدينية.
الفيلم من إخراج وسيناريو متراسن وبطولة ايشواريا هاران وسونيكا راما
شندران. والساعة التاسعة مساء يعرض أحد الأفلام الإماراتية في مسابقة
“أصوات إماراتية”.
ويعرض الساعة الثالثة عصراً فيلم “تحت القصف” لبناني فرنسي
بريطاني، في سيني ستار ،8 ويحكي قصة أم تعود إلى وطنها لبنان لتبحث عن
ابنها الضائع بين مشاهد الدمار. أخرجه فيليب عرقتنجي وبطولة ندى أبو فرحات
وجورج خباز.
وفي سيني ستار 12 يعرض الساعة 12،15 ظهراً “برنامج ليال عربية”
عن تأثيرات أحداث 11 سبتمبر. والساعة الثامنة والنصف مساء يعرض فيلم
“لقاءات عند آخر العالم” أمريكي وثائقي حول رحلة استكشافية للمخرج فرنر
هيرتزوغ إلى القطب الجنوبي.
ويعرض الساعة 2،45 فيلم “رحلة البالون الأحمر” في سيني ستار
،12 فرنسي.
وفي جراند سينيبليكس يعرض الساعة 5،45 مساء فيلم “لا بلد
للمسنين” أمريكي.
أفلام
المهرجان مرشحة
لـ"جولدن جلوب"
تم الإعلان عن الأفلام المرشحة لنيل جوائز “جولدن جلوب”، في
دورتها الخامسة والستين، وحصلت تسعة من أفلام مهرجان دبي السينمائي الدولي
لهذا العام على ترشيحات مهمة، بعضها ترشح للفوز بأكثر من جائزة.
فيلم الختام “عداء الطائرة الورقية”، الذي يعرضه المهرجان
للمرة الأولى، ترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي وأفضل إنجاز، وسيحضر العرض
الروائي خالد الحسيني مؤلف رواية “عداء الطائرة الورقية”.
وما تزال الفرصة متاحة لجمهور المهرجان لمشاهدة فيلم عبر الكون
الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وسيعرض اليوم بعد منتصف
الليل، على المسرح المفتوح في مدينة دبي للإعلام، ضمن سلسلة “إيقاع
وأفلام”، ويتبع عرضه الحفل الموسيقي “أفضل الفتوحات البريطانية” الذي يتضمن
أغاني متميزة شكلت محطات رئيسية في تاريخ موسيقا “روك أند رول”.
وحصل فيلم “مايكل كلايتون” الذي عرضه المهرجان في حفل الافتتاح
بحضور بطله جورج كلوني، على أربعة ترشيحات شملت أفضل فيلم درامي، وأفضل
ممثل لجورج كلوني، وأفضل ممثلة لتيلدا سيونتون، وأفضل ممثل في دور مساعد
لتومي ويلكنسون.
كما حصل فيلم “لا بلد للمسنين” على نفس عدد الترشيحات، والتي
تضمنت جائزة أفضل فيلم درامي، وأفضل ممثل في دور مساعد لخافير باردم، وأفضل
مخرج، وأفضل سيناريو.
وتضمنت ترشيحات جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيلمين آخرين عرضا في
المهرجان إلى جانب “عداء الطائرة الورقية”، وهما فيلم “أربعة أشهر وثلاثة
أسابيع ويومان”، الذي يتناول الأوضاع في رومانيا إبان الحكم الشيوعي، إلى
جانب فيلم “جرس الغطس” و”الفراشة”، الذي حصل أيضاً على ترشيحات أفضل مخرج،
وأفضل سيناريو. أما فيلم الأطفال فيلم “النحل” الذي افتتح عروض سينما
الأطفال في المهرجان، فترشح لجائزة أفضل فيلم للرسوم المتحركة، كما ترشح
فيلم “ذهبت طفلتي ذهبت”، وهو أول فيلم من إخراج بن أفليك لجائزة أفضل ممثلة
لآمي ريان، وترشح “كايسي أفليك” الذي ظهر في الفيلم لجائزة أفضل ممثل عن
فيلمه “اغتيال جيسي جيمس على يد الجبان روبرت ردفورد”، الذي عرضه المهرجان
ضمن برنامج سينما العالم.
الخليج الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
|