صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

فى واحد من أهم أفلامه الاخيرة "أرض الخوف"، كانت الجملة الأخيرة للبطل أحمد زكى وهو يمضى فى الشوارع هائما على وجهه وكأنه يسير نحو المجهول: "مازلت أحن الى حياتى فى أرض الخوف، لكننى لا أملك القدرة على أن اعود إليها" تشعر بالدهشة العميقة عندما تتأمل افلام أحمد زكى الاخيرة، فتكتشف ان كتاب سيناريوهاتها ومخرجيها يكادون يستلهمون شخصية ابطالها من احمد زكى ذاته، أو كأنه كان يشترك - بمجرد وجوده فيها - فى كتابتها، فملامح هذا البطل تعبر بقدر هائل من الصدق عن "الفنان" - ولا نقول "النجم" - أحمد زكى، الذى كانت روحه لا تعرف الهدوء ابدا، ولا يفارقه شبح القلق حتى وهو فى ذروة شهرته ونجاحه.

لقد كان هذا القلق الفنى العاصف هو النبع الذى لا ينضب ويستمد منه أحمد زكى القدرة على التجدد والتطور، وهو القلق - المرضى فى بعض الاحيان - الذى كان يدفع الفنان الى حافة التوحد الكامل مع الشخصية التى يقوم بأدائها، او لعل الشخصية هى التى كانت تحاول ان تعيش فى جسد أحمد زكى، وهو ايضا القلق الذى كان السبب وراء ذلك التنوع الهائل فى الادوار التى جسدها احمد زكى، حتى انك لا تعرف عنده فرقا مصطنعا بين الكوميديا أو المأساة، وهو يرتدى ملابس الفلاح الفقير القابع فى قرية نائية فى اعماق الصعيد فى "شفيقة ومتولي"، أو جلباب الفتونة الذى يفرض سطوته فى السوق بقوة ساعده فى "شادر السمك" أو "أفرول" الجندى الامى الذى لا يملك الا ان يطيع اوامر رؤسائه فى "البريء" او بدلة الضابط القاسى المتسلط الذى يجد لذته فى قمع الاخرين فى "زوجة رجل مهم" أو ثياب الصعلوك القادم من حضيض المجتمع باحثا عن مكان فى عالم الاغنياء فى "كابوريا"، لكن خيطا دقيقا متصلا كان يربط بين تلك الادوار المتباينة المتناقضة، كان يمكنك ان تراه فى هاتين العينين المجهدتين الباحثتين دوما عن الخلاص من عناء ثقيل، المثقلتين بحزن غامض لانه مهما حقق من نجاح فانه يشعر بان الافق لايزال بعيدا عن المنال. لقد كانت عيناه تعكسان احيانا العجز والضعف البشرى، لكنهما تتحولان فى لحظة خاطفة الى التالق ببريق الشراسة والتحدى، وكانهما عينا اسد جريح يريد ان يحطم الاسوار.

كان جسد احمد زكى يمثل تلك الاسوار التى كانت روحه تحاول دائما ان تعبرها، وكان خلاص احمد زكى ياتى دائما من ان يعيش حياة كل ابطاله، الذين كانوا مثله يملكون ارواحا مفعمة بالقلق، اننا ندرك الان كم كان هذا القلق عميقا داخل الفنان الذى بدأ حياته مضطرا لانزواء - رغم موهبته الاصيلة - خلف بريق نجوم اخرين، ففى "مدرسة المشاغبين" المسرحية - على سبيل المثال ـ ظل احمد زكى يرقب نجوم الكوميديا من حوله وهم ينتزعون ضحكات الجماهير انتزاعا، بينما لا تتاح له الا لحظات قصيرة لكى يثبت وجوده وحضوره، وهو الحضور الذى تألق فى ادواره القصيرة فى بعض افلامه الاولى، تلك الادوار التى كانت تنويعا على حقيقة الفنان صاحب الجسد النحيل الضئيل، ففى "شفيقة ومتولي" يجسد الشاب الصعيدى متولى الذى اخذته السلطات بالسخرة للعمل فى حفر قناة السويس، ورغم انه يظل فى خلفية الاحداث الا ان غيابه فى لحظات كثيرة عن الشاشة كان يجعلك تتأكد من ان وجوده هو الضمان المفقود حتى لا تسقط شقيقته "شفيقة" فى هوة الضياع، وفى "اسكندريه ليه" تشعر ان هذا الشاب ابراهيم الذى يظهر فى لحظات خاطفة من الفيلم انما يدفع وحده ثمن فساد المجتمع كله بان يجد نفسه وراء قضبان السجن، وليس هناك من يدافع عنه الا المحامى العجوز الذى لا يملك الا كلمات عاجزة بائسة.

لكن نجومية احمد زكى ولدت مع مولد السينما الشابة الجديدة، خلال فترة الثمانينيات، حين كان مخرجو وكتاب السينما المصرية يبحثون عن "الابطال" بين الملايين الذى يعيشون على هامش المجتمع، بينما هم غارقون فى بحر الحياة، يكدحون وراء لقمة العيش وقد فاحت من جلودهم رائحة العرق الانسانى، وتحدثت افواههم بالألفاظ الخشنة، لانهم لا يملكون الوقت او المال للاناقة واللباقة، وكان احمد زكى هو احد "الابطال" الجدد، ببشرته السمراء، وشعره المجعد، ووجهه النحيل، وشفتيه المكتنزتين، وطريقته العفوية التلقائيه فى الحديث، وحركات يديه وأصابعه العصبية، التى تفصح عن القلق العاصف فى اعماقه.

من المؤكد انك كنت تشعر بانك قد رأيت ذات مرة فى حياتك اليومية هذا الشاب "الحلاق البسيط" فى "موعد على العشاء"، الذى تصطدم قصة حبه الصادق بأسوار تسلط الاغنياء الذين لا تعرف قلوبهم الرحمة، فيدوسون على البشر بقسوة غليظة، ولابد ان الاحساس قد راودك بانك قد صحبته يوما سائقا لسيارة اجرة فى "طائر على الطريق" فهو الشاب فارس الذى يملك بقايا من فروسية قديمة فى زمن لا مكان فيه للفرسان، ولعلك قلت لنفسك إنك ربما قد شاهدته فى الواقع عاملا من عمال "الورش"القابعة فى أحراش المجتمع "عيون لا تنام" حيث يختفى عالم مصنوع من الفقر والحاجة والصراع الشرس من اجل البقاء.

فى هذه الافلام الثلاثة التى ظهرت جميعها فى بداية الثمانينيات، وشهدت ميلادا جديدا لنمط مختلف من "ابطال" السينما المصرية، وجد نهر القلق الفنى داخل وجدان احمد زكى مجرى للتدفق يفيض فيه. ولأن النبع يفيض ظل "النجم" قادرا على العطاء المتجدد "كممثل" يملك موهبة حقيقية، ويجسد البطل فى اعماق الانسان العادى، كما ترى فى فيلمه "الحب فوق هضبة الهرم" وهو الفيلم الذى يقدم "فى الشاشة" على طريقة الثمانينيات، الذى كان كاسلافه يحلم بقصة الحب، لكن الظروف الطاحنة لا تدع له مجالا لتحقيقها حتى ان الحلم يتحول الى كابوس، وهو ايضا بطل "البريء" الفلاح القادم من قريته ليقضى فترة التجنيد فى الامن المركزى، حائرا بين الحقيقة التى يعرفها والأكاذيب التى يروجون لها لكى يصبح أداة فى ايديهم. وهو البطل الذى يكمل مسيرة الهامشيين فى "احلام هند وكاميليا" الذين تضطرهم فوضى الحياة المتزايدة الى الخروج على المجتمع، او بالأحرى اتقان لغته الجديدة، حتى يجدوا فرصة للطوق والنجاة الا ان مصيرهم ينتهى دائما الى الغرق.

لو كان احمد زكى لا يملك الا هذا النهر من المشاعر الصادقة لانتهى به الامر - كما حدث لنجوم غيره - الى وتيرة واحدة لا تتغير، وتكرار الصورة ذاتها فى كل الافلام، لكن بركان القلق الدفين بداخله كان يدفعه دائما الى تفجير طاقاته الابداعية، بما يملك من ادوات "الممثل النجم" بعيدا عن قناع النجومية الثابت، ولان بركان القلق الفنى لا يرتضى لنفسه مجرى واحدا، بحث احمد زكى عن الادوار المتناقضة، واستطاع فى الاغلب الاعم منها ان يمسك بجوهر الشخصية وان يجسدها بجسده وصوته حتى تستطيع ان تراها حية امامك من لحم ودم، قد تحبها مرة او تكرهها مرة اخرى، لكنك دائما مع احمد زكى كنت تفهم دوافعها، ولعل المسلسل التليفزيونى "هو وهي" كان البداية الواضحة لهذا الطريق، الذى قدم فيه العديد من الشخصيات المختلفة، كما كان قد قدم من قبل شخصية طه حسين فى "الايام".

إن هذا التنوع يبدو حتى فى أفلامه غير المهمة، مثل "الباطنية" و"الاحتياط واجب"، و"الراقصة والطبال" وأفلام تجريبية لم تجد لها حظا كبيرا فى الذيوع والانتشار مثل "العوامة 70" و"البرنس" وافلام كوميدية مثل "البيه البواب" و"اربعة فى مهمة رسمية" و"البيضة والحجر" وحتى فى فيلم يبدو اقتباسا حرفيا عن السينما الامريكية وهو "الامبراطور"، يتأكد لك ان احمد زكى ممثل حتى أطراف اصابعه، وربما سنحت لك الفرصة يوما ان تتأمل أحد مشاهد الفيلم، عندما ترى بطله زينهم جاد الحق يتعرض للتعذيب خلال التحقيق معه، لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، وعلى الرغم من أنه مجرم محترف، وربما بسبب ذلك فإنه يرفض الاعتراف بما لم تقترفه يداه، وبعضلات وجهه وحدها، ودون كلمة واحدة او ايماءة من يديه او جسده، يعزف احمد زكى لحن الالم والمراوغة، والاصرار والضعف، والقوة، فى لحظة متألقة واحدة.

فى افلامه التالية منذ بداية التسعينيات اتسمت شخصيات احمد زكى بالجمع بين نزعتى الخير والشر داخل نفس بشرية واحدة، كما فى "الهروب" فى دور الشاب القروى الذى تسجنه قوانين مجتمع المدينة الظالمة، رغم حلمه الدائم بطيران الصقور المحلقة فى اجواء الفضاء، وفى "الراعى والنساء" لا يصبح هو ذلك الافاق المحتال كما يبدو على السطح، وانما هو الانسان الباحث عن الدفء الانسانى فى عالم تكتنفه برودة المشاعر وغليان الغرائز، وفى "ضد الحكومة" يبدو كذئب شارك فى برية المجتمع، باحثا عن ضحاياه ليعود انسانا عندما يصبح هو نفسه واحدا من الضحايا.

وشيئا فشيئا كانت افلامه الاخيرة تعكس مزيجا من الحزن والشجن الغامضين، لكن الاهم انها كانت تقدم وجها من الاوجه العديدة بداخل احمد زكى، حتى تكاد الشعرة الرقيقة الفاصلة بين الشخصية والفنان تختفى فى فيلم "هيستريا" نراه فى دور زين، هاوى الغناء، فى كل مكان وبلا حدود، لا يتخذ الفن مهنة بل عشقا يستولى عليه حتى النخاع، يابى اذا انطلقت حنجرته بالغناء الا ان يندمج وينسى كل ما حوله، أو بالاحرى يندمج ويذوب فى كل من وما حوله، ويؤمن بان "الحياة عايزة شوية جنان عشان نعرف نعيش"، وفى فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" نراه فى دور سيد غريب، الفنان الحقيقى بداخل رجل يعمل مصورا فوتوغرافيا فى احدى المدن الريفية الصغيرة، لا يلتقط صورا حية واناس فى هيئتهم الخارجية، لكنه يحاول دائما - دون ان يشعر بالملل او يستسلم لعادة المهنة - ان يستخرج الجوهر من وراء المظهر، لا تنتهى مهمته عند التقاط الصورة لكنها تمتد الى اضافة اللمسات عليها ووضعها داخل "البرواز" الملائم ويشعر بالسعادة عندما يجلس وحيدا وسط الاف الصور. وها هو اخيرا فى "ارض الخوف" يواجه الاختيار المأساوى فى مهمة غامضة: "أنت مش ها تمثل الفساد، ده مش دور على مسرح لازم تبقى فاسد فعلا" وكان عليه الا يكتفى ابدا بتقمص الشخصية التى يمثلها وانما يصبح هو الشخصية ذاتها، مما يدفعه احيانا الى حافة الحياة واحيانا أخرى الى حافة الموت، ومن الحق القول ان الشخصيات المتعددة التى يمثلها الفنان الاصيل تترك بصماتها على شخصيته الحقيقية لكن احمد زكى ترك ايضا الكثير من نفسه فى كل شخصية قام بتمثيلها وهو مثلها خاض المهمة الغامضة فى "ارض الخوف" متنقلا من مرحلة الى أخرى وفى كل مرحلة كان يكتشف شيئا جديدا، لكنه مع كل اكتشاف كان يدرك ان الذكريات والاحلام والاوهام والحقائق تذوب معا، وعلى الرغم من شعوره بالضياع والقلق فى "ارض الخوف" فانه كان يردد على الدوام: "مازلت احن الى حياتى فى ارض الخوف، لكننى لم اعد املك القدرة على ان اعود اليها"!

العربي المصرية بتاريخ 13 مارس 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

شخصيات أفلامه تعيش فيه

أحمد زكي .. تاريخ من الإبداع الفني

د. أحمد يوسف

طبيبه المعالج صرخ فى فريق العمل: حرام عليكم

قارئة الفنجان سر تدهور حالة أحمد زكى الصحية 

بينما تكتب هذه السطور يرفع كل جمهور ومحبى وعشاق الفنان القدير أحمد زكى أكفهم بالدعاء إلى الله بأن يكتب له الشفاء والنجاة من هذا الخبيث الذى ينهش فى جسده، ترفع كل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج أياديهم بالدعاء ليخفف الله آلام أحمد، وينجيه من المحنة الخطيرة التى يمر بها.. يارب من أجلنا اكتب له النجاة.

فقد أكد الفريق الطبى المعالج له أن حالته الصحية استقرت نسبيا ـ حتى كتابة هذه السطور ـ وأنه تم إيقاف حالة التدهور السريع التى جرت خلال الأيام القليلة الماضية دون أن يطرأ أى تحسن ملحوظ اللهم إلا النجاح فى فتح بعض الأوردة، وإن كان هناك حالة من عدم التفاؤل تسود وسط الفريق الطبى المعالج.

والدكتور ياسر عبد القادر أعلن أن حالته الصحية استقرت عند هذا الحد، وهو ما أكدته التحاليل التى أجريت له على الكبد والكليتين والتى جاءت نتائجها من ناحية الوظائف الحيوية سليمة بالرغم من انتشار السرطان بهما، وأن احمد زكى بدأ منذ يوم الخميس الماضى فى تناول الغذاء عن طريق الحقن بالوريد بعد أن بدأت الأوردة تستجيب لذلك، غير أن العلاج مازال قاصرا فقط على المسكنات حتى يحدث تحسن ملموس فى صحة أحمد يبدأ بعدها وفى ضوء ما سيتضح إذا ما كان سيتم استكمال العلاج بالكيماوى أم لا، وإذا ما كانت حالته تستدعى السفر للخارج أم يستكمل علاجه فى القاهرة، وهو ماسيتضح خلال الساعات القليلة المقبلة.

كان الفنان احمد زكى مر بمرحلة صحية حرجة جدا منذ بداية الأسبوع الماضى نتيجة لمضاعفات الورم السرطانى بالرئتين، حيث أدى إلى العديد من المشاكل الصحية المتتابعة ومنها الجلطات المتكررة بالرقبة والساقين.

وكان د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة قبل سفره إلى تونس منتصف الأسبوع الماضى، يباشر حالة أحمد أولا بأول، وأكد أنه رغم العلاج المكثف الذى شارك فيه خبراء الأورام فى مصر والخارج، إلا انه حدث انتشار سريع للمرض فى الكبد والبطن والغدد الليمفاوية، وأصيب احمد بالتهاب رئوى حاد وضيق فى الشعب الهوائية أدى إلى تدهور حالته الصحية وحدوث الأزمة الأخيرة.

على جانب آخر كان آخر مشهد صوره الفنان الكبير أحمد زكى قبل حدوث أزمته الأخيرة فى فيلم "حليم"، يوم الخميس قبل الماضى الثالث من مارس، وكان مشهد ليل خارجى لعبد الحليم حافظ أمام مسرح مدرسة السعدية بالجيزة، وهو مشهد استقبال الجمهور لحليم عند وصوله المسرح قبل أن يصعد ويغنى "قارئة الفنجان"، التى كان أحمد قد انتهى من تصويرها بالفعل، واستغرق تصوير المشهد ما يقرب من الساعة، تغلب فيها أحمد على آلامه ليظهر عكس ما يشعر به، وذلك فى ظل أجواء مليئة بالأتربة والزوابع، وكان هذا بداية الأزمة الصحية وتدهور حالته لتصل إلى مرحلة ذروة الألم، فى حين وقف الطبيب المرافق لأحمد فى الأستوديو منزعجا جدا لأنه الوحيد الذى كان يعلم تماما ما يمر به أحمد زكى ومدى تدهور حالته الصحية، لدرجة أنه صرخ فى وجه فريق العمل قائلا: "حرام عليكم الإنسان العادى اللى مش مريض لا يحتمل التواجد وسط هذا الكم من التراب، فما بالكم به؟!".

تم الانتهاء من تصوير المشهد، حيث قضى أحمد زكى لأول مرة منذ بدء التصوير ساعة واحدة فقط فى الأستوديو، بعدها أعلن المخرج شريف عرفة توقف العمل بالفيلم وحصول الجميع على أجازة لحين الانتهاء من بناء ديكور شقة عبد الحليم حافظ فى أستوديو جلال بالعباسية حيث يتبقى التصوير بها لمشاهد احمد زكى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لتنتهى بذلك تقريبا مشاهد أحمد بالفيلم، فى حين سيتم تصوير بقية مشاهد عبد الحليم بالممثل الشاب يوسف الشريف خلال مرحلة الشباب، وذلك من خلال "فلاش باك" أو رجوع عبد الحليم بالذاكرة أثناء حوار يتم معه فى الفيلم، وهو ما سيتم الاعتماد عليه بشكل كبير، وعندما يحكى ويعود بالذاكرة تكون المشاهد بالممثل الشاب يوسف الشريف.

ومن المشاهد التى تم انتهاء أحمد زكى منها، مشاهده مع الممثل السورى جمال سليمان الذى يجسد دور الكاتب الراحل مصطفى أمين، ومشاهد حليم مع الفنانة الراحلة سعاد حسنى، وبعض أغنياته ومن بينها قارئة الفنجان، ورسالة من تحت الماء، فى مسرح عتاب بالهرم، ومشاهده مع كمال الطويل وأحمد فؤاد حسن، فى حين انتهى المخرج شريف عرفة من تصوير أغلب أحداث الفيلم وإن بقيت مشاهد لن يظهر بها أحمد زكى، كما انتهت الفنانة ماجدة الرومى من تسجيل أغنية "البرومو" وتترات المقدمة والنهاية، ليتبقى المشاهد التى سيصورها أحمد فى ديكورات شقة الزمالك وبعض المشاهد القليلة الأخرى فى الفيلم، الذى نتمنى من الله العلى القدير ألا يكون هو الفيلم الأخير فى حياة أحمد زكى وأن يمد الله فى عمره ويشفيه من أجله هو أولا ومن أجل عشاقه ومحبيه.. يارب.

العربي المصرية

13 مارس 2005

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)