حظي اليوم الأول في مهرجان دبي السينمائي في دورته الرابعة
بحضور الممثل العالمي جورج كلوني والذي عرض له فيلم “مايكل كلايتون” في حفل
الافتتاح وذلك من خلال المؤتمر الصحافي الأول في فعاليات المهرجان والذي
عقد بمدينة جميرا صباح أمس والذي تبعته جلسة خاصة مع الفنان العالمي بحضور
إعلامي محدود، وكعادته اطل الممثل الوسيم على الحاضرين بابتسامته المعهودة
وخفة ظله، ونظراً لتلهف وسائل الإعلام لطرح الأسئلة بدأ المؤتمر بأسئلة
الحاضرين من وسائل الإعلام العربية والعالمية في سباق محموم للحصول على
فرصة توجيه سؤال لنجم هوليوود، وعلى الرغم من حضور كلوني ضمن تظاهرة فنية
بعيدة عن السياسة، إلا أن أغلب الأسئلة دارت في هذا السياق، وكعادة كل نجوم
هوليوود الدبلوماسيين يتهربون من تحديد موقفهم من بعض القضايا التي تهم
الشرق الأوسط، إلا أن إلحاح الإعلاميين حال دون ذلك وبات أمام النجم
الأمريكي الاجابة بوضوح عن أسئلة تتعلق بالإدارة الأمريكية ورأيه في
الارهاب والعرب.
ركز السؤال الأول على قبوله العمل في فيلم “سيريانا” في بداية
عرضه عليه وعلق كلوني على ذلك، موضحاً أن سبب الاعترض كان على مخرج الفيلم
وقدرته على إبراز الفيلم بالصورة الملائمة لقصة الفيلم الرائعة، ولكن هذه
الفكرة تلاشت بمجرد مناقشة العمل مع مخرج الفيلم الذي تم تصوير أجزاء منه
في دبي حيث عبر جورج عن سعادته بالزيارتين الأولى والثانية لها خاصة وانه
بعد رجوعه تلقى وابلاً من الأسئلة من أصدقائه والمحيطين به عن هذه التجربة،
ورداً على دوره كممثل في مد الجذور الثقافية بين العالمين العربي والغربي
وفائدة ذلك أشار كلوني الى ان الفن الوسيلة الاقرب الى قلوب الناس لذلك يجب
التركيز على استغلاله الاستغلال الجيد لتحقيق التقارب بين الشعوب المختلفة،
وبالنسبة لرأيه الشخصي في الأمريكان ذوي الأصول العربية نوه كلوني الى ان
هذه الفكرة لم تكن واردة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، حيث لم
يكن يهتم كأمريكي بالبحث في أصول الآخرين ولم يكن الأمريكان يعرفون الشعوب
الأخرى وعاداتهم ولا حتى لغتهم لذلك لم تكن هناك مشكلة قائمة، ولكن بعد
أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول اختلف الوضع كليا، وحول قضية اضراب
الكتاب المثارة حاليا في لوس أنجلوس وتأثيرها في الإنتاج السينمائي أوضح
جورج أن سبب هذه القضية يعود إلى مطالبة الكتاب الاستوديوهات بجزء من
الأرباح، إلا أن أصحاب الاستوديوهات يدعون أنهم لا يربحون الكثير الذي
يتقاسمونه مع الكتاب واعتقد كلوني أن وجود هذه القضية سيعطل العمل
السينمائي في هوليوود لحين إيجاد حل جذري لها.
ورداً على طموحه السياسي الذي يظهر في كل أعماله الفنية
وارتباطه بالتفكير الجدي في العمل السياسي أو حتى الترشح لرئاسة الولايات
المتحدة الأمريكية أكد كلوني انه نشأ في جو سياسي حيث كانت أمه عمدة وأبوه
يعمل في المجال الإعلامي، إلا أن ذلك لم يدفعه إلى التفكير في العمل
السياسي وانه مستمتع بعمله كفنان وإذا أراد تغيير مهنته سيختار حجز تذاكر
السينما كمهنة دائمة له، وفي الوقت نفسه أشار إلى تعرضه لهجوم شديد من
الأمريكيين بعد عرض فيلمه “سيريانا” حيث تصدرت صوره أغلفة المجلات التي
أطلق عليه بعضها لقب “خائن” على الرغم من أن 75% من الأمريكيين يتفقون معه
في الرأي، وحول القضية التي يرغب في تبنيها أكد كلوني على أن الفنان شخص
محاط بالأضواء لذلك يجب أن يتوخى الحذر في اختياراته وآرائه التي تسجل
عليه، وعن نفسه فقد اختار قضية دارفور لدعمها، وعن توقعاته لفيلمه “مايكل
كلايتون” أعرب عن تفاؤله بنجاح الفيلم خاصة انه حصل على شهادة النقاد بأنه
فيلم جيد، وفي نهاية المؤتمر شكر جورج الحاضرين معرباً عن سعادته بوجوده في
دولة عربية.
ومن ناحية أخرى، تناولت الجلسة الخاصة التي تلت المؤتمر
الصحافي إجابات وافية عن بعض الأسئلة التي كانت عالقة في أذهان بعض
الإعلاميين، ففي تصريحه ل”الخليج” حول خلفيته الفنية عن السينما العربية
ومدى معرفته بالممثلين العرب باستثناء عمر الشريف أشار كلوني إلى انه
استمتع بالعمل مع الفنان الشاب عمرو واكد الذي شاركه العمل في فيلم سيريانا
كذلك شاهد خلال احد المهرجانات فيلم “الجنة الآن” واستمتع به جداً، مؤكداً
أنه لا يمتلك الوقت المناسب الذي يسمح له بمشاهدة الكثير من الأفلام
الأخرى، كذلك أجاب كلوني عن سؤال الخليج حول مسؤوليته ورد فعله على نتيجة
احد الاستطلاعات التي أجراها احد المواقع الإلكترونية والتي خرجت بأنه أصبح
مثلا للكثير من الشباب الأمريكي حيث نوه إلى انه لا يتطلع إلى أن يكون مثلا
لان ذلك يمثل عبئا على صاحبه حيث يجب عليه أن يتصرف بطريقة لائقة باعتباره
قدوة للآخرين وألا يخطئ أبدا وهو أمر مستحيل، كذلك رد كلوني على احد
الأسئلة التي تتعلق بوجود رغبة لديه بعمل فيلم عن الشرق الأوسط والعراق مثل
آخرين من نجوم هوليوود خاصة ان الولايات المتحدة تعتبر هي المتسبب الرئيسي
في قيام الحروب والمنازعات في المنطقة، أكد كلوني أن أمريكا ليست المذنبة
الوحيدة في حرب العراق وهناك دول أخرى شاركت في ذلك مثل انجلترا وفرنسا،
وأشار إلى أن أنظار العالم قد توجهت إلى تلك المنطقة في العشرينات
والثلاثينات من هذا القرن بعد ظهور النفط فيها، وحول تركيزه مؤخرا على عمل
أفلام تقع أحداثها في فترة الستينات والسبعينات أشار إلى انه يعشق تلك
الفترة وانه ابن هذه الأعوام التي كانت مليئة بالأحداث الكثيرة التي أثرت
في العالم وصنعت الكثير من القادة والعظماء لذلك يعتبرها الفترة الذهبية
للسينما الأمريكية.
وأخيرا أعرب كلوني عن تقديره للصحافة والصحافيين على الرغم من
ملاحقة الباباراتزي له كل يوم حيث يجد يوميا أكثر من 8 منهم ينتظرونه
ويلاحقونه أينما ذهب إلا انه يعتبر ذلك ثمناً يجب أن يدفعه أي نجم.
الخليج الإماراتية في 10
ديسمبر 2007
دخولي
السياسة سيمنعني التعبير عن رأيي بحرية
«كلوني» يعتبر الموسيقى والسينما الأفضل لحوار
الثقافات
دبي ـ
كارول ياغي
تحول المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه مهرجان دبي السينمائي
الدولي صباح أمس لتقديم فيلم الافتتاح «مايكل كلايتون» بحضور بطله جورج
كلوني وشايلا ويتاكر مسؤولة إعداد برامج سينما العالم، إلى جلسة نقاش عامة
تناولت مواقفه من قضايا الإرهاب والسياسة الأميركية في العراق و مجمل
أعماله السينمائية.
كلوني الذي بدا مرحا عبر عن سعادته للعودة إلى دبي التي سبق
وان صور فيها فيلم «سيريانا»، معتبرا الموسيقى والأفلام من أفضل وسائل
الحوار بين الثقافات، معولا على أهمية عرض فيلم «مايكل كلايتون» في مهرجان
دبي، كونه يرتكز على قصة حقيقية مقتبسة حبكتها عن أحداث جرت منتصف
الثمانينيات.
ولفت كلوني إلى أن شركات الإنتاج لا تحبذ مثل هذه الأفلام، ومن
الضروري العمل على إنجاحها لتكرار التجربة. وعما يتوقعه من الفيلم ضحك
كلوني قائلا: سأحكم العالم. كلوني نفى أن تكون لديه نية لخوض غمار السياسة
والترشح لأي منصب سياسي، وقال مازحا: قد يستغل أعدائي الأفلام السيئة التي
قمت بها. مضيفا: دخولي السياسة سيمنعني من التعبير عن رأيي بحرية وسأمضي
وقتي أدافع عن ممولي حملتي الانتخابية.
وردا على سؤال حول كيفية نظرة الأميركيين إلى إخوانهم العرب
الأميركيين قال «لم يكن الأميركيون يميزون بين السنة والشيعة فنحن شعب لا
نتحدث إلا لغتنا، ولدينا تاريخ كبير من القلق تجاه الآخرين، علينا معالجته
جميعنا، يريد العيش بسلام».
وعن مدى قناعته بالحرب التي أعلنها بوش على العراق قال كلوني:
عبرت عن رفضي لها واتهمت بأنني لست أميركيا حقيقيا- 75 في المئة من
الأميركيين مناوئين للحرب - ، فبدأت مرحلة قراءة الأخطاء التي ارتكبت في
السنوات الماضية. ورفضت بشدة نعت رئيس بلاده بالإرهابي، وقال ردا على سؤال
لإحدى الصحافيات: لا يمكنني وصف بوش بالإرهابي، لا املك تعريفا دقيقا لمعنى
الإرهاب فالأمر يلزمه نقاش طويل.
كلوني تحدث عن إضراب الكتاب في لوس انجلوس ونيويورك للمطالبة
بحصتهم من أرباح بيع الأفلام عبر وسائط اتصال جديدة. وأعلن تأييده لمطالبهم
قائلا : أنا رجل نقابات منضو في 5 منها، نأمل بحل سريع لكن يبدو أن الأمور
ستأخذ المزيد من الوقت لأن المفاوضات تجري مع شركات كبرى ومتعددة الجنسيات.
النجم
الكبير
ورفض وصفه بالنجم الكبير لان موضوع النجومية دائم التبدل.
وأشار في معرض رده على سؤال حول المشروع السينمائي الذي يرغب في تنفيذه إلى
انه عكس ما يعتقد كثيرون ليس هناك سيناريوهات جيدة يمكن الاختيار من بينها
والفيلم الجيد يلزمه سيناريو متين.
وعن القضايا التي تستحق الانتباه اعتبر كلوني أن الممثل القادر
على جذب عدسات المصورين كل الأوقات عليه أن يكون واسع الثقافة وقادرا على
استغلال هذا الأمر للفت الأنظار إلى قضايا يعتبرها مهمة وهذا ما فعلت في
دارفور فالمسألة هناك هي مسألة حياة أو موت.
وأجاب كلوني عن تجربته في فيلم «سيريانا»، معتبرا انه لا يجوز
للممثل المشاركة في أفلام سياسية وقال «إن فيلم «سيريانا» لم يشف غليل
المشاهدين العرب ولم يرض الأميركيين أيضا ولكنه أثار نقاشا وهذا هو المهم».
الخليج الإماراتية في 10
ديسمبر 2007
«مايكل كلايتون» محام ومقامر وصاحب مبادئ
يحاكي فيلم «مايكل كلايتون» مجتمع الأعمال بوجهه القذر، وهو
يشبه إلى حد كبير في قصته فيلم فارنسيس فورد كوبولا «صانع المطر» وفيلم
«أرين بروكوفيتش». الفيلم مقتبس عن حبكة قصة حقيقية شغلت القضاء الأميركي
منتصف الثمانينات القرن الماضي. نال الفيلم تقدير الهيئة الأميركية لمراجعة
الأفلام واعتبرته واحدا من بين أفضل عشرة أعمال للعام 2007، وسمت كلوني
أفضل ممثل.
يروي الفيلم الذي اختير لافتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي
بدورته الرابعة، المحامي والمقامر مايكل كلايتون (جورج كلوني) المعروف
ببراعته في تطويع القانون وتحويل الحقائق لصالح موكليه. يطلب صاحب مكتب
المحاماة الذي يعمل فيه كلايتون في نيويورك من الأخير حل مسألة حساسة تتعلق
بزميله والتر ادوينز (توم ولكينسون) الذي انهار خلال مرافعة دفاع يقودها
لصالح شركة «يو نورث» للتطوير الزراعي واحدة من ابرز زبائن المكتب.
ويظهر مع تدرج الأحداث أن ما يعاني منه والتر ليس مرضا بل صحوة
ضمير، مرفقة بحالة حب. فالرجل الذي «ميّع» لسنوات قضية تتعلق ببذور سامة
أنتجتها شركة «يو نورث» وأدت إلى وفاة أكثر من 400 شخص. وقع في حب فتاة
فقدت أهلها نتيجة التسمم لتصير شاهدة ادعاء في القضية.
في الجهة المقابلة تتربص كارين كرودر (تيلدا سوينتون) المستشار
الرئيس في «يو نورث» بوالتر وتكلف عميلين بمراقبته وعندما تكتشف ما لديه من
حقائق حول أعمال الشركة غير المشروعة تأمر بالتخلص منه.
يكتشف كلايتون أن والتر جمع أدلة إدانة «يو نورث» في كُتيب
وطبع آلاف النسخ منه . فيتحرك باتجاه رئيسه في العمل (سيدني بولاك) ليبلغ
أن «يو نورث» اشترت حصة في المكتب. تتسبب استقصاءات كلايتون بوضعه على
لائحة الموت كرودر، تتفجر سيارته ويعتقد انه مات ليظهر بعدها مطالبا كرودر
بـ 10 ملايين دولار، ويكتشف المشاهد أن كلايتون الوسيم رجل مبادئ رغم حاجته
الماسة للمال آثر استدراج كرودر لتعترف وسلمها للشرطة.
سبق وان عرض «مايكل كلايتون» في مهرجاني «فينيس» وتورنتو وحصد
على شباك التذاكر 352, 463 ,38 مليون دولار واختير من بين أفضل عشرة أفلام.
يتمتع الفيلم بسيناريو جيد للكاتب توني غيلروي الذي لم يتمكن من إتمام
التميز عينه في عمله الإخراجي. فلم يتمكن من الإبقاء على وتيرة متوازنة من
الإثارة في مختلف مراحل الفيلم. في المقابل استفاد المخرج من وسامة كلوني
وصلابته الأمر الذي يفسر إعطاء الفيلم اسم «مايكل كلايتون».
ولا يمكن إغفال الأداء المميز لتوم ولكينسون الذي منح الحبكة
الدرامية قوة إلى جانب تيلدا سوينتون التي عكست صورة المرأة الصلبة القادرة
التي تخفي ببلادتها مجموعة من العقد والهواجس.
البيان الإماراتية في 10
ديسمبر 2007
|