في «كان» سيطر خبر رحيل الفنانة «وردة» على الجميع ليس فقط على
الناطقين بالعربية ولكن للخبر صداه وتداعياته حتى على من لا يعرفون العربية
لأن رحيل المطربة العربية الكبيرة تناقلته أكثر من جريدة فرنسية لأن «وردة»
عاشت في بدايتها في باريس.
كانت أفلام المخرجين بحجم «بيرتولتشي» و«كيروستامي» و«مونجيو» و«كين
لوش» و«هانكا» وغيرهم تعرض في مهرجان «كان» ورغم ذلك وجدت أن الكثيرين
يفضلون الحديث عن «وردة».. ومن مدينة «كان» تابعت كيف سرقت هذه المطربة
الكبيرة الكاميرا في «كان».
عاشت حدثين في سنواتها الثلاث الأخيرة وكأنهما بالنسبة لها أقرب
للحياة أو الموت، الأول هو ما حدث في أعقاب مباراة الجزائر ومصر في «أم
درمان» وكيف أن البعض طالب في القاهرة بطردها ومنع عرض أو إذاعة أغانيها
وسحب الجنسية المصرية منها.. الحدث الثاني هو عندما أصدرت شريطها الأخير
«اللي ضاع من عمري» قبل 6 أشهر حيث طالبها حتى المقربين منها بالاعتزال،
وكان أعلى الأصوات الملحنين صلاح الشرنوبي وعمار الشريعي وحلمي بكر والغريب
أن الثلاثة مشوا في جنازتها وبكوا أمام نعشها وأخذوا يعددون مآثرها في كل
أجهزة الإعلام وتجاهلوا تماما كم جرحتها بل قتلتها كلماتهم وهم يطالبونها
بالاعتزال!! «وردة» كانت حريصة على ألا تغادر الميدان الفني مهما واجهتها
من مصاعب.. أقسى كلمة من الممكن أن توجه للفنان هي أن يستمع وهو لا يزال
على المسرح إلى من يطالبه بالاعتزال.. الفنان يعيش من أجل كلمة «أعد» ولا
يمكن بعد أن تمضي به الأيام وتقترب الرحلة على الانتهاء تعلو كلمة كفى!!
«وردة» كانت حريصة على أن تظل حتى اللحظات الأخيرة داخل الدائرة وفي عز
بؤرة الضوء.
«وردة» طوال تاريخها الفني - نصف قرن - وهي دائما تبحث عن ملحن يصبح
في مرحلة ما هو صاحب البصمة الأكبر.. البدايات في مطلع الستينات التي
شاهدنا فيها أنغام «السنباطي» و«عبد الوهاب» و«الموجي» و«بليغ» و«منير
مراد» و«عبد العظيم محمد» ثم تهجر مصر إلى الجزائر وتتزوج وتنجب وتعتزل ثم
تعود لمصر في السبعينات وتتزوج «بليغ حمدي» وتتزوج أيضا ألحانه، وكانت
البداية مع «على الربابة بغني».. ثم تنفصل عن «بليغ» ويبرق على حنجرتها
«سيد مكاوي» بألحانه التي لها مذاق خاص ويمنحها لحن «أوقاتي بتحلو معاك»
كان قد أعده لتغنيه «أم كلثوم».. وتستمر مسيرتها مع «سيد مكاوي» في
الثمانينات ليلتقط الراية «صلاح الشرنوبي» ولم يرتبطا فقط بسلسلة من
الأغنيات الهامة بل أنتج لها أيضا قبل 5 سنوات مسلسل «آن الأوان».. السنوات
الأخيرة لم تكن لصالح «وردة» على المستوى الفني، وواجهت عنتا غير مبرر في
أعقاب مباراة «أم درمان» بحجة أنها جزائرية الأب، إلا أن أقسى ما واجهته هو
أن تسمع من يطالبها بالاعتزال.. الشريط الغنائي الذي استمعت إليه في شهر
أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «اللي ضاع من عمري» كان هو الأسوأ في تاريخها
ولم تكن «وردة» موفقة في اختيار الكلمات أو الألحان، كما أنها لم تكن في
حالة لياقة إبداعية، صوتها كان بعيدا عن التألق الخاص بوردة ولكن هذا لا
يبرر أبدا أن يطالبها عدد من كبار الملحنين بالاعتزال!! لا شك أن صوت
المطرب يتأثر سلبا بالزمن «أم كلثوم» مثلا في النصف الثاني من الستينات
ليست هي «أم كلثوم» قبل هذا التاريخ، ولو تأملت حفلاتها الأخيرة في تلك
السنوات فسوف تكتشف أن مخارج ألفاظها تخونها، بل أكثر من ذلك كانت الذاكرة
أحيانا لا تسعفها بالكلمات، ورغم ذلك لو حذفنا السنوات الست أو السبع
الأخيرة من رصيد «أم كلثوم» وتصورنا أنها توقفت عن الغناء، كنا قد فقدنا
كنزا من أغانيها التي قدمتها بعد هذا التاريخ.. «وردة» ظلت في الميدان تحيي
حفلا وتصدر شريطا.. «فيروز» أيضا وهي من جيل «وردة» لا تزال تبدع، ولكن
المؤشر الجماهيري في صعود، وحققت إقبالا جماهيريا ضخما في آخر أشرطتها
وحفلاتها.. نعم الشريط الغنائي الأخير لوردة لم ينجح، العناصر كلها بما
فيها أداء «وردة» لم تصل إلى المستوى المطلوب، ولكن تاريخ «وردة» يشفع لها
بأن تقرر هي متى تصعد ومتى تغادر المسرح!! «وردة» غنت لمصر في بدايات
انتصار أكتوبر تلحين «بليغ حمدي» وكلمات الشاعر الرائع عبد الرحيم منصور
«على الربابة بغني».. منحونا أول وأجمل وأروع أغنية استقبلنا بها نصر
أكتوبر.. تردد مقاطعها «حلوة بلادي السمرة بلادي الحرة بلادي الصابرة..
وأنا على الربابة بغني ما أملكش غير إني أغني وأقول تعيشي يا مصر».. وكلنا
صدقنا «وردة» لأنها بالفعل تحب مصر وتهتف بحياتها.. ومن حقها أن تحب أيضا
الجزائر بلد أبيها وأبنائها بل وحتى تتمنى لفريقه الكروي الفوز - لو صح أن
هذا قد حدث – وليس عليها حرج أن تحب لبنان بلد أمها لأنها فنانة انطلق
صوتها من مصر لتغني لكل الناطقين بالعربية «وردة».
عاشت «وردة» وكأنها تستعيد في حياتها بأول أغنية عانقت الشهرة من
خلالها وهي «لعبة الأيام» وتقول كلماتها «بتاخدك الأيام أعيش بجرحك..
وتجيبك الأيام أعيش لجرحك».. هل رأيتم إحساسا شاعريا أدق وأصدق من هذا على
وصف مشاعر امرأة تجاه من تحب.. مهما غدر بها فهي تتحمل وتعطي وتمنح.. تشعل
جراحها بجراحه وتضمد جراحه بجراحها.. هكذا أرى «وردة» وهي تغني «لعبة
الأيام» وكانت أيضا تعيش لعبة الأيام!! صوتان فقط بين كل الأصوات النسائية
واجها غدر الزمان «فيروز» في لبنان و«وردة» في مصر.. «أم كلثوم» بالطبع تظل
حالة استثنائية بعيدا عن أي تقييم أو مقارنة.. كل الأصوات التي واكبت تلك
السنوات إما رحلت عن الحياة أو اعتزلت الغناء.. «فيروز» كانت جزءا من مشروع
فني يقف وراءه الرحبانية زوجها «عاصي» وشقيقه «منصور» وكون «الأخوان
رحباني» مع «فيروز» أقوى منصة موسيقية لإطلاق الأغاني عرفناها من خلالها
هذا الامتزاج بين الصوت وصاحبي الكلمات والألحان.. إنها حالة لم تتكرر في
تاريخنا الفني حتى بعد رحيل زوجها «عاصي» وانفصالها الفني عن شقيقه «منصور»
منحها القدر ابنهما «زياد الرحباني» الذي أكمل الطريق.. «وردة» مشروع غنائي
مختلف، نعم قد يرى البعض أن «بليغ» كان هو مشروعها ولكن الحقيقة أن لا
«بليغ» كان مشروع «وردة» ولا «وردة» أيضا هي مشروع «بليغ».. «بليغ» كان
يمنح من رحيقه الموسيقي كل الأصوات.. «وردة» في فترة ما من السبعينات تقيدت
داخل إطار موسيقى «بليغ» وبالطبع «بليغ» موهبة عريضة في التلحين لا يمكن
مقارنته بأحد، ولهذا فإن هذا القيد رغم خطورته منحها أغنيات ناجحة مثل
«حكايتي مع الزمان» و«العيون السود».. «وردة» كانت بين الحين والآخر تلتقي
موسيقيا مع «عبد الوهاب»، و«كمال الطويل»، و«محمد الموجي» وتضيف الكثير من
الورود لحديقتها الغنائية!! «وردة» تساوي القدرة على الاستمرار.. شحنة داخل
المبدع كثيرا ما تفاجئه هو شخصيا، هكذا أرى «وردة» لا تستطيع أن تضعها في
إطار واحد ولا قانون واحد ولا زمن واحد، عمرها الفني تجاوز نصف قرن..
المطرب ابن الزمن هذه حقيقة.. مثلا «ليلى مراد» ابنة عصر السينما مثلما «أم
كلثوم» ابنة عصر الميكروفون و«نانسي عجرم» ابنة زمن الفيديو كليب.
«وردة» هي مطربة الميكروفون والحفلات تملك الحضور الخاص الذي يؤهلها
لكي تواجه الجمهور على المسرح وقدمت مسرحية شهيرة «تمر حنة».. منحت السينما
6 أفلام خلال 30 عاما عرفها الناس في البداية مع فيلم «ألمظ وعبده
الحامولي» غنت في الفيلم ألحانا لمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي
وبعد ذلك «أميرة العرب»، و«حكايتي مع الزمان»، و«صوت الحب»، و«آه يا ليل يا
زمن» ثم آخر أفلامها «ليه يا دنيا» ولكنها ليست مطربة سينما.. إنها تتألق
أكثر في الحفلات الغنائية، وقدمت للتلفزيون مسلسلا ناجحا «أوراق الورد» في
مطلع الثمانينات وقبل 5 أعوام لعبت بطولة مسلسل «آن الأوان» لكنها مطربة
حفل.. نعم تغير الزمن ولكن «وردة» وحتى اللحظة الأخيرة ظلت هي النجمة
الجماهيرية.
لم تستسلم «وردة» لغدر الأصدقاء ولا لقسوة الزمن ولا لمعاناتها مع
المرض الذي تسلل إلى قلبها وكبدها قاومته بالغناء وبعشق الحياة.. تجيد
«وردة» أن تهضم مفردات الزمن وأن تقرأ تفاصيله، ولهذا عندما تغير إيقاع
ونبض الاستماع في التسعينات قررت أن ترقص هي أيضا على إيقاع الشباب ولكن
بأسلوب «وردة» وليس ترديدا لأغنيات الشباب.. كان من الممكن أن تعتبر
إنصاتها للموجة الجديدة واعترافها بأن هناك جمهورا آخر يعد بمثابة إعلان
هزيمة لها ولجيلها.. كان من الممكن أن تكتفي بالماضي الجميل وتتحصن وراءه
ولكنها دخلت للمعركة وهي تبحر مع أحد الملحنين الذين كانوا يعدون في طليعة
المتهمين بأنهم انحرفوا بمسار الغناء من مخاطبة الوجدان إلى هز السيقان وهو
«صلاح الشرنوبي» ولكن «وردة» اكتشفت أن «الشرنوبي» لديه مخزون نغمي يحمل
بعضا من روح «بليغ حمدي» هو ليس مقلدا له ولكن به شيء من «بليغ» تجده في
منهج التفكير والبناء النغمي، ولم تتوقف عند محطة واحدة بل غنت لأمير عبد
المجيد لتدخل الألفية الثالثة مع ملحن في الثلاثين من عمره هو «وليد سعد»
وكان لديها مشروع لكي تغني من تلحين «تامر حسني» سواء أيدت هذه الفكرة أو
رفضتها فإن الدلالة هي أن «وردة» لا تخاصم الزمن!! ولم يسلم طريق «وردة» من
أشواك الحاقدين بل والشائعات المغرضة.. الإشاعة التي ملأت الأسماع هي أن
المشير «عبد الحكيم عامر» تزوجها عرفيا وأنه عاشق متيم بوردة.. كانت هذه هي
الحكاية التي وجد الناس عن طريقها في الستينات فرصة لكي يدلي كل منهم بدلوه
ويضيف الكثير لها بل ويعتبرها بعضهم من أسباب هزيمة 67.. رغم أن «وردة» على
حد قولها في حوار سابق لي معها نشرته قبل 30 عاما قالت: إنها لم تلتق ولا
مرة بالمشير، وإنها لم تعرف صوره إلا من خلال ما تنشره الجرائد.
«وردة» تستطيع أن تصفها على المستوى الشخصي بكلمة واحدة هي الصراحة..
هي أحيانا تصف نفسها بأنها قطار أو – مدب - بالتعبير المصري تقول رأيها حتى
لو أغضب الجميع.. هي مثلا أبدت إعجابها بصوتي الراحلة «ذكرى» و«شيرين عبد
الوهاب» وهذا الإعلان أغضب منها الأصوات الأخرى.. كثيرا ما تردد «وردة»
أنها سوف تتغير لتتواءم مع الزمن وتتجمل لكن الطبع غلاب!! عطاء «وردة»
تستطيع أن تلمحه في مشوارها وإصرارها على أن تواصل العطاء حتى اللحظة
الأخيرة.. نعم غنت وردة «لعبة الأيام» ولكنها لم تترك الأيام تلعب معها أو
تتلاعب بها.. وظل يفوح منها دائما أريجها في فضاء الإعلام العربي؟! نعم
أكتب إليكم من «كان» حيث مهرجان السينما في دورته 65 تتلاحق الأفلام، ولكن
«وردة» كانت لها مساحتها في «كان».
الشرق الأوسط في
25/05/2012
رسالة حب من نجوم مهرجان موازين إلي روح وردة
رسالة الرباط :مصطفى حمدى
علي ايقاعات الموسيقي العالمية تعيش العاصمة المغربية الرباط
اجمل ايامها مع الدورة الثانية عشرة لمهرجان موازين الغنائي الدولي والذي
انطلقت فاعلياته يوم الجمعة الماضية وسط اهتمام اعلامي ورسمي كبير.
انطلاق المهرجان صادفه حدث حزين وهو رحيل النجمة الكبيرة وردة ولهذا
قرر اغلب النجوم المشاركين وادارة المهرجان ان تكون هذه الدورة اشبه برسالة
حب وتكريم للنجمة الراحلة التي كانت اغانيها حاضرة في اغلب الحفلات والتي
بدأت بحفل مروان خوري وكريمة الصقلي في ساحة النهضة
، وقام المطربان ومن قبلهما ادارة المهرجان باهداء تلك الليلة الجميلة الي
روح وردة التي قال مروان خوري انه لم يستوعب رحيلها حتي الآن.
قبل الحفل اقيمت مائدة مستديرة للنقاش تحت عنوان
"الصناعات الموسيقية بالمغرب ..
الواقع والآفاق"
حيث تحرص ادارة موازين علي اقامة مثل هذه الحلقات لمناقشة احوال الموسيقي
ولكن مفآجات اليوم الاول لم تقتصر علي ذلك فقط بل كانت هناك مفاجأة اكبر في
ساحة السويسي وهي حفل فريق "ال ام اف او"
والذي شهد حضورا جماهيريا غفيرا رغم غياب احد افراد الفريق بسبب تعرضه
لأزمة صحية.
صلح يارا وفضل
اليوم الثاني من فاعليات المهرجان
كان اكثر سخونه لاسباب كثيرة أولها ان حفل البرنامج العربي كان يجمع نجمين
اثيرت بينهما خلافات مؤخرا وهما فضل شاكر ويارا ولكن محمود المسفر مدير
البرمجة العربية للمهرجان نجح في تقريب وجهات النظر بين النجمين علي مائدة
عشاء جمعتهما في الفندق الذي يقيمان به وخرجت يارا صباح يوم الحفل لتؤكد ان
علاقتها بفضل جيدة وان نفسها صافية تجاهه .
خرجت يارا لتتحدث ولكن فضل الذي وصل للمغرب قبل المهرجان باسبوع في
اجازة طويلة فضل الاختفاء طوال ايام المهرجان ولكنه فجر قنبلة سياسية عندما
وقف علي خشبة المسرح وهو يغني وقام بالدعاء علي الرئيس السوري بشار الاسد
قائلا
"الله يهلك الأسد"
وطالب الجمهور بترديد كلمة آمين وراءه.
وجاء ظهور فضل لينفي شائعة اعتزاله التي انطلقت منذ فترة بعد تصريحاته
السياسية التي انطلقت ضد نظام الاسد منذ فترة ولكن في نفس الوقت الذي كان
فضل يدعو فيه علي بشار في النهضة كان المطرب العالمي
"بت بول" يشعل ليل موازين في منصة السويسي حيث شهد الحفل حضورا غفيرا من
الجماهير التي انتظرت الحفل وقدم بت بول عرضا مبهرا ضم العديد من اغنياتها
الشهيرة مثل "بون بون"
و "رين اوفر مي".
وقد شهدت ثالث ايام المهرجان ظهور النجمة اللبنانية نانسي عجرم التي
غنت بمفردها في ساحة النهضة وشهد حفلها حضور كبير
، وقد وصلت نانسي للمغرب فجر يوم الحفل تقريبا وغادرت بعد الحفل بساعات
لارتباطها باعمال في دول أخري ولكن فندق حسان الذي اقامت فيه نانسي شهد
تعزيزات امنية شديدة بسبب حصار الجمهور للفندق من اجل مشاهدة نانسي التي
حرصت علي التقاط الصور مع بعضهم.
نانسي
غنت ايضا لوردة في تلك الليلة وقالت انها تحب وردة
وحزينة علي رحيلها واعتبرت ان اعمالها الخالدة ستبقي دائما في الذاكرة
، ورغم الحضور الكبير لحفل نانسي الا ان فرقة ايفانيسانس الامريكية استقبلت
هي الاخري جمهورا غفيرا في حفلها علي منصة السويسي خاصة وان جمهور الحفلات
الغربية يختلف في ذوقه عن جمهور الحفلات العربية.
خالد أبو "جنة"
حفل الشاب خالد كان الاضخم في فاعليات المهرجان حتي الان وشهد حضورا
كبيرا تسبب في اغلاق الشوارع المحيطة بمنصة السويسي وشهد الحفل تعزيزات
امنية مشددة خاصة وان حفل خالد اعاد للذاكرة حفل شاكيرا الذي اقيم العام
الماضي.
وكان خالد قد احتفل علي خشبة المسرح باستقباله لمولودته الرابعة والتي
اطلق عليها اسم "جنة"
وخلال الحفل لفت خالد الانظار عندما قام بربط علمي المغرب والجزائر سويا
وحملهما علي عنقه في اشارة الي ضرورة نبذ الخلافات بين الدول العربية واثار
موقفه اعجاب الجمهور وتصفيقهم الحار، واستمر حفل خالد لاكثر من ساعتين ونصف
تقريبا ورغم الحضور الجماهيري الكبير في حفل خالد الا ان حفل المطرب
الكويتي عبدالله الرويشد شهد حضورا كبيرا هو الآخر غير متوقع وهو ما اسعد
الرويشد جدا والذي غني هو الاخر لوردة أغنية
"في يوم وليلة" إهداء إلي روحها.
وتوافد النجوم المشاركون في المهرجان علي التوالي للمشاركة في حفلاتهم
حيث وصل محمد حماقي وهاني شاكر صباح الاثنين ليحييا حفلهما في مسرح النهضة
يوم الثلاثاء وكذلك اصالة التي وصلت قبل حفلها بيومين ومكثت في الدار
البيضاء لفترة قبل ان تتجه الي الرباط لتحيي حفلها الاربعاء وايضا انغام
الا ان الجميع يترقب بشدة حفل ماريا كاري الذي سيختتم حفلات المهرجان
الليلة بالتزامن مع حفل النجم اللبناني وائل كفوري.
أخبار اليوم المصرية في
25/05/2012
حكايات أبوسمرة!
وردة .. گـــل زمــــان
يكتب :سمير صبرى
دخلت
وردة ستديو واحد بالتليفزيون لتسجل معي حلقة في
برنامجي »النادي الدولي«
وذلك بناء علي نصائح معظم أصدقائها حتي
توضح للجمهور حقيقة بعدها أو استبعادها عن مصر لمدة عشر سنوات تزوجت
أثناءها من جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد بالجزائر وأنجبت
»وداد ورياض« وقد حضرا معها تسجيل الحلقة.
وقبل أن تدور الكاميرا سألتها هامساً
مدام وردة :
<
هل صحيح أن جهات أمنية أبعدتك عن مصر بسبب صداقتك بالمشير
عبدالحكيم عامر؟
وأجابت هامسة أيضاً:
ـ مش ممكن تنسي الحكاية دي دلوقتي ونتكلم عن مشاريعي الفنية القادمة؟
بلاش السيرة دي خالص ومش علشان أولادي موجودين..
علشان الحكاية دي كلها اشاعات..
جايز بعدين بيني وبينك نبقي نتكلم في
الحكاية دي!!.
واحترمت رغبتها وتحدثنا لمدة نصف ساعة عن أول لقاء مع السنباطي
»لعبة الأيام« وعن المخرج المبدع محمد سالم الذي صور لها الأغنية وعن
اختيار حلمي رفلة لها لبطولة »ألمظ وعبده الحامولي«
وغنائها في الفيلم لعظماء النغم محمد عبدالوهاب..
فريد الأطرش.. رياض السنباطي ثم فيلمها الثاني »أميرة العرب«
مع رشدي أباظة وعدم نجاح الفيلم وعن سفرها لبلدها الجزائر لتتزوج وتبتعد
عشر سنوات عن مصر والفن بناء علي رغبة زوجها لتعيش هناك كزوجة وأم.. ثم
طلاقها وعودتها إلي القاهرة التي شهدت انتشارها ومولد شهرتها الحقيقية.
<
قلت:
لكن البداية كانت في باريس مش كده؟
ـ قالت وردة :
أنا اتولدت في باريس وتعلمت الغناء ومارسته
هناك في الملهي الليلي العربي الذي كان يمتلكه والدي لكني كنت بحلم بمصر زي
كل عاشقين الفن في العالم العربي..
كان الوصول إلي القاهرة هو الحلم المستحيل والانتشار فيها هو رابع
المستحيلات.. لكن الحمد لله..
ربنا حقق لي كل أحلامي..
الانتشار والشهرة في مصر..
أن يكون لي أغاني خاصة بي ولأعظم عباقرة الموسيقي في الشرق..
بطولة فيلمين في السينما..
زواج وأولاد..
وحب الناس وده لوحده نعمة كبيرة جداً
من نعم ربنا وعندي لحنين هايلين مع الفنان العبقري بليغ حمدي.. أنا حاسمعك
واحدة منهم لإني حاسة إنها حاتنجح قوي..
وبالمناسبة كانت فكرة بليغ حمدي صديقك إني اطلع معاك في برنامجك الناجح..
وقاللي ان عبدالحليم حافظ لما بيحب يوصل لجمهوره الكبير أي حاجة أو أي خبر
يطلع في برنامج سمير صبري!!
ممكن أسمعك اللحن الجديد؟
وبدأت »وردة«
تغني مذهب أغنية »العيون السود« قبل أن تذاع وتحقق نجاحاً كبيراً
شجع حلمي رفلة علي اقتباس فيلم عربي قديم لرجاء
عبده ومحمد فوزي اسمه »أصحاب السعادة«
وتقديمه في صورة باهته وملونة باسم »صوت الحب«
ويتضمن معظم ألحان بليغ الجديدة التي غنتها وردة والتي كانت السبب الوحيد في نجاح
الفيلم.
وكان لقائي الثاني معها بعد نصر أكتوبر مباشرة حينما كان كل نجوم مصر
يسجلون أغاني وطنية في الاذاعة ومنهم طبعاً
وردة التي ما أن انتهت من تسجيل أغنيتها الرائعة »وانا علي الربابة باغني«
حتي نزلت من ستديو الاذاعة إلي ستديو رقم واحد بالتليفزيون سجلت معها ومع
زوجها العبقري بليغ حمدي حواراً رائعاً حول عظمة عبور أبطالنا الجنود
واقتحام خط بارليف وحول دور مصر في مساندة الثورة الجزائرية وكل حركات
التحرير في العالم العربي وافريقيا كمان.. وتوالت ألحان بليغ الرائعة والناجحة لوردة مما دفع مجدي العمروسي
»العقل المدبر« لشركة صوت الفن للتعاقد معها علي فيلمها الرابع »حكايتي
مع الزمان« علي أن يخرجه استاذي مخرج الروائع حسن الامام الذي اسند لي دور
البطولة الثانية في الفيلم وفوجئت أن وردة أصبحت علي دراية أكثر بالتعامل
مع الكاميرا أكثر من أفلامها الثلاثة السابقة وأنها مطيعة جداً لكل تعليمات المخرج حتي أنه حينما طلب منها أن
ترقص بلدي في احدي لزم أغنية »وحشتوني«
نفذت طلبه واكتشفت أيضاً أنها تتمتع بلياقة بدنية ممتازة وذلك من خلال استعراض راقص جمعنا في
الفيلم واكتشف أيضاً
أنها انسانة بسيطة ومتواضعة جداً
وصريحة جداً ومرهفة الحس وتعشق تربية القطط وكانت يومياً تحضر معها أكل قطط مستورد لاطعام قطط الاستديو
الموجودة بكثرة في حديقة الاستديو!.
وأتذكر موقفا في إحد مشاهد الفيلم كان علينا أن نلعب تنس وكنا في نادي
القاهرة الرياضي وارتدت وردة شورت رياضي قصير واقتربت مني قبل التصوير
وقالت:
الناس حا تتريق عليه علشان أنا تخينه قوي في الشورت مش كده؟ ووجدت أنها
فعلاً علي حق.. فاقترحت علي أستاذي حسن الامام أن نضع هذه الجملة علي
لسانها هي لي في بداية المشهد ووافق وابتدأ المشهد وهي تقول لي: »مش حاقدر أنزل وزني بسرعة قبل الافتتاح..
أنا مليانه قوي وتخينه مش كده؟ وأرد أنا عليها:
معلش الجمهور بيحب الدهن في العتاقي!!.
وكانت هذه الجملة تلاقي عاصفة من الضحك من الجمهور الذي تقبل منها
وتعاطف معها علي سخريتها من زيادة وزنها بدلاً
من التهكم عليه وفي احد المشاهد العاطفية في الفيلم كان المفروض أن أصارحها
بحبي وأطلب منها الزواج ثم أقبلها أثناء بروفة المشهد حضر زوجها بليغ حمدي
واعترض بشدة علي القبلة وثارت أزمة بينه وبين المخرج الذي قال لبليغ
بطريقته المميزة: »جري ايه يا بليل هو انت متجوز رابعة العدوية؟ حلاوة المشهد ده
في البوسة دي«..
وأخيراً وبعد جدل ونقاش طويل اتفق علي أن أقبلها في
جبينها وتم تصوير المشهد ونجح الفيلم نجاحا أسطوريا واستمرت صداقتي بوردة
وبليغ
وزياراتي المتكررة لهما ومحاولاتي المستمرة لتقريب الهوة بين بليغ وبين
صديق عمره عبدالحليم الذي كان يعتقد أن أهم ألحان بليغ أصبحت لوردة فقط!.
وعندما حضرت النجمة »داليدا«
لإحياء حفلتين في القاهرة والاسكندرية..
استأذنت
»وردة« وأخذت داليدا إلي منزلها بعد الحفل وقضينا سهرة رائعة
غنت فيها وردة بالفرنسية وحاولت داليدا أن تتذكر وتغني بعض أغاني شادية
وليلي مراد وطلبت من بليغ أن يلحن لها أغنية عربية وكان ذلك قبل أن تغني
بعدة سنوات »سالمة يا سلامة«
و»حلوة يا بلدي«
وتكرر نفس الشيء عند حضور نجم الغناء الفرنسي »شارل أزنافور«
حيث أخذته بعد الحفل إلي منزل وردة وبليغ وجلس الفنان العالمي علي الأرض مبهوراً
بعزف بليغ علي العود وأخذ يغني أغانيه بمشاركة وردة التي كانت تجيد الترحيب
بضيوفها وتتمتع بكرم وعطاء كبير وحب استقبال الناس والأصدقاء في بيتها رغم
كل العواصف التي مرت بحياتها الزوجية مع بليغ
الذي كانت تقول عنه
»عبقري النغم وزوج فاشل«!.
وبعد نجاح أغانيها الأخيرة مع صلاح الشرنوبي ابتعدت وردة عن الساحة
الفنية لأسباب صحية..
إلي أن فكرت وأنا أحضر لدورة مهرجان الاسكندرية
الدولي للأغنية عام
٨٠٠٢
أن يتم تكريم وردة..
وعندما ذهبت إليها ترددت كثيراً
في قبول رغبتي أن تكون هي نجمة حفل افتتاح
المهرجان والذي تصادف أنه يوم ٢٢
يوليو أي يوم عيد ميلادها السبعين.
قلت مشجعاً:
إنتي مش دايماً
رأيك إن الفن ملوش سن معاش وأن الفن عطاء بلا حدود؟
غني قد ما تقدري إنشالله ربع ساعة..
عشر دقائق!
وبعد تردد وافقت وردة وأعلن عن تكريم وردة
في حفل افتتاح المهرجان ونفدت كل تذاكر الحفل في يومين وعندما قدمتها علي
المسرح وسط عاصفة من التصفيق أخذت درع المهرجان والدموع في عينها وعلي مدي
ساعتين
غنت وأبدعت وكان هذا هو آخر حفل لها في مصر.
عموماً
وردة ستبقي وردة في قلوب الناس بفنها الرائع
وأفلامها الستة وصوتها القوي الحساس وأغانيها التي ستعيش معنا وتذكرنا
دائماً
أنها وردة الزمن الجميل!.
S.SABRY@SAMIR-SABRY.COM
أخبار اليوم المصرية في
25/05/2012 |