جاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 31 لينير
بفعالياته سماء القاهرة والشرق الأوسط ولم تكن هناك تحديات أمام المهرجان
بعد أن توافرت له كل الإمكانيات سواء البشرية أو المادية متمثلة في دعم
وزارة المالية بخمسة ملايين جنيه ونصف المليون جنيه من وزارة الثقافة غير
الرعاة الرسميين للمهرجان ودعم رجال الأعمال.
لكن صدق أو لا تصدق أن هذه الدورة تعتبر من "أفقر" الدورات
بسبب عدم حضور النجوم العالميين خاصة بعد سلسلة الاعتذارات من النجوم
العالميين عن الحضور. وتفضيل البعض الآخر منهم الذهاب إلي مهرجان دبي
السينمائي بإغراء الدولارات.. وليس كما يقول عزت أبوعوف بأن هناك اتصالات
بنجوم العالم لحضور المهرجان. وإن صدق في ذلك فإنه سيتم عن طريق رجل
الأعمال نجيب ساويرس وليس عن طريق إدارة المهرجان.
ورغم أن المهرجان قد بلغ سن ال 31 إلا أنه لم يتطور وظل في مر
حلة المراهقة والتمرد.. وللأسف الشديد فإن الثورة التي قامت بها إدارة
المهرجان من أجل تحقيق خطوات تطويرية والقفز بالمهرجان من مرحلة المراهقة
إلي مرحلة النضج الفني لم تتحقق بعد أن قاموا بتغيير كل شيء. ابتداء من
الاستراتيجية التي يمضي بها المهرجان مرورا بمرحلة التنفيذ التي وضعت لرسم
هذه الاستراتيجية. والسبب في ذلك الأخطاء التنظيمية والإدارية التي وقعت
فيها إدارة المهرجان بفعل فاعل!!.
وليس صحيحاً كما يتصور البعض أن الأفلام الجيدة هي السبيل
الوحيد لنجاح المهرجان فعلي الرغم من الجهود التي بذلتها إدارة المهرجان من
أجل ضم مجموعة متميزة من الأفلام الجيدة والهامة بل ومن مدارس سينمائية
مختلفة المتمثلة في السينما الأمريكية العنيدة إلي السينما الفرنسية
الرقيقة مرورا بالسينما الإنجليزية المعتزة بنفسها والسينما الإيطالية
الواقعية ثم السينما الإيرانية والعينية والتركية التي نجحت ومازالت في
تأكيد ذاتها وانتهاء بالسينما العربية!.
مشاكل مشاكل!
* ولكن كواليس المهرجان مليئة بالمشاكل والتي بدأت بالسيناريست
مصطفي محرم وإسقاطه من قائمة المكرمين حيث تبين أن هناك مؤامرة حيكت
للإطاحة به من المكرمين واختيار الكاتب أحمد صالح بدلا منه. الأمر الذي جعل
مصطفي محرم يشن حربا علي المهرجان واعتبر تجاهله بهذا الشكل إهانة بالنسبة
لشخصه ومكانته بين الكتاب. ولتاريخه كمبدع حتي تم في النهاية إضافة اسمه مع
المكرمين.
* قامت إدارة المهرجان بقصد إلغاء اسم شريف الشوباشي الرئيس
السابق من الإعلان التليفزيوني. وتم ذكر حسين فهمي وسعد الدين وهبة علي
استحياء!.
* أكد عزت أبوعوف أن سياسة المهرجان وتوجهاته منذ نشأته خلال
31 دورة تتضمن عدم التعامل مع الكيان الإسرائيلي بأي شكل. سواء كان فيلما
أو ممثلا أو مخرجا. وقال: لن أوافق علي مشاركة أي إسرائيلي داخل المهرجان
طالما أنا في رئاسته. وتناسي رئيس المهرجان بأن فيلم "زيارة الفرقة
الموسيقية" قد تم مشاهدته من قبل اللجنة الفنية لإعلان مشاركته من عدمه!.
* تقلص عدد الدعوات للصحفيين هذا العام بشكل ملحوظ وهذا ما جعل
بعض الصحفيين يتذمر ويعلن عن غضبه وعندما وصل الأمر إلي سهير عبدالقادر
نائب رئيس المهرجان قالت ماذا سيفعل الصحفيون في حفل الافتتاح! واقتصر
الأمر علي توجيه الدعوات إلي موظفي وزارة الثقافة والحبايب والجيران!.
* وقع اختيار إدارة المهرجان علي عاملة التليفون لتتحكم في
دعوات الصحفيين واختيار الأسماء التي يتم دعوتها لحضور الافتتاح!.
* اقتصر دور الكاتب لويس جريس رئيس المركز الصحفي علي أنه ضيف
شرف للمركز. وتم سحب العديد من اختصاصات المركز لصالح البعض!!.
* تم دعوة ممثل كومبارس اسمه "ماث ديلون" علي أنه النجم
المشهور "ماث ديمون"!!.
* لست أدري لماذا التصميم علي الشركة التي تقوم باستخراج
الكارنيهات للصحفيين والضيوف رغم التأخير المستمر من قبل الشركة وعطل
ماكينات طبع الكارينات وهناك شركات أخري يمكن أن تقدم نفس الخدمة بأقل
التكاليف وقد علق البعض بأن هذه الشركة لأحد أقارب الإدارة!.
* أعطي نجيب ساويرس الدورة الماضية لإدارة المهرجان كروت شحن
لخط موبينيل بقيمة 200 ألف جنيه لتوزيعها علي ضيوف المهرجان وبالطبع اختفت
الكروت ولم توزع فهل سيتكرر الأمر هذه الدورة؟!.
* يتساءل البعض عن سر تجاهل المهرجان للفنانين والفنانات هذا
السؤال فرض نفسه بقوة منذ افتتاح المهرجان فقد لفت أنظار الكثيرين غياب
نجوم ونجمات الصف الثاني والمحجبات اللاتي مازلن يمثلن.. وبينهن: سهير رمزي
وصابرين وسهير البابلي وحنان ترك.. وحتي من هن لسن في الصورة واسألوا جالا
فهمي.
* علق أحد العالمين ببواطن الأمور بأن إدارة المهرجان لا توجه
أي دعوة للفنانين أو الفنانات إلا إذا كانوا من بين أصدقاء يسرا وليلي علوي
وإيناس الدغيدي لقربهم الشديد من نائب رئيس المهرجان.
* بقي أن نقول إن المهرجان سيواجه عدم حضور نجوم ونجمات الفن
لسفرهم إلي "مهرجان دبي" الذي سيبدأ فعالياته بعد يوم من انتهاء المهرجان.
أو "مهرجان مراكش" الذي يبدأ قبل انتهاء المهرجان أي في نفس يوم الختام.
وقد وافق أكثر من 40 فنانا وفنانة وناقدا صحفيا علي السفر إلي مراكش خاصة
وأنه يحتفل بمئوية السينما المصرية. ويعرض خلال برنامج الاحتفال 40 فيلما
يمثل مراحل السينما المصرية المختلفة. ووجهت إدارة المهرجان الدعوة لصناع
هذه الأفلام سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو كتاب.. مما جعل مهرجان القاهرة
يبحث لنفسه عن طوق نجاة!!.
الجمهورية المصرية في 29
نوفمبر 2007
|