عن رحيل بيرعمان وأنتونيوني

سينماتك

موت بيرغمان آخر رواد السينما العالمية

دلور ميقري من السويد

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

على أبواب الحلقة التاسعة من عمره، رحل هذا اليوم المخرج السويدي العالمي، إنغمار بيرغمان. إنه واحد من آخر عمالقة القرن العشرين، الذين أسهموا بقوة في ترسيخ المفاهيم الجديدة للسينما والمسرح. وإذا كانت هوليوود قد أحتفت بالعديد من مواطني مخرجنا الراحل، المبدعين ـ كغريتا غاربو وإنغريد بيرغمان وأنيتا إيكبيرغ وماكس فون سيدو، إلا أنّها تفردت بمنح فيلمه " فاني والكسندر " اربع اوسكارات عام 1984( لأفضل ديكور، افضل تصوير، افضل ملابس وأفضل فيلم أجنبي) والفيلم يتناول جانباً من طفولة إنغمار بيرغمان؛ هو المولود في مدينة اوبسالا عام 1918.

في مسقط رأسه، ذاك، المعدّ أصلاً كمدينة طلابية، أكمل مبدعنا دراسته الإبتدائية والمتوسطة، ثم إنتقل لاحقا لدراسة المسرح في ستوكهولم ـ التي أضحت بالنسبة إليه مدينته الثانية. وقد عمل فيما بعد على الخشبة لعدة أعوام، فصار مديراً لمسرح مدينة " هلسينبورغ "، الجنوبية، وهو بعد في منتصف العشرينات من عمره. ثم عاد إلى عاصمته، الحبيبة، ليصبح مديراً لـ " الدراما " ؛ كبرى مسارحها وأهمها. إلا أنّ السينما بأنوارها المبهرة، الجذابة، سرعان ما جذبته إليها، ليستهل العمل كمخرج منذ أواسط الأربعينات من القرن المنصرم وحتى أواخر حياته، الحافلة.

طوال عقود ثلاثة، ممتدة بين الخمسينات وحتى أوائل الثمانينات، حققت أفلام إنغمار بيرغمان شهرة عالمية، وبرز فيها كمخرج مجدد، متعدد المواهب ؛ هوَ من دأب على كتابة معظم سيناريوهاتها، فضلاً عن عمله مع مجموعة مختارة، أثيرة، من النجوم الذين أسهم بإكنشافهم وتقديمهم لعالم الإبداع والشهرة ـ كايرلند جوزيفسون وهارييت اندرسون وماكس فون سيدو والنرويجية ليف اولمان. المستغرب أنّ نجمة السويد الأشهر، إنغريد بيرغمان، الساطعة في سماء هوليوود، لم تتعاون مع مخرجنا سوى في فيلم واحد حسب، في الخمسينات؟

سينما إنغمار بيرغمان، تراوحت مواضيعها بحسب مسيرة مبدعها. ففي الأربعينات والخمسينات كانت أجواء الحياة السويدية، المتوحدة الكئيبة، هي الغالبة على أفلام تلك الحقبة. ولكن إعتباراً من الستينات، وجدت مشكلات الإنسان ككل، الوجودية والمصيرية، مكاناً راسخاً في أفلامه ؛ كما في " صمت الإله "، " الصمت "، و " اليانور " المتسائلة عن الشك واليقين. ومع دخول الشاشة الصغيرة إلى الحياة المنزلية وصيرورتها كجزء غير منفصم منها، إلتفت مبدعنا إلى المسلسلات الدرامية وقدم مساهمات فيها مهمة ومميزة ؛ مثل " مشاهد من زيجة " و " فاني والكسندر ". هذا الأخير، كما سلف وألمعنا، سبق أن أنتج كفيلم روائي طويل في بداية الثمانينات، وكان من آخر أعماله.

إلتفت بيرغمان، مجدداً، إلى المسرح، وخصوصاً بعيد عودته من منفاه الإختياري، في باريس. إلا أن إهتمامه بالسينما طوال المرحلة الأخيرة من حياته، ما فتر مطلقا ؛ هوَ الذي رفد أفلام تلاميذه وأصدقائه بالسيناريوهات، علاوة على إرشاداته القيمة. وقد خلد مبدعنا للراحة مؤخراً في " فورو " ؛ إحدى بلدات الإقليم الغوتلاندي، الجنوبي، وفيها أغمض عينيه أبداً. وستبقى بدورها، أبداً خالدة، إسهامات هذا الرائد العظيم، في السينما العالمية . لقد كان من عظم تأثير إنغمار بيرغمان على الفن السابع، الغربيّ، أن صدرت عنه بالإنكليزية لوحدها ما يقارب الخمسة آلاف كتاب، تناولت مختلف إبداعاته. أما بالسويدية، فلم يحظ أبداعه سوى إبداعه سوى بعض الكتب هنا وهناك. فبقي مبدعنا ذلك النبيّ المطرود من موطنه، دهراً، حتى إذ إعترف العالم أجمع به، فقد تذكره مواطنوه وأكرموه وإحتفوا به أيما إحنفاء : لقد وقع إنغمار بيرغمان ضحية البيروقراطية في بلده، في بداية السبعينات، على خلفية قضية ضرائب، ونال حكماً متعسفاً بالسجن مع وقف التنفيذ وتسديد غرامة باهظة. كان من تأثر مبدعنا آنذاك بتلك القضية، أنه عقد مؤتمراً صحافياً في باريس، حيث كان يعيش، أعلن فيه تنازله عن جنسيته السويدية. إلا أنه عاد وإستعاد جنسية موطنه، في أواخر حياته، وشاء أن يحيا هنا قرب ذكرياته وطفولته، حتى دنو ساعة الرحيل.

Dilor7@hotmail.com

موقع "إيلاف" في 30 يوليو 2007

 

وفاة المخرج السويدي انغمار بيرغمان، احد آخر عمالقة السينما

أ. ف. ب.

ستوكهولم: توفي المخرج السويدي انغمار بيرغمان، احد آخر عمالقة السينما العالمية، الاثنين عن عمر 89 عاما في منزله في جزيرة فارو السويدية حيث صور العديد من افلامه.واعلنت ابنته (اكرر ابنته) ايفا بيرغمان لوكالة الانباء السويدية الاثنين انه توفي "بهدوء".

وذكرت صحيفة "داغنس نيهيتر" كبرى الصحف السويدية ان بيرغمان توفي قرابة الساعة السابعة (الخامسة تغ) صباح الاثنين.

ولد انغمار بيرغمان في 14 تموز/يوليو 1918 في اوبسالا شمال ستوكهولم واخرج اكثر من اربعين فيلما طوال حياته الفنية الطويلة، بينها "صرخات وهمسات" (1972) و"مشاهد من الحياة الزوجية" (1974) و"سوناتة الخريف" (1978) و"فاني والكسندر" (1982) وهو فيلم بمثابة وصية.

وسيوارى الثرى في حضور اصدقائه واقربائه في تاريخ لم يحدد بعد، بحسب وكالة الانباء. ووردت شائعات كثيرة في الاشهر الاخيرة حول تدهور صحة بيرغمان وفي تشرين الاول/اكتوبر خضع لعملية جراحية في الورك لم يتعاف تماما من بعدها.

واختار المخرج في خريف حياته العيش وحيدا ومعزولا عن العالم ومكث غالب الوقت في جزيرة فارو (جزيرة الخراف)، وقد عجز عن تخطي وفاة زوجته الاخيرة انغريد فون روزن عام 1995. ووصف حياته بانها "جحيم يمكن احتماله"، ملمحا في مقابلة اجراها معه التلفزيون السويدي الى انه لا يخشى الموت. وقال في المقابلة "ان الحياة بحد ذاتها ثقيلة. لن ارى انغريد مجددا بعد اليوم". وكتب في سيرته الذاتية بعنوان "لاتيرنا ماجيكا" "فارو كانت حبي السري"، راويا ولعه التلقائي في الستينات بهذه الجزيرة المسطحة التي تمتزج في افقها السماء بالبحر.

وشيد في هذه الجزيرة المنزل الذي توفي فيه وجعله في الوقت نفسه استديو صور فيه عددا من روائعه ومنها "كما في مرآة" و"الصمت".

وبموازاة الاخراج السينمائي، شمل ابداع بيرغمان المسرح ايضا وقد اخرج العديد من المسرحيات ولا سيما مسرحيات لاوغوست ستريندبرغ، مثاله الاعلى في شبابه. بدأ عمله المسرحي في الاربعينات بدورة في الاخراج المسرحي في اوبرا ستوكهولم وفي 1960 انضم كمخرج الى المسرح الملكي للفن المسرحي "دراماتن".وفي 1945، استخلص ان الوسيلة الحديثة الوحيدة للتعبير عن الافكار هي السينما وقال بهذا الصدد "ان اخراج الافلام هو بالنسبة لي غريزة، حاجة مثل الحاجة الى الاكل والشرب والحب".

وغطى نتاجه السينمائي كل النصف الثاني من القرن العشرين وكان من معاصري فيديريكو فيليني ولويس بونويل واكيرا كوروساوا. كما كان من كبار محبي السينما وكان يهوى السينما الاميركية في حقبة الاربعينات والسينما الفرنسية في الثلاثينات والاربعينات. وطبع نتاجه اجيالا متعاقبة من هواة السينما والمخرجين وفي طليعتهم المخرج الاميركي وودي آلن المولع بافلامه.

وشهد العام 1955 اول نجاح دولي لبيرغمان من خلال فيلمه "بسمات ليلة صيفية" الهزلي، غير ان افلامه ازدادت سوداوية اعتبارا من نهاية الخمسينات وقد عالج فيها بارهاف كبير صعوبة العلاقة بين الرجل والمرأة وتساؤلات الانسان عن وجود الله ومواجهة الموت، كما تغنى بسحر الحياة وتفاصليها الصغيرة.

وكانت المرأة طاغية في افلامه، وقد قدم لنجمات امثال ماي بريت نيلسون وهارييت اندرسون وايفا دالبيك واولا جاكوبسون وليف اولمان اجمل ادوارهن.وربطته علاقات غرامية بالعديد من ممثلاته وقد تزوج خمس مرات ورزق تسعة اولاد مع اعترافه بانه لم يشعر باحساس ابوي قوي جدا.

وازاء جدية المواضيع التي تطرق اليها بيرغمان في افلامه، تاخر في تشكيل جمهور له في بلده حيث لم يتم الاعتراف به كاحد كبار المخرجين في العالم الا حديثا وتخصص حاليا جائزة تحمل اسمه لتشجيع المواهب السينمائية الشابة، ضمن توزيع الجوائز السينمائية السويدية.

ويغيب بيرغمان اليوم تاركا فراغا كبيرا في السويد وقالت المديرة السابقة لدار السينما السويدية آسي كليفلاند الاثنين "لم يحقق اي فنان سويدي آخر في اي مجال هذا القدر من الاعتراف والنجاح". واعتبرت وكالة الانباء السويدية ان السينما والمسرح السويديين فقدا "اسطع نجومهما عبر التاريخ".

موقع "إيلاف" في 30 يوليو 2007