«كعادته منذ سنوات، يُطلق برنامج «أيام المخرجين في فينيسيا»، الذي
يحاكي «نصف
شهر المخرجين» في مهرجان «كان»، فضاءً رحباً للبحث السينمائي،
ليس فقط من خلال
اختياره أعمالاً تتميّز بلغتها الخاصة، بل
لاكتشافه عوالم جديدة ومثيرة للنقاش،
وربما للسجال ايضاً.
وإذا ما كان البرنامج الرسمي الذي أعدّه ماركو
موللر تضمّن الفيلم الأول، على الإطلاق، من
إنتاج جزيرة ساموا، فإن ما يقدّمه جورجو
غوسيتّي في برنامج « أيام المخرجين» إنما يشير في غالبه إلى الجدة. وكما
اكتشف
المهرجان في الاعوام الماضية طاقات إخراجية وتمثيلية هامة، يُطلق هذه السنة
برنامجه
بأعمال لن تمرّ من دون أن تُثبّت حضورها. ومن بين هذه الاعمال، شريط
المخرجة
الفلسطينبة سوزان يوسف «حبيبي راسك خربان»، وهو قراءة لقصة حب كمأساة قيس
بن
الملوّح وليلى العامرية، في زمن الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية في أرض
تتصارع
فيها الحريات والمعتقدات وتتقاطع لتتشكّل كلها، في ما بعد، في الاطار الذي
تفرضه
التقاليد أكثر مما يفرضه الدين أو الأيديولوجيا.
قيس، الساهي والشاعر
البدائي، بالفعل وليس بالكلمة، والذي لم
يفهم من الشعر، قواعده أو عَروضه، إلاّ
بمقدار كونه وسيلة تعبير عن مشاعره وعن حبه
الكبير والممنوع لحبيبته ليلي. لا ضير
لديه إذاً في أن يُخطئ القاعدة النحوية أو غناء القصيدة بصوته، فما أراد
قوله
مُثبّت على جدران البلدة بأسرها، وحبُّه ما عاد سراً، فهو على كل لسان، ما
يدفع
الأب المنفتح، الذي منح ثقته للابنة، أن يوصد عليها الشبابيك ويُغلق في وجه
المُحب
البابَ إذ جاء يطلب يد الابنة، من دون أن يعرض «مهراً» ومن دون أن يكون
لديه من مال
إلاّ حبُّه لليلاه.
لكن، وعلى العكس من الأسطورة التي روت حب «قيس وليلي» أو «روميو
وجولييت» أو قصة الحبيبين الكرديين «مَمْ وزين»، فإن القرار النهائي في
قصتنا الفلسطينية المعاصرة هذه، والحاسم للقصة بأسرها، ليس الآخرون، بل هي
ليلي،
التي تنظر في عيني حبيبها وتُصدر حكمها عليه: «حبيبي راسك خربان».
عرب
البندقية
ليست الفلسطينية سوزان يوسف العربية الوحيدة في دورة هذه السنة من
مهرجان البندقية السينمائي الدولي، بل يُصاحبها في هذه الرحلة مخرجون من
سوريا ومن
مصر، جاؤوا إلى الليدو يحملون حباً آخرَ، هو الأمل، على رغم مأسويته
الآنية. يحدو
القادمين من القاهرة أمل في أن تنفضّ وتنقشع غمامة المجهول الذي يلفّ
بلادهم بعد أن
تمكّنوا من إزاحة الرئيس السابق حسني مبارك بثورة أعادت إليهم (وليس إلى
المصريين
لوحدهم) الثقة بالنفس، بل فعلـــت فِعْلَها مع كل الذين يسكــنون الأرض
العربية
بطولها وعرضها، فيــما يحـــدو القــادميــن من سوريا أن ينتهي سيل الدماء
وينبلج
فجر الأمان في تلك الارض المحكومة بقبضة «الحزب القائد».
من مصر جاء الفيلم
الوثائقي «التحرير، الطيب والشرس والسياسي»
من إخراج الثلاثي الشاب تامر عزت وآيتن
أمين وعمرو سلامة، وإشارة التحية السينمائية واضحة إلى رائعة مؤسس
السباغيتّي
ويستيرن (الإيطالي) الراحل سيرجو ليوني «القبيح، القذر والشرّير». ويروي
الفيلم،
كما ورد في سرد القصة في دليل المهرجان، كيف «حدث ما لم يكن لم يخطر ببال
المصريين،
وكيف حوّلوا يوم عيد الشرطة في صباح الخامس والعشرين من كانون الثاني/
يناير إلى
ثورة لإسقاط النظام، وبعدما تمكنت الأجيال الجديدة المصرية والعربية، بفضل
شبكات
التواصل الاجتماعي من التعرف إلى ما ارتكب نظام حسني مبارك من أهوال في
السنوات
الثلاثين الأخيرة»، وتُضيف القصة « لقد تابع العالم لثمانية عشر يوماً نزول
المصريين إلى الشوارع لتسطير نهاية للظلم والفقر والفساد».
إلى جيل الشباب
المنتفض هذا، ينتمي أيضاً المخرجون الثلاثة
الذين أرادوا سرد ما يجري من وجهة نظر
سينمائية فريدة. ويُبرز تامر عزت، بمساعدة أحمد عبدالله، بسالة شخصيات
عديدة دفعت
بأفعالها الشُّجاعة مَن يحيط بها إلى الانضمام إلى الثورة، ذلك هو الجزء
الأول من
الفيلم الذي يحمل عنوان «الطيب». أما الشابة آيتن أمين، فتروي في الجزء
الثاني «الشرس»
رحلتها في عالم الشرطة وقوات الأمن الذي لم تعرف عنه الكثير قبل الثورة.
وحاول عمر سلامة في جزء الفيلم الثالث «السياسي»، استكشاف دهاليز عقل
الرئيس السابق
مبارك وروحه من خلال الحديث مع شخصيات سياسية هامة، من مؤيدة للنظام
ومعارضة له.
يقول تامر عزت: «لقد أدهشني كثيراً التغير الذي طرأ على المصريين، فقد
كانوا حتى بضعة أيام قبل الخامس والعشرين من يناير شعباً
لامبالياً وخانعاً، لكنه
تلاحم خلال ساعات قليلة لما فيه المصلحة
العامة، ليتحول إلى جيش من المقاتلين
الحقيقيين». وتعرب آيتن أمين عن قناعتها في
أن ميدان التحرير سيشهد، بالتأكيد،
إقامة نصب يُخلّد ذكرى ضحايا الثورة
المصرية وشهدائها، لكنها تتساءل ما إذا كان هذا
الصرح سيتضمن عبارة: «قتلهم رصاص الشرطة المصرية». أما عمرو سلامة، فيصف
الجزء الذي
أنجزه في هذا العمل بأنه «كان جولة في عقل ديكتاتور هدفها طرح أسئلة وأجوبة
حول ما
جعل منه ديكتاتوراً، وكيف لنا أن نتفادى صنع ديكتاتور جديد».
وربما كان
سؤال عمرو سلامة يدور في خلد عشرات
الملايين الذين يسكنون الأرض العربية من أقصاها
إلى أقصاها.
ثانية البيك
وبعد خمس سنوات من حضوره إلى البندقية
بالتشارك مع هالة العبدالله في فيلم «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها»،
يعود عمّار
البيك إلى المهرجان بقصير يحمل عنوان «حاضنة الشمس» (١٢ دقيقة)، أنجزه
برفقة أفراد
عائلته.
وتدور أحداث الفيلم في الرابع من شباط/ فبراير 2011، وتصوّر، كما
جاء في تقديم الفيلم في دليل المهرجان، «عائلة تستعد للتــظاهر ناسجة
حريتها
الجديدة باللون الأحمر، وتــصيح حناجر المتظاهرين مــطالبة بإسقــاط مبارك
الذي
يهين المصريين مـــنذ ثلاثين عاماً. ولكن هل تأتي أصوات التظــاهرات من
القنوات
الفضاية أم من الطرقات القريبـــة؟». وتُضيف المقدّمة: «27 أيار/ مايو
2011، شهيد
جديد، أطلقوا النار على الصبي السوري حمزة الخطيب ثم عذبوه حتى الموت.
ويثور الشارع
السوري، فالثورة تولد دائماً من رحم المعاناة».
ويقول عمّار البيك: «ليست
تلك الأيام الرهيبة، التي أشمئز خلالها مما
أصوِّر ويصيبني الإعياء والعجز عن
مواجهة العوائق العديدة، سوى جزء من أسلوبي
في العمل. سيكون مستقبل السينما لجيل من
شبان يعملون بشكل انفرادي، سيصوِّرون أفلامهم مستخدمين مدخراتهم الأخيرة،
من دون
الوقوع في فخ روتين صناعة السينما».
وفي هذا الإطار، يأتي فيلم «نهاية
الطلائع»، ويراد بكلمة طلائع هنا اطفال المدارس السورية، وقبلها العراقية،
ومعها
الليبية وغيرها، من الذين أُجبروا لآلاف الصباحات أن يُنشدوا للقادة
والزعماء،
الذين ربما اعتقلوا وعذبوا وقتلوا آباءهم وإخوتهم والكثير من أفراد أُسرهم.
ويأتي
هذا في فيلمي «نهاية الطلائع» القصيرين (للغاية، إذ لا يزيد زمن كليهما عن
خمس
دقائق)، اللذين أنجزتهما «مجموعة أبو نضارة». ويظهر في أحدهما على الشاشة،
وسط صفين
من الأعلام المتقاطعة، مُخلِّص الأمة وسط أتباعه وكأنه المسيح لحظة دخوله
القدس، أو
كيم إل سونغ في بيونغيانغ. يرفع قبضته للتحية أو كإشارة نصر. إلا أن الأرغن
قد عزف
نهاية القداس، يعود النشيد الوطني، طقس الصلاة، بينما يفسح المُخلّص المجال
للشهداء
الذين تظهر أسماؤهم
على الشاشة في تسلسل أبجدي.
أما الشريط الثاني، وطوله دقيقة ونصف، فيعرض
نهاية فترة الاستراحة المدرسية، لم يعد أطفال المدرسة أطفالاً، بل هم
«طلائع
البعث». يصطفون بانتظام صائحين بشعارات الحزب وطنية الطابع تحت قيادة
المدرس
الصارم. تبدو إحدى الفتيات منزعجة حتى مما تطلق هي من صراخ، ترفع ذراعها
الأيمن
محاكية تحية حزب البعث ولكن من دون اقتناع حقيقي. وفي النهاية، تغيّر اتجاه
نظراتها
نحو صرخات الحرية القادمة من الطرقات.
يقول مخرجو العملين «كان على أطفال
المدارس السورية جميعاً الانضمام إلى طلائع البعث التي أُسست عام 1974 في
محاكاة
للنموذج الكوري الشمالي، وذلك لضمان خنوع الأجيال الجديدة لنظام الحزب
الواحد
وقائده الملهم. واليوم يشارك حتى الطلائع في شرارة الثورة الديموقراطية،
فيكتب
الصغار على جدران المدارس: الملك عاري».
الحياة اللندنية في
02/09/2011
نجوم كبار وأعمال سينمائية تطلق العنان
لدورة «التحدي»
البندقية - عرفان رشيد
تنطلق في جزيرة الليدو في مدينة البندقية الإيطالية الأربعاء المقبل،
الدورة
الثامنة والستون لمهرجان البندقية السينمائي الدولي. ويأتي انعقاد الدورة
الحالية
من «الموسترا»، (أي المعرض الدولي للفن السينمائي) في ظل أوضاع اقتصادية
إيطالية
عسيرة للغاية دفعت الكثير من المحللين في الأسابيع القليلة
الماضية إلى الاعتقاد
بإفلاس إيطاليا على شاكلة ما حدث في اليونان، ما أرغم الحكومة والمعارضة
على
التحرّك السريع لاستنباط المخارج لإنقاذ البلاد من الكارثة الاقتصادية،
وعمدت
الحكومة إلى إجراء تقليصات واستقطاعات كبيرة في قطاعات الإنفاق
في شكل عام، وبالذات
في القطاع الثقافي الذي تشكّل بيينالة فينيسيا، ومهرجاناتها المختلفة، رأس
الزمرّد
الأساسية فيها.
دورة التحدي
في دورة هذا العام من مهرجان البندقية
سيل من النجوم الذين يضمنون النجاح لأي مهرجان وتحلم بحضورهم
أية تظاهرة سينمائية
كبيرة. وعلى رغم أنّه ليس واضحاً بعد ما إذا كانت هذه الدورة، الثامنة
والستون، هي
الأخيرة بإدارة ماركو موللر، فإن ما هو مؤكد أن الرجل أعد برنامجاً، يبدو،
على
الورق على الأقل، أفضل ما أنجز حتى الآن منذ تولّيه إدارة
المهرجان.
وقد
تكون مصادفة الرقم ٦٨ هي محرّك هذا الوضع، فبعد أن كانت أحداث الثورة
الطالبية
والشبابية في أيار (مايو) ١٩٦٨ محرّكاً ومحفّزاً لميلاد نوع جديد من
السينما في
إيطاليا وقراءة متجددة للآصرة معها، تبدو هذه الدورة، التي
تحمل الرقم ٦٨
بالمصادفة، دورة التحدّي السينمائي الذي يحاول الالتفاف على المصاعب
المالية
والتنظيمية واللوجستية، وهي دورة تحت عنوان السينما الكبيرة.
وكما أسلفنا،
فإن نظرة إلى قائمة النجوم الذين سيمرّون على البساط الأحمر الفينيسي، هذا
العام، توحي بأنّ الأيام الأحد عشر في جزيرة الليدو ستكون حافلة بالأعمال
المهمة والكبيرة،
والمتميّزة. وستكون البداية مع إسمين كبيرين في عالم التمثيل والإخراج، إذ
سيفتتح
ليلة العرض الأولى في الصالة الكبرى الشريط الثاني لجورج كلوني مخرجاً،
ويُنتظر أن
يسجل هذا النجم مفاجأة، بالضبط كما سجّل قبل بضعة أعوام عندما
عرض في فينيسيا
بالذات شريطه المتميّز «طابت ليلتكم وحظاً سعيداً» والذي تحدّث فيه عن نوع
خاص من
الأداء الإعلامي التلفزيوني المستقل والرافض لمنطق الإملاءات الفوقية
لمالكي أجهزة
الإعلام، دولاً كانت أم أشخاصاً. إنه نوع من الإعلام الذي لم يعد موجوداً
اليوم على
رغم الأهمية المطلقة التي يملكها الإعلام، وبالذات التلفزيوني،
في حياة الشعوب وفي
مستقبل العالم في شكل عام. كلوني، سيفتتح المهرجان إذا بفيلمه
The Ides of March
حيث إضافة إلى إخراجه العمل، يؤدي فيه دور البطولة إلى جانب
رايان غوستينغ وفيليب
سيمور هوفمان وبول جامّاتي وماريسا توميي وإيفان راشيل وود.
وسيتبع كلوني في
اليوم التالي العمل الجديد للمخرج البولندي الأصل رومان بولانسكي الذي
سيعرض في
المسابقة الرسمية عمله الجديد Carnage
ولن يتمكّن بولانسكي من الحضور، وسيكون، كما
هي
العادة في هذه الحالات، الغائب الأكثر حضوراً في المهرجان، إذ ستُعيد
الصحافة فتح
ملف الاتهامات التي وُجّهت إليه والحكم القضائي الذي صدر بحقه
وأدخله السجن وأجبره
على الإقامة الجبرية بسبب الاعتداء على قاصر أميركية. وسيحمل شريط بولانسكي
الأخير
أسماء عدد كبير من نجوم هوليوود في مقدّمهم جودي فوستر وكيت وينسليت
وكريستوف وولتس
وجون سي رييلّي.
وسيكون يوم الخميس الأول من أيلول (سبتمبر) يوم الصرعات
الكبيرة، حيث سيتبع فيلم بولانسكي بدقائق الشريط الثاني لمادونا مخرجة، إذ
ستعرض
خارج المسابقة الرسمية شريطها «دبليو إي»، ويؤدي بطولته آندريا
ريسيبورو وآبيي
كورنيش وجيمس داركوري وأوشكار إيسّاك.
ولن يخلوَ اليوم التالي، أي الجمعة،
الثاني من أيلول، من النجوم والأفلام المثيرة وسيكون يوم
الثنائي الأكثر شهرة في
السينما العالمية اليوم، أي مونيكا بيلّوتشي وزوجها الفرنسي فينسانت
كاسّيل، إذ
سيُعرض فيلم «الأسلوب الخطر» لديفيد كروننبيرغ، من بطولة فينسينت كاسّيل
وكييرا
نايتلي وفيغّو مورتينسون ومايكل فاسبيندر وفينسانت كاسّيل.
وسيلي ذلك فيلم
المخرج الفرنسي المتميّز فيليب غارّيل «صيف حارق» وهو من بطولة مونيكا
بيلّوتشي إلى
جوار نجل المخرج، الممثل لويس غارّيل الذي شهد ميلاده الفني بالذات في
مهرجان
فينيسيا السينمائي الدولي بعد أن اكتشفه المايسترو الكبير
برناردو بيرتولوتشي وأسند
إليه دور البطولة في فيلمه الشهير «الحالمون».
من أميركا الى
ايطاليا
عطلة نهاية الاسبوع الأولى في المهرجان، أي السبت، الثالث من أيلول
خصصها ماركو موللر للسينما الأميركية، إذ سيعرض شريط ديفيد سوديبيرغ الأخير
Cntagion
من بطولة مات ديمون وكيت وينسليت وماريون كوتييار وغوينيث بالترو
ولورينس
فيشبرون.
وخصص ماركو موللر يوم الأحد للسينما الإيطالية، فيعرض العمل الجديد
لإحدى أهم الطاقات السينمائية الإيطالية إيمانويلي كرياليزي الذي برز في
مطلع العام
ألفين، وقدّم في فينيسبا بالذات قبل بضعة أعوام عمله الجميل «العام الجديد».
كرياليزي، وهو أحد مخرجين إيطاليين يعرضان ضمن المسابقة الرسمية في هذه
الدورة،
سيعرض شريطه الجديد «تيرّا فيرما». وسيزدان الأحد الفينيسي بحضور النجم
الكبير آل
باتشينو الذي سيقدّم عمله Wild Salomè
ويُختتم النهار بفيلم Shame
لستيف ماكوين من
بطولة مايكل فاسبيندر وكيري مولّيغان.
وستشهد أيام الأسبوع الثاني عدداً
آخر من النجوم مثل غيري أولدمان وكولين فيرث وميا فارّو، كما
ستُعرض أعمال مخرجين
تُرتقب أعمالهم في شكل كبير مثل تود سولوندز الذي سيعرض شريطه الجديد
«الجواد
الأسمر» من بطولة ميا فارّو وكريستوفر وولكن وجوستين بارث وسيلما بلير.
«اسد
الحياة الفنية» لبيلّوكيو
وربما تكون مصادفة، وهي ليست كذلك بالتأكيد، أن
تُمنح جائزة «الأسد الذهبي للحياة الفنية» إلى أحد رموز
السينما الجديدة التي وُلدت
في أعقاب ثورة الشباب والطلبة في عام ١٩٦٨، وستكون الجائزة هذا العام أكثر
من
مُستحقّة، لأنها ستُسلّم في ٩
ايلول إلى المخرج الإيطالي الكبير ماركو بيلّوكيو تقديراً لما حققه في
السنوات
الأربعين الماضية في السينما الإيطالية والأوروبية. وتتزامن
هذه الجائزة هذه السنة
مع صدور النسخة المُرمّمة من فيلمه الشهير «قبضات مضمومة»، والتي أنجزها
الأرشيف
الوطني للسينما بالتعاون مع سينماتيك مدينة بولونيا.
ماركو بيلّوكيو، الذي
شغل عضوية لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي الدولي، قدّم في السنين
الأخيرة عدداً
من الأفلام التي تناولت منعطفات تاريخية مهمة في الماضي الإيطالي القريب
بنظرة خاصة
أعادت فتح الكثير من الملفات، من بينها ملف اختطاف الزعيم
الديموقراطي المسيحي
الإيطالي آلدو مورو واغتياله من جانب منظمة الألوية الحمر اليسارية
المتطرّفة في
عام ١٩٧٨، وجاء فيلمه «صباح الخير أيها الليل» من بطولة النجم روبيرتو
هيرليسكا
قراءة حاذقة لمرحلة وسمت التاريخ الإيطالي الحالي بتأثيراته
العميقة.
الحياة اللندنية في
26/08/2011
'حبيبي
راسك خربان' في مهرجاني تورنتو والبندقية
دبي – من محمد
الحمامصي
الفيلم نسخة معاصرة للحكاية الشعبية 'مجنون ليلى'، ويعبّر عن
روح التحدي والرفض للتحيّز والتعصب الأعمى.
أعلن برنامج "إنجاز"، أحد مبادرات سوق دبي السينمائي لدعم المشاريع
الوثائقية والروائية قيد الإنجاز، عن اختيار فيلم "حبيبي راسك خربان"، وهو
قصة الحب الملهمة التي تدور أحداثها في غزة، ليتمّ عرضه للمرة الأولى
عالمياً في مهرجان البندقية السينمائي الدولي بدورته الـ68 أواخر هذا
الشهر، يتبعه عرض الفيلم للمرة الأولى في أمريكا الشمالية خلال فعاليات
الدورة الـ36 من مهرجان تورنتو السينمائي أوائل شهر سبتمبر، وهو إنتاج
فلسطيني- إماراتي- أميركي - هولندي مشترك.
ويحظى مهرجان دبي السينمائي الدولي برعاية كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم حاكم دبي، ويقام في الفترة من 7 وحتى 14 سبتمبر المقبل.
تدور أحداث فيلم "حبيبي راسك خربان" في غزة في العام 2001، وهو نسخة معاصرة
للحكاية الشعبية المعروفة "مجنون ليلى" وما تحويه من المقاطع الشعرية التي
ابتدعها شاعر البادية قيس بن الملوح والتي تعود إلى القرن السابع. ويروي
الفيلم قصة الطالبين الجامعيين، ليلى، وهي مقيمة في مدينة خان يونس
المعروفة ببيئتها المحافظة، وقيس الذي يقيم في مخيّم للاجئين يقع بجانب
المدينة. وبعد أن أجبرا على العودة إلى مدينة غزة المحاصرة وعانيا من رفض
عائلتيهما للعلاقة التي تجمعهما بعد إنهاء دراستهما الجامعية في الضفة
الغربية، يقوم قيس بكتابة قصائد الحب والغرام على جدران المدينة علّه يجد
ليلى، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة.
قام بإخراج وكتابة النص والمونتاج والإنتاج سوزان يوسف، وحظي الفيلم بالدعم
المادي من برنامج "إنجاز" خلال العام 2010. يذكر أن برنامج "إنجاز" يقدّم
دعماً مادياً يصل إلى 100 ألف دولار أمريكي وذلك لـ15 فيلماً وثائقياً
وروائياً طويلاً قيد الإنجاز كل عام.
وفي هذا السياق قال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي
السينمائي الدولي "يأتي النجاح والتقدير العالمي الذي نالته وتناله الأفلام
التي حظيت بدعم مهرجان دبي السينمائي الدولي ليؤكد على دعمنا للسينمائيين
من العالم العربي، وآسيا وإفريقيا، ومن كافة أرجاء العالم، ومؤكّداً على
تميّز المهرجان باعتباره منصّة لدعم وعرض الأفلام المميزة من كافة أنحاء
العالم، وأخيراً ليسلط الضوء على نجاحاتنا التي حقّقناها من خلال سمعة
ومكانة المهرجان كملتقى لاكتشاف المواهب في قطاع السينما العربية
والإقليمية. وإنه لشرف كبير لنا أن نرتقي بمكانة دولة الإمارات العربية
المتّحدة كداعم كبير للسينما العربية في كافة أرجاء العالم".
من جهتها قالت سوزان يوسف مخرجة الفيلم "لقد تمّ إنتاج الفيلم بالكامل
اعتماداً على المنح والتبرعات، بما فيها تلك التي تلقيناها من برنامج
إنجاز، ونحن ممتنّون للغاية لإدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي وفريق سوق
دبي السينمائي على دعمهم اللامحدود وثقتهم العميقة بمشروع إنتاج هذا
الفيلم".
وتابعت " يعبر الفيلم عن روح التحدي والرفض للتحيّز والتعصب الأعمى ويركّز
على العمل نحو منح الحقوق العالمية لكل إنسان. ويقف هذا الفيلم في وجه
الصورة النمطية البالية للمرأة العربية الخاضعة للقمع والاضطهاد، فيصوّر
لنا المجتمع الفلسطيني في شكل متطوّر وجديد ويرسم لنا الأحداث التي تدور في
مدينة غزة وأخيراً يبين لنا أن المجتمع العربي، في صميمه، يرغب بنشر المحبة
لا الكره والعنف".
ويعمل هذا الفيلم أيضاً على معالجة الوضع السياسي الراهن في غزة، من خلال
تضمين الواقع المعاش للمقاومة الفلسطينية بقصة حبّ معبرة تقتبس صورها
وأحداثها من التقليد الشعري العربي. فعلى سبيل المثال، تدور إحدى الحبكات
السردية الثانوية في الفيلم حول انضمام شقيق قيس لصفوف منظمة "حماس".
هذا هو الفيلم الروائي الطويل الأول من إخراج سوزان يوسف التي اختيرت ضمن
قائمة "أفضل 25 وجهاً جديداً" والتي أعدتها مجلة "فيلم ميكار"، وقد تمّ عرض
أفلامها الخمس القصيرة في عدد من المهرجانات المعروفة بدءاً من مهرجان "سندانس"
ووصولاً إلى متحف الميتروبوليتان للفن الحديث في نيويورك.
يذكر أن برنامج "إنجاز"ـ الذي تمّ إطلاقه في العام 2009، قدّم دعمه لأكثر
من 10 أفلام لسينمائيين عرب أو من أصول عربية، منها الفيلم المصري "الخروج
" والإماراتي "حمامة" والعراقي "الرحيل من بغداد".
ويعمل البرنامج على تقديم الدعم خلال دورتين ، يكون الموعد النهائي للتقديم
على الأولى في 1 فبراير وللثانية في 1 أغسطس. ويشار إلى أنه سيتمّ الإعلان
عن القائمة النهائية الجديدة لجوائز برنامج "إنجاز" في وقت لاحق من هذا
العام.
ميدل إيست أنلاين في
24/08/2011 |