حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

آخر كلام وردة.. أريد العودة إلى الجزائر فورا

بوتفليقة أرسل طائرة رئاسية.. والدفن غداً السبت في مقبرة كبار الشخصيات

دبي - رمضان بلعمري، الجزائر - مسعود هدنة، القاهرة - مروة عبدالفضيل، رحاب محسن

في اللحظات الأخيرة قبل إسلامها الروح، طلبت وردة نقلها سريعا إلى الجزائر، بحسب ما كشفت عنه زوجة نجلها رياض لـ"العربية نت".

وقالت السيدة، لمياء، زوجة رياض نجل الفنانة وردة الجزائرية، إن آخر شخص تحدّث إلى الراحلة كان مرافقتها الدائمة نجاة، وقالت إن آخر كلام قالته وردة لنجاة هو "لا أريد أن أنتظر كثيرا، أريد العودة إلى الجزائر فورا".

أفادت السيدة لمياء أن "وردة أتمّت هذه العبارات ثم هوت فجأ، لتنتقل إلى الرفيق الأعلى في ثوان"، على حد وصفها.

وأوضحت لمياء أن الفقيدة وردة كانت تستعد لزيارة الجزائر هذا الصيف لتسجل عملا فنيا كبيرا جدا احتفاء بخمسينية الثورة الجزائرية، التي لم يتبق لها سوى أشهر قليلة. وقالت السيدة لمياء إن وردة كانت "سعيدة جدا باقتراب زيارتها إلى الجزائر".

وأضافت السيدة لمياء إن جثمان الراحلة سيصل الجزائر في حدود السابعة إلى الثامنة مساء بتوقيت الجزائر، وأفادت أن وردة ستحمل إلى بيتها، ثم ستنقل صباحا إلى قصر الثقافة (الساعة العاشرة بتوقيت الجزائر) لتلقى عليها النظرة الأخيرة هناك.

وشيّع المصريون، اليوم الجمعة، جثمان فقيدة الطرب العربي الفنانة وردة الجزائرية التي وافتها المنية أمس الخميس عن عمر يناهز 80 عاماً. وأدى المصلون صلاة الجنازة على الجثمان في مسجد صلاح الدين بحي المنيل بالقاهرة

وبعد الصلاة، سيتم ترحيل الجثمان إلى الجزائر على متن طائرة خاصة أمر بها الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، حيث ستوارى الثرى هناك.

بوتفليقة يكشف أن وردة دعمت الثورة بالمال

وفي الجزائر، بعث الرئيس بوتفليقة ببرقية تعزية إلى عائلة الفقيدة قال فيها "شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان".

ويقصد هنا أن وردة كانت تمدّ الثورة بالمال، وهذا من بين الأمور التي لم تتحدّث عنها وردة طوال حياتها ولم تصرّح يوما بأنها أمدت الثورة وجبهة التحرير الوطني بأموال لشراء السلاح وكل ما يلزم، حيث يجهل كثير من الجزائريين علاقة وردة بالثورة، سوى أنها غنّت لانتصارات الثورة ولعيد الاستقلال.

وأضاف أيضا "لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى".

وسجل بوتفليقة "لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا وأن جعل صوتها ينادي "أحبك يا بلادي" قبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين".

وتوافد صباح اليوم الجمعة العشرات من محبي الفنانة وردة على بيت العزاء، الذي أقيم في منزلها بالعاصمة، بينما توجه ممثلون عن وزارة الثقافة ورئاسة الجمهورية إلى مطار الجزائر الدولي لاستكمال إجراءات استقبال جثمانها مساء اليوم.

ومن المرجح أن يتم إلقاء النظرة الأخيرة على فقيدة الجزائر وردة صباح غد السبت بقصر الثقافة بأعالي العاصمة، على أن يتم دفنها ظهراً بمقبرة العالية، وهي المقبرة المخصصة لكبار الشخصيات في الجزائر، وفيها دفن قبل أيام الرئيس الأول لجمهورية الجزائر المستقلة، أحمد بن بلة.

وأبدى الرئيس بوتفليقة حرصاً شخصياً على تحضير كل الظروف اللازمة لإقامة جنازة محترمة للفقيدة وردة، وأرسل لذلك طائرة رئاسية لا يستعملها إلا هو أو كبار ضيوفه.

حزن بالغ في الجزائر

ومن جانبها، ذكرت وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي، أن "صوت وردة يعتبر من أروع الأصوات في الجزائر والعالم العربي".

وقالت تومي، في برقية عزاء بعثت بها ليلة أمس إلى أسرة الفقيدة نقلتها الإذاعة الحكومية، "إن وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتاً مطبقاً وحزناً عميقاً"، معبرة لعائلة الفنانة عن حزنها الشديد وتأثرها البالغ .

وأفردت صحف الجزائر الصادرة اليوم الجمعة مساحات واسعة للحدث، ونشرت صوراً في الصفحات الأولى موشحة بالسواد، بينما تظهر فيها الفقيدة وردة باسمة.

وأشارت الصحف إلى أن وردة رحلت قبيل الاحتفال بذكرى مرور 50 سنة على استقلال الجزائر، وهي المناسبة التي دأبت وردة على إحيائها كل عام بصوتها الشجي، خصوصاً من خلال أداء أغنية "عيد الكرامة والفدى".

وتوفيت أميرة الطرب العربي، الفنانة وردة، إثر سكتة قلبية مفاجئة ألمت بها أثناء نومها في منزلها بالقاهرة. وسادت حالة من الحزن العميق إثر إعلان وفاتها بين محبيها في المنطقة العربية، ولا سيما مصر والجزائر.

وظل خبر وفاة وردة مثار جدل منذ أيام، وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن مصادر من عائلتها بالجزائر نفت الأمر في وقت سابق ووصفته بـ"الشائعة".

وكان آخر عمل فني بارز لدى جمهور وردة بالجزائر، هو أغنية "مازال واقفين"، التي تم بثها على نطاق واسع قبيل الانتخابات البرلمانية.

وقبل ذلك، أعلن نجل وردة أنها تستعد لتسجيل "فيديو كليب" جديد في الجزائر، سيكون مفاجأة لجمهورها في جميع أنحاء الوطن العرب بكل المقاييس.

وولدت وردة الجزائرية في فرنسا 22 يوليو 1932 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية، ولها طفلان هما رياض ووداد.

وغنّت في بداياتها في فرنسا، وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت، مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان، وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها، وكان يُشرف على تعليمها في فرنسا المغني الراحل التونسي الصادق ثريا.

عطاء حتى اللحظات الأخيرة

وحسب بعض الأصداء، فقد تأثرت الفقيدة وردة بالانتقادات التي وجهها لها بعض الفنانين العرب مؤخراً، ورداً على ذلك صرّحت وردة الجزائرية بتحدٍّ كبير بأنها "لن تتوقف عن الغناء ما دامت قادرة على العطاء حتى لو اضطرها الأمر إلى الغناء دون مقابل". 

وأضافت في تصريحات غاضبة أنها "ستظل تغنّي إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة"، مشددة على أن "انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة، وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله"، على حد قولها.

وأوضحت أن "جمهورها ما زال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به الملايين في الوطن العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها عند محبيها ومدى تمسّك جمهورها بها وبصوتها".

يذكر أن الفقيدة وردة لاحقتها في المدة الأخيرة عدة شائعات مرتبطة بالاعتزال، وعلاقة ذلك بارتدائها الحجاب، فأوضحت أنها أحياناً ترتدي "كاب" أو "إيشارب" عند خروجها، وهذا ليس بشكل دائم بل في أوقات نادرة جداً كنوع من التغيير، لافتة إلى أنه لا يوجد ارتباط بين ارتداء الحجاب والاعتزال.

وردة.. أيقونة الحفلات الوطنية الجزائرية

وفنياً، برزت الفنانة وردة الجزائرية بسفرها إلى مصر، حيث احتكت بكبار الفنانين والملحنين، وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.

كما تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبدالوهاب. وقدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونّس بيك".

واعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري

وعادت وردة لاحقاً إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد، وتزوّجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979.

وشاركت وردة في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، و"أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب" وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر

وتحظى الفقيدة وردة، التي خضعت مؤخراً لجراحة لزرع كبد في المستشفى الأمريكي بباريس، في الجزائر بتقدير واحترام كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي، حتى غدت أيقونة الاحتفالات الوطنية في البلاد.

الفنانون ينعون الراحلة

وعلى جانب آخر، توالت ردود الفعل الحزينة في الأوساط الفنية عقب وفاة الفنانة وردة، حيث قال الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر على حسابه على "فيسبوك": "البقاء لله وفاة الفنانة الكبيرة وردة أغنية جميلة لم تصمد أمام هذا الكم من النشاز.. الفاتحة".

أما الفنانة السورية أصالة، فقالت على صفحتها الرسمية على "فيسبوك": "إنا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، توفيت إلى رحمة الله الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، نسألكم الدعاء".

ومن جانبه، قال الفنان كمال عطية: "وخرجت وردة من لعبة الأيام.. الله يرحمها".

فيما وضعت صورتها الفنانة السورية ليلى الأطرش وكتبت: "توفيت العملاقة وردة الجزائرية مساء اليوم في منزلها في القاهرة.. الله يرحمها".

حلمي بكر ينعى صديقة عمره

وعلى جانب آخر، أصيب الملحن المصري حلمي بكر فور علمه بخبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية بحالة من الانهيار، مؤكداً أنه في حاله صدمة فلقد كانت وردة بصحة جيدة ولم تشتكِ من أي شيء، وكان على تواصل دائم معها خاصة في الفترة الأخيرة التي شعر فيها بأن حالتها النفسية أصبحت متردية، وذلك بسبب مطالبة زملائها لها بالاعتزال خاصة بعد آخر "ديو" قدمته مع الفنان عبادي الجوهر "زمن ما هو زماني"، والذي تعرضت بعده لموجة نقد حادة.

وأكد الملحن المصري أن وردة شعرت بتخلي زملائها عنها بتوجيه الانتقادات الجارحة لها، وأنها أصبحت لا تجيد الغناء وأن صوتها أصبح "نشاز"، وهو الأمر الذي جعلها لا تكفّ عن البكاء في أيامها الأخيرة.

وصرح الملحن المصري في تصريح خاص لـ"العربية.نت" بأن وردة الجزائرية لم تكن مجرد فنانة تعاون معها في الكثير من الأغنيات على مدار مشوارهما الفني، بل كانت أكثر من رفيقة درب وصديقة عمر، عاش معها همومها على الحلوة والمرة، وسمع الكثير من شكواها التي كانت تؤلمها في سنوات عمرها الأخيرة.

هذا وقد اكتفى الكثيرون من جمهورها ومحبيها بتغير صورتهم الشخصية إلى صورة الفنانة وردة لينهال أسفل الصورة كمّ من تعليقات العزاء في رحيل هذه النجمة الاستثنائية.

العربية نت في

17/05/2012

 

وردة تكتب السطر الأخير في حكايتها مع الزمان

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة

رحيل آخر فنانات جيل العمالقة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 73 عاماً قضت منها نحو نصف قرن في رحاب الفن غناءً وتمثيلاً.

قالت مصادر في القاهرة إن الفنانة وردة الجزائرية توفيت في منزلها الخميس بالعاصمة المصرية بعد إصابتها بسكتة قلبية عن عمر يناهز 73 عاماً قضت منها نحو نصف قرن في رحاب الفن المصري غناءً وتمثيلاً.

ولدت وردة فتوكي عام 1939 في الحي اللاتيني بباريس لأب جزائري وأم لبنانية وعرفت في سن مبكرة بجمال صوتها فقدمت أغنيات لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان في الإذاعة المصرية الموجهة للعرب في الشمال الإفريقي ثم ذهبت إلى بيروت وتعرفت على المنتج والمخرج السينمائي المصري حلمي رفلة الذي منحها أول بطولة سينمائية في الفيلم المصري "ألمظ وعبده الحامولي" 1962.

وقدمت وردة عدداً من الأغاني في مطلع الستينيات وشاركت في نشيد "وطني الأكبر" الذي لحنه عبد الوهاب وشارك في غنائه مطربون عرب منهم صباح وعبد الحليم حافظ ونجاة. ثم عادت وردة إلى الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962 وتزوجت واعتزلت الغناء نحو عشر سنوات.

وعادت وردة إلى مصر بعد الطلاق وتزوجت الملحن المصري بليغ حمدي الذي لحن لها عدداً من أبرز أغنياتها كما غنت أيضاً من ألحان عبد الوهاب ورياض السنباطي وصلاح الشرنوبي الذي لحن لها عدداً من الأغنيات في السنوات الأخيرة.

وقامت وردة ببطولة ستة أفلام مصرية هي "أميرة العرب" 1963 و"حكايتي مع الزمان" و"صوت الحب" 1973 و"آه يا ليل يا زمن" 1977 و"ليه يا دنيا" 1994.

وقامت أيضا ببطولة مسلسلين للتلفزيون هما "أوراق الورد" 1979 و"آن الأوان" 2007.

ومن أبرز اغاني وردة "بلاش تفارق" و"في يوم وليلة" و"أكدب عليك" و"اسمعوني" و"روحي وروحك حبايب" و"شعوري ناحيتك" و"بتونس بيك" و"لولا الملامة" و"العيون السود".

المغرب يكرم 'روح' وردة الجزائرية

ميدل ايست أونلاين/ الجزائر

مستشار العاهل المغربي يصل للجزائر لتكريم الفنانة الراحلة في مسعى لتبديد أجواء التوتر بين الجارين.

حضر فؤاد عالي الهمة مستشار العاهل المغربي محمد السادس وصديق طفولته، السبت الى العاصمة الجزائرية لتكريم روح الفنانة العربية الكبيرة وردة الجزائرية، وذلك الى جانب وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي.

ووصل عالي الهمة ومدلسي الى قصر الثقافة في العاصمة الجزائرية حيث سجي جثمان الراحلة وردة، وسط اجراءات امنية مشددة ووقفا لبرهة تكريما لروحها امام الجثمان الذي تقوم على حراسته نساء من الحماية المدنية، وذلك قبل ان يوقع المسؤول المغربي سجل التعازي.

ولم يدل اي منهما باي تصريح.

وياتي قدوم عالي الهمة الى الجزائر بعد يومين من سحب الرباط ثقتها في مبعوث الامم المتحدة الى الصحراء الغربية كريستوفر روس الذي انتقدت قراراته "المنحازة وغير المتوازنة" بشان النزاع.

وكانت الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير او استقلال هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975، اكدت في اليوم ذاته انها "تدعم" مهمة روس.

والهوة عميقة بين البلدين بشأن قضية الصحراء الغربية التي شلت اتحاد المغرب العربي المكون اضافة الى المغرب والجزائر من تونس وليبيا وموريتانيا.

ومع ذلك فقد اكدت الجزائر والرباط في الاونة الاخيرة تصميمهما على اعادة اطلاق اتحاد المغرب العربي.

ميدل إيست أنلاين في

17/05/2012

 

رحـيـــــــل الــــــــوردة

عناية جابر 

زمن الخسارات على أكثر من صعيد، وهي خسارة فادحة لا بد، أن تُطوى وردة في التراب، تذبل وتنسحق. غابت وردة الجزائرية إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز الـ73 سنة بمنزلها في القاهرة. وتُضحي أغنياتها منذ اليوم، مجرد استعادات تستنهض الصوت الشجي، وتضفي على عقوق الوقت، بعض الطراوة وتحقنه بأبّهة الموسيقى والكلمة وكبرياء الشدو.

وردة محمد فتوكي، جزائرية، تحمل الجنسية الفرنسية بالولادة والمصرية بالزواج، ومن أم لبنانية من آل يموت، شغلت الوسط الفني العربي عموماً، والمصري خصوصاً بأغنياتها التي ناهزت الـ300 أغنية، أكثرها سماعاً وتداولاً: «إسأل دموع عينيّ» و«في يوم وليلة» و«بلاش تفارق» و«لولا الملامة» وسواها من الأغنيات. طبعها الجزائري المترفّع والعنيد لم يفارقها حتى في محنة مرضها العضال، فكانت تقف على الخشبة ببالغ تألقها يميّزها عنقها المغوي، ومنه الآهات التي أسرت أجيالا، حين بذكائها عرفت كيف تُماشي العصر، وتتعامل بعد رحيل زوجها وحب حياتها الموسيقار بليغ حمدي، مع ملحنين شباب مثل صلاح الشرنوبي. على المسرح، كانت تغني بشروطها، وتفرض مزاجها المعابث حيناً، والمتشدد أحياناً، على جمهورها الذي يبادلها حبها، وينصاع لمزاجها. نتذكرها أكثر في أول بطولة سينمائية لها: «ألمظ وعبده الحامولي» مع عادل مأمون الذي غنى لها «يا بديع الحسن مين قدّك في حسنك»، لما بدت في الفيلم في تمام حسنها فعلاً.

«أهلاً يا جزائر يا صوت الثورة» هي جملة ترحيب الرئيس عبد الناصر بها إثر مشاركتها في غناء نشيد «الوطن الأكبر».

ميلادها الفني الحقيقي كان في أغنية «أوقاتي بتحلو» وكانت في الأصل للسيدة أم كلثوم من ألحان سيد مكاوي، سوى أن الموت غيّب «تومة» لتبقى الأغنية لوردة، تؤسس لعلاقتها الخلاّقة في مسيرتها الفنية مع الذواقة من الجماهير.

جرح غيابها طري ما زال، بالكاد يصدق، لكنها المسافة عنها غداً، سوف تُظهّر فداحة أن تقف سيدة على المسرح، على غرار سيدات وقفن، وتغني بكامل صوتها بدون جسدها، إذ لم نعد نسمع من غناء بعد، نرى الأجساد فقط، ويحق لنا أن نعتب عليها، ونكاد نلومها «لولا الملامة»، إذ تتركنا نرى إلى غناء النهود والسيقان، بدون رعشة السماع الحقيقي.

المصرية في

18/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)