صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

بالرغم من سنوات عمره التي تعدت الخمسين لم يكن يدرك الفتي الأسمر أحمد زكي امبراطور السينما المصرية الذي أسعد الملايين بفنه وعبقرية ادائه أن وحش المرض الرهيب سيجبره علي اعادة تمثيل مشاهد من فيلمه العمر لحظة الذي قدمه في بداية حياته السينمائية ولكن من خلال مشاهد واقعية زرعت الالم في قلوب عشاقه ومحبيه.

وفي بلاتوه الحياة ومن خلال مشاهد وسيناريوهات اجبارية عاش أحمد زكي خلال الفترة الماضية مدركا أن الفرق بين الحزن والفرح لحظة وبين البقاء والرحيل لحظة ولذلك ظل يصارع المرض اللعين رافعا شعار لاتراجع ولا استسلام.

جولات الصراع بين الفتي الاسمر والمرض امتدت لشهور طويلة ولكن الجولة الأخيرة لم تكن في صالح النمر الاسود الذي عاش أصعب 72 ساعة في حياته نرصدها بالتفاصيل من خلال هذا التحقيق الذي كتبته الدموع قبل الاقلام.

في الوقت الذي أعلن فيه تمرده علي المرض اللعين وقرر أن يمارس بعض من طقوس حياة المعتاده بمقر أقامته بأحد الفنادق العاصمة كاد أن يختنق تماما حيث شعر بضيق شديد في التنفس جعله في شبة عزلة عن العالم .. ولم يستطع أن يقول شيئ .. فقط أكتفي بالنظر إلي طبيبة الخاص طالبا النجدة وفي دقائق معدودة عاد النجم الأسمر إلي غرفتة بالمستشفي التي حاول كثيرا الهروب منها وهناك لم يجد الأطباء مفرا من إعادته للعناية المركزة لأنقاذ حياته .

وكانت المفاجأة بعد اجراء الفحوصات والأ شعة السريعة أن الازمة الجديدة ليست نابعة من تطور مرضه الأصلي ولكن نتيجة ظهور جلطتين كاملتين بالوريدين الرئيسيين بالرقبة مما أدي الي انسدادهما تماما وكادا أن يوديا بحياته لولا عناية الله.. وفي ثوان معدودة انتشرت شائعة: 'أحمد زكي مات' وانهالت التليفونات علي طبيبه الخاص وطبيبه المعالج ونجله هيثم الذين أكدوا للجميع أن النمر الأسود بخير ومازال يصارع المرض لكنه لا يستطيع في هذه اللحظات الحرجة أن يطمئن جمهوره بنفسه كما فعل في الأزمة الأولي.

وفي المستشفي امتزجت مشاعر الحزن لدي الجميع مرضي وأطباء وموظفين بالأمل وبالدعاء له.. وحاولت 'أخبار النجوم' أن تكسر حاجز الأحزان وتخترق حصون الطابق الذي يرقد فيه والذي تم اغلاقه تماما ومنع الزيارة حتي للمرضي المقيمين في نفس الطابق السابع ، وهناك التقينا بالدكتور ياسر عبدالقادر الطبيب المعالج والمتابع لحالة أحمد زكي منذ اكتشاف المرض وحتي الآن والذي قال أن حالته حرجة للغاية حيث تكونت جلطتان كبيرتان في وريدي الرقبة في الوقت الذي لا نستطيع فيه أن نفرط في الأدوية التي تحدث سيولة في الدم ،وما اكتشفناه أن أحمد زكي لديه نوع من اللزوجة في الدم وهذه طبيعة بشرية لا نستطيع التدخل فيها.

جلطة طارئة

وعن مدي علاقة هذه الجلطة الخطيرة بالعلاج الكيماوي الذي يأخذه أحمد زكي أكد د.ياسر: لا توجد أي علاقة بين هذه الجلطة والعلاج الكيماوي.. فجسمه لديه القابلية لتكوين الجلطة نظرا لزيادة لزوجة الدم وأورام الرئة التي يعاني منها والحقيقة أن هذه الجلطة لم تكن أمرا متوقعا، وعلاجها في حالة أحمد زكي صعبا لعدم تمكننا من اعطائه القدر الكافي من المواد التي تحدث سيولة في الدم نظرا لخطورة الأورام السرطانية التي يعاني منها في الأساس.

وعن مدي خطورة هذه الجلطة يقول: هذه الجلطة تمنع تدفق الدم من الرأس الي الرقبة وبالتالي للجسم مما يسبب له اختناقا وصعوبة شديدة في التنفس وآلام في الصدر، وهذه الحالة هي التي سيطرت عليه يوم الأحد الماضي عندما عاد الي المستشفي وهو يعاني من شبه اختناق كامل واستمر الحال لساعات طويلة وأصيب بتورم شديد في الوجه.

ويضيف د.ياسر: الحالة مازالت حرجة للغاية ولن نستطيع الحكم عليها قبل مرور 72 ساعة علي الأقل وسيتم تأجيل جرعة العلاج الكيماوي هذا الاسبوع حيث لم نستطع التخلص سوي من جزء من احدي الجلطتين وهي الموجودة بالوريد الايمن حيث بدأت في الذوبان وهو ما كشفته الموجات فوق الصوتية بعد استجابة العلاج بينما نواجه مشكلة مع الوريد الأيسر.

وعن مدي التعاون بين د.ياسر عبدالقادر كطبيب معالج لأحمد زكي في القاهرة وبين د.شيفاليه الفرنسي الذي وضع الخطة الخاصة للعلاج في باريس يوضح د.ياسر قائلا: مسألة الجلطة كانت غير متوقعة وطارئة ولا دخل للطرف الفرنسي فيها علي الاطلاق ونحن الذين نتعامل معها هنا ونحدد خطوات علاجها ولكن قمنا خلال الاسبوع الماضي بعمل كافة الفحوصات والتحاليل التي أفادت استجابة أحمد زكي في علاج أورامه السرطانية بالرئة بنسبة حوالي 50 % ، وقمنا بإرسال هذه الفحوصات الي فرنسا وقرر د. شيفاليه اعادة نفس أسلوب العلاج مرة أخري لمدة ثلاث دورات متتالية، وكنا قد بدأنا فعلا في اعطاء أحمد زكي الجرعة الأولي من الدورة الثانية ولكن نظرا للظروف الصحية التي يمر بها الآن فسوف يتم تأجيل الجرعة الثانية حتي تتحسن حالته الصحية.

العناية المركزة

وعن الحالة النفسية لأحمد زكي خلال الساعات الأخيرة يقول د.حسن البنا طبيبه الخاص: الحقيقة انه لا يطيق البقاء في العناية المركزة ولكننا أخبرناه أن الحكاية مسألة حياة أو موت، بعدما أصيب بتورم شديد في الوجه وعدم قدرته علي الكلام مما زاد من سوء حالته النفسية.

عصيان

ولكن أحمد زكي أعلن عصيانة بعد 24 ساعة لوجوده بالعناية المركزة وطلب الخروج وقمنا بنقله إلي غرفته بعد تحويله إلي مركز عناية مركزة بفريق طبي كامل مهمته عمل توازن بين التجلط والسيولة.

وتقرر الاستعانة بطبيب نفسي لعلاج أي أثار نفسية ناجمة عن الحالة ا لتي يمر بها أحمد زكي والموجود بغرفة العناية المركزة والتي دائما ماتترك تأثيرا سلبيا علي أعصاب المريض، وقد تم اختيار د. أحمد عكاشة نظرا لصداقته بأحمد زكي وقربه من شخصيته ، وقد بدأ العلاج صباح الاربعاء بكورس مهدئات حتي تستقر الحالة وتنتهي الأزمة المرضية الطارئة والتي جعلت أحمد لايتحرك من سريرة محاطا بالمحاليل الطبية، بعدها ستبدأ جلسات للعلاج النفسي.

وقد أخبرناه بحالته الصحية و مدي خطورتها وروينا له أيضا الشائعات التي أثيرت حوله في اللحظات الأخيرة لأنه يحب دوما أن يكون ملما بكل ما يدور حوله حتي في أصعب اللحظات والزيارة الآن ممنوعة تماما، ولكن سمح لابنه هيثم الذي لم يغادر باب حجرة العناية المركزة منذ نقل والده اليها بزيارته لدقائق قليلة، ونحن نعلم أن الحالة حرجة جدا ولم نتوان لدقيقة واحدة في انقاذ حياته فعندما ظهرت الأعراض عليه في صورة اختناق وضيق في التنفس في العاشرة والنصف صباح الأحد الماضي قمنا بنقله الي المستشفي في حوالي الثانية عشرة ظهرا وقد أصيب بالجلطة وهو داخل المستشفي وما كان يشعر به أثناء تواجده في الفندق كان مجرد بوادر لها.

شائعة الموت

وكانت كثيرا من الشائعات قد بدأت تثار حول حالة أحمد زكي منذ اعلان عدم سفره الي باريس مرة أخري لتقييم تأثير العلاج عليه منذ أسابيع قليلة عندما أصبحت حالته الصحية لا تسمح بذلك لوجود ضعف عام في المناعة ناتج عن العلاج الكيماوي وبدأ يختلط قلق الناس بحبهم لهذا النجم الذي دخل القلوب بأعماله لتثار علي ألسنة الجمهور مجموعة من الشائعات التي تشير الي رحيله.. وبعدها بأيام قليلة أصر علي مغادرة المستشفي وان يوهم نفسه بأنه بخير متجولا في الشوارع وساهرا مع أصدقائه في الفندق ولم يكف ولو للحظة عن التحدث في مشروعاته السينمائية القادمة وتخيلاته لها ورغبته في أن يقدم نماذج أخري من البشر ليكمل بها الرحلة.. يستغرق في أحلامها.. يسكنها، لكنه لم يستطع فقد سكنته الآلام.

عاش أحمد زكي خلال الأيام القليلة الماضية لحظات صمت طويلة كان يقطعها بجملة واحدة لأقرب شخص حوله وهي 'ياه بقي الجمهور بيحبني الحب ده كله' وكان ذلك رد فعل طبيعا للمكالمات وباقات الزهور والزوار والرحلات الجماعية للشباب للسؤال عنه والتوقيع في دفتر الزيارات.

وكان هو يقرأ كلمات الدعاء بالشفاء.. وكلمات الاعجاب والحب بمفرده وهو علي فراش المرض في غرفته بالمستشفي لدرجة أن عينيه كانت تمتليء بالدموع والرضا في آن واحد ورغم الآلام الشديدة التي يعاني منها أحمد زكي الآن إلا انه مازال مصرا علي ألا يتألم الآخرون لألمه، فمنذ اللحظة الأولي التي اكتشف فيها المرض اللعين وأخفي النبأ عن الجميع، كان لا يرغب أن يتألم أصدقاؤه وجمهوره ومحبوه لآلامه ولكن آهاته العالية هذه المرة لم تمكنه من إخفاء أوجاعه عن الآخرين ولا حتي عن ابنه هيثم الذي كان يحرص أن يداعبه ويشعره بإنه بخير.

الوصية

ولأن أحمد زكي معروف دائما بحبه لفنه، فمع أول لحظة استطاع فيها الوقوف علي قدميه والخروج من المستشفي قام بزيارة صفوت الشريف وزير الاعلام وأوصاه بضرورة أن يتبني التليفزيون المصري شراء وتجديد حقوق عرض أفلامه حتي يتمكن جمهوره من رؤيتها تليفزيونيا، ومن هذه الأفلام 'أرض الخوف'، 'عيون لا تنام'، 'طائر علي الطريق'، 'التخشيبة'، 'الحب فوق هضبة الهرم'، 'زوجة رجل مهم'، 'الراعي والنساء'، 'البيه البواب'، 'الباشا'، 'الامبراطور'، 'أحلام هند وكاميليا'، 'الهروب'، 'ضد الحكومة'، 'موعد علي العشاء'.

وظل يتابع تنفيذ الجهات المختصة بعد موافقة الوزير لتنفيذ وصيته لكنه كان حزينا لعدم اتخاذ أية خطوات ايجابية في هذا الموضوع، وخلال الأيام الماضية كان كثيرا ما يسأل كل من حوله: هل سيتبني التليفزيون المصري فعلا هذه الوصية؟ هل بدأ المسئولون في التفاوض علي حق عرض أعمالي.. أولادي.. تاريخي.. وأضاف: انني لم أقصر.. فقد قدمت أعمالا متنوعة وربنا يشفيني وأكمل المشوار.

ومازال الفتي الأسمر ينتظر دعاء المصريين حتي يعود الي فنه ومحبي ابداعه.

الرئيس يأمر بطائرة خاصة

اهتم الرئيس مبارك بالاطمئنان علي صحة الفنان أحمد زكي في بداية أزمته المرضية وقرر علاجه بالخارج.. وحرص الرئيس مبارك علي الاطئمنان علي صحتة في أزمته الجديدة حيث كلف اللواء سعيد زاده كبير الأمناء برئاسة الجمهورية بالاتصال بالاطباء المعالجين وتجديد عرض سفره للعلاج مرة أخري للخارج. وتوفير طائرة حربية خاصة اذا استدعي الأمر نقله الي أي مكان في العالم وقد أوضح د. حسن البنا أن أحمد زكي لايحتاج إلي السفر للعلاج بالخارج لأن ما يمكن عمله هناك متوافر هنا كما أن حالته لا تسمح بالسفر إلي الخارج.

أخبار النجوم بتاريخ 1 مايو 2004

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

ملايين القلوب تدعو له وشائعات الموت تطارده

تفاصيل أصعب 72 ساعة في حياة أحمد زكي

تحقيق: خالد محمود

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)