حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عادل إمام في مواجهة التشدد الديني ضد الفن

عادل إمام:

لا وصاية على الفن من أى حزب والفنان رقيب على نفسه

كتب جمال عبد الناصر

"لا وصاية على الفن ولا الفنانين من أى حزب أو اتجاه سياسى" بهذه العبارة بدأ النجم عادل إمام تصريحاته أثناء تكريمه فى مهرجان المسرح العالمى وقال الزعيم: طول عمر الفن المصرى يعى جيدا، ما يتناسب تقديمه للمواطن ولم يحدث أى تجاوزات، والفنان يجب أن يكون رقيب نفسه لأنه لا وصاية من أحد على الفنان.

وأوضح إمام لـ "اليوم السابع" داخل كواليس التكريم: فى كل الثورات عندما تتغير الأنظمة يذهب بالسياسيين ولا يتذكرهم الشعب بمرور الوقت ولكن يبقى الفنانون والمثقفون بإبداعاتهم وما قدموه من أعمال والأمثلة على ذلك كثيرة ففى روسيا لم يبق بعد الثورة غير الفن والثقافة وحب الشعوب للمبدعين من الفنانين والمثقفين.

وتعجب الزعيم من الذين يكفرون نجيب محفوظ مثلا، ويهاجمون أعماله مؤكدا أن نجيب محفوظ كم أسعد ملايين من الناس بأعماله هو وكتاب آخرين كيوسف إدريس ويوسف السباعى وإحسان عبد القدوس.

وأكد الزعيم أن مصر ستبقى ولن يستطيع أى فصيل سياسى أو حزب أو جماعة معينة أن تغير أو تمحو حب الشعب المصرى والعربى للفن المصرى وللفنانين وكل ما يحدث حاليا مثل الزوبعة فى الفنجان، فيما يخص الفن وبمرور الوقت واستقرار الأوضاع واختيار الشعب لرئيسه ستتضح الرؤية.

وأضاف إمام: أى رئيس سوف يتولى رئاسة مصر عليه أن يعى أهمية القوة الناعمة فى مصر وعليه أن يقدر الدور الذى يقوم به الفنانون والمثقفون وأنا أتذكر عندما دعا الزعيم جمال عبد الناصر عدد من المثقفين والفنانين المصريين لتكريمهم أكدوا له وقتها أن دعوتهم تكريم له قبل أن يكون تكريما لهم، وهذا ما أحب التأكيد عليه فالفنان المصرى سفير لبلده ربما يكون محبوبا وينال قسطا من الشعبية والحب أكثر من السياسى ودائما التأثير على الشعوب يكون بالفنون والثقافة.

أما عن مسلسله الجديد "فرقة ناجى عطا الله" فقد أكد الزعيم أنه طوال حياته الفنية لا يحبذ الكلام عن أى عمل له إلا بعد عرضه ومشاهدة الناس له ولكنه أوضح أن مسلسله تأجل لأسباب خارجة عن إرادته وقال: "ربما يكون تأجيله جاء فى مصلحة المسلسل أو كما يقال"رب ضارة نافعة" كما أن المسلسل كان يحتاج لسفر، وكلما كنا نتوجه لدولة كى نصور بها تتصاعد الأحداث فيتم تأجيل أو تغيير مكان التصوير.

إمام رفض الحديث عن قضيته الأخيرة المتهم فيها بازدراء الأديان وقال: القضاء يأخذ مجراه ونحن اعتدنا على مثل هذه القضايا والمحامى المكلف من قبلى بمتابعة القضية يقوم بإبلاغى بما يجد فيها.

اليوم السابع المصرية في

21/04/2012

 

النجوم يبحثون عن ضمانات دينية وسياسية في ظل صعود الإسلاميين

"فتاوى" التكفير وإهدار الدم "شبح" يلاحق الفن والإبداع

القاهرة -عاطف عبد اللطيف

·         الصبان: الاستقواء والمغالاة يحيلاننا إلى النموذج الإيراني

·         عبدالعزيز: التأثر طبيعي في ظل تنامي تيارات وانهيار أخرى

·         الشافعي: الصراع يترجمه »تعنت« الرقابة مع الأعمال الدرامية

·         محمد علي: التمثيل حلال بعيداً عن التقبيل ومشاهد الفراش

·         عثمان: البعض يفتي من دون أسانيد أو مرجعيات صحيحية

اصبحت الفتاوى التكفيرية - التي صدرت بحق بعض الفنانين والمبدعين قبل وبعد صعود الاسلاميين ووصولهم لدوائر السلطة والقرار - من الملفات الشائكة في مصر في ظل مخاوف أهل الفن من تحريم تلك التيارات للعمل الفني, وعودة موجة التكفير للفنانين والمبدعين من جديد, ما يهدد بانهيار صناعة السينما والدراما التي تميزت بها مصر عقودا طويلة, خاصة انه ظهر بالفعل أصوات في التيار السلفي اعتبرت أن الفن حرام ورجس من عمل الشيطان واتهمت بعض رواده بالكفر, القضية تتناولها "السياسة" في التحقيق التالي:

كشفت الناقدة السينمائية علا الشافعي عن أنه قبل نهاية القرن العشرين كانت هناك حالة من الجدل والنقاش حول تكفير شخصيات فنية مثل عادل امام, والمخرجة ايناس الدغيدي, والفنانة يسرا, بعد دعاوى الشيخ يوسف البدري بتكفيرهم, ووجود دعوات متزامنة من عدد من الشخصيات باقامة حد الحرابة عليهم, وعلى غيرهم ممن لهم علاقة بالفن كالمؤلف وحيد حامد, وهؤلاء يعدون من أبرز أهل الفن الذين صدرت بحقهم دعاوى تكفيرية, واهدار دم في السنوات الأخيرة.  

ورأت "الشافعي" أن المرحلة الحالية تشهد انقسامًا في الآراء بين متفائل ومتشائم بشأن ملامح الصراع الفني الديني , في ظل اعتلاء الاسلاميين هرم السياسة المصرية, ما يفرض مصيرًا مجهولاً على مستقبل الفن, خاصة أن الانتخابات الرئاسية على الأبواب, وتبقى شخصية الرئيس والفريق الذي سيقود مصر, هم من يحددون وجهتها ويحكمون آراءها فيما يتعلق بالعمل الفني وحدوده, وهذا مصير لا يعلمه الا الله, الا أن هناك غموضا يكتنف المرحلة المقبلة ومؤشرات مربكة, مثل منع تصوير فيلم "فرش وغطى" في مسجد السيدة نفيسة, ومنع عرض فيلم "انفصال" الايراني في جامعة القاهرة, وهو الحائز جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي, ومنع تصوير مسلسل "بنات عين شمس" وهي من الأمور الغريبة التي تتعلق بالمنع والتحريم الفني, ما يشير الى أن الاطار المتعلق بالصراع الفني الديني يسير في اتجاه محفوف بالخوف على مستقبل الفن, وهو ما ينعكس على أداء جهاز الرقابة "المتعنت" تجاه الأعمال الفنية.

ممارسات قمعية

وفي السياق ذاته, أشارت الناقدة ماجدة موريس الى أهمية الفن في المجتمع وأعربت عن أملها في أن تعود الحياة الفنية لطبيعتها, بعد توقف تصوير العديد من الأعمال الفنية خوفًا من عدم الاستقرار الذي يؤثر على سوق الانتاج الفني, شأن العديد من القطاعات المصرية التي تتخوف من مواجهة ممارسات قمعية من قبل السلفيين أو جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" مستقبليًا. واعتبرت أن هناك العديد من الأصوات المعتدلة في التيارات الاسلامية التي تتعامل بمزيد من الحكمة والحنكة فيما يتعلق برفض تكفير الفنانين, وترى في العمل الابداعي رسالة سامية لا يجب منعها أو الحجر عليها.

وأكدت موريس أن هناك من تم تكفيرهم في العهود الماضية كما حدث مع الموسيقار محمد عبد الوهاب على يد الشيخ صلاح أبو اسماعيل, والشيخ عبد الحميد كشك على سبيل المثال, وهو أمر لم يدم, وتمت تبرئته من الالحاد في احدى أغنياته بفتوى من رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في ثمانينات القرن المنصرم, كما أن التكفير يثير موجات من اللغط المجتمعي وهو ما لا تحتمله مصر حاليًا; كتكفير عادل امام, أو يسرا, واهدار دم المخرجة ايناس الدغيدي; لأعمالها السينمائية الجريئة في الآونة الأخيرة.

وأبدت موريس في الوقت نفسه تخوفًا من صعود الاخوان والسلفيين, مؤكدة أن أكبر خطأ قد يمارسه الاسلاميون هو اتخاذ اجراءات المنع والحظر للأعمال الفنية في الوقت الذي نعيش فيه عصر السموات المفتوحة, والفضائيات المتعددة, التي تنقل للجميع ما يرغبون في مشاهدته. ما يجعلنا نتمنى أن يبقى وجود الفن حرًا في ظل سيطرة الاسلاميين على البرلمان , وعليهم أن يكسبوا ثقة الجماهير لا أن يناصبوهم العداء باجراءات قمعية بالمنع أو التحريم .  وأوصت موريس بالبعد عن الابتذال في مضمون الأعمال الفنية, ووصفت مثل هذه الأعمال بالرخيصة, التي سادت الفن لفترة وغلب عليها الفكر التجاري, الأمر الذي لا يتناسب مع المرحلة القادمة التي سيعتلي فيها الاسلاميون دوائر السلطة في مصر, وحتى لا تكون نافذة يقفز منها بعض أصحاب الأصوات المتشددة والمتطرفة والمحسوبة على التيارات الاسلامية بفتاوى التحريم والمنع والحذر.  أما الدكتورة منى الصبان -الأستاذ بالمعهد العالي للسينما- فاكدت أن الفن يقوم برسالة سامية وهادفة في المجتمع; حيث يمارس دورًا توعويًا لا غنى عنه, ولكنها أبدت تشاؤمًا كبيرًا من صعود التيار الاسلامي وأثر هذا الصعود على الحركة الفنية, حيث تعتقد أنه في ظل حكمه قد لا يستطيع الفن أن يقوم برسالته, ويؤدي واجبه, وأن حالات التكفير والمصادرة والمنع سترجع أقوى ما كانت عليه في الماضي; وذلك لاختلاط المعايير واستقواء الكثيرين بعلو الصوت, والمغالاة فيما يتعلق بحريات الرأي والتعبير; من أجل الوصول الى المزيد من السلطة بتحريك الوازع الديني لدى الجماهير.

وصاية

وطالبت "د. منى" بعدم فرض رقابة مطلقة من قبل الاسلاميين على الأعمال السينمائية والدرامية, حتى لا نكبل حرية الابداع, أو نحول دون نقل صورة حقيقية لما يدور في المجتمع من أحداث, كما عليهم أن يبتعدوا عن لعب دور الرقيب أو الوصي على الفن بمجالاته المختلفة, ويتركوا الحكم للشعب في مشاهدة ما يريد لأن هذا الأمر من صميم الحرية. لذا ومن الضروري أن تبقى مصر دولة مدنية لا يعلو فيها صوت بمنع أو حظر الا فيما يعود بالصالح العام على المجتمع, مشددة على أن أي نشاط لمنع فني من قبل الاسلاميين هو قتل مع سبق الاصرار والترصد للتقدم وقد يحولنا الى ايران أخرى وهو ما لا نرجوه لمصر.

تحرك سريع

من جانبه يقول المخرج عمر عبد العزيز:الفن المصري كان سباقا دائمًا في نقل صورة واقعية لكل المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, ولكنه أصبح على المحك, وعليه أن يمارس دوره في توعية المواطنين خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد ولأنه يمر بمرحلة صعبة تشهد صناعة تاريخ جديد وصعود تيارات وانهيار أخرى, فمن الطبيعي أن يتأثر; ولكن الفنان لا يمكن أن يضع رأسه في الرمال في الوقت الذي أصبح فيه مطالبًا بأن يكون أكثر صدقًا مع الجماهير

ويرفض عبد العزيز في الوقت نفسه بعض الأصوات المتشددة التي تهاجم الفن وتحرمه وتكفر رواده وصناعه; منددًا بفتاوى الشيخ يوسف البدري ومن على شاكلته من الدعاة الذين تصدوا للرسالة الفنية بالتكفير أو اهدار الدم, كما أنه من الضروري أن يكون هناك تحرك سريع من قبل الفنانين والمثقفين وأهل السياسة لعلاج الآثار السلبية التي لحقت بالحياة الفنية جراء توقف بعض الأعمال.

وعن آراء أهل السياسة المتخصصين فيما يتعلق بملامح الصراع الفني الديني وموجات التكفير والملاحقة, يؤكد المهندس علي عبد الفتاح -القيادي البارز بحزب "الحرية والعدالة " الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين- أن الحزب ليس على طاولته اجراء تغييرات جبرية على المضمار الفني في الوقت الحالي أو مستقبلاً, مؤكدًا أن هناك العديد من المحاذير التي تضعها الحرية والعدالة نصب عينيها دومًا ولن تتخطاها أو تتدخل فيها ومنها شؤون الفن وأنه آن الأوان بعد النجاح الكبير الذي حققه الحزب في الانتخابات للتنصل من كل المخاوف الفنية التي أثيرت في الماضي من المنع أو التعديل, ولكنه تطرق في الوقت نفسه الى ضرورة الاقلاع في المرحلة المقبلة عن عدد من التناولات السينمائية التي تترصد الاسلاميين وتتعمد تشويه صورتهم, أو تزييف معدنهم الحقيقي والذي ارتضاه المصريون وعبرت عنه نتائج الانتخابات البرلمانية في مراحلها المتتالية.  وفي المقابل يقول الشيخ محمد علي -أحد كبار القيادات السلفية: "اعتقد أن المرحلة المقبلة لن تشهد تغييرات جبرية من قبل الاسلاميين على الصعيد الفني, مؤكدًا أن الفن بألوانه المختلفة حتى الغناء حسنه حسن وقبيحه قبيح, متطرقًا الى فتوى أحد كبار علماء المملكة العربية السعودية "ابن عثيمين", والذي ما أن انتهى من حضور أحد العروض لمسلسل سعودي حضره معه الشيخ محمد علي, بجواز التمثيل الهادف البعيد عن المشاهد الخارجة عن جوهر الدين الاسلامي من التقبيل والعناق ومشاهد الفراش التي تخدش الحياء والرقص, وكذلك الملابس التي تثير بناتنا وأولادنا في عمر الزهور, والتي تكون سببًا في حدوث جرائم وانفلاتات نجني ثمارها السيئة فيما بعد. ويستنكر الشيخ علي ما اسماه المجون الذي ساد أعمالاً تعرض الى وقتنا هذا, مناشدًا بتغييرها من قبل القائمين على الفن أنفسهم بتقديم المضامين الهادفة البعيدة عن الابتذال والعري, ومؤكدًا على دور الدين في محاربة كل ما يتعارض مع الأخلاق والمثل والنهج المحمدي.

ويشير د. محمد رأفت عثمان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية- الى أن موجات التكفير الفني من الصعب أن تعود مرة أخرى; فهي فتاوى لأشخاص غير مسؤولين, امتهنوا الفتوى من دون أسانيد صحيحة ودون مرجعيات علمية لهم. خاصة أن كلمة التكفير ثقيلة عند الله, ولا يحق لمسلم أن يكفر أحدا من دون علم أو سند لأنها مردودة عليه ان لم تكن فيه, فلا ينبغي لمسلم أن يكفر مسلمًا على الاطلاق وأن القلوب لله مطلع عليها, ويرى ما فيها بينما نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر

السياسة الكويتية في

21/04/2012

 

زمن الردّة على الفن… هل حان؟

كتب: القاهرة - جمال عبد القادر 

هل هي ردّة فنية أم مجرّد «شو» إعلامي؟ برلماني مصري يطالب بتقليص دراما رمضان لأنها تلهي الشعب عن العبادة، ويهدّد في حال استمر عرض هذا الكم من الأعمال في الشهر الفضيل بالتدخل لمنعها.

وجه النائب المعين في مجلس الشعب المصري ياسر القاضي، مطلع أبريل الجاري، طلب إحاطة حول دراما رمضان، مطالباً بالحدّ منها لأنها تلهي الشعب عن اهتماماته اليومية، كما قال، واستدعى وزير الإعلام أحمد أنيس لمناقشته في محتوى تلك الأعمال «التي تخرج عن آداب المجتمع وتقاليده»، من وجهة نظره.

يستغرب القاضي كيف أن «هذه الأعمال تعرض في شهر رمضان ولا نرى طوال العام مثل هذا الحشد، والشاشة التي أقصدها هي شاشة التلفزيون المصري التي لنا سلطة عليها».

يضيف: «سنتبع النصح والإرشاد، فنحن في دولة حريات ولن نجبر أحداً، لكن إذا استمر الحال هكذا في رمضان فعلينا التدخل كمجلس تشريعي، للحدّ من إفساد الذوق العام وليشعر الناس بوجود ثورة».

ضمير الأمّة

يؤكد الفنان صلاح السعدني أن الفن هو الذي يبحث في تفاصيل الحق والخير والجمال، «نحن جيل نشأ في عصر النهضة والحقبة الناصرية، جيل صلاح جاهين ومحمود دياب وعلي سالم وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ… وقادرون على الحفاظ على الهوية المصرية الحقيقية بعاداتها وتقاليدها وتقديم فن حقيقي هو جزء من ضمير الأمة».

يضيف السعدني أن الفنانين يضبطون وحدهم الانفلات في الأعمال وحتى رفضها، كونهم يقدّمون رسالة عبر الدراما تعلي من شأن القيم والمفاهيم الإنسانية.

يقترح المخرج محمد فاضل بدوره أن يلقّن اثنان من أساتذة الفن هذا النائب درساً في ماهية الفن والدراما وحرية التعبير، مشيراً إلى أن الشعب المصري اختار هؤلاء النواب، بالتالي عليهم أن يحافطوا على ثقته بهم، مؤكداً أن الجمهور قادر على اختيار الأعمال التي تناسبه وتحترم عقليته وعاداته من دون فرض أي وصاية عليه.

يضيف فاضل أنه ليس مع الفن الهابط، إلا أنه ضد أي محاولة للتدخل في عمل المبدعين، «هذا مجالهم وهم أولى به من غيرهم»، مشيراً إلى أن «صاحب هذا الطلب يهدف إلى جذب الأضواء إليه وتحقيق «شو إعلامي» بدأنا نرصده منذ عقد جلسات مجلس الشعب، وبناء عليه لست قلقاً أو متشائماً».

يعود فاضل بالذاكرة إلى مرحلة السبعينات عندما اخترق رأس المال السعودي السوق الدرامية المصرية وحاول فرض شروطه، ومنها ألا يتضمن العمل الدرامي مشهداً فيه رجل وامرأة من دون محرم… إلا أن هذه المحاولة فشلت، ووقف الفنانون المصريون وقفة رجل واحد ضد هذا التدخل ودعمهم الجمهور، «وهو ما سيحدث إذا حاول البعض فرض شروطه علينا، وليرجع إلى التاريخ».

أزمة شخصية

يرى السيناريست وليد يوسف أن مثل هذه الطلبات تدل على ضعف إرادة صاحبها، «فالقنوات الدينية والإخبارية موجودة، كذلك تلك التي تقدم الفسق وما يخالف ديننا على افتراض أن الفن هو فسق وفجور، وإذا كان صاحب هذا الطلب لا يتحكّم في نفسه ويبتعد عن هذا الفسق فتلك هي أزمته»، مضيفاً أن الشعب المصري متدين ووسطي ويرفض القيود والتشدد، كذلك يرفض الإسفاف والانحلال، «لذلك مصير هذه الفرقعات الإعلامية النسيان».

يكشف يوسف أن الكتّاب والمبدعين توقعوا هذا الأمر، فشكلوا لجنة الدفاع عن حرية الإبداع وقصدوا المجلس في أول يوم لانعقاده وقدموا رؤيتهم ضد أي قيود على الإبداع من منظور ديني، «لأن البعض يتصور أن الدين هو رفض الإبداع والفنون عموماً وهذه نظرة خاطئة وقاصرة.

يوضح أن ما يحدث مجرد زوبعة في فنجان ومحاولة لإثبات الوجود، «مهمة المجلس تشريعية ورقابية على أداء الحكومة وليس مراقبة الفنانين، والاهتمام بقضايا الوطن المصيرية وهي كثيرة، كانهيار المؤسسات، أزمة الخبز والوقود والغاز، استرداد الأموال المنهوبة وغيرها… وهي أمور أهم من مراقبة أعمال رمضان.

بدوره، يرى الناقد الفني طارق الشناوي ألا جديد في الهجوم على الفن، فقد سبق أن قدم أحد النواب منذ سنوات طلب إحاطة ضد فوازير شريهان، بحجة أنها تخدش الحياء وتدعو إلى الرذيلة من خلال رقصات خليعة. يعزو تخوف بعض الفنانين إلى أن المتشددين أصبحوا أصحاب قرار، ومن الممكن أن يقيّدوا حرية الإبداع.

يطالب الشناوي الفنانين والمبدعين بالتصدي لمثل هذه المحاولات الظلامية، والاستمرار في تقديم فن يخدم المجتمع وتسليط الضوء على سلبياته، مضيفاً أن الفن لا يحتاج إلى وصاية من أحد، وهو مهنة كغيره من مهن فيها الجيد والرديء، «لا يوافق مبدع حقيقي على الابتذال والتردي الفني وسيرفضه قبل أي شخص آخر، وسيلفظ ضمير المجتمع هذه الأعمال. من هنا، لا حاجة لنا إلى من يعلمنا الأخلاق أو يفرض قانوناً، وأعتقد أن مجلس الشعب نفسه وما يتضمن من متدينين (ليسوا ملائكة) لن يعلمونا الأخلاق، وقد ظهر منهم من كذب وادعى أموراً لم تحدث، سنقف أمام أي قانون يفرض قيوداً أو وصاية على الإبداع».

أسئلة مصيرية

يصف الفنان فتحي عبدالوهاب طلب الإحاطة بالحدث السنوي الذي يتكرر، متسائلاً: إذا كانت لديهم قدرة على السيطرة على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، فماذا سيفعلون مع «عرب سات» أو القمر الأوروبي وغيرهما؟ «لا تدار الأمور بهذه الطريقة، خصوصاً أن لدينا أجهزة رقابية مخصصة للدراما وغيرها ولوائح رقابية تتضمن بنوداً أفهم بعضها وأتعجب من البعض الآخر».

يضيف: «أريد حلولاً لمشاكل أكثر إلحاحاً كالتلوث، فهل يستطيع هذا النائب أن يجد علاجاً لها أو أن يخرج بإحصائيات تشير إلى الأمراض التي يسببها التلوث وكم يكلف الدولة من أموال، وغيرها من مشاكل وأزمات أهم وأولى من دراما رمضان؟».

الجريدة الكويتية في

22/04/2012

 

حكم الإخوان بالتضييق على الابداع يبدأ بعادل إمام

ميدل ايست أونلاين/ القاهرة 

مثقفون وفنانون مصريون يستنكرون تأييد حكم حبس ممثل بتهمة ازدراء الأديان في أفلامه.

استنكرت جبهة الإبداع المصري صدور حكم قضائي الثلاثاء بتأييد حكم سابق بسجن الممثل المصري عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان.

وقضت محكمة جنح الهرم بقبول طعن الفنان عادل إمام "70 عاما" شكلا ورفض الموضوع، وتأييد الحكم السابق بحبسه ثلاثة أشهر مع الشغل وكفالة 100 جنيه بتهمة ازدراء الأديان في سبعة أفلام سينمائية ومسرحيتين قدمهما خلال مشواره الفني.

وضمت قائمة الأعمال الفنية موضوع الدعوى القضائية أفلام "حسن ومرقص" و"عمارة يعقوبيان" و"طيور الظلام" و"الإرهابي" و"الإرهاب والكباب" و"الواد محروس بتاع الوزير" و"مرجان أحمد مرجان" ومسرحيتي "شاهد مشفش حاجة" و"الزعيم".

واعتبرت جبهة الإبداع التي تضم مئات المثقفين والفنانين والإعلاميين في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تأييد الحكم على عادل إمام مقدمة للمزيد من دعاوى "الحسبة" واستمرار محاولات منع المبدعين من التعبير عن أراءهم بحرية.

وكان المحامي الاسلامي عسران منصور أقام دعوى قضائية طالب فيها بمحاكمة عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان واحتقار مظاهر التدين من إطلاق اللحية وارتداء الحجاب في عدد من أعماله الفنية فأصدرت محكمة الجنح حكما غيابيا بالحبس ثلاثة أشهر مع الشغل والكفالة قبل أن يقوم عادل إمام بالطعن على الحكم السابق نافيا مسؤوليته المباشرة كون تلك الأعمال تمت إجازتها رقابيا لكن المحكمة عادت وقررت تأييد الحكم.

وكان الحكم السابق صدر في شباط/فبراير الفائت غيابيا اثر ملاحقة من جانب محام قريب من الاوساط الاسلامية.

وكان المحامي الاسلامي عسران منصور اقام دعوى قضائية ضد نجم الكوميديا المصري قبل بضع سنوات يتهمه فيها بالاساءة للدين الاسلامي في مسرحية "الزعيم" وفيلم "مرجان احمد مرجان".

واكد امام لوكالة الصحافة الفرنسية اثر صدور الحكم انه "لن يعلق على الحكم لكنه سيقوم باستئنافه امام محكمة اخرى".

واوضح انه "متمسك بما قدمه من اعمال فنية لاقت اقبالا جماهيريا وتاييدا لها ولا يوجد بها ما يسيء لاي دين، فرجل الدين وتقديم شخصية رجل الدين شيء والاساءة للدين شيء اخر".

واعرب امام عن "اعتزازه بكم الاتصالات التي تلقاها تضامنا معه وتاكيدا على موقفه الفني الذي عبر فيه عن قضايا اجتماعية وسياسية مهمة في حياة المجتمع المصري اثر صدور الحكم للمرة الثانية عليه".

وكان محامي الدفاع عن عادل امام طلب في مرافعته في جلسة سابقة عدم قبول الدعوى لانتفاء الضرر الشخصي المباشر على المدعي بالحق المدني وإلغاء الحكم بحبس موكله لان الاعمال الفنية التى قدمها لا تسيء الى الاسلام مطلقا وسبق عرضها على هيئة المصنفات الفنية التى وافقت على عرضها على نحو يؤكد خلوها من اية اساءة او تشويه.

ويأتي تاكيد الحكم على امام في ظل قلق يساور الفنانين والمثقفين المصريين الذين يخشون خصوصا ان يفرض البرلمان الذي يهيمن عليه الاخوان المسلمون والسلفيون قيودا على حرية التعبير وحرية الابداع.

ميدل إيست أنلاين في

24/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)