بينما كان نجوم الفن يتوافدون إلى المسرح الكبير بدار الأوبرا
لحضور افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحادية والثلاثين،
تجمع أكثر من 40 صحافيا داخل المسرح وخارجه، للاحتجاج على المعاملة السيئة
التي تخرج من إدارة المهرجان بعدما فشلوا في الحصول على دعوات لدخول الحفل،
مع أن معظمهم يغطون المهرجان منذ سنوات طويلة، وكلهم ينتمون لجرائد ووكالات
انباء مهمة، الحدث كان غير مسبوق في تاريخ المهرجان وربما باقي مهرجانات
العالم، فبينما اهتم عزت أبو عوف بتقديم حفل افتتاح ناجح واستعان بأصدقائه
من النجوم، أحمد حلمي، تامر هجرس، وبشرى، إلا أنه ترك الأمور الإدارية
للموظفين الذين استجابوا لطلبات نجيب ساويرس راعي المهرجان، وتم قصر الدعوة
على الفنانين ورجال الأعمال وموظفي شركات ساويرس فقط، وحصل بعض الصحافيين
على دعوات بشكل شخصي، الأمر الذي دفع الغاضبين للتظاهر وإطلاق بيان سلموا
نسخة منه لعزت أبو عوف وهو في طريقه لدخول المهرجان. البداية الساخنة
للدورة الجديدة، لم تفسد حفل الافتتاح داخل المسرح، لكنها حذرت من تكرار
الصدام بين الصحافيين والمهرجان في الفعاليات التي تستمر حتى السابع من
ديسمبر (كانون الأول) بمشاركة ؟؟؟؟؟؟؟ فيلما من 55 دولة ضمن 12 قسما أبرزها
المسابقة الرسمية التي يتنافس فيها 19 فيلما من 16 دولة هي فرنسا، المجر،
الهند، ايطاليا، المكسيك، باكستان، الفلبين، بولندا، رومانيا، روسيا،
اسبانيا، هولندا، تركيا، بريطانيا، المغرب، ومصر.
وكان الحدث الأبرز في حفل الافتتاح هو ظهور كريمة الفنان
الراحل نجيب الريحاني الذي يهدي المهرجان دورته الحالية لاسم الفنان
الكوميدي الأبرز في النصف الأول من القرن العشرين، وصعدت كريمة الريحاني
على المسرح وسط حفاوة بالغة أجبرتها على البكاء، ثم طلبت إلقاء كلمة باللغة
الانجليزية وقالت «أنا سعيدة لانكم ما زلتم تحبونه وتتذكرونه رغم مرور كل
هذه السنوات»، والمعروف أن الريحاني وهو عراقي الأصل توفي عام 1949، بعدما
قدم عشرات المسرحيات الناجحة ومجموعة من الأفلام التي لا تزال تلقى قبولاً
جماهيرياً حتى اليوم، وسيصدر المهرجان كتابا عن مسيرته الفنية التي بدأت
بالمسرح وانتهت بالسينما.
وحظي النجوم العرب بتصفيق حاد من الحضور لدى ظهورهم على خشبة
المسرح، سواء المكرمين نور الشريف ونبيلة عبيد، والمشاركين في لجان التحكيم
جمال سليمان وهشام سليم، لكن الترحيب الأكبر كالمعتاد يكون لعمر الشريف ضيف
شرف المهرجان للعام الثاني على التوالي، الذي قدمه الممثل الكوميدي أحمد
حلمي، والذي فاجأ الجميع بظهوره على خشبة المسرح بشكل غير متوقع، ثم تكلم
بطريقته الضاحكة عن فكرة اختياره لتلك المهمة قبل أن يقدم عمر الشريف الذي
وجه كلامه للنجوم الاجانب مطالباً إياهم بالتحذير من قضية الألغام في منطقة
العلمين، وعدم تصديق ما يقال عن أن العرب إرهابيون.
ورغم ايجابيات حفل الافتتاح، لكن السلبيات كلها خرجت من تامر
هجرس الذي شارك في التقديم مع الممثلة بشرى، حيث قام هجرس باستغلال وجوده
على المسرح، وتكلم عن فيلمه الجديد «عمليات خاصة» الذي لا يشارك في
المهرجان، الأمر الذي جعل الحضور يطالبون بعد الحفل إدارة المهرجان
بالتشديد على الممثلين المشاركين بعدم الخلط بين نشاطهم خارج المهرجان
والمهمة الموكلة لهم، خصوصاً أن الحفل مذاع على الهواء مباشرة، بمعنى أن
هجرس وهو ممثل نصف معروف، استغل الجميع، ونجح في ترديد اسم الفيلم من دون
سابق انذار مستفيدا من موقعه على المسرح، وكان هجرس يقدم لجنة تحكيم
المسابقة العربية عندما قال إن فيلمه عمليات خاصة لا يشارك في هذه المسابقة
بسبب عدم انتهاء العمل به.
كذلك لم يتعرف معظم الحاضرين على نجوم المهرجان من الاجانب
بسبب عدم شهرتهم في الوسط الصحافي المصري، وربما العربي أيضاً، فيما انتقد
الكثيرون قدرة مهرجان دبي على استضافة جورج كلوني، بينما يدعو مهرجان
القاهرة مات ديلون وآخرين، رغم أن دورتي العامين الماضيين شهدت وجود داني
جلوفر ومورجان فريمان، وكأن المهرجان يتراجع ولا يتقدم.
لكن على مستوى النجوم المصريين زادت نسبة مشاركتهم هذا العام
في حفل الافتتاح، كما شارك العديد من النجوم العرب، مثل جومانا مراد ورزان
مغربي والمطربة مروى ومادلين طبر.
وفيما تستمر الفعاليات حتى يوم الجمعة المقبل، تحرص إدارة
المهرجان من جانبها على تفادي اخطاء الدورات السابقة، خصوصاً في الندوات
التي تعقب عروض الأفلام العربية، لكن الكثير من السينمائيين المصريين
انتقدوا تنظيم المسابقة العربية بسبب مشاركة أفلام شاركت في مهرجانات أخرى
من قبل، بل عُرضت جماهيرياً، خصوصاً فيلم «سكر بنات» لنادين لبكي، الأمر
الذي يخل بتكافؤ الفرص مع أفلام تعرض للمرة الأولى.
ويشارك في هذه المسابقة أفلام «المنزل الأصفر»، «بالوما
اللذيذة»، و«خراطيش فرنسية» من الجزائر، «الغابة»، «بلد البنات»، «ألوان
السماء السبعة»، و«على الهوا» من مصر، «في انتظار بازوليني»، «عود الورد»،
ومن سوريا «الهوية» و«خارج التغطية»، ومن لبنان «سكر بنات».
ويقدم المهرجان قسم سينما عربية جديدة الذي يشارك فيه الفيلم
السعودي «ظلال الصمت»، واللبناني «فلافل»، وتم اختيار السينما البريطانية
كضيف شرف الدورة الحالية، بينما تم تخصيص قسم للسينما المغربية الجديدة
بمشاركة ستة أفلام.
وأبدى النقاد تخوفاتهم من مستوى الأفلام المصرية المشاركة في
دورة هذا العام، فيما أكد مسؤولون في إدارة المهرجان أن مستوى الأفلام
متميز، رغم حداثة خبرة صانعيها، الذين اعتبروا أنفسهم في مهمة وطنية للحصول
على جائزة باسم مصر في المهرجان، خصوصاً أن الدولة المضيفة تشارك هذا العام
بأربعة أفلام دفعة واحدة، هي «ألوان السماء السبعة» وهو الفيلم الوحيد من
بطولة نجوم مخضرمين هم: ليلى علوي، فاروق الفيشاوي، وسوسن بدر، لكن المخرج
سعد هنداوي يقدم نفسه للمرة الثانية بعد تجربة وحيدة هي «حالة حب» مرّ
عليها أربعة أعوام. فيما يشارك في المسابقة الدولية أيضاً فيلم «على
الهواء»، الذي يدور حول مسابقة تلفزيون الواقع تجبر المشاركين فيها على
الصمت لمدة شهر كامل للحصول على مليون دولار، وهو من بطولة وجوه جديدة تمثل
للمرة الاولى وتأليف وإخراج إيهاب لمعي. أما المسابقة العربية فتضم فيلمي
المسابقة الدولية، ثم فيلم «الغابة» لأحمد عاطف، وهو بطولة أحمد عزمي
وريهام عبد الغفور، ويدور حول ظاهرة اطفال الشوارع. وفيلم «بلد البنات»
للمخرج عمرو بيومي، وبطولة وجوه جديدة، ويدور حول أربع فتيات من الريف
يقتحمن القاهرة ويصارعن متاعب المدينة من أجل الاستمرار وعدم العودة للأهل
خاسرات.
الشرق الأوسط في 30
نوفمبر 2007
|