في عينيها سحر لن تكشف سره إلا بالاقتراب منها.. هي من
الفنانات المميزات، لقبوها ب«القطة» و«المدللة»، نراها دوماً في أعمال
رمضانية، تطل علينا في فيلم كل عامين، هذا العام جاءت إلى مهرجان دبي
السينمائي لتأخذنا معها إلى السما السبعة، أظهرنا لها شوق الجمهور من فترة
غيابها التي تطول وتقصر أحياناً، ابتسمت وقالت بصوت خافت: «أفكر في خطواتي
بتأنٍ ووعي» فالبحث عن فكرة جديدة يأخذ وقتاً طويلاً.
وعبرت ليلى علوي عن سعادتها لوجودها في دبي.. وفرحتها بلقاء
جمهورها عبر صفحات «البيان»، ففتحت قلبها وتحدثت عن فيلمها «ألوان السما
السبعة». التقينا في قاعة خاصة للقاءات الصحافية بالمركز الإعلامي
للمهرجان، كانت مختلفة، تقاسيم وجهها متهللة من استقبال الناس لها في كل
مكان.. اعتدلت في جلستها ثم استرسلت قائلة:
شخصية «حنان» مكتوبة بأسلوب جميل في سيناريو زينب عزيز، وفي
جلساتي المطولة مع المخرج سعد هنداوي، تناولنا كثيراً ماضيها الذي لا يظهر
على الشاشة، ورسمنا ردود أفعالها على أساسه، لأن الفيلم يبدأ بعد هذه
المرحلة ويستمر، هي وحيدة تريد تحقيق شيء، وتغيير ماضيها من خلال حلمها
بالهجرة إلى مكان آخر لا يعرفها فيه أحد، رافضة أن تكون مهزومة، تعيش في
اكتئاب دائم، حتى أنها تشعر بغربتها وسط أهلها الذين يهملونها ويتعاملون
مها بجفاء.
رقصة
رائعة
مع كل يوم يمر عليها تحت الأضواء، تريد ليلى علوي أن تحقق
نجاحاً، لتؤكد رحلتها على مدار 30 عاماً، وهو عمرها الفني، في كل عمل تترك
بصمة، وفي فيلم «ألوان السما السبعة»، دخلت قلوب الناس برقصتها الصوفية،
وكان أداؤها الاستعراضي عالياً متناسباً مع رغبة البطلة في التحليق
والطيران.
وحول هذه الرقصة قالت ليلي: قام المصمم وليد عوني بتدريبي على
أداء هذه الرقصة خلال أسبوعين فقط، وبالفعل أستريح معه، وهو يستطيع أن يخرج
من طاقاتي ما يتناسب والأداء الراقص، فنحن نعرف بعضنا منذ عشر سنوات،
وتمرنت معه سابقاً على أداء رقصة فيلم «المصير» وهو أيضا عاشق للرقص
الصوفي.
والحقيقة أنا أستجيب جيداً للموسيقى وأتأثر بها، ومع اختيار
الموسيقى والإضاءة والتقطيعات في الفيلم، والإيحاءات في الرقصة التي أعطاها
لي وليد عوني.. ومع تركيبة شخصية حنان في الفيلم قدمت التعبير الراقص
بالشكل الذي أسعد الجمهور وأسعدني رد فعله.
لجنة
الامتحان
الحب هو جسر عبورها كل أزمات الحياة، وتركيزها في عملها هو
محور نجوميتها وبريقها، تشعر في كل مرة تدخل الأستوديو وكأنها ذاهبة إلى
لجنة الامتحان، تذاكر وتحضر وتقلق، ويبقى عقلها مستيقظاً يفكر في كل
تفصيلة، وهي نائمة، تأخذ راحة من إرهاق سابق أو لاحق، لكن بمجرد أن تصحو
وبمفردات مهنتها «تدخل المود» فهي كما تقول: أركز في كل مشهد وأعيش حالة
الشخصية بطريقة تساعد المخرج على أخذ كل ما يريد من أول مرة.. وأكره تكرار
التصوير.. لأن معناه .. انفلات الإحساس واستعادته من المؤكد صعبة وتحتاج
إلى تحضير جديد.
لا طموح
سينمائياً
هناك عبارة قوية تقول: إذا لم يكتشف الإنسان شيئاً يستحق أن
يعيش من أجله فإنه لا يصح أصلاً.. والمعنى أنه لابد من حلم.. هدف.. من نقطة
في نهاية سطر لنبدأ سطوراً جديدة.
وليلى علوي طموحة سينمائياً.. وترى أن السينما المصرية في
طريقها للتحسن وتعلق قائلة: بالفعل تطورت استديوهاتنا ومعاملنا وأداء
الممثلين وعمل المخرجين، ما ينقصنا هو السيناريو.. والأفكار الجديدة في
التناول مثل «بحب السيما» و«ألوان السما السبعة».. وأتمنى في العام الجديد
أن تعود أعمالنا السينمائية إلى قوة فترة الستينات، وهذا لن يحدث ما لم
نتكتل ونجتهد من أجلها.
هل قالت ليلى علوي كل شيء أم أن هناك بقية في القلب؟ ألملم
أوراقي بعد أن استعجلني مسؤول المهرجان عن اللقاءات الصحافية لأنهي
«دردشتي» وخاطبني همساً: «العشر دقائق انتهت يا أستاذ، أعط غيرك فرصة»،
ووسط ضجيج الاستعداد للقاء تلفزيوني معها تركت المكان على مضض على أمل
اللقاء معها في موعد آخر.
البيان الإماراتية في 14
ديسمبر 2007
|