استطاع مهرجان دبي السينمائي منذ انطلاقه أن يكتشف الكثير من
مواهب الشباب السينمائية والتي أفرزت إبداعات كثيرة شهد لها المهرجان
والكثير من المهرجانات الأخرى التي عرضت فيها هذه الأفلام، ويأتي المخرج
الشاب سعيد سالمين كأحد أبرز المواهب الإماراتية السينمائية التي ظهرت خلال
الأعوام الثلاثة الماضية وأثبتت أن هناك صناعة سينما إماراتية تلوح في
الأفق على يد هؤلاء الشباب.
يشارك سالمين في المهرجان هذا العام للمرة الثانية بعد مشاركته
في مهرجان دبي السينمائي 2005 وذلك بفيلم “الغبنة” الذي حصد الكثير من
الجوائز داخل الإمارات وخارجها، وحمل الفيلم رؤية سالمين باعتباره الكاتب
والمخرج في 13 دقيقة وهي مدة العمل. في الحوار التالي نتعرف الى أعمال
سالمين وموضوع “الغبنة” ومشاركته في المهرجان.
·
بمناسبة مشاركتك بفيلم “الغبنة” هذا العام في
المهرجان، هل سبقه تجارب أخرى؟ وما هي؟
“الغبنة” هو التجربة الثانية لي في مجال الأفلام الروائية
القصيرة حيث كان لي تجربة سابقة بفيلم “هبوب” الذي شارك في مهرجان دبي
السينمائي 2005 وحقق نجاحا كبيرا وكانت قصته تدور حول ظهور إحدى الجنيات
ودخولها في احد الأشخاص الذي يلجأ إلى احد المعالجين بالقرآن حتى يتخلص
منها وحصل الفيلم على الجائزة الذهبية من لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان
دبي السينمائي.
·
وما قصة “الغبنة”؟
هو عبارة عن حكاية ولد وبنت في سن 12 سنة يعيشان معا في نفس
الحي ويدرسان في نفس المدرسة إلا أن الولد أبكم وأصم والبنت تعاني المرض هي
الأخرى، وبمرور الوقت يتعلق الاثنان ببعضهما بعضاً، وتنشأ بينهما قصة حب
طاهرة وتحاول الأم أن تبعد البنت عن الولد بسبب مرضها وتدور الأحداث في
إطار بسيط حيث يرتبط كل منهما بقطعة من القماش الأصفر التي تجمعهما سويا
وينتهي الفيلم بموت الفتاة ويلف الولد جسدها بقطعة القماش الأصفر.
·
ما الهدف الذي يسعى الفيلم إلى إيصاله من
خلال هذه القصة؟
الهدف الأول الذي سعيت إلى إبرازه هو أن العجز لا يجب أن يمنع
الإنسان عن التواصل مع المجتمع أو ممارسة الحياة الطبيعية والإحساس
بالمشاعر العادية، كذلك اخترت بعض الرموز التي تم توظيفها في الفيلم مثل
القماش الأصفر الذي يدل على المرض وكرمز للمعاناة وهو الذي جمع قلب هذين
الطفلين ومن يشاهد الفيلم سيجد الكثير من المعاني الإنسانية الأخرى التي
تحس من قبل كل مشاهد على حدة.
·
ألا تعتقد أن نشوء علاقة حب في هذه السن
والاختلاط الحادث بينهما يخالفان عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي المحافظ؟
بالعكس هذا الأمر موجود بالفعل في المجتمع الإماراتي فالفريج
الذي يضم العائلات يلعب فيه البنات مع الأولاد كأخوة ويتربون سويا خاصة إذا
كانوا من عائلة واحدة.
·
ألا تتوقع هجوماً على الفيلم؟
لا أعتقد ذلك لأن طبيعة الفيلم ومدة عرضه والقصة التي يحملها
لا تتعرض لأي من المعتقدات مثلا حتى يهاجم بل بالعكس هو يعلي قيمة إنسانية
من خلال التعايش النفسي والوجداني الذي يعيشه بطلا الفيلم سويا.
·
هل تعتقد أن مدة عرض الفيلم (13 دقيقة) كافية
لإبراز ما تود قوله؟
راعيت في الفيلم ألا يحمل فلسفة معقدة وأن يبتعد عن الإطالة
وأن يوجز الهدف في اقل وقت ممكن بطريقة تجعل المشاهد يتوحد مع القصة من دون
أن يشعر بملل.
·
ألم يسبق لك عرض الفيلم في مهرجانات أخرى؟
شاركت بالفيلم في مهرجان مسقط ومهرجان بيروت لمجرد المشاركة
والعرض فقط ولم يدخل ضمن مسابقة على الجوائز ولاقى استحساناً كبيراً من
نقاد المهرجانين، كما شاركت به في مسابقة أفلام الإمارات التي أقيمت في
مارس/ آذار الماضي وحصد جائزة أفضل فيلم روائي قصير.
·
كيف تم تصوير الفيلم؟ وكم استغرق من وقت؟
تم التصوير بكاميرا ديجيتال عادية لمدة سبعة أيام متواصلة
واخترنا الجزيرة الحمراء برأس الخيمة ليكون موقع التصوير فيها وبلغت تكلفته
25 ألف درهم.
·
هل ساعدك أحد في إخراج الفيلم؟
على الرغم من أنني مؤلف ومخرج الفيلم إلا أنني استعنت بخبرة
صديقي طلال محمود في كتابة السيناريو كذلك استعنت بالمصور حسن كثيري
بالإضافة الى بعض أعضاء مجموعة “الرؤية” السينمائية.
·
بخصوص مجموعة “الرؤية”، كيف بدأت المجموعة
عملها؟ وما الهدف من إنشائها؟
هي مجموعة غير ربحية بدأت عام 2004 وتضم مجموعة من الشباب
الإماراتي الطموح والذين يأملون في الوصول للعالمية من خلال تجاربهم
السينمائية القصيرة من خلال المشاركة في المسابقات المحلية أو الخارجية،
وتخطط المجموعة للمستقبل القريب في إنجاز وإخراج أفلام مختلفة ومتميزة
وتحتوي على الكثير من الأفكار والمضامين الفنية وبمستوى عال من الجودة
والتميز، كما أن المجموعة ترحب بأي شخص له اهتمام ورغبة في المشاركة
والتطوير في مجال السينما الإماراتية، وتضم المجموعة حاليا 8 أعضاء من
الشباب الإماراتي الذي يعشق صناعة السينما ويرغبون في سينما إماراتية تنافس
على المستوى العالمي.
·
ما الخدمات الأخرى التي تقدمها المجموعة لدعم
الشباب الإماراتي؟
من خلال الموقع الالكتروني الذي تم إطلاقه هناك فرصة متميزة
لمشاهدة اغلب الأفلام التي تشارك فيها المجموعة، كذلك هناك خدمة تحميل
الأفلام لمن يرغب في ذلك كما أن هناك الكثير من المداخلات النقدية على
الموقع من الجمهور ومن المتخصصين في مجال صناعة السينما.
·
بصفة عامة ما هو رصيدك السينمائي حتى الآن؟
بعد “الغبنة” أصبح رصيدي خمسة أفلام روائية قصيرة، هي
بالإضافة إليه “هبوب” و”الضنى” و”عرج الطين” الحاصل على أفضل سيناريو من
مسابقة أفلام من الإمارات 2006 و”جدران”.
·
هل تعتقد أن الشباب الإماراتي قادر على صناعة
سينما محلية؟ وما الأشياء المطلوبة لتحقيق هذا الهدف؟
على الرغم من الخطوات التي يبذلها الشباب بمساعدة المسؤولين
عن العمل الفني وخاصة السينمائي في الدولة إلا أننا ما زلنا في حاجة إلى
مزيد من الدعم المادي والإيمان بموهبتنا وإثرائها من خلال الاستفادة من
تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المجال، وأنا متفائل جدا بالمستقبل
السينمائي الإماراتي.
·
إلى أي مدى تسهم كثرة المهرجانات السينمائية
في دعم السينما الإماراتية القادمة؟
لا شك أن وجود الكثير من المهرجانات وتنوعها ورصدها لعدد من
الجوائز ستخلق نوعاً من الصحوة الإبداعية لدى الشباب الإماراتي الذي اثبت
جدارته في الأعمال السينمائية القصيرة وحتى الأفلام التسجيلية بطريقة وصفها
النقاد بأنها قوية لصناعة سينما إماراتية.
·
كيف تقيّم الأفلام الأخرى المشاركة في فئة
“أصوات إماراتية” في مهرجان دبي هذا العام؟
لم أشاهد كل الأفلام المعروضة وبالنسبة للأفلام التي شاهدها
فأعتقد أنها تحمل رؤية سينمائية وتجارب ناجحة فهناك فيلم “هوجاس” للمخرج
محمد عبدالله الحمادي والذي يحمل الصبغة الإماراتية بوضوح إلا أن السيناريو
يحتاج إلى إعادة النظر فيه مرة أخرى، كذلك فيلم “وجه عالق” لمنال بن عمرو
فهو عمل جيد يستحق المشاهدة، كذلك شاهدت فيلم “بلا قلب” ليوسف إبراهيم، حيث
حمل في أحداثه فكرة جيدة على الرغم من بعد بيئة الفيلم عن المجتمع
الإماراتي.
الخليج الإماراتية في 14
ديسمبر 2007
|