منذ فيلمه الروائي الطويل الأول الذي عرض قبل سنوات في المهرجانات
المتنوعة كما في صالات العرض، «الرحلة الكبرى»، عرف المخرج المغربي إسماعيل
فروخي بكونه واحداً من أبرز المخرجين العاملين بين المغرب وفرنسا، كما عرف
من خلال ذلك الفيلم بدنوّ سينماه من قضايا روحية وشائكة في الوقت نفسه. وهو
يمعن في هذه الأيام في ترسيخ سمعته هذه من خلال فيلمه الجديد «رجال أحرار»
الذي، في وقت يجول به في المهرجانات، أثارت عروضه الناجحة في الصالات
الفرنسية بخاصة ردود فعل وسجالات. و«رجال أحرار» الذي فاز قبل أيام بجائزة
أفضل مخرج عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، يتحدث عن فصل
مجهول من تاريخ الوجود العربي في فرنسا وذلك من خلال حكاية حقيقية عن عمدة
مسجد باريس الذي آوى مغنٍ يهودي مغربي مانعاً النازيين من اعتقاله والتنكيل
به كما فعل ذلك بالنسبة الى عدد من اليهود في العاصمة الفرنسية. حول هذا
الموضوع كماول جولة الفيلم في العروض والمهرجانات كان هذا اللقاء مع
اسماعيل فروخي خلال خضوره مهرجان ابوظبي السينمائي.
·
يدنو الفيلم من قضية حساسة جداً،
ألم تخشَ المضايقات؟
-
لا أنكر أن هناك أشخاصاً لا يريدون أن تخرج هذه القصة إلى النور. وهناك
آخرون
غير سعداء بالفيلم لأنه يسلّط الضوء على مرحلة منسية. لذا،
واجهت مشاكل كثيرة أثناء
التصوير، ولم يكن سهلاً البتة أن أنفذ الفيلم، إذ لم أجد الدعم الكافي.
وللأسف لم
ألقَ أي دعم من العالم العربي. حتى إن شيخ جامع باريس رفض أن نصوّر داخل
الجامع،
لأسباب سياسية، ربما تعود لأنه لم يرد أن نتكلم عن محاسن مؤسس
هذا الجامع الذي كانت
لديه سياسة مختلفة عن السياسة التي يسير بها الجامع اليوم. وهذا مؤسف لأن
الفيلم
يتجاوز مثل هذه الحساسيات. ولا أخفي أنني تعبت كثيراً، وكدت أن أوقف
الفيلم. ولكن
الحمدلله ذهبنا إلى المغرب وبنينا ديكوراً مشابهاً لجامع باريس. قبل أن
أعثر على
الديكور، كنت أشعر بأنني وحيد، لأن المنتج قد يساعدني، لكنه لن
يحارب من أجلي عندما
تكون الأمور مستحيلة. لكن هذا كله لم يكن كارثياً، وفي النهاية أبصر الفيلم
النور.
·
تدور أحداث «رجال أحرار» خلال
الحرب العالمية الثانية. ما الذي دفعك للعودة
إلى تلك الحقبة؟
-
هناك تاريخ مفقود في تلك الحقبة. تاريخ اكتشفته صدفة في مقال
في مجلة «نوفيل
أوبسرفاتور» الفرنسية حول جامع باريس وحمايته مقاومين ويهوداً أثناء الحرب
العالمية
الثانية. قبل هذا المقال لم أكن أعرف شيئاً عن هذه الحقائق، إذ لم يسبق أن
رأيتها
في أفلام أو في برامج وثائقية، وكأن لا وجود لهذا التاريخ. من
هنا رحت أبحث عن ذاك
الماضي المفقود. وسرعان ما اكتشفت وجود «باريس عربية» لم أكن أتخيّل وجوداً
لها
أثناء الحرب. اكتشفت أن الجامع موجود منذ عام 1921. واكتشفت مقاهيَ ومطاعم
عربية
ومستشفى فرانكو/ مسلم. والأهم، اكتشفت أشخاصاً عرباً مقاومين،
هم أول الاستقلاليين
الذين دخلوا في المقاومة ضد الفاشية. كل هذا، كان بالنسبة إليّ، أمراً
كبيراً، لأن
تاريخ هؤلاء المقاومين مُحِيَ، وبالتالي أضحوا أشخاصاً غير مرئيين.
·
للوصول إلى نتيجة أمينة لذاك
التاريخ، استعنت بمؤرخين فرنسيين، حدثنا عن
هذه التجربة؟
-
بالفعل اتجهت إلى مؤرخين. الأول هو بينجامان ستورا، وهو عالم
معروف جداً في
فرنسا، ومختص في تاريخ المغرب العربي. والثاني هو باسكال لوبوترومان الذي
يشتغل منذ 10
سنوات على واقع الإسلام في فرنسا. عندما
بدأنا العمل معاً، اكتشفت أموراً مهمة
جداً. وأصبح الفيلم بالنسبة لي حاجة ماسة، إذ قلت في نفسي عليّ
أن أشارك الجمهور ما
توصلت إليه. وهكذا، بدأت كتابة السيناريو، وفي ذهني قرار بأن أحترم
التاريخ، وألا
أخون القصة. من هنا وضعت نفسي وأبطالي وراء الفيلم. لم أبحث عن البطل
المطلق بل عن
شخصيات بسيطة تستيقظ شيئاً فشيئاً من أجل حريتها.
توازن أو صدق؟
·
هل كنت تبحث عن توازن ما حين
أشركت معك الفرنسي آلان ميشال بلان في كتابة
السيناريو؟
-
أبداً، فأنا العربي الوحيد في الفيلم إذا استثنيت الممثلين.
وفي الحقيقة،
عندما شرعت الاشتغال على الموضوع بدأت بمفردي، ثم اكتشفت أنني بحاجة إلى
القيام
بأبحاث كثيرة لأكون صادقاً في نقل القصة. من هنا كنت بحاجة إلى أحد
ليساعدني.
ولا أخفي أنني أعطيت الكثير من وقتي للأبحاث، خصوصاً أنني أتعامل مع
شخصيات
حقيقية. فمثلاً، التقيت بابنة وحفيد مؤسس جامع باريس، بن غبريت. وتعرفت إلى
أشخاص
عرفوا الموسيقي المغربي - اليهودي سليم هلالي. بينما ولّفت شخصية «يونس» من
مجموعة
شخصيات حقيقية. وكلها شخصيات حاولت أن أحصل على أكبر مقدار من
المعلومات حولها لكي
أكون أميناً لأجواء تلك الحقبة. أما «ليلى» فهي شخصية متخيّلة، أردت أن
أقدم من
خلالها تحية إلى كل النساء. كان مهماً جداً بالنسبة لي أن أرتكز على
الحقائق. لم
أكن أريد أن يأتي أحدهم وينسف القصة برمتها لأنني ارتكبت خطأ
في التاريخ. اليوم، ما
إن يحاول أحدهم أن يهاجم الفيلم حتى يتصدّى له عالما التاريخ اللذان عملا
معي. لذا،
أقول لست أنا من صنع السيناريو، إنما هناك كثير من العناصر الحقيقية التي
قادتني
إلى النص.
واللافت أن الوثائق التي وقعت عليها، جاءت من ألمانيا. ولا أدري لماذا
الباحثون
الألمان هم الذين اشتغلوا على العرب والسود كثيراً. ربما، كانت السياسة
السائدة في
فرنسا «تبييض» صفحة النضال، من طريق إلصاق صفات المقاومة بالبيض فقط. هذا
مؤسف،
لكنها الحقيقة. من هنا، كان عملي، أن أجعل الأشخاص غير
المرئيين مرئيين، ومن هذه
الذهنية انطلقت.
·
نبشك في ذاكرة مخفية لعرب فرنسا
في الأربعينات لا ينفي علاقة ما للفيلم مع
الحاضر؟
-
الصدفة وحدها جعلت الفيلم على تماس مع الحاضر. فعندما شرعت في
هذا العمل، لم
تكن شرارة الثورات العربية قد اندلعت بعد. كل ما كان يحركني هو صنع فيلم عن
الذاكرة، واكتشاف أن هناك مجتمعاً عربياً ساهم في البحث عن الحرية في
فرنسا. أردت
أن أصوّر حقائق لم نرها من قبل. ولم أكن قادراً على التمتع
بهذا، لأن الموضوع خطير
جداً وحساس. ومن الجيد أن ينعكس الفيلم على ما يجري من حراك في العالم
العربي
اليوم، وعلى الحريات والعلاقات بين اليهود والعرب.
·
هل تسعى في هذا الفيلم إلى تغيير
صورة العرب في الغرب بعد أحداث 11 أيلول
(سبتمبر)؟
-
لا أريد أن أغيّر الصورة الخاطئة. كل ما أريده هو أن أبيّن
الصورة الحقيقية.
أرغب في أن يتعرف الغرب إلى الجانب الحقيقي من العرب، وأنهم ليسوا
إرهابيين. أرغب
في أن يضعوا الأفكار المسبقة جانباً، وينظروا بعين العقل إلى
تلك الحقبة حين حمى
المسلمون يهوداً من أيدي النازية.
من هنا قصة «يونس»، الشخصية المحورية في الفيلم. فهي شخصية متخيلة
لمجموعة
شخصيات عاصرت تلك المرحلة، وقد حرصت على أن يدخل المشاهد الغربي في عمق
الشخصية
ليفهم ما يجول في خاطر صاحبها وصولاً إلى التماهي معه، أو على الأقل أن
يشعر بأنه
قريب منه.
وأعتقد أنني نجحت في ذلك. فهذا ما ألمسه من النقاشات التي تدور مع
الجمهور بعد
الفيلم الذي بدأت عروضه قبل أسابيع في فرنسا وبلجيكا وسويسرا. وكثيراً ما
أسمع أنهم
فوجئوا بهذا الجانب المختلف يأتيهم من العالم العربي. في بحثي، وجدت أشياء
كثيرة.
وجدت، مثلاً، أن السلطان في المغرب رفض تسليم قائمة بأسماء اليهود، وأن
مسلمي
الجزائر حموا اليهود فيها. حقائق كثيرة جرى محوها. وآن الأوان أن تبصر
النور.
نوستالجيا
·
في الفيلم نوستالجيا إلى زمن
ولّى؟
-
النوستالجيا موجودة في الموسيقى. وهذه الموسيقى هي التي كان
يغنيها العـــرب
في فرنسا في تلك الفترة، سواء كان سليم أو محمد عبدالوهاب. والجميل «اكتشاف»
المشاهد الفرنسي لهذه الموسيقى وكأنها لم
تكن موجودة أيضاً.
·
ولكن هناك أيضاً نوستالجيا إلى
مرحلة كان الناس فيها أقرب إلى بعضهم
بعضاً؟
-
أكيد، وأعتقد أنني نجحت في وضع حجر أساس، كما نجحت في احترام
القصة، وإلا لكنت
اليوم مقتولاً لأن هناك أشخاصاً كثراً كانوا يترقبون الفيلم، ومن الجانبين،
بخاصة
في فرنسا. فبعد 30 سنة من الاشتغال على صورة الإسلام، آتي وأنسف تلك
الصورة،
بالنسبة إليهم هذا أمر غير مقبول. كما أن تاريخهم يشير إلى أن
المقاومين هم البيض،
لكنّ الحقيقة عكس هذا، فالمقاومون كانوا من الأجانب: أرمن وبولنديين
وعرباً. وفي
المقابل، هناك الصراع العربي - الإسرائيلي، وأي حديث عن تاريخ آخر لن يُعجب
كثراً.
·
يسير فيلمك على خطى فيلم «عرب
أفارقة» في هذه الناحية؟
-
نوعاً ما. لكنّ الاختلاف يكمن في أنني أتعامل مع مهاجرين عرب
في فرنسا يقررون
الانخراط طواعية في المقاومة وليس مع أشخاص يُجلبون من العالم العربي
ليحاربوا في
أوروبا.
·
هل تقصدت أن تسند أداء شخصية
اليهودي إلى فلسطيني؟
-
أبداً، كل ما في الأمر أنني رأيت أن محمود شلبي يصلح لدور
المغني «سليم
هلالي». كما لم أتقصد أن أمنح دور شيخ الجامع إلى الممثل الفرنسي الكبير
مايكل
لونسدال.
·
كما في فيلمك الأول «الرحلة
الكبرى»، سؤال الدين حاضر بقوة في «رجال
أحرار»، لماذا؟
-
أعتقد أن هذا ضروري. فعندما حققت «الرحلة الكبرى»، كان هناك
حائط متين يسدّ
العالم المسلم عن العالم الغربي. أمام هذا الواقع، شعرت بأنني ملزم تجاه
عائلتي بأن
أكسر هذا الحائط. وأينما عرضت الفيلم، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا،
وحين
كان يأتيني أحدهم ويقول لي، وكأنك تتكلم عن والدي، كنت أشعر
بالانتصار. إذ لم يكن
سهلاً أن أجعل الجمهور الغربي يتماهى وشخصية عربي مسلم في مثل هذه الظروف
الحرجة.
·
انتماؤك إلى العالمين العربي
والغربي، يطرح سؤال الهوية أيضاً في
أفلامك؟
-
صحيح. أنا فرانكو/ مغربي. ولدت في المغرب، لكنني عشت كل حياتي
في فرنسا. ومع
هذا، كنت أسمع منذ صغري عبارة إنكم وصلتم إلى هنا في الستينات. وكان هذا
يؤلمني
جداً. عندما قرأت هذه القصة، فرحت كثيراً، وقلت في نفسي، لا بد من أن نفخر،
فنحن
أيضاً ساهمنا في المقاومة. في الفيلم، تسأل إحدى الشخصيات:
لماذا أقاتل من أجل قضية
ليست قضيتي؟ ولكن كان لدى مغاربة فرنسا وعي بأهمية حريتهم، فراحوا يحاربون
باسم
الحريات كلها. وهذا ما أحببته. وهو لأمر عظيم، ولا بد من تسليط الضوء عليه،
خصوصاً
أن عدداً كبيراً من المغربيين انتهى أمره في المخيمات مع
أرقام. كانوا بنظر سجانيهم
أشباه رجال، وعوملوا بقسوة وماتوا في الزنازين. من هنا كان لا بد من أن
نقدم تحية
لأجدادنا.
·
لا يلعب الفيلم على وتر دغدغة
المشاعر. هل قصدت ذلك؟
-
أكيد، كان بإمكاني أن ألعب على هذا الوتر، وكنت سأحقق نتائج
أكبر في شباك
التذاكر. لكنّ همي كان في مكان آخر. في أن أجعل الناس يفكرون في تلك
المرحلة. من
هنا تركت مسافة بينهم وبين الشخصيات. لم أنصب فخاخاً أو أصنع بروباغندا. كل
ما
فعلته هو عمل ينسجم مع الذاكرة. عمل لا يصدر أحكاماً على أحد.
حتــــى الخائن،
يُمكن أن تجدي له في الفيلم أسبابه. كما أنني تفاديت أن أجعل الشخصية
الرئيسة بطلاً
خارقاً، بل حرصت على أن يكون شخصية عادية، ستقوده الظروف إلى المقاومة. فهو
شخص
يخاف، يحب المال، يتردد. شخص، يمكن أن يكون أي واحد منا.
·
ماذا عن موازنة «رجال أحرار»؟
- 7
مليون يورو. وهو رقم كبير، لكنه ليس كذلك بالنسبة لفيلم حقبة
(أي فيلم
تاريخي). أيّ فيلم فرنسي من هذا النوع يكلف عادة ضعف هذا المبلغ.
·
حدثنا عن تجربة عرض الفيلم في
مهرجان تورونتو؟
-
كانت التجربة مهمة جداً. إذ فهم الجمهور السبب الذي صنعت من
أجله الفيلم، كما
فهم لعبة البطل العادي. وهذا عادة لا يمرّ بسهولة، لأن هناك ميلاً نحو
المبالغة.
·
ماذا عن جولات الفيلم الأخرى؟
-
بعد كان وتورونتو وأبو ظبي، سيجول المهرجان في مدن أخرى. كما
أنني سأحارب في
فرنسا كي أجعل الفيلم يُدرّس في المناهج التعليمية، كما حال «الرحلة
الكبرى». فهذا
أمر مهم جداً بالنسبة لي.
·
بين فيلمك الأول «الرحلة الكبرى»
وفيلمك الثاني «رجال أحرار» 7 سنوات. أين
كنت خلال تلك الفترة؟
-
حقق فيلم «الرحلة الكبرى» نجاحاً كبيراً، وجلت به حول العالم
لسنتين. بعدها
حققت فيلماً متوسطاً لسلسة أفلام بعنوان «طفولة» عن طفولة سينمائيين كبار،
واخترت
جان رينوار لأتكلم عنه في فيلمي. وطبعاً لا علاقة لهذا الفيلم بـ «رجال
أحرار»، مع
العلم أنني استفدت من أجواء تلك المرحلة في فيلمي الجديد. ثم
شرعت لسنة بكتابة
سيناريو لم أكمله، قبل أن أعثر على المقال الذي جذبني لتحقيق فيلم «رجال
أحرار»
الذي أخذ من وقتي نحو 3 سنوات ونصف السنة.
كونتيسة عائشة
·
لو كان اسم إسماعيل فروخي بين
أسماء مخرجي سلسلة «طفولة»، ماذا كان الجمهور
ليكتشف؟
-
في صغري لم أكن أقصد صالات السينما لأسباب مادية، فالعائلة
كبيرة والمتطلبات
كثيرة. لكنني كنت أحب أن أروي القصص. وفي مراهقتي رحت أحاول الكتابة، وكان
الجميع
يقول لي إنها كتابة بصرية. والصدفة وحدها هي من قادني إلى السينما علماً
أنني درست
المحاسبة.
·
هل سيبقى سؤال الدين والهوية
مهيمناً على أفلامك المستقبلية؟
-
لا، أريد أن أصنع أفلاماً أخرى. ومن أكثر القصص التي تجذبني
قصة تعود لمقاومة
مغربية من القرن العشرين، تحولت غولاً في الحكايات الشعبية. هي عايشة
قنديشة التي
بعدما بحثت عنها اكتشفت انها شخصية رائعة خلافاً لما يُقال عنها في قصص
الأطفال.
·
تهتم كثيراً بالنبش في التاريخ
وكسر الأحكام المسبقة؟
-
أحب أن أسلط الضوء على قصص تدور حول ما يزعجني اليوم. وأهتم
بالمحافظة على
الذاكرة. فكلمة قانديشة، مثلاً، في البرتغالية تعني الكونتيسة. وبالتالي
اسمها
الكونتيسة عائشة، وهي شخصية مناضلة حاربت البرتغاليين، ولو كانت عند
الأميركيين
لصنعوا منها الأساطير.
الحياة اللندنية في
28/10/2011 |