كتبوا في السينما

سينماتك

شارع الموت

تارانتينو يثير الجدل في فيلم يعيد الذكريات

قصي صالح الدرويش

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

بقدرته المعتادة على الدهشة والإدهاش، قدم كانتان تارانتينو فيلمه "شارع الموت" ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. تارانتينو مدلل النقاد الفرنسيين والمخرج الاميركي الذي يعتبره الكثيرون من أبرز موهوبي جيله، خصوصا منذ تحفته الفنيةPulp Fiction الذي نال جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان قبل 13 عاما، ثم جائزة أوسكار أفضل سيناريو. والحق يقال إن موهبة تارانتينو برزت منذ فيلمه الروائي الأول Reservoir Dogs، ثم تكرست بتحفته الأخيرة Kill Bill الذي لعبت بطولته اوما تورمان وديفيد كارادين، ولا ننسى فيلم جاكي براون الذي جاء مختلفا عن كافة أعماله السابقة.

في شارع الموت يعيد تارانتينو المتفرج إلى سينما رعب الستينات والسبعينات حيث يتسلى مجنون مهووس بتقطيع ضحاياه. المجنون هنا هو مايك ـ الذي كان يعمل سابقا ممثلا بديلا "كومبارس" لمشاهد السيارات البهلوانية ـ أداته القاطعة ليست ساطوار بل سيارة دودج متوحشة وحصينة. أما الضحايا فثلاثة صبايا جميلات ومثيرات: جوليا التي تعمل في مزج الموسيقا DJ وصديقتيها شانا وارلين اللواتي يتنقلن بين البارات والمراقص في ليل تكساس ويثرن الانتباه أينما ذهبن. لكن هذا الانتباه ليس بريئا دائما، هكذا فإن مايك صاحب الوجه المحير والمقلق يبدأ بتعقبهن وتصويرهن ويحاول إثارة ذعرهن بسيارته المتوحشة التي يستعملها كأداة لهو وقتل في آن معا.

بزي وأسلوب سائقي السبعينيات يحاول مايك التعرف إلى الجميلة جوليا مقترحا عليها إيصالها بسيارته. جوليا تقع في المصيدة وتنقلها رحلة ذعر إلى موت دموي وعبثي، سيكون بداية لمصير مشابه لصديقاتها في شارع الموت أو بالأحرى طريق الموت السريع..

في مقاطعة تينيسي وفي منطقة اسمها لبنان، نتابع أربع فتيات جميلات أخريات يقدن سيارة ضخمة متوحشة. إحداهن تبدو رياضية، تربط ذراعيها بمقدمة السيارة ليبقى جسدها طليقا أثناء مسيرة الوحش الميكانيكي.. تتسلى الفتيات في جو ممتع قبل وقوع المفاجأة.. مايك نفسه هنا.. يبحث عن إرضاء شهوته الدموية. لكن الضحية اختلفت هذه المرة، وها نحن أمام مطاردة معاكسة تنتصر فيها النساء.

بهذه المطاردة المفاجئة انتهى فيلم تارانتينو الذي اتسم بتصوير محكم، لاهث ومخيف، ليؤكد نفسه مرة أخرى كمخرج كبير قادر على التجدد.بعض النقاد أخذ على الفيلم اهتمامه بالعنصر البصري أكثر من بحثه في العمق، مؤكدين أن الفيلم عاجز عن المنافسة على السعفة الذهبية. بينما وجد البعض الآخر أن المخرج لم يصل في أفلامه السابقة إلى هذه الدرجة من الجدة والسخرية اللاذعة والجماليات البصرية وأن "شارع الموت" هو أفضل ما عرض في المهرجان حتى الآن.

الأكيد أن الفيلم أثار جدلا بين النقاد. أما تارانتينو فقال إنه أراد أن يقدم تحية لسينما الستينات والسبعينات التي تغذى عليها والتي كانت تعالج مواضيع محرمة في وقتها مثل الجنس والعنف الفج، مضيفا أن هذا النوع أصبح جامدا لدرجة أن كل الأفلام أصبحت متشابهة لذلك أراد صنع شيء قائم على نفس البنيان لكن مختلف، أراد صنع معزوفته الخاصة.. أخيرا لا بد من التنويه بمستوى الأداء التمثيلي خاصة كيرت راسل الذي لعب دور المهووس ببراعة مخيفة.

موقع "إيلاف" في 22 مايو 2007

 

سينماتك