يمكن تتبع الأفلام في مسابقة المهر العربي، ويمكن لذلك أن يكون أيضاً
على شيء من الخبب، بما أننا نحاكي المهر، وبما يجعلنا ننتقل من فيلم حكيم
بلعباس «شي غادي وشي جاي»، إلى فيلم دانييل عربيد «بيروت بالليل»، مروراً
بفيلم يحيى العبدالله. الأول يمضي خلف ما له أن يكون قضية ذات حضور كبير في
السينما المغاربية، بينما يتخذ يحيى العبدالله من مصير رجل معبراً نحو
معاينة حياة من يجد أن ما تبقى له على هذه الأرض لا يتجاوز الأسبوع الواحد،
بينما نطل من خلال فيلم عربيد على بيروت ونمضي معها في رحلة اكتشافات لما
هي عليه المدينة التي تحمل «وجه بحار عجوز» في أيامنا هذه.
بين «الغادي والجاي»، أي الذاهب والعائد، نعثر على فيلم المغربي حكيم
بلعباس، ولعل موضوع الفيلم حاضر على الدوام إن قلنا عنه إنه عن «الهجرة غير
الشرعية»، إن صح الوصف، أو «الحراقة»، وفق المصطلح المغاربي، لكن ومع أفلام
كثيرة مغاربية تناولت هذه الظهرة، يأتي فيلم بلعباس ليضيف الكثير في هذا
الخصوص، إنه يمضي خلف «الحراقة»، لكن بالتوازي مع من يخلفونهم وراءهم، إنه
يقول لنا إن مأساة من يبتلعهم البحر وهم يهاجرون تطال من حولهم أولاً، وإن
انتظارهم يشبه انتظار غودو، لا، بل يمكن القول إن الفيلم معني أكثر بمن
يفرض عليهم الانتظار، ونقصد هنا زوجة ذلك الرجل الذي يقرر ركوب البحر
والمضي إلى اسبانيا، ومع زوجته يخلف ولدين (صبي وبنت)، وليكون الفيلم ومن
البداية معنياً ومنغمساً تماماً برصد حيوات الزوجة والأولاد والمصائر التي
تحاصرهم، وكيف لهذه المرأة أن تواجه عوزها وانتظارها في آن معاً، وذلك في
قرية مغربية نائية تحمل من جمال الطبيعة بما يجعل من لقطات الفيلم التي
تتولى سرد الكثير دون حوار كثير، لقطات تحتكم على الكثير ونحن نمضي مع
البنت والصبي في رحلتهما الطفولية ومعاينتهما حياة لا شيء يحدث فيها.
مع سفر الأب وانتظار أن يتصل بعائلته، تمضي الأم جل وقتها على مقربة
من دكان القرية الوحيد، كونه المكان الوحيد الذي يحتوي هاتفاً، ومن ثم
الأولاد الذين يلعبون إلى جانب الدكان، ومن ثم تتراكم ديون الأم ويمارس
صاحب الدكان ابتزازه الجنسي لها مقابل أن تحصل على احتياجاتها، وبعد ذلك
تنفتح الكاميرا على الطبيعة واللقطات الكبيرة، بينما نتابع في الوقت نفسه
الأب وبرفقة مجموعة من المهاجرين متعددي الجنسيات بانتظار القارب الذي
سيقلهم.
فيلم «شي غادي وشي جاي» محتكم على جماليات كثيرة أولها السرد البصري
المدهش، وهو يضيء على أن العوز ليس دافع المهاجرين الأساسي، إنما الملل،
توقف الحياة وربما انعدام المغامرة والآفاق، ولعل النهاية تقول إنه أمر
مستمر ومتواصل ونحن نرى الابن يمضي للعمل بما كان يعمل به الأب أي تكسير
الأحجار والصخور، الأب الذي يكتب له مصير الغياب، فالمهاجر لن يكون ميتاً
ولا حياً، إنه في منطقة مظلمة بينهما.
أب آخر سنعثر عليه في فيلم الأردني يحيى العبدالله «الجمعة الأخيرة»
في أولى تجاربه الروائية الطويلة، لكن هنا سنكون حيال أب عليه أن يجري
عملية جراحية، ولكم أن تضعوا بالحسبان المشهد الافتتاحي في الفيلم ووصف
الجمعة بأنها أخيرة، لكن ومع مسعى هذا الأب (علي سليمان) لتأمين المبلغ
الذي يحتاجه لإجراء تلك العملية، فإننا سنتعرف إلى حياته كاملة وما سقط
منها سهواً أو لسوء حظه والكثير، ما يجعلنا في النهاية أمام رجل يواصل
العيش هو المطلق وامرأته (ياسمين المصري) متزوجة من رجل آخر ولديه ابن منها
يعيش معها.
الفيلم يعدنا بمخرج لنا أن نصف خطوته الأولى هذه بالخطوة المميزة، ومع
ما يقرب ربع ساعة الفيلم الأولى، فإننا سنتابع هذا الأب الوحيد دون أن ينطق
كلمة واحدة، بين جلوسه وحيداً يشرب قهوته وعمّان وراءه ومن ثم انقطاع
الكهرباء عن غرفته الصغيرة، وتبديل محول الكهرباء بمحول أحد من الجيران،
ومن ثم نزوله الدرج وتوقفه مع شعوره بألم، وليركب التاكسي الذي يعمل عليه
ومسعاه لأن يقل جارته التي يبدو أنه معجب بها، وليكون أول الكلام ما تتكلم
به تلك الجارة على الهاتف بينما هي التاكسي.
سرد ما تقدم سيجعلنا نواكب ذلك الأب على هذا النحو، تفاصيل حياته
الصغيرة، شهواته وخيباته، علاقته بابنه الذي يأتي ليمضي بضعة أيام معه، ومن
ثم ماضيه، ومستقبله إن كان من مستقبل سوى تلك العملية التي يكتشف أن عليه
إجراءها، إضافة لحمله على الدوام طاولة زهر فهو مقامر أيضاً، وشخصية يتشابك
ويتداخل فيها كل شيء لأنه ببساطة يعيش.
بالانتقال إلى فيلم دانييل عربيد، فإننا سنكون معها هذه المرة في
بيروت بعد أن كان فيلمها السابق «رجل ضائع» تنقلاً بين لبنان وسورية
والأردن، ففي «بيروت بالليل» سنكون موجودين في هذا الفيلم في بيروت فقط،
ليكون الفيلم نبشاً لهذا الليل وما يخفيه، وعلى شيء يقول لنا: بيروت مملوءة
بالاستخبارات، ومن كل الأنواع والأشكال، ووفق ذلك ستحضر أجواء عربيد
السينمائية، حيث سنكون أمام مغنية ليلية (دارين حمزة)، سرعان ما ستخوض غمار
علاقة محمومة مع رجل فرنسي (تشارلز بيرلينغ) له أن يكون على قدر لا بأس به
من الغموض وهو ينتقل بين بيروت ودمشق لعقد اتفاقية اتصالات مع الحكومة
السورية.
بالتوازي مع تلك العلاقة ستتشابك خيوط كثيرة لدى ذاك الرجل الفرنسي،
خصوصاً من خلال علاقته مع حسين، الذي سيطلب مساعدته وتأمين سفره إلى فرنسا،
كونه يمتلك شاهداً على علاقة بجريمة مقتل رفيق الحريري.
ما تقدم شذرات من ما حمله فيلم دانييل عربيد، إذ سيكون حتى الشخصي
استخباراتياً، والمغنية الجميلة يتعقبها على الدوام رجال الاستخبارات
اللبنانية، كون خالها سيكون ضابطاً مهماً في الأمن.
يمنحنا الفيلم رصداً للأجواء المخيمة على بيروت، تأزم العلاقات
وعنفها، وتسيد المنطق الاستخبارتي حتى حين يكون الأمر متعلقاً بالحب
والزواج، كما سيكون عليه زوج المغنية السابق، إنه فيلم يتحرك في فضاء السلم
الواهي في بيروت، السلم المحمل على الدوام بنذر انفجار حاضر على الدوام.
الإمارات اليوم في
10/12/2011
سها عرفات قبيل عرض «ثمن الملوك»: نـكرم زعماءنا فيما تطرد
شعوب قادتها
شاروخان مقابل كروز .. معادلة ليلة المهرجان الثانية
محمد عبدالمقصود-دبي
كل شيء في ثاني أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثانية
كان يعد للاحتفاء بالسينما الهندية، بالنسبة لعدد كبير من الإعلاميين
والجمهور، رغم وجود الكثير من الفعاليات الأخرى، وهو الأمر الذي فرضه
الترتيب للقاء موسع مع النجم الهندي شاروخان، وملكة جمال العالم السابقة
الممثلة بريانكا شوبرا، والممثل الهندي فرحان أختر، أصبحت معه مدينة جميرا
بكل مداخلها في حالة استنفار تنظيمي، وليس فقط مسرح أرينا الذي يستضيف
الحدث، في معادلة فرضت نفسها بين أنصار هوليوود الذين أسرهم حضور توم كروز
وأسرة «المهمة المستحيلة»، فيما اعتبر عشاق بوليوود أن الليلة الهندية التي
تشهد حضور شاروخان ليست معادلة فقط بين الصناعتين، بل أيضاً بين حضور
وأهمية النجمين رغم صعوبة المقارنة.
الحدث النهاري المتعلق بشاروخان ورفيقيه، سبقه آخر صباحي يؤكد أنه يوم
هندي بامتياز في أيام دبي السينمائي، وهو الجلسة التي جمعت الإعلاميين
ونجوم فيلم السيدات مقابل ريكي بال رانفير سينغ وأنوشكا شارما، بالإضافة
إلى أفتار سينغ مسؤول شركة «ياش راج» للأفلام.
رغم ذلك شكل الاهتمام الكبير من قبل إدارة المهرجان بعرض الفيلم
الفلسطيني الوثائقي «ثمن الرجال» بحضور سها عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني
الراحل ياسر عرفات، وهو العمل الذي تكشف فيه الكثير من التفاصيل المثيرة
المتعلقة بحياة زوجها للمرة الأولى، وهو ما دفعها إلى التصريح أثناء مرورها
على السجادة الحمراء لحضور العرض الأول من الفيلم بعبارة «بينما تقوم شعوب
بطرد قادتها، نقوم نحن بتكريم زعمائنا».
ويتضمن «ثمن الملوك» الذي يخرجه البريطاني ريتشارد سيمون، لقطات
ومقاطع فيديو نادرة من حياة الرئيس الراحل، وهي اللقطات التي سجلت لحظات
حاسمة من التاريخ الفلسطينى المعاصر، كما تضمن سلسلة من اللقاءات الشخصية
والمقابلات بما فيها من لقاء مع سها عرفات إلى جانب العديد من الشخصيات
التى عاصرت عرفات.
اللقاء التفاعلي مع شاروخان وبريانكا شويبرا وفرحان أختر، بالإضافة
إلى المنتج بريتيش سدواني الذي أدارته الإعلامية أنيراداه سين، من قناة سي
إن إن الهندية، تم فيه توفير فيه نظارة مشاهدة الأعمال ثلاثية الأبعاد، وهو
العمل الذي ينتمي له فيلم شاروخان الجديد «دون دو»، الذي مثل متابعته بصحبة
نجومه تجربة مثيرة لمئات من الحضور الذين ظلوا بحاجة إلى وقت غير قصير من
اجل انتظار طلة نجومهم، وهو الوقت الذي سمح باختلاط صرخات الأطفال
التلقائية، بصرخات المعجبات والمعجبين الذين منوا أنفسهم بلقطة ربما تجمعهم
مع أحدهم، خصوصاً شاروخان وبريانكا.
من جانبه أبدى شاروخان سعادة غامرة باستضافته للمرة الثانية في مهرجان
دبي السينمائي الدولي الذي سبق أن حصل عبره على جائزة تكريم انجازات
الفنانين، لكن النجم الهندي رغم ذلك لم يكن مقنعاً في إجابته حول ما إذا
كان الفيلم الجديد مناسباً للعرض على شريحته المفترضة وهم الأطفال، في ظل
احتوائه على عدد كبير من مشاهد العنف المتمثلة في استخدام السلاح الأبيض،
بقوله «أمر مشاهدته من عدمه يعود إلى الأسرة، فهي التي تقرر ما إذا كان
الفيلم مناسباً لأطفالها أم لا، فضلاً عن الهيئات الاجتماعية المهتمة بذلك،
لكن من المهم أن يشاهد أطفالنا أنواعاً متعددة من العمل السينمائي، سواء
التقليدي أو الثلاثي الأبعاد». واعتبر شاروخان فيلمه الجديد مناسبة مهمة
لدخول الأفلام الهندية مجال تلك الصناعة التي توائم بين المواهب الإخراجية
والتمثيلية والطاقات الإنتاجية العالية التي تزخر بها بوليوود من جهة،
والتقنية الحديثة في مجال الفن السابع من جهة أخرى، قبل أن يكون نهاية
اللقاء بمثابة أشارة لمعاودة تعالي صرخات المعجبين والمعجبات الذين فشلت
محاولات معظمهم للحصول على صورة خاصة بمرافقة الأنيق شاروخان، أو الجميلة
بريانكا.
الإمارات اليوم في
10/12/2011
منتج لبناني يشارك في المـهرجان بفيلم «تاكسي»
وليد فخرالـدين: السينمائيون يجب أن يـسبقوا الثورات
علا الشيخ - دبي
يختصر فيلم «تاكسي البلد» للمخرج الأميركي من أصل لبناني دانيال
جوزيف، الذي يشارك في الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي ضمن «مسابقة
المهر العربي»، حياة أي شاب في أي مكان على هذه الأرض، يصيبه اليأس
والإحباط والفشل، فيرى نفسه فجأة سائق تاكسي يجوب الحارات والمدن، الى أن
يلتقي فتاة اميركية لتبدأ حكاية من نوع مختلف، تتفاعل فيها المشاعر
والمصلحة والأحلام، وفي حوار مع منتج الفيلم وليد فخر الدين أكد
لـ«الإمارات اليوم» أن هذا الفيلم هو انتاج لبناني 100٪، وتجاوز مخاطبة
المتلقي اللبناني ليكون عربيا أكثر، مشيرا إلى أن «معوقات كثيرة تقف أمام
انتشار السينما اللبنانية، تتلخص بغياب المال والموزع والدعم الحكومي»،
مضيفاً «أنا من جيل الحرب، ولدي معضلة مع طلابي الذين أدرسهم والذين لم
يعيشوا الحرب، علينا بالفعل أن نخرج من هذه العباءة، فلا يجوز ان تكون
السينما سجينة مرحلة سابقة».
معوقات
يحكي الفيلم قصة يوسف الذي ينتقل إلى بيروت بعد فشله في ضيعته في
مزاولة أي مهنة، ويقرر أن يعمل سائق تاكسي، وأحلام الصولات والجولات في
الطرقات تجتاحه، لكن كل تلك الاحلام تتبخر فجأة، عندما يعاصر الواقع ويسمع
كلام الركاب والحوارات والاخبار وكل هذه التفاصيل، إلى ان يلتقي جوردان،
وهي فتاة أميركية محبطة أيضا من حياتها ومن واقعها، فتنشأ علاقة بينهما
مبنية على البوح وقصص من الماضي وذكريات. يقول فخر الدين عن تفاصيل صناعة
الفيلم «هو إنتاج عام ،2009 لكن شح التمويل كان عائقاً للانتهاء منه بالوقت
المحدد، إضافة الى عملية المونتاج التي أخذت وقتاً طويلاً ايضاً»، وأضاف
«ما يميز الفليم انه يحتمل شكلين، فهو يحافظ على المضمون من حيث الرسالة،
ويحافظ على شكله التجاري»، موضحا «أي أنه يسهل تداوله من قبل الجمهور»،
مشيرا إلى أن «السينما اللبنانية مشكلتها أنها سينما جيدة لكنها للنخبة»،
مؤكدا «ان عدد الانتاجات لهذا العام تعدى سبعة افلام تم عرضها، وهذا يعد
إنجازا كبيرا بالنسبة لوطن صغير كلبنان»، وقال «ان الاهمية التي تكمن في
داخل الفيلم اللبناني أن صناعه مثقفون جابوا مناطق كثيرة في العالم وتعلموا
منها الكثير، لكن الأغلبية لم تخرج من اطار توجيه الفيلم للجمهور المحلي،
مقصرين موضوعه على الجمهور اللبناني»، وقال «كثيرة هي الافلام التي ظلمت
جماهيريا بسبب غياب التمويل والتوزيع والدعم الحكومي، مثل فيلم شتي يا دنيي
الذي فاز العام الفائت بجائزة المهر العربي في المهرجان، لكن نسبة
الاعلانات له في لبنان كانت صفرا، ونسبة الحضور الجماهيري كانت مزرية»،
فرغم كل الإحباطات التي يعيشها السينمائيون اللبنانيون، إلا أنهم يرون أن
حال السينما اليوم أصبحت أفضل مقارنة بالتسعينات «فاليوم تعرض صالات
السينما مجموعة من الأفلام المختلفة النوع، غير أننا كسينمائيين حلمنا
بحركة اوسع، خصوصاً بعد انتهاء الحرب، لكننا صدمنا بالعلاقة السيئة بين
شركات الانتاج والموزعين في لبنان»، مؤكدا «أنا ضد طلب انتاج خارجي لأي عمل
لي، لأنني لا اقبل الخضوع لشروط لا تتوافق مع مبادئي»، مؤكداً «لنكن على
الأقل مثل السينما الفلسطينية التي اعتبرها الأفضل بلا منازع مع أنها غير
مشاهدة للأسباب نفسها، لكنها استطاعت محاكاة فلسطين الإنسان بعيدا عن
الحرب».
دراما مرفوضة
فخر الدين الذي أخرج العديد من الاعمال الدرامية مثل مسلسل «مثل
الكذب» الذي لاقى انتقاداً شعبياً كبيراً لتضمنه لمشاهد قبلات، يستغرب
تعامل الجمهور مع الدراما اللبنانية «يحبون اعلامنا الجريء في طرحه وفي
شكله، وكل برامجنا التي فيها الجدية والدلع، لكنهم يتهموننا دراميا بالجرأة
الزائدة»، مشيرا «نحن ننتج في لبنان أعمالا درامية كثيرة، لكننا نبيعها
بسعر قليل جدا مقارنة بالمصري والسوري والخليجي، لأن صيت هذه الدراما انها
جريئة وتخدش الحياء»، وقال مستهجنا «لكنهم في الوقت ذاته يقبلون الدراما
التركية ويتسمرون أمام الشاشات»، وقال «مع أن تاريخ الدراما العربية يشهد
اثر الدراما اللبنانية عليه، خصوصا بعد التأميم في مصر وهجرة الفنانين الى
لبنان»، متسائلاً «ما قيمة الدراما اذا لم تعكس الواقع حتى لو بمشاهد
جريئة؟».
وحول دور صناع الأفلام والدراما في ظل الربيع العربي، قال فخر الدين
«يجب علينا ـ مخرجين ومنتجين ـ أن نسبق الثورات بقليل، فهذا دورنا، وعلينا
ان نعي أننا بتنا نخاطب جيلاً قادراً على اسقاط أنظمة، وسيكون بالمرصاد لأي
شي لا يتوافق مع ذهنيته التي فاجأت الجميع حتى ان اميركا وأوروبا وروسيا
تتخذ من الربيع العربي أنموذجا والثائرون يتمثلون بثائري كل المناطق
العربية المنتفضة، وهذا يجب ان يكرس، فهو ربيعنا ويجب أن نحميه».
تاريخ السينما في لبنان
يعود تاريخ صناعة السينما في لبنان إلى عام ،1929 إذ كانت أول محاولة
سينمائية لبنانية بتمويل أجنبي، فيلماً كوميدياً صامتاً أنتجه أحد الهواة
الإيطاليين.
ثم أنشئ أول استديو في لبنان عام ،1933 وفيه أنتج عام 1938 أول فيلم
سينمائي ناطق.
وكان معظم العاملين في صناعة السينما في ذلك الوقت من الأجانب. لكن ما
لبث هذا الاستديو أن توقف عن العمل مع بدء الحرب العالمية الثانية. إلا أن
السينما اللبنانية عادت لتنطلق عام ،1943 عندما قدم المخرج علي العريس فيلم
«بياعة الورد»، ثم «كوكب أميرة الصحراء» عام .1946
لكن الانتاج السينمائي عاد ليتوقف كلياً حتى عام 1957 بسبب غياب
التمويل.
في عام 1957 قدمت ثلاثة أفلام لبنانية أولها «زهور الصحراء» لميشال
هارون، و«عذاب الضمير» لجورج قاعي، وفيلم من إخراج وليد فخر الدين حمل
عنوان «إلى أين». وفي عام 1960 قدم المخرج محمد سلمان فيلمه اللبناني الأول
«مرحبا أيها القمر».
الإمارات اليوم في
10/12/2011
لست نجمًا
طارق الشناوي
درس فى التواضع أم أنه درس فى الصدق أم لعله درسان فى عبوة واحدة،
أقصد فى عبارة واحدة.. هكذا رأيت الفنان الكبير جميل راتب وهو يعلنها فى
المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى مهرجان دبى، بمناسبة تكريمه، بأنه ليس نجما
عالميا، وأن هذه الصفة لا تنطبق سوى على النجم العالمى عمر الشريف، الذى
كان من نصيبه أن أسندت إليه عشرات من الأفلام العالمية قدمها كبطل، بينما
جميل راتب كان يقدم أدوارا صغيرة على خريطة السينما العالمية!
هل تابعتم ما الذى تنشره الصحافة العربية والمصرية أحيانا بحسن نية عن
عدد من المشاركات المحدودة لبعض نجوم هذا الجيل فى أدوار صغيرة أو هامشية
وأحيانا فى أفلام صغيرة، ورغم ذلك فإن حجم النشر يشعر القارئ بأنه بصدد حدث
عالمى، وأن هذا النجم من حقه أن يقول لتوم كروز «قوم أقف وأنت بتكلمنى!».
شىء مشترك سوف تجده مع نجوم الجيل السابق، وهو أنهم لا يبالغون فى
تقدير أنفسهم، وبقدر ما يصالحون الزمن يصالحون الحقيقة، نعم أعلم أن هناك
مثلا لعمر الشريف الكثير من الأخطاء والانفعالات وربما التجاوزات أيضا،
وكثيرا ما أشرت إليها، ولكنى أتحدث عن حالة أخرى، وهى أن نرى الداخل ونحن
نشاهد الخارج، أن يعبر الفنان بصدق عما حققه وعما أخفق فى تحقيقه..
العالمية وهى الحالة التى كثيرا ما رأينا نجومنا من الشباب يعلنونها لم
تتحقق بعد.. خالد النبوى وخالد أبو النجا ومحمد كريم وعمرو واكد يشاركون فى
أفلام عالمية أو أفلام أجنبية والفرق شاسع، فليس كل أجنبى بالضرورة عالميا.
عمرو واكد وخالد أبو النجا هما الأكثر واقعية فى التعامل الصادق مع
هذا التوصيف.. مثلا شارك عمرو واكد فى الفيلم الإيطالى «الغريب» الذى حصل
به على جائزة أفضل ممثل فى العام الماضى من مهرجان القاهرة، ولم يصدر للناس
أنه فيلم عالمى، ولا أنه فنان عالمى.. وجود خالد النبوى فى فيلمى «مملكة
الجنة» و«لعبة عادلة»، وجاءت المتابعة الصحفية تؤكد أنه تمكن من غزو
العالم، رغم أن الدورين صغيران، بل فى فيلم «مملكة الجنة» لريدلى سكوت كان
للفنان السورى غسان مسعود دور أكبر وهو صلاح الدين الأيوبى، ولم يصنع غسان
من هذه المشاركة إنجازا عالميا، لأنه يعلم أن الاستعانة به فى هذا الفيلم
جاءت إليه لأنه عربى.. العالمية لها قانون آخر، محمد كريم كثيرا أيضا ما
نقرأ فى الصحف عن أفلام عالمية شارك أو سيشارك فيها، رغم أنه لم يتحقق حتى
الآن محليا.. الممثل المصرى الوحيد من هذا الجيل الذى ينطبق عليه تعبير
عالمى هو خالد عبد الله المصرى الجنسية المقيم فى إنجلترا، وشارك بالفعل فى
بطولة أفلام عالمية مثل «الطائرة الورقية» و«المنطقة الخضراء»، إنه فقط
الذى تنطبق عليه حتى الآن تلك الصفة، وأشعر أن الممثل الذى فى طريقه إلى
تحقيق ذلك من دون صخب هو عمرو واكد.
ويبقى الحديث عن النجومية، والتى لا أجد أروع من هذا التشبيه فى
وصفها، فهى مثل آلهة العجوة التى كان العرب والأفارقة يعبدونها، وبعد أن
يستبد بهم الجوع يلتهمونها، أى أن الناس تصنع النجم ثم تقضى عليه..
النجومية تلعب فى تحقيقها عوامل لا شعورية أكثر من تلك الشعورية، هى ليست
بالضرورة معبرة عن حجم الموهبة وعمقها وصدقها، إلا أنها بالتأكيد لا تخاصم
الموهبة.. كان مثلا عمر الشريف كثيرا ما يصرح بأن أحمد زكى هو الأكثر موهبة
بين كل النجوم العرب، وأنه لو كان يجيد الإنجليزية لحقق قفزة عالمية، وأغلب
نجوم التمثيل يؤكدون أن أحمد زكى هو الأكثر موهبة، وكان نور الشريف يحلو له
أن يعبر عنها بالأرقام، يمنح نفسه 7 من 10، ويعطى لأحمد زكى بالقياس 10 من
10، ورغم ذلك فلو أنك عدت إلى أرقام شباك التذاكر سوف تكتشف أن عادل إمام
حقق أرقاما أكبر، أى أن الناس قطعت من أجله التذكرة أكثر مما فعلت مع أحمد
زكى.. إلا أن الزمن ومع انتشار الفضائيات أشعر أنه سوف يشهد لصالح أحمد
زكى!
لست نجما عالميا ولا عربيا ولا مصريا، هكذا أعلنها فى مهرجان دبى جميل
راتب، فانطلق بهذا الاعتراف إلى آفاق النجومية!
التحرير المصرية في
10/12/2011 |