حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

وردة نجمة الفن المتكاملة التي فقدناها

أحبت بليغ حمدي قبل أن تراه وقالت إنها ستتزوجه

كتب - فكري كمون

ملأت الفنانة وردة حياتنا جميعا فنا وطربا في الغناء وتمثيلا راقيا.. لم تكن مجرد موهبة عابرة جاءت إلي مصر وترحل ولكنها صارت كيانا فاعلا في الحركة الفنية في مصر والوطن العربي ومصر كعادتها احتضنت وردة مثلما تحتضن جميعا كل الاشقاء قدمتهم في حفلاتها الكبيرة وأجهزتها الاعلامية الرئيسية المتعددة وتعاملت معها كجزء من رموزها الفنية الاصيلة واقبل الملحون والمخرجون علي تلك الموهبة الكبيرة يضعون لها افضل الألحان ويختارون افضل الأدوار في السينما والتليفزيون والإذاعة والمسرح ولكن وردة كانت مختلفة عن باقي المواهب التي وفدت إلي مصر حيث جاءتها في فترة المد الثوري الأول في دول الوطن العربي وكانت مصر كعادتها في الصدارة حيث وجدت الحماس من كل رجال الثورة الذين احترموا الفن ولهذا غنت لها القصائد الوطنية والأغنيات الحماسية ووجدنا صوت وردة في صدارة التفاعل مع الأحداث التي مرت بمصر سواء في نكساتها أو انتصاراتها.. صنعت وردة ملامح ابداع مع كوكبة نجومنا من الموسيقيين عبدالوهاب وكمال الطويل والسنباطي وفريد والموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي الذي توجت علاقتها به إلي الزواج وكانت وردة كيانا فنيا متحركا ظلت تقدم ابداعاتها حتي اللحظة الأخيرة. 

العزاء الخميس 

لقد شيعت وردة في جنازة شعبية ورسمية نقلها تليفزيون الجزائر علي الهواء مباشرة ونحن في مصر اعددنا لها مراسم تليق بها وودعناها الوداع اللائق بفنانة عظيمة اثرت الفن المصري والعربي عموما وسوف يقيم لها اتحاد النقابات الفنية يوم الخميس القادم ليلة عزاء في الحامدية الشاذلية تقديرا لمكانتها. 

وصف الاعلامي الكبير وجدي الحكيم الساعات الأولي بعد اعلان خبر رحيلها خاصة علي نجوم الغناء المصريات ممن كانوا يغنون لها قال انهن جميعا انخرطن في البكاء حيث فقدن استاذة لهن في الغناء وكانت هي تعتبرهن مثل بناتها وهن أنغام وغادة رجب وشيرين ونادية مصطفي.. كن يتسابقن في غناء أغنياتها وهي الفنانة الوحيدة واحدة من الفنانات اللاتي لم تحدث بينها وبين الجيل الحالي فجوة معها ولهذا كان كل الحضور يودعونها في بيتها قبل نقل الجثمان إلي الجزائر. 

البيوت حزينة 

وذكريات الإعلامي الكبير وجدي الحكيم لها خصوصية خاصة عن الفنانة الكبيرة وردة إلي حد تجعله مؤرخا لمسيرة حياتها ومشوارها الفني.. يقول وجدي الحكيم: أن كل البيوت حزينة لرحيل وردة لقد كانت فنانة عفيفة اللسان لم تشتم أحدا أو تتطاول علي أحد وكثيرا ما تعرضت لشتائم من زميلات لها ولكنها لم تكن ترد.. كانت فنانة متكاملة لقد جاءت إلي مصر عام 1958 ولعبت بطولة الفيلم السينمائي "ألمظ وعبده الحامولي" وكان هو بدايتها الفنية لاقامتها في مصر وغنت في الفيلم من الحان محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبليغ والموجي.أوضح الحكيم ان وردة عندما قدمت إلي مصر أدرك السنباطي موهبتها منذ اللحظة الأولي ولحن لها اغنية "لعبة الأيام" ثم لعبت بطولة الفيلم فكانت بداية قوية لوردة منذ اللحظة الأولي. 

وعندما دعيت في الجزائر للغناء لانتصار ثورة الجزائر تعرضت لحصار من أهلها حيث أرادوا تزويجها من جمال "مصري" وكيل وزارة الاقتصاد هناك وقد ضغط عليها والدها وقبلت هذا الزواج من شخص كان يرفض أن تغني ومنعها منه وظلت عشر سنوات في الجزائر أنجبت خلالها ابنيها رياض ووداد حيث ربيتهم ومع ذلك ظلت ترسم صور كل النقد لهم من الذاكرة حيث كانت فنانة تشكيلية. 

يضيف وجدي الحكيم انه بعد عشر سنوات طلب الرئيس الجزائري من وردة أن تغني في الاحتفال بعيد ثورة الحراء فعادت للغناء. 

أحبت بليغ في الوسادة الخالية 

وذهب وفد مصري فني واعلامي لحضور هذه الاحتفالية وهناك التقوا مع وردة التي غنت في مصر ومثلت "ألمظ وعبده الحامولي" وشعرت ان الروح رجعت اليها وقررت العودة وخيرها زوجها بين الطلاق أو العودة فاختارت العودة والتقينا مع الرئيس الجزائري وطلبنا منه أن تحضر وردة إلي القاهرة للمشاركة في حفلات صوت العرب ووافق الرئيس وتم طلاقها وعادت إلي مصر من جديد. 

ويؤكد وجدي الحكم ان علاقة الحب بين وردة والموسيقار بليغ حمدي بدأت منذ أن جاءت إلي مصر وكان الحب صادقا بل ان وردة تروي انها احبت بليغ قبل أن تراه وقد قالت له ذلك وروت أنها عندما شاهدت فيلم "الوسادة الخالية" لعبدالحليم وابهرت بألحان بليغ حمدي لعبدالحليم في هذا الفيلم حيث أكدت وقتها أنها تحب هذا الموسيقار وأنها سوف تتزوجه ولهذا فعندما جاءت إلي مصر التقت مع بليغ وغنت له "كل أطبا القلب" واستمر في التلحين لها في العديد من الأغنيات مثل "طب وأنا مالي العيون السود خليك هنا وحشتوني" وغيرها. 

وكانت وردة تتصور ان بليغ في لبنان عندما غنت في لبنان وقبل مجيئها إلي مصر "أنا من الجزائر أنا عربية" من ألحان محمد محسن وتخيلت أن بليغ هو محسن لاقتراب ملامحه من الخلف منه. 

ويروي وجدي الحكيم قصة وردة مع الغناء الوطني وكيف انها مثلت ثورة الجزائر بالمشاركة في النشيد الوطني "وطن حبيبي الوطن الأكبر" الذي لحنه الموسيقار محمد عبدالوهاب وبعد سنوات استطاعت ان تجبر الإذاعة المصرية علي أن تنتج أغنيات وطنية لبث الحماس في النفوس مع لحظات العبور العظيم في حرب أكتوبر 73 وقد حدثت خناقة في إدارة الغناء بالإذاعة حيث لم يكن واردا انتاج أغنيات إذاعية فلا توجد فلوس وكل الايرادات تتجه للمعركة واعادة تسليح الجيش ووصلت الخناقة إلي رجال الأمن وحدث لقاء مع بابا شارو رئيس الإذاعة الذي أكد نفس الموقف وهنا أبدت وردة وبليغ استعدادهما لتقديم أعمالهما بدون أجر وبالفعل سجلا أغنيتين هما "باسم الله" و"أنا ع الربابة بغني" وكان بداية الانتاج الغنائي للإذاعة عن أكتوبر واضطر الموسيقيون والمطربون بعد توقف وردة وبليغ إلي الغناء متبرعين بأجورهم. 

وأؤكد ان وردة عندما عادت إلي مصر في بداية السبعينيات لتلتقي مع بليغ من جديد ومع صوت العرب وتغني الغناء الوطني فإنها شاركت في كل حفلات صوت العرب خارج مصر وكل جولاته من أجل الغناء لفلسطين وكانت فنانة بلا مشاكل. 

حرمان حقيقي 

وتحدث وجدي الحكيم الذي كان مسئولا عن الغناء والموسيقي بالإذاعة من خلال شبكة صوت العرب ان وردة لعبت بطولة مسلسل "أوراق الورد" الذي كتبه وحيد حامد حيث كانت قصة المسلسل تتحدث عن حرمانها من ابنائها في الأحداث وفي الواقع عندما قرر زوجها حرمانها من مشاهدة ابنيها رياض ووداد بعد الطلاق فكانت تعيش أوجاعا وظروفا خاصة وكان المسلسل صرخة تنفس به عن نفسها. 

الجمهورية المصرية في

21/05/2012

 

 

وردة... الوداع الأخير

قادة بن عمار/ الجزائر 

عادت وردة إلى الجزائر ليس من أجل الاحتفال بخمسينية الاستقلال، بل لتسكن التراب الذي عشقته. كثيرون ممن احتشدوا ينتظرون جثمانها في مطار هواري بومدين مساء الجمعة، عجزوا عن تصديق وفاة الفنانة. انهار بعضهم أمام عدسات الكاميرا بينما قرر آخرون الاحتفال بالعبور الأخير لأميرة الطرب العربي من خلال الزغاريد وأداء أغنياتها الخالدة.

بين الوصول إلى مطار هواري بومدين الدولي ليلة الجمعة (العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي) والانتقال إلى قصر الثقافة السبت من أجل إلقاء النظرة الأخيرة، ثم السير في موكب جنائزي كبير إلى مقبرة «العالية»، (الواحدة بعد الظهر) مسافة زمنية بدت طويلة، لكنها ليست بطول المسار الذي صنعته وردة على امتداد أجيال. في الاستقبال، كان هناك جمع من الفنانين والمثقفين الجزائريين، أبرزهم المطربتان سلوى ونرجس من زمن الأغنية الجزائرية الأصيلة خلال الستينيات والسبعينيات، والممثلة فريدة صابونجي التي قاومت الاحتلال وشاركت في فرقة التمثيل الخاصة بجبهة التحرير الوطني، والممثل سيد علي كويرات الذي يعرفه الجمهور العربي من خلال أدواره في سينما يوسف شاهين. في قاعة الشرف في المطار، جلست فلة الجزائرية مع شقيقتها المطربة نعيمة عبابسة، فضلاً عن حضور عبدو درياسة (في غياب والده الفنان الكبير رابح درياسة)، وكان هنالك أيضاً عدد من الوزراء.

أفراد الجوقة الموسيقية الرسمية الخاصة بالرئاسة، وقفوا صفاً واحداً ينتظرون عبور الجثمان تحت ظلمة الليل وأضواء عدسات الكاميرا. اختلطت الموسيقى الحزينة بصوت أصدقاء الراحلة من فنانين ومثقفين وهم يصرخون «وردة على سلامتك»، «لن ننساك يا أميرة»، «مرحباً بك في بلادك»، «وردة مازلنا واقفين» (آخر أغنية أدتها الراحلة للوطن). وهناك من قرر أن يغني وهي تُنقل في سيارة الإسعاف وبجوارها ابنها رياض المنهار «عيد الكرامة والفدى يا عيد... هلت على وطني بفجر جديد» لكنه غناء مجروح، وإنشاد موجوع، وتوديع يليق بفنانة كبيرة.

في قصر الثقافة، وُضع الجثمان من أجل إلقاء النظرة الأخيرة. وسائل إعلام محلية وأجنبية أحاطت بالجثمان، وضع رياض باقات ورد على نعش والدته، إلى جانب باقة أرسلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. إلى جانب وردة، جلس الفنان الإماراتي حسين الجسمي الذي وصل مطار الجزائر في ساعة مبكرة يوم الجمعة، ورفض مغادرة جثمان الراحلة منذ ساعة توديعه حتى انتهاء عملية الدفن، رافضاً الحديث للصحافيين بينما صرّح النجم التونسي صابر الرباعي بأنّ «وردة ليست خسارة للجزائر فحسب، بل خسارة عربية كبيرة أيضاً». في القاعة أيضاً، التفت الجميع لمستشار الملك المغربي المقرب، فؤاد عالي الهمة الذي راح يقرأ الفاتحة، وتوجّه إلى رياض قائلاً: «والدتك خسارة لنا جميعاً، وجلالة الملك يبلغك تعازيه الخاصة والحارة». لحظات صعبة تلك التي فارقت فيها وردة عشاقها ومحبيها. حمل رجال الحماية جثمانها على الأكتاف، وخرجوا من القاعة وسط التكبير والزغاريد. الطريق إلى المقبرة كان طويلاً. سار الجثمان في مقبرة «العالية» بضعة أمتار، وسارت خلفه شخصيات بارزة ومهمة. النساء اقتحمن المقبرة على عكس المألوف وكسرن ما جرت عليه العادة في الجنائز. هنا رقدت وردة، وعلى مسافة قريبة رؤساء الجزائر السابقون هواري بومدين، ومحمد بوضياف، وآخرهم أحمد بن بلا... ظلّ العشرات في مقبرة «العالية»، يستأنسون بالذكريات في وداعهم لصاحبة «بتونس بيك». يتألمون ويرددون، رحلت صاحبة «العيون السود» في يوم وليلة، رحلت ويصعب نسيانها بين يوم وليلة.

الأخبار اللبنانية في

21/05/2012

 

قطط وردة الجزائرية رافقت وحدتها في أيامها الأخيرة

"نوتشكا" و"سنووي" الأصدقاء الأوفياء في ساعات الفراغ الطويلة

القاهرة - رحاب محسن 

عاشت الفنانة وردة الجزائرية أيامها الأخيرة برفقة قطتين كانت تحرص على تربيتهما منذ ولادتهما وهم "نوتشكا" و"سنووي"، فقد كانت تشعر معهما بأنهما الصديق الوفي الذي يؤنس وحدتها في ساعات الليل والنهار الطويلة، التي كانت تقضيها بمفردها.

وحرصت وردة على الاهتمام والاعتناء بقططها الأليفة التي كانت تؤكد دائماً على "نجاة"، رئيسة منزلها، أن تهتم بنظافتهما، ولا تغفل عن طعامهما وشرابهما، وعلى الرغم من أن الفنانة الجزائرية كان لديها الكثير من الأصدقاء في الوسط الفني بمصر وخارجه، إلا أن داخل جدار منزلها الواسع كانت تعيش وحدة قاتلة أثرت على حالتها النفسية في أيامها الأخيرة، وبالرغم من ذلك فقد كانت تعيش بين هذه الوحدة لحظات صفاء غريبة مع القطط التي كانت تعشق بياض ألوانهم وجمال منظرهم، فكانت إحداهما فارسية والأخرى سنوري، وكانتا يرافقان وردة في كل مكان بالمنزل، منذ لحظة استيقاظها في الصباح حتى آخر الليل وذهابها لتخلد إلى النوم في غرفتها، وكانت وردة تعيش معهم طفولة بريئة، وتشاركهما اللعب والمداعبة من وقت لآخر، حيث كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تهوّن عليها ساعات الفراغ الطويلة.

ولع بالقطط

يُذكر أن الفنانة الراحلة وردة قد تسببت في إيقاف تصوير برنامج "هذا أنا"، الذي يعتبر آخر برنامج فني قدمته في مشوارها الفني، وذلك بعدما فاجأتها الإعلامية رانيا برغوث، مقدمة البرنامج، بقطة فارسية أهدتها لها قبل بدء الحلقة، وذلك لعلمها بمدى ارتباط وردة بالحيوانات الأليفة وبالقطط تحديداً، حيث كانت مفاجأة سارة للغاية للفنانة الراحلة التي طلبت تأجيل التصوير دقائق، وأخذت القطة بين أحضانها وراحت تقبلها وتداعبها برفق شديد.

العربية نت في

20/05/2012

 

آخر نجمات زمن الطرب الجميل 

سألتها المذيعة في حوار تم تسجيله فبل رحيلها إذا كانت تشعر بالندم بسبب اختيارها للعمل بالفن ، بعد فترة صمت طويلة سرحت خلالها وردة ببصرها بعيدا عن عدسة الكاميرا، ثم قالت بعد تنهيدة طويلة، العمل بالفن كان له تأثير كبير علي حياتي الشخصية وعلاقتي باولادي، وأسترجعت في كلمات حزينة علاقتها المتوترة مع ابنتها الوحيدة وداد وقبل أن تفر دمعة من عينيها قالت بلهجة حاسمة، لو عاد بي الزمن سوف أختار الفن، ليس فقط لأنني أحبه، لكن أيضا لأنه ساعدني علي توفير حياة ممتازة لابني وبنتي، وردة كانت استعدت للمشاركة في حفلات الجزائر بمرور خمسين عاما علي استقلالها، وقالت سوف أظل أغني حتي أموت، الغناء بالنسبة لي هو الحياة والجمهور هو الهواء، وعندما عادت لمنزلها في شارع عبد العزيز آل سعود بحي المنيل بالقاهرة، بدأت التجهيز لدويتو غنائي يجمعها بحسين الجسمي ودويتو آخر مع محمد عبده ومسلسل تليفزيوني، كانت وهي في الثالثة والسبعين من عمرها في قمة الحيوية والسعادة وحب الحياة، وهي تستعد لعمل فني جديد انتهت حكاية وردة مع الزمن والحياة، أزمة قلبية فاجأتها الخميس الماضي ووضعت ستار النهاية علي حياتها الحافلة، وبمجرد بث الخبر انفجرت مشاعر الحزن بين ملايين ممن عاشوا مع أغنياتها في مصر والجزائر وباقي الدول العربية، الذين ودعوا الراحلة في موكب طويل وحزين بدأ من مسجد صلاح الدين بالمنيل، مرورا بمطار القاهرة، الذي استقبل جثمانها قبل أن تقله الطائرة العسكرية الخاصة التي أمر الرئيس الجزائري بها، ومن مطار القاهرة ووسط دموع المشيعين، طار الجثمان بصحبة السفير الجزائري، ليكون في استقبالهم آلاف المشيعين الرسميين والشعبيين، حيث استمرت مراسم وداع الشعب والقيادات الجزائرية لها طوال هذا الأسبوع، ومن المتوقع حضور ابنها للقاهرة خلال الساعات القادمة تمهيدا لإقامة سرادق للعزاء

رحلة طويلة وحافلة عاشتها وردة، انتهت بوضع جثمانها في مقابر زعماء ورموز الجزائر، غنت خلال مشوارها الطويل لكبار الملحنين ومؤلفي الشعر الغنائي، رسمت بصوتها وإحساسها وصدقها ملامح عصر، تميز بالعطاء والالتزام، عبرت وردة فوق الأحزان والأفراح والمرض والنجاح والفشل علي المستوي العائلي، لكنها كانت دائما أمام جمهورها، وردة، عندما تغني، تذوب الكلمات والمعاني بين صوتها وأدائها المبهر، كانـت وستظل أحد رموز عصر الغناء الجميل والأصيل.

آخر ساعة المصرية في

21/05/2012

 

الدراما والحوار في أغاني وردة 

كتب - محمــد بهجــت

لم تقف الفنانة الكبيرة الراحلة وردة علي خشبة المسرح كثيرا‏..‏ ربما هو عمل وحيد الذي قامت ببطولته علي مسرح عمر الخيام بعنوان تمر حنة وشاركها البطولة النجم عزت العلايلي وفاروق نجيب ومشيرة إسماعيل ووداد حمدي‏.

وقام الموسيقار الفذ بليغ حمدي بوضع ألحان العرض, وكان من بينها أغنية شاركها فيها عزت العلايلي ويدعوها في المسرحية إلي الخروج من أزمتها والعودة إلي الغناء فيقول: غني يا تمر حنة ـ غني يا حتة منا ـ غني ونوريلنا ـ غني لليل والقمر والربيع والطفل الرضيع, وقامت وردة بالتمثيل في العديد من الأعمال السينمائية منها حكايتي مع الزمان.. آه يا ليل يا زمن.. ليه يا دنيا.. صوت الحب.. المظ وعبده الحامولي, كما قدمت أعمالا تليفزيونية لا تنسي منها بالتأكيد مسلسل أوراق الورد وآخر الأعمال مسلسل آن الأوان كل هذه الأدوار المتنوعة أكسبتها حسا دراميا عاليا, بالاضافة إلي تذوقها الخاص الذي جعلها تحرص عند اختيار كلمات أغانيها علي الجانب الدرامي في الأغنية, وربما تتميز أغاني وردة بكثرة الحوار الداخلي والحيرة وعلامات الاستفهام بشكل لافت للنظر, فهي تقول علي سبيل المثال في أغنية اسمعوني: اسمعوني باقولكوا ايه.. اسمعوني ما تيجو بينا ننسي اللي كان ـ ننسي سوا غدر الزمان ايه رأيكم؟ بتقولوا ايه؟! خسارة وألف خسارة. لكن اعمل ايه؟.. الشاعر هنا يفترض وجود حوار مع آخرين نستنتج بقيته من خلال غناء وردة. وهي ليست مصادفة أو رؤية لمؤلف الكلمات وحده, سنجد مثل هذه الحوارات متكررة في أغاني الفنانة وردة, فهي تقول في فيلم المظ وعبده الحامولي دوبت قلبي دمعة ولعت روحي شمعة وبكرة أنا هاعمل ايه؟ وأنور لك بإيه؟! اسأل دموع عينيا.. اسأل مخدتي.. كم دمعة رايحة جاية تشكي لك وحدتي؟! أسأل كما كانت صاحبة رؤية مجددة في الغناء للطفل بطريقة تحترم عقله ولا تستخف به مثل: أوراق الورد بتتكلم ـ أوراق الورد بتتألم ـ وبتصرخ وتقول للجاني.. إن كنت خاصمت البستاني ايه ذنب الورد؟! وسنجدها في حكايتي مع الزمان تبدأ الأغنية ببداية عجيبة وجديدة علي أذن المستمع حيث تقول الكلمات ـ ده كان ـ كان اسمه حبيبي ده كان. كان يوم من نصيبي هذا الاستهلال المبتكر الذي لا يكشف عن قصة الأغنية مقصود لإثارة انتباه المستمع فكريا وليس فقط إمتاعه بالطرب. والدخول إلي القصة من منتصفها تكرر كثيرا في أغاني وردة. فسنجدها في العيون السود تبدأ الغناء بقولها: وعملت ايه فينا السنين؟! عملت ايه؟! فرقتنا.. لا ـ غيرتنا ـ لا ـ ولا دوبت فينا الحنين ـ لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا ده يبقي كان من الواضح أن وردة كانت مفتونة بالدراما وتبحث عن أغاني قصصية إذا جاز هذا التعبير, وهي تملك نصيبا كبيرا من الجرأة والمجازفة يجعلها تجرب أشكالا جديدة وبدايات غير تقليدية, وربما ساعدها علي ذلك مقدرة زوجها السابق الفنان العبقري المعجون بالدراما بليغ حمدي والذي ساعدها بألحانه علي أن تكون أغانيها مميزة وباقية بروح الشباب في كل مرحلة ولكل جيل, ولعل ذكاءها الفني ورغبتها في التجديد والابتكار هو ما جعلها تقدم مع نصر أكتوبر3791 أغنية أنا علي الربابة باغني لتكون أول أغنية وطنية تسجل في الإذاعة بعد العبور مباشرة, ولم تكن أغنية ذات طابع حماسي أو أناشيدي كمعظم الأغنيات الوطنية في مثل هذه المناسبات, وإنما أدركت وردة بذكائها الفطري وبعشقها للحكايات أن ما يحدث علي أرض سيناء ملحمة شعبية تحتاج إلي شاعر ربابة يرويها كسيرة عنترة, وسيرة أبو زيد الهلالي, وسيرة ذات الهمة, وهكذا جعلت من نصر أكتوبر حكاية ترويها علي الربابة للأجيال.. وستظل وردة في ذاكرة الفن العربي حكاية أخري جميلة لا يصيبها القدم مهما مرت السنون.

الأهراما ليومي في

22/05/2012

 

حلمى بكر:

مبارك غضب من وردة بسبب "جالك يوم"

بوابة الوفد - متابعات 

كشف الموسيقار حلمي بكر، عن أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك غضب من الفنانة الراحلة وردة بسبب أغنية "جالك يوم" ظنا منه أنه المقصود بتلك الأغنية، وهى التى كان يعتبرها بعض المتابعين بأن مبارك كان مقصوداً بالأغنية بسبب ظلمه.

وقال بكر إن الفنانة وردة كانت سابقة لعصرها في غنائها، وأشار إلى أنه كان هناك فيلم رفضت ورده تمثيلة لأن المخرج قال لها "يا اختي" فصرفت نظر عن تمثيله، وأضاف بكر خلال حواره مع الإعلامى وائل الابراشى فى برنامج " الحقيقة"، أنهم حاولوا استكمال الفيلم علي أن تقوم الفنانة سميرة سعيد بدور البطولة  إلا أن المخرج رفض تماماً ولم يرض لـ "ورده" بديلاً لما كانت تتمتع به من "كاريزما".

وعرض البرنامج أغنية للفنانة وردة الجزائرية تذاع لأول مرة  وقال حلمي أن الأغنية مفعمة بالروح والحيوية والنشاط، وتقول كلمات الأغنية: "إنت حبيب مش معقول .. فوقت لقيتني في قلب سريري والحلم بيشغل تفكيري.. أنام إذاي دلوني ما هي المشكلة أحلامي".

وأضاف بكر أن وردة في أحد حفلات الجيش كانت تطلب من الرئيس مبارك أن يأمر الضباط بالتصفيق فغنت أغنية "جالك يوم" فغضب منها مبارك لأنه كان يعتقد أن الاغنية موجهة له، وكان الفنان عبد الحليم حافظ يعتقد أن الفنانة وردة تؤثر علي بليغ حمدي لكي لا يلحن له، فثار علي وردة، حتي تمت المصالحة.

الوفد المصرية في

22/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)