غيب الموت الفنان السوري الكبير خالد تاجا عن عمر يناهز 73 عاماً بعد
تدهور حالته الصحية أخيراً وأثناء علاجه الذي أوقعه في العناية المركزة في
صراع طويل مع مرض السرطان.
منذ فترة ليست بعيدة شاهدناه على الشاشة الصغيرة، هو الذي مكث طويلاً
في العين بطوله الفارع وصوته التشكيلي الشامي الذي يتحرك في كل اتجاه. كان
مشهداً لا ينسى ينحني بجسده الطويل ليتماهى بالتراب ويصرخ بمن حوله من
ممثلين تريدون أن تعرفوا كيف تحبون بلادكم، هكذا وينحني بوجهه وشفافهه
ليلامس التراب ويعفره بيديه ويغسل به وجهه... ويقول هكذا تحبون بلادكم".
مارس خالد تاجا مهنة التمثيل بشغف كبير وعاشها بطريقة تضج بالحياة
والحرارة والقوة عنواناً للمثل السوري الهائل والوحشي والرصين والفوضوي في
آن.
الرجل تاريخ بدأ حياته بداية بسيطة وتطور الى أدوار كبرى مؤثرة في
"التغريبة الفلسطينية" و"اخوة التراب" و"أيام شامية" و"الفصول الأربعة"
و"الحصرم الشامي" و"بقعة ضوء" و"يوميات مدير عام" و"زمن العار" الذي حوله
زمناً جميلاً حنوناً لعب فيه دور الأب والزوج والعاشق بطراوة وأناقة هائلة
الى غيرها من الأعمال المسرحية والسينمائية.
لقب خالد تاجا بـ"انطوني كوين العرب" وقد يكون في هذا اللقب ظلم كبير
بحق نجم من أصل كردي متجذر أكثر في التراب والمعاناة وبعيداً عن الترف
الوجودي والسينمائي وصار من أشهر الممثلين السوريين المخضرمين.
لا الدراما كان بعيداً عنها، بل في صلبها ومفجراً لمراحلها، ولا
الكوميديا. فنان بمزاج فوق العادة واستحق اللونين، واستحق لقب فنان حقيقي
وباتساع العبارة والمصطلح.
كان برجاً تمثيلياً بطبقات من العينين الى الوجه ومفرداته التعبيرية
الى الصوت التشكيلي ذي الصدى الشامي والكردي، الى الجسد الطويل الذي كان
يستخدمه مثل الموسيقى يلويه ويرجع به الصدى والظل وأحياناً الضوء وحتى كان
هذا قبل اندلاع الثورة السورية ومؤشراً بأن نظام "باب الحارة السوري" قد
بدأ يتغير وينقلب على النظام البعثي الذي يدفع السوريين نحو الغربة والفتنة
والانقسام والانغلاق على الآخر. فعلاً باب الحارة تغير في الدراما السورية
بمؤشرات ذات دلالات مهمة. خالد تاجا واحد من أركانها كما منى واصف وآخرون
كثيرون قاوموا الظلم والأحادية في أدوارهم الكبيرة... وشكلوا وراكموا
ارهاصات ثورة الناس على نحو غير مباشر.
خالد تاجا فنان طويل جداً بمراحل عطائه المتنوعة والمتناقضة وأعماله
التي تطورت الى مسارات مزدهرة في أدائها ونجاحاتها. هو الذي لم يترك دوراً
لم يؤده. ولم يكن حقيقة ممثلاً عادياً أو بسيطاً.
فنان مبدّع لدرجة التفرقع لدرجة غير معقولة وأعتقد أن ذلك يأتي من حبه
للتراب الذي واجهه في كل القضايا التي جسدها المعقدة والكثيفة والبسيطة،
ومن دون قناع بتصويت عالٍ أحياناً، وتحت الهمس أحياناً كثيرة وبعيون كانت
تفزعنا قليلاً في البدايات ويشوبها الحزن والغضب.
ولد تاجا في حي دمشقي العام 1939 وبدأ حياته كممثل بسيط في فيلم "سائق
الشاحنة" الذي أنتجته الهيئة العامة للسينما في دمشق العام 1966. ثم قدم
العديد من الأفلام وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية.
كان يفضل لقب "تاجا الشامي" وهو في مسيرته وقيمه الاجتماعية والوطنية
وغير المذهبية والمنفتحة، كان ملكاً شامياً...
صديقاً وزعيماً بين أقرانه وشاعرياً بسيطاً في علاقاته ونظراته
وشيطاناته الإبداعية وبمسيرة أحلام طويلة وبقلب من رآها، قلب مخضب بالصوت
والوميض كاسراً حدود وحواجز "التغريبة الشامية" التي امتدت لعقود.
بغيابه يودع الوسط الفني السوري والعربي والجمهور العربي فناناً
بذائقة الياسمين الدمشقي والصخر الكردي على صلابته ومرونته ماكثاً في
الذاكرة الفنية أكثر من لحظة وومض صار نادراً واستثنائياً. فنان جبار
حقيقة.
المستقبل اللبنانية في
06/04/2012
الفنان خالد تاجا... في ذمة الله...
رحل أنطوني كوين العرب ليترك أعماله بصمة راسخة في عالم
الفن
لها - دمشق
بعد تضارب الآراء في الأيام الأخيرة حول الحالة الصحية للفنان خالد
تاجا، تأكد في الأمس وفاة الفنان خالد تاجا عن عمر ناهز 73 عاما بعد صراع
طويل مع سرطان الرئة، وقد شيع جثمان الفنان الراحل في جامع الزهراء بمنطقة
المزة في العاصمة السورية.
وقد دخل الفنان تاجا مشفى الشامي بدمشق منذ ما يقارب العشرة أيام إثر
نوبة تعرض لها، وأشيعت خلال تلك الفترة أخبار عن وفاته سارعت عائلته
لتكذيبها، ولتؤكد يوم الأربعاء وفاته رسميا في مشفى الحسين بالأردن الذي
نقل إليه قبل أربعة أيام من وفاته.
وقد عانى الفنان تاجا من سرطان في الرئتين وفقد الأكسجين خلال الأيام
العشرة الأخيرة من حياته، مما استدعى لخضوعه لعملية تنفس اصطناعي بدءا من
دخوله مشفى الشامي حتى آخر لحظات حياته.
ويعتبر خالد تاجا من ألمع نجوم الفن في السينما والتلفزيون والمسرح في
سورية والوطن العربي، وقد ولد الفنان الراحل في حي ركن الدين بدمشق عام
1939 في عائلة من أصول كردية، وكانت انطلاقته الفنية الأولى في عام 1957،
فشارك في أعمال مسرحية باتت خالدة في أرشيف المسرح السوري، أما في السينما
فكان دوره الأول من خلال شخصيته في فيلم "سائق الشاحنة" عام 1966 حيث
اختاره المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة، ومن ثم
توالت أعماله الفنية السورية، ومن أفلامه الشهيرة فيلم الفهد وفيلم رجال
تحت الشمس.
وبسبب أوضاعه الصحية الصعبة ابتعد عن العمل لما يقارب العشر سنوات،
وليعود بعدها ويشارك في ما يقارب مائة مسلسل تلفزيوني من خلال أدوار مختلفة
ومميزة مازالت راسخة في الذاكرة.
فقد عرف الفنان تاجا بأدواره الشامية الجميلة، كما في الأعمال "أيام
شامية، الحصرم الشامين أسعد الوراق،
..."
وكذلك الأعمال التاريخية، ومن أهمها "الزير سالم، أبو خليل القباني،
أسعد الوراق، خالد بن الوليد، ربيع قرطبة، صلاح الدين الأيوبي، وعيرها من
الأعمال"
وشخصيته الجادة والخصوصية لم تمنعه من أداء الأدوار الكوميدية التي
برع فيها وأمتع الناس ومحبيه، ومن أهم تلك الأعمال:
"مسلسل يوميات مدير عام، أيام الولدنة، الفصول الأربعة، بقعة
ضوء".
أعمال الفنان خالد تاجا كثيرة وأدواره المميزة لا تعد، استطاع أن يشكل
حالة من النجومية والشعبية الكبيرة في الدراما السورية والعربية على حد
سواء، ليصدق الراحل محمود درويش الذي أطلق عليه لقب أنطوني كوين العرب.
ويذكر أن تاجا كان متزوجا من الفنانة نائلة الأطرش وله بنت وحيدة تعيش
خارج سورية، واختار منذ أواخر التسعينات أن يعيش وحيدا، مع فنه وذكرياته.
وكان الفنان الراحل قد قرر منذ ما يقارب العامين أن يكتب قصة حياته
ليحولها إلى مسلسل درامي يحمل اسمه، وعلل السبب أن حياته فيها الكثير من
الآلام والصعوبات، ولكنها أيضا فيها الكثير من الإصرار والعمل على تحقق
الهدف، وهي تستحق أن تجسد بعمل فني درامي يستفيد منها كل من يعاني من
صعوبات في حياته ويقرر بعدها أن يبدأ من جديد ويحقق النجاح.
مجلة "لها" في
06/04/2012
دمشق تودع مبدعها...بغياب بعض الفنانين
تهاني عبود- سيريانيوز منوعات
مسيرتي حلم من الجنون عبارة كتبها الفنان الكبير خالد تاجا على شاهدة
قبره، ليوجهها عربون محبة إلى كل مشاهد عربي..
شيع جنازة الفنان الكبير خالد تاجا صباح الخميس، وسط اجواء الحزن من
مشفى الشامي، إلى جامع الزهراء في المزة، ومنها إلى مقبرة "الزينبية" – آخر
ساحة "شمدين"، بركن الدين، بحضور عدد لم يتجاوز العشرات من الفنانين
السوريين، والعاملين في المجال الدرامي.
سيريانيوز كانت في موكب الوداع، والبداية كانت مع وزير الإعلام عدنان
محمود الذي قال "رحل الفنان المبدع على صعيد الإنسان والدرامي من خلال ما
قدم من الوان درامية مهمة على مستوى العالم العربي..الله يرحم انطوني كوين
العرب".
وبينت نقيب الفنانين فاديا خطاب "أن العالم العربي خسر سيد الفن
وقامته وهو الكبير خالد تاجا، ونحن كنقابة كنا حريصين على التفافنا حوله في
محنته الأخيرة، مبينة أن "تاجا سيبقى خالداً في قلوبنا ولن يرحل لأنه اسم
على مسمى خالد وسيبقى كذلك".
ومن جهته، قال المخرج تامر إسحاق "|إلى الآن لا أصدق أني في جنازة
الفنان خالد تاجا، الذي تجمعني معه علاقة أبوية، فأنا كنت أستشيره في كل
كبيرة وصغيرة، هو شخص محب للحياة، سأفتقد الجسد الذي كان يضمني، لكن روحه
ستبقى مرافقتي دوماً".
وتابع إسحاق "قبل وفاته كان متواجد في عمل "الأميمي" وكان يقول لي
|أنه خائف علي أن يموت قبل أن يكمل العمل، خاتماً "وداعاً بابا رح اشتقلك".
كما قال المخرج فراس دهني "العالم العربي يعيش فاجعة رحيل الفنان
العربي "خالد تاجا" الذي كان ولا يزال صورته في ذاكرتنا، رحم الله خالد
تاجا وأسكنه فسيح جناته".
قال المخرج باسل الخطيب "الرحمة والمغفرة للإنسان بما تحملها هذه
الكلمة من معنى أولاً يغيب عنا اليوم لكنه باقٍ معنا"، مضيفاً "جمعني معه
درامياً ثلاثة أعمال تلفزيونية كان أهمها عمل "أيام الغضب".
ولفت الفنان سليم صبري "رحل رفيق الدرب، قبل أيام قليلة كان يقول لي
أنه لا يريد شيء من الحياة لا بالنسبة إلى المال لأنه أكتفى بحبة الناس له
في الأدوار التي قدمها".
وعبر الفنان قصي خولي عن حزنه، بقوله "كان سيجمعني معه بعد ايام قليلة
الجزء الثاني من الولادة من الخاصرة، ولكن الموت كان أسرع، باكياً أنه
""خسارة كبيرة وفاجعة للفنانين أولاً ..وداعاً كبيرنا خالد تاجا".
يذكر أن جنازة الفنان خالد تاجا شهدت غياب بعض فنانين الدراما السورية
وصناعها، حيث لم يتجاوز التشييع العشرات، ومن أبرز الفنانين اللذين غابوا:
منى واصف، رفيق سبيعي، سلوم حداد، طلحت حمدي، جهاد سعد، مصطفى الخاني
وغيرهم.
الجدير بالذكر أن الفنان خالد تاجا من مواليد دمشق، حي ركن الدين عام
1939، بدأ حياته كممثل في فيلم "سائق الشاحنة" الذي أنتجته المؤسسة العامة
للسينما بدمشق عام 1966، وقدم العديد من الأفلام وله رصيد كبير من
المسلسلات والأعمال التلفزيونية، ومن أهم أعماله الفنية مسلسلات: "التغريبة
الفلسطينية"، "إخوة التراب"، "أيام شامية"، "الزير سالم"، "الفصول
الأربعة"، العديد من أجزاء "بقعة ضوء"، "زمن العار"، "يوميات مدير عام"،
وفيلم "دمشق مع حبي" وغيرها من الأعمال المسرحية والسينمائية.
سيريانيوز تتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي، وسيبقى
الأربعاء4-4-2012 يوم لن ينساه التاريخ.
سيريا نيوز في
06/04/2012
تشييع الفنان السوري خالد تاجا إلى مثواه الأخير
(دي برس)
شُيع من مشفى الشامي عصر الخميس الفنان السوري الراحل خالد تاجا حيث
صلي عليه في جامع الزهراء في المزة قبل أن يوارى الثرى في مقبرة بئر السبيل
في ركن الدين في دمشق. وحضر مراسم التشييع كوكبة من الفنانين السوريين،
بالإضافة إلى وزير الإعلام السوري عدنان محمود.
وكان تاجا الملقب بـ«أنطوني كوين العرب» قد توفي ظهر الأربعاء بعد
صراع مرير مع سرطان الرئة حيث نقل إلى العناية المركزة في مشفى الشامي
بدمشق منذ أسبوعين بسبب نقص حاد في الأوكسجين، لتخسر الدراما السورية أحد
أعمدتها الأساسية وقامة فنية لا تعوض.
يشار إلى أن الفنان العملاق خالد تاجا أو كما سماه الراحل محمود درويش
أنطوني كوين العرب من مواليد حي ركن الدين في دمشق 1939، وبدأ حياته الفنية
في فيلم «سائق الشاحنة» الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام
1966، وقدم العديد من الأفلام السينمائية منها: أيام في لندن، الفهد، فيلم
العار، كما شارك في العديد من الأعمال المسرحية مثل بيت الآجار، الناس اللي
تحت، الطلقة الأخيرة، وله رصيد كبير من الأعمال الدرامية من أهمها التغريبة
الفلسطينية، أيام شامية، ليس سراباً، الفصول الأربعة، زمن العار، أهل
الراية، أولاد القيمرية، غزلان في غائبة الذئاب، كسر الخواطر، خالد بن
الوليد، حاجز الصمت، رجال تحت الطربوش، الثريا، نهاية رجل شجاع، جريمة في
الذاكرة، وغيرها الكثير.
وغيب الموت تاجا قبل إكمال دوره في مسلسل «الأمّيمي» للمخرج تامر
إسحاق، ومشاركته في مسلسل «ابن الميتة» لناجي طعمة والجزء الثاني من «أبو
جانتي»، وقبل أن يقص شريط العمليات التصويرية لفيلم «مريم» للمخرج باسل
الخطيب، ومسلسل «سيت كاز» للمخرج زهير قنوع.
يذكر أن الراحل نال مجموعة من الجوائز والتكريمات منها الميدالية
الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في
مهرجان القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون 2005 ودرع تكريم عن دوره في
مسلسل التغريبة الفلسطينية بأبوظبي وجائزة لجنة التحكيم للدراما السورية
"أدونيا 2005" وتكريماً في مهرجان بودابست بهنغاريا 2010 وغيرها الكثير كما
اعتبر تاجا أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم عام 2004 بحسب مجلة التايم
الأمريكية.
خالد تاجا: لم أختر اسمي ولا عائلتي ولا بلدي... عليّ إذاً أن أختار موتي
(الاخبار- وسام كنعان)
«لم أختر اسمي ولا عائلتي ولا بلدي... عليّ إذاً أن أختار موتي»، هكذا
قال النجم السوري خالد تاجا (1939 ــ 2012) ذات مرة في حديث له مع
«الأخبار». وبالفعل فقد جهّز قبره وخط على شاهدته: «مسيرتي حلمٌ من الجنون
كومضة، كشهاب، زرعت النور في قلب مَن رآها لحظة ثمّ مضت». وتحت هذه العبارة
أضاف: «منزل الفنان محمد خالد بن عمر تاجا». كأنّه يقول للموت، لك أن تأتي
متى تشاء. رحل خالد تاجا ليلة أمس في «مستشفى الشامي» في دمشق بعد أيام من
المرض، تضاربت خلالها الأنباء عن صحته.
انسحب الممثل السوري بهدوء بعد سيل شائعات نعته قبل وفاته، كأنّه
اختار وقت الرحيل الذي يناسبه. رحيل دراماتيكي أكثر من الأدوار التي لعبها
على الشاشة، أضيف إليه تعرّض بيته للسرقة أمس، ضمن موجة النهب التي تجتاح
البيوت. السارقون استغلوا وجود عائلة تاجا إلى جانبه في المستشفى، ليسرقوا
البيت المليء بالتحف الفنيّة. بطل «رجال تحت الشمس» يشيّع اليوم من جامع
الزهراء في المزة (طلعة الإسكان)، ويرجّح أن يوارى في ثرى مقبرة الزينبية
في حي ركن الدين الدمشقي، مسقط رأسه.
طوال أربعة عقود، بقي تاجا واحداً من أعمدة الدراما السورية، وأحد
أيقوناتها. منذ بداياته، عشق فنّ التمثيل الذي احتل مساحة كبيرة من طموحاته
وأحلامه. اختار أن ينطلق في مسيرته من أبو الفنون، فانضم إلى فرقة «مسرح
الحرية» في نهاية الخمسينيات. يومها كانت الفرقة تضمّ نخبة من الفنانين
الكبار أمثال صبري عياد، وحكمت محسن، وأنور البابا، والراحل عبد اللطيف
فتحي الذي اشتهر باسم «أبو كلبشة». خطّ تاجا بداياته على الخشبة، كاتباً
ومخرجاً وممثلاً في عروض كثيرة، حتى دهمه سحر الفن السابع.
كان لتاجا دور كبير في انطلاقة السينما السورية، وفي أولى إنتاجات
«المؤسسة العامة للإنتاج السينمائي». أدّى دور البطولة في «رجال تحت الشمس»
(1970) عن رواية غسان كنفاني مع المخرج نبيل المالح. وتحت إدارة هذا
الأخير، أدّى أيضاً دور البطولة في فيلم «الفهد» (1972). حينها كانت
السينما السورية تعيش عصرها الذهبي، مع حضور قوي للقطاع الخاص. مع تراجع
السينما السورية، توقف تاجا عن التمثيل فترة طويلة، ثم عاد ليحقق نجاحات
تلفزيونية كبيرة، في عشرات الأعمال الدرامية، ويحتل مكانةً في ذاكرة
الجمهور، من «جريمة في الذاكرة» و«أيام شامية» (1992) إلى «الزير سالم»
(2000)، و«الفصول الأربعة» (1999 و2002)، و«التغريبة الفلسطينية» (2004)
و«زمن العار» (2009). كذلك كان حضوره ممتعاً في الكوميديا، وخصوصاً دوره في
«يوميات مدير عام» (1995).
بصمته الخاصة، وتمكّنه من أداء مختلف الأدوار، من التاريخي، إلى
الكوميدي والاجتماعي، جعلت الشاعر الراحل محمود دوريش يطلق عليه لقب
«أنطوني كوين العرب». لم يعتذر يوماً عن عدم أداء دور بسبب صغر حجمه. فقد
ظلّ يردّد أنه لا دور صغيراً، ولا دور كبيراً، بل هناك ممثل صغير وآخر
كبير. هكذا استطاع أن يحصن نفسه من أي هبوط أو فشل، إذ كان يقدم مستوىً
عالياً في الأداء، ولو شارك في أعمال هابطة.
حكاية تاجا مع المرض قديمة مر عليها ما يقارب نصف قرن عندما اكتشف أنه
مصاب بسرطان الرئة. لكنّه تغلّب على الورم الخبيث في حينه، وواصل حياته
بشكل طبيعي، ولو برئة واحدة. ذات مرّة، خضع لعملية خطيرة فرفض التخدير
الكامل، وظلّ يراقب مباضع الجراحين تعمل حفراً في جسده، من خلال شاشة مثبتة
في جسده. لم يراعِ بطل «الحصرم الشامي» وضعه الصحي، فظل طوال حياته يشرب
العرق، ويدخن بنهم، إلى جانب هوسه بالتحف والشرقيات. ملأ بيته بها، وجمعها
بشغف شديد، وبقي يرفض إجراء أي لقاء تلفزيوني في منزله، خوفاً على تلك
التحف التي كان يرتبها بيده. لم يكن يوفر فرصة للنزول إلى سوق الأثريات في
حي مدحت باشا في الشام القديمة، للبحث عن كنوزه الأثيرة.
خبر وفاته حلّ كالكارثة على أصدقائه في الوسط الفني. صديقه المقرب عبد
الهادي الصباغ لم يجب على اتصالات «الأخبار». أمّا الممثلة سمر سامي فقالت
لنا: «ربما كان يحق لنا أن نحسده على رحيله بهدوء في زمن الموت المفاجئ
والقاسي الذي نعيشه». رفيق دربه المثل سليم صبري يتذكّر كيف جمعتهما دروب
المهنة منذ الخمسينيات، ويقول: «لا يمكن الموت أن يغيبه؛ لأنه حفر مكانه
عميقاً في وجدان رفاقه ووجدان جمهوره العريض». وهذا ما يؤكّده الممثل رشيد
عساف الذي يقول إنّه «بالتوازي مع أهمية فنه، فقد كان إنساناً وفناناً
ورجلاً عظيماً (...) ولا يمكن أن تتصوّر الحركة الدرامية من دونه».
محبو خالد تاجا على الـ"الفيس بوك": نم بأمان الله....نحن نحبك
(دي برس- خاص )
ما أن أعلن خبر وفاة الفنان السوري خالد تاجا حتى سارع محبوه الى
كتابة كلمات الوداع لروحه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، فكتب
احدهم "الإهداء إلى روحك .. خالد تاجا سماء الشتاء تمطر بجنبات الطريق
والشمس فى غيومها تغيب .. وكل الخطى تأخذنا إلى لحظات الحنين .. لتداعب
قطرات الذكرى عيوننا .. وتنزع الإشتياق إليك من بين ضلوعنا .. فترتسم
ملامحك فى جفوننا .. فيتساقط الدمع من إشتياقنا .. وتهدئ الخطى من انيننا
.. وتحتل ذكراك مواطننا .. ونتأملك مازت هنا بجانبنا .. متجاهلون أن روحك
قد تركتنا وسكنت السماء وفارقت جسدك لتبكي على غيابك جوارحنا .. رحمك الله
و أسكنك فسيح جنانه .... ستبقى في قلوبنا" ، في حين اعلن آخر الوفاة بنبأ
عاجل "وفاة الفنان الكبير خالد تاجا ظهر اليوم...الرحمة والغفران له
..ولمحبينه ومقربوه الصبر والسلوان"
وكتب ثالث "رحمه الله.... لكنه ترك أثرا دائما في السينما السورية و
بكل أسف... توفي العملاق خالد تاجا بعد صراع مع المرض.. ألف رحمة لروحك
الطاهرة".
مشارك دعا له بالنوم الهادىء" خالد تاجا ايها العريق العتيق نم بأمان
الله .. نحن نحبك"
وللغياب وجعه هكذا عنون احدهم عبارته "اليوم فقدت سوريا رجلاً كبيراً
من رجالاتها الذين رسموا بإبداعاتهم تاريخ الدراما السورية .. خالد تاجا
ذكراك لن تمحى من قلوبنا يا كبير فناني سوريا .. اللهم تغمده برحمتك وصبر
أهله وذويه على مصابهم الأليم ".
وهناك من كان عاتبا"مات خالد تاجا..يا لها من لحظات فاصلة يختارها
الموت من حولنا".
وتساءل مشارك "من سيمنحنا لحظة التأمل بعده ؟ ... من سيؤخر ذهاب الليل
... وقدوم النهار ؟.... من سيرمينا على وسائد الحلم ؟.... وأراجيح النعاس
؟... من سيبللنا بأمطار الدموع ؟..... من سيأخذنا أسرى إلى ابداعه ؟؟...
رحلت أيها المبدع والانسان ...... لك دعاءنا بالرحمة والمغفرة ..."
هذا وامتلأت الحسابات الشخصية للمشتركين بصور من اعمال الممثل الراحل
ومقاطع فيديو للقاءات معه.
يذكر ان الفنان السوري خالد تاجا بعد صراع مع المرض توفي ظهر الأربعاء
4/4/2012
وقال المنتج التلفزيوني الاردني عصام حجاوي في تصريح لوكالة الانباء
الاردنية انه تلقى اتصالا هاتفيا من ذوي الفنان الذين أكدوا وفاته بعد أن
كان تعرض الى جلطة حادة أصابت رئتيه منذ اسبوعين ما استدعى نقله بشكل طارئ
إلى مستشفى الشامي في دمشق.
يذكر أن الفنان تاجا الملقب بـأنطوني كوين العرب"، ولد بحي ركن الدين
الدمشقي، بدأ حياته كممثل في فيلم سائق الشاحنة الذي انتجته المؤسسة العامة
للسينما بدمشق عام 1966 وقدم العديد من الافلام وله رصيد كبير من المسلسلات
والأعمال التلفزيونية ومن أهم أعماله الفنية مسلسلات: التغريبة الفلسطينية،
واخوة التراب، وأيام شامية، والزير سالم، والفصول الاربعة، وبقعة ضوء، وزمن
العار، ويوميات مديرعام، وغيرها من الاعمال المسرحية والسينمائية.
أهم الأعمال التلفزيونية والمسرحية للفنان الراحل خالد تاجا
(دي برس)
"مسيرتي حلم من الجنون كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها لحظة
ثم مضت"، هكذا كتب الممثل خالد تاجا على موقعه الشخصي الذي حرص من خلاله
على التواصل الدائم مع محبيه، لكنه اليوم ودعنا ومضى بعد ان توقف قلبه عن
الخفقان تاركا وراءه محبين اوجعهم الفراق.
فالممثل المخضرم الذي ولد بحي حي ركن الدين الدمشقي عرف كيف يحجز له
مكاناً في قلوب المشاهدين، وهو الذي بدأ حياته كممثل في فيلم سائق الشاحنة
التي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 وقدم العديد من الأفلام
وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية. من الأفلام السينمائية
نذكر فلم أيام في لندن وفلم الفهد وفلم خيرو العوج وفيلم العار.
من أعماله المسرحية
مرتي قمر صناعي
بيت للإيجار
آه من حماتي
حرامي غصب عنه
الناس اللي تحت
النعمان عاشور
غوليمانوف
في آخر الليل
انتظار عبد الفتاح
الطلقة الأخيرة
أعماله التلفزيونية
البحر أيوب
آخر أيام التوت
صيد ليلي
مسلسل دنيا
ليس سراباً
شبكة العنكبوت
الأبواب السبعة
المليونير الصغير
نساء بلا أجنحة
يوميات مدير عام
إخوة التراب
تمر حنة
أيام الغضب
شام شريف
الدغري
الغريب والنهر.
موقع "دي برس" في
06/04/2012 |