صعدت السينما المصرية مرتين أثناء انعقاد مهرجان «كان» على السجادة
الحمراء: واحدة لفيلم «18 يوم» والثانية لفيلم «صرخة نملة».. ارتدى
الفنانون الاسموكن، والنجمات ملابس السهرة، ولوح المصريون للجماهير
المحتشدة أمام قاعة لوميير.. لا أتصور أن هناك من اهتم من تلك الجموع
الغفيرة بما يحدث؛ حيث لم يقل المذيع الموجود على منصة المهرجان شيئا
متعلقا بالثورة المصرية أو الأفلام المشاركة باسم مصر أو حتى استمعنا إلى
موسيقى لأغنية وطنية ارتبطت بالثورة المصرية.. الكل لوح بعلامة النصر، إلا
أنني لا أعتقد أن الآلاف الذين وجدوا على مقربة من قصر المهرجان لرؤية
النجوم العالميين وهم يصعدون السلم قد عثروا على شيء مشترك بين ما يشاهدونه
أمامهم والثورة المصرية، ربما اعتقدوا أن هؤلاء الصاعدين على السلالم من
الجماهير العادية من بين مشاهدي الفيلم الأجنبي الذي كان سيعرض بعدها
بدقائق؛ لأن الفيلمين المصريين والفيلم التونسي لم يعرض أي منهما في قاعة
لوميير الكبرى، بل جاءت العروض في صالات أقل اتساعا.. لم نشعر بأن هناك
حفاوة خاصة من الجماهير، هذا إذا استثنينا بالطبع المصورين والصحافيين
العرب الذين يتابعون من قبل عقد «كان» تفاصيل تكريم المهرجان لثورتي مصر
وتونس.
إننا بصدد حالة سياسية بالدرجة الأولى، ولا يمكن اعتبارها أبدا حالة
إبداعية.. ضاقت المسافة بين السياسة والإبداع الفني في الدورة الأخيرة من
مهرجان «كان»، التي انتهت فعالياتها مساء الأحد الماضي؛ حيث تم اختيار مصر
ضيف شرف لأول مرة لأسباب سياسية، وتم الاحتفاء بتونس الثورة وليست تونس
السينما، للأسباب نفسها، وذلك لأن الثورات العربية انطلقت من تونس أولا.
هناك ولا شك مساحة تتسع أو تضيق بين قيمة الحدث الوطني الذي تعيشه
البلد، وأسلوب التعبير عن هذا الحدث، ليس بالضرورة أن الأحداث العظيمة في
حياة الأمم تخلق مباشرة إبداعا عظيما.. في النصف الثاني من فعاليات مهرجان
«كان» جاء موعدنا مع الأفلام العربية التي تناولت الثورتين المصرية
والتونسية.. عرض الفيلم التسجيلي التونسي الطويل «لا خوف بعد اليوم» لم
يحمل الفيلم سوى تكرار ممل لدوافع الثورة العظيمة التي فجرها الشباب
التونسي لتتحول إلى ثورات مضيئة تنتقل إلى عالمنا العربي محملة بعطر ثورة
الياسمين.. بل إن النداءات التي رأيناها تتكرر في الثورات العربية كلها،
انطلقت أولا من تونس، مثل: «سلمية» و«الشعب يريد إسقاط النظام» و«ارحل»،
كما أن أسلوب الشرطة في قهر الناس بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي
والضرب والسحل يتكرر.
أكثر من ذلك، فإن محاولة الالتفاف التي مارسها بن علي ثم مبارك على
مطالب الجماهير وأسلوب الاستعطاف الذي لجأ إليه الاثنان في محاولة أخيرة
لكسب رضا الناس، ذلك كله رأيناه مع كل رئيس عربي تهدده الشعوب بالرحيل،
فيبدأ على الفور في استعطافها وكسب ودها بالتأكيد أنه تفهم مطالبها..
الغريب أن الفيلم التونسي التسجيلي الطويل الذي أخرجه مراد الشيخ لم يستطع
الاقتراب من روح الثورة النبيلة، بل كان بناؤه الفني أقرب إلى «ريبورتاج»
تلفزيوني، وأغلب الأفلام القصيرة المصرية التي اشتركت في تلك الاحتفالية
تحت اسم «18 يوم» رأيت فيها أيضا المأزق نفسه، وهي أنها لم ترق إلى مستوى
الحدث العظيم، بل أتصورها لعبت دورا عكسيا؛ حيث إنها سرقت الكثير من أحاسيس
البهجة التي عشناها جميعا أثناء الثورة.
الاختلاف الوحيد بين ما حدث في مصر وتونس هو أنه في تونس لم يعترض أحد
على اختيار الفيلم التسجيلي الطويل التونسي للعرض في «كان»، بينما في مصر
استمعنا إلى الكثير من الأصوات الغاضبة التي سبقت عرض الفيلم بأكثر من
أسبوعين، ووصلت نيران الاحتجاج إلى مهرجان «كان»، وكانت ملامح الرفض تبدو
على عدد كبير من المخرجين وأيضا بعض نجوم هذه الأفلام، وكان أكثرهم حدة في
إعلان رفضه هو عمرو واكد، الذي شارك في بطولة الفيلم الذي أخرجه مروان حامد
باسم «19 - 19» وأصدر بيانا يشجب فيه هؤلاء المتسلقين، ثم بعد ذلك سافر إلى
«كان» وقاطع الأمسية السينمائية التي أقيمت للسينما المصرية ورفض تلبية
الدعوة للصعود على سلم قاعة لوميير مرتديا الاسموكن؛ لأن لديه إحساسا بأن
هناك من قفز على الثورة وأراد تقديم نفسه باعتباره هو الثوري على الرغم من
أنهم كانوا الأقرب إلى عهد وزمن وعائلة مبارك، بل واستفادوا ماديا وأدبيا
من هذا الاقتراب.
وعلى الرغم من ذلك فإن المقياس الفني أثناء مشاهدة هذه الأفلام كان
بالنسبة لي هو المعيار الأهم، ونحيت جانبا في تقييم المواقف السياسية
السابقة المؤيدة للنظام البائد لعدد من المشاركين في هذه الأفلام.. الغريب
أن أكثر مخرجين تعرضا لهجوم مباشر قبل عرض الأفلام كانا شريف عرفة ومروان
حامد؛ لأنهما شاركا في إخراج الأفلام الدعائية لمبارك قبل ترشحه لفترة
ولاية خامسة، وقدما على الرغم من ذلك أسوأ فيلمين ضمن الأفلام القصيرة
العشرة التي عرضت تحت عنوان «18 يوم».. الفيلم الأول «احتباس» لعرفة لا
يحمل أي لمحة أو وهج فني.. يقدم الفيلم مجموعة من المرضى النفسيين وجدوا في
المستشفى، كل منهم يعبر عن موقف فكري مختلف، وكأنهم قد صاروا بمثابة
بانوراما تتجسد في أنماط بشرية لما يجري في الحياة خارج حدود هذه الغرفة..
تصل إليهم أحداث الثورة المصرية عن طريق جهاز التلفزيون الذي يقدم لمحات
مما كان يجري في مصر كلها، من مظاهرات تريد خلع مبارك حتى تأتي النهاية عند
إعلان تنحي مبارك، كما أن إدارة المستشفى بعد الثورة تغير من قواعدها في
التعامل مع المرضى.. افتُقدت في هذا الفيلم روح المخرج شريف عرفة كما عودنا
في أفلامه الطويلة الساخرة، وجاء فيلمه القصير هذه المرة خاليا من أي نبض
فني.
«19 - 19» للمخرج مروان حامد، الذي يقدم لحظات من حياة معتقل سياسي،
من الممكن أن تجد في ملامحه بقايا من كل الأعمال الفنية التي تناولت
المعتقلين السياسيين في الأفلام القديمة التي قدمت هذه القضية المزمنة في
عالمنا العربي، وهي علاقة السلطة بالمواطنين، وكيف تقهرهم بسبب وشايات
الشك، كما أن في شخصية السجين السياسي التي أداها عمرو واكد لمحات من وائل
غنيم الذي قال في أكثر من حوار إن معتقليه حذروه من خلع تلك العصابة
السوداء عن عينيه، وحرص المخرج على أن يظل واكد واضعا على عينيه تلك
العصابة.. الفيلم أيضا لا يحمل أي جهد إبداعي سواء في التناول الدرامي أو
الإخراجي.
في فيلم «داخلي خارجي» للمخرج يسري نصر الله، نرى زوجين (آسر ياسين
ومنى زكي) وكيف أن الزوج يرفض أن تشارك زوجته في المظاهرات وينتهي الأمر
بأن تذهب رغما عنه ويشاركها هو في الهتاف ضد مبارك.. أقحم نصر الله مشهدا
ليسرا تعلن فيه انتماءها للثورة ودفاعها عنها وعن الشهداء ولم أجد سوى أنه
مشهد مقحم ربما يرضي يسرا التي تريد أن تقدم رسالة تنفي خلالها ارتباطها
بالنظام القديم وتأييدها للثورة، إلا أن هذا المشهد بالتأكيد لا يحمل أي
قيمة إبداعية، وكان من الممكن دراميا أن يحذف.
وهناك أفلام مثل «حظر التجول» لشريف البنداري، أراه يبدو معاديا لروح
الثورة؛ لأنه يتناول علاقة الجيش والمقاومة الشعبية بالمواطنين.. وقدم
المخرج وجهة نظر سلبية لتلك العلاقة، لجأ المخرج إلى أسلوب التكرار لخلق
الضحك، لكنه أخفق في تحقيق ذلك.. فيلم «لما يجيلك الطوفان» لمحمد علي قدم
الوجه السلبي لمن يشارك في التظاهر، أمامنا مواطن مستعد أن يرفع صورة مبارك
لو أنه يبيع بها العلم المصري، ومستعد أيضا أن يرفع صورة الثورة على العلم
لو أنه يبيع بالثورة، وعلى الرغم من كونها حالة حقيقية شاهدناها جميعا
فإنني أرى التوقيت خاطئا، فلا ينبغي، ونحن نحتفل بالثورة في أول مظاهرة، أن
نقدم هذا الوجه على الأقل الآن.. فيلم «شباك» لأحمد عبد الله يمر وكأن شيئا
أو فيلما لم يكن!! وتبقى لدينا 4 أفلام حملت قدرا من الإبداع مثل «كعك
التحرير» إخراج خالد مرعي وبطولة أحمد حلمي، الذي يؤدي دور ترزي يخشى أن
يغادر دكانه خوفا على نفسه من المتظاهرين أو الأجهزة الأمنية التي سوف تلقي
القبض عليه باعتباره معاديا للرئيس، وأثناء وجوده بالمحل وخوفه من النهاية
يريد أن يسجل لحظاته الأخيرة، إلا أنه يخشى حتى أن يسجل على شريط كاسيت ما
يشعر به؛ لأن الشريط كان عليه خطبة لمبارك وهو لا يستطيع أن يمحو صوته، من
فرط خوفه، يضع صوت مبارك في مكانة تقديس صوت القرآن، فكما أنه لا يستطيع أن
يسجل على شريط القرآن لا يستطيع أن يفعل ذلك مع صوت مبارك، إنه التقديس
للرؤساء، وهو ما تسعى لتكريسه كل الأنظمة الديكتاتورية في عالمنا العربي
وهو ما قدمه هذا الفيلم.. إلا أنه في النهاية ومع ازدياد قوة التظاهر يخرج
من دكانه ولم يدرك أنه كان يرتدي بدلة أمين شرطة كان قد تركها لديه مما
يعرضه لاعتداء المتظاهرين ويترك المخرج النهاية مفتوحة فلا ندري ما هو
مصيره: هل سيقتله المتظاهرون اعتقادا منهم أنه أمين شرطة، أم سوف يدركون
أنه ترزي انضم للمتظاهرين ضد مبارك وضد جهاز الشرطة الذي كان ينفذ
التعليمات بضرب وقتل المتظاهرين؟
فيلم آخر لمريم أبو عوف عنوانه «تحرير 2 - 2» عن زوجين، الرجل آسر
ياسين يشارك في المظاهرة لمن يدفع أكثر، ولهذا يذهب إلى ميدان مصطفى محمود
لتأييد مبارك؛ لأن هناك من يجزل له العطاء المادي، إلا أنه يكتشف أن بداخله
روح النضال وفيضا كامنا في حب الوطن ويفضح الفيلم هؤلاء الذين كانوا
يتعاونون مع البلطجية ويستقطبونهم لتأييد مبارك بالأموال، إلا أنه يتمرد
على ضعفه واحتياجه للمال وينضم هو وزوجته (هند صبري) للثوار.. أما أفضل
الأفلام فهما «خلقة ربنا» لكاملة أبو ذكري عن فتاة صغيرة تبيع المياه
المعدنية للناس وتكسب بالقروش الضئيلة قوت يومها، أمنيتها أن تغير لون شعر
رأسها إلى الأصفر، تنزل للميدان لبيع بضاعتها، وهناك تكتشف أنها ينبغي أن
تدافع عن مصر وتستشهد وهي تهتف لمصر أيضا.. وفيلم «إبراهيم سبرتو» لأحمد
علاء؛ حيث يتحول الحلاق الذي يقع دكانه في وسط البلد إلى طبيب، بل وجراح،
لمساعدة المصابين أثناء التظاهر.. إنهما بلا شك الأفضل بين الأفلام العشرة
كلها.
هل وصلت هذه الأفلام إلى التعبير عن قيمة الثورتين العربيتين المصرية
والتونسية؟ إجابتي هي: لا.. هل كان ضيق الوقت هو السبب، أم أن خيال
المبدعين كان قاصرا لم يصل إلى روح الثورة؟ مع الأسف الثانية هي الحقيقة
المؤكدة، وهي أنهم لم يستوعبوا بعدُ روح الثورة.. ولا أزال أنتظر فيلما
عربيا تسجيليا أو روائيا أجد فيه روح الثورة العربية التي مع الأسف لم
ألمحها.. لقد شاهدنا أثناء وأعقاب الثورات العربية على «يوتيوب» أعمالا
إبداعية أكثر وهجا وتألقا؛ لهذا كان سقف طموحنا أعلى بكثير مما أسفر عنه ما
شاهدناه في «كان».
الشرق الأوسط في
27/05/2011
«الغيرة»
وفلول الوطني فضحونا في «كان»!
كتب
غادة طلعت
-
سهير عبد
الحميد
بالرغم من احتفاء مهرجان كان بثورة 25 يناير وخصصت إدارة المهرجان
يومًا لتكريم هذه الثورة العظيمة إلا أن أعضاء الوفد المصري لم يكونوا علي
مستوي
الحدث وأصروا علي الصراع والتنافس وانقسموا إلي فريقين الأول
فريق فيلم «صرخة نملة»
والثاني فريق فيلم «18 يوم» وجاء اهتمام المنظمين لليوم المصري لصالح فيلم
«18 يوم»
والذي شهد تنظيمًا أفضل من اليوم الذي عرض
فيه «صرخة نملة» مما أثار غيرة صناع
الفيلم الأخير وبجانب ذلك أثار التظاهر الذي قامت به الجالية المصرية أمام
المهرجان
استياء الجميع بما أساء لصورتنا أمام العالم. وروايات وكواليس أخري يرويها
لنا عدد
من الفنانين الذين كانوا في كان. قال الناقد يوسف شريف رزق
الله: «الأحداث من وجهة
نظري سارت بشكل طبيعي في المهرجان، فقد قوبل الوفد المصري كله بحفاوة شديدة
وكان
الاهتمام بهم علي المستوي الفني والإعلامي كبيرًا. حيث قام مدير المهرجان
بنفسه
بتقديم الوفد الخاص بفيلم «18 يوم» علي المسرح وقام اثنان أو ثلاثة من نجوم
العمل
بإلقاء كلمة علي المسرح الذي احتوي علي 90% من الجمهور وكذلك الأمر بالنسبة
لفيلم
«صرخة
نملة».. ولكننا لا نستطيع أن نقارن بين الفيلمين لأن كلا منهما تم عرضه في
قاعة مختلفة وفي مسابقة مختلفة عن الأخري.. ففيلم «18 يوم» كان ضمن العرض
الرسمي
للمهرجان بينما تم عرض «صرخة نملة» في إطار تكريم السينما
المصرية وضمن برنامج
اليوم المصري.
وأضاف رزق الله: «لم أشاهد أي مشاحنات أو مشاكل من قبل
الجالية المصرية بفرنسا ولو فكر أحد في إقامة مظاهرات أو الاعتراض علي أحد
فهذا
(عيب)
لأننا لا يجب أن ننقسم علي أنفسنا خارج بلادنا، ولكن من الممكن أن نختلف
ونحل
مشاكلنا في الداخل وليس في الخارج.. بالإضافة إلي أن ما حدث في المهرجان
للمصريين
كان يفوق أحلامهم.
خالد عبدالجليل رئيس المهرجان القومي للسينما وممثل وزير
الثقافة في المهرجان نفي أن يكون قد شجع أفراد الجالية المصرية في فرنسا
لحمل أعلام
أمام المهرجان وأشار إلي أنه لم يشاهد هذا ولكن أحد الإعلاميين
أخبره بتفاصيل الحدث
وهو ببساطة أن أفراد الجالية المصرية تجمعوا أمام المهرجان حاملين إعلامًا
مصرية
لتشجيع الفنانين المصريين فظنت الشرطة الفرنسية أنهم جاءوا ليتظاهروا
تظاهرة سياسية
فأخذوا منهم الأعلام وعندما تفهمت الشرطة الفرنسية من الجالية المصرية سبب
حملهم
الأعلام ردوها لهم، لكن كان بعد مغادرة أكثر من نصف المشجعين.
وهذا الأمر لم أشاهده
بل عرفته من أحد الصحفيين المصريين هناك وبالتالي لم أشارك في ذلك ولم أصدر
أي
بيانات أشجب فيها ما قامت به السلطات الفرنسية من مصادرة الأعلام المصرية.
وأضاف
عبر الجليل أنه لم يكن هناك وفد رسمي مسافر لمهرجان كان ولكني
سافرت نيابة عن وزير
الثقافة والذي وجهت إليه إدارة المهرجان دعوة شخصية فأنابني عنه حتي لا
يقلل من شأن
الدعوة.
وقال عبد الجليل: تنظيم اليوم المصري كان رائعاً والتعامل مع فيلمي «18
يوم» و«صرخة نملة» كان بنفس الاهتمام لكن الاختلاف أن تنظيم اليوم الأول
الذي
عرض فيه فيلم «18 يوم» كان في قاعة مغلقة وبالتالي كان هناك
تحكم في تنظيم القاعة
وعدد الحضور كان أكبر علي عكس البلاج الذي عرضه فيه «صرخة نملة» لكن تعامل
إدارة
المهرجان مع الفيلمين كان بشكل واحد وقد تم الغاء المؤتمر الصحفي بعد عرض
«صرخة
نملة» لأن وقت المهرجان لم يسمح باجرائه فاضطررنا لاجرائه قبل
العرض.
أما
المنتج محمد حفظي منتج فيلم «شباك» للمخرج عبد الله يقول إن اليوم المصري
كان علي
مستوي عال من الجودة بداية من ظهور صناع فيلم «18 يوم» علي السجادة الحمراء
وتحيتهم
ثم عرض الفيلم والمؤتمر الصحفي الذي عقد بعد الفيلم ثم العشاء الذي أقيم
علي شرف
الوفد المصري وحضره العديد من الشخصيات العالمية.
وأضاف حفظي أنه من
الطبيعي أن ينصب كل الاهتمام علي اليوم الذي عرض فيه فيلم «18 يوم» ليس
لأنه فيلم
الثورة فقط ولكن أيضاً لأنه يشارك فيه نخبة من النجوم المصريين مثل يسرا
ومني زكي
وأحمد حلمي وهند صبري وعمرو واكد وشريف عرفة ويسري نصر الله
ومروان حامد وكلها
أسماء لامعة.
يقول طارق عبد الجليل مؤلف فيلم صرخة نملة: عندما كتبت الفيلم
لم أكن اتوقع أو يأتي في ذهني أن يذهب الفيلم إلي مهرجان عالمي بحجم «كان»
وأنا
كتبته للناس العادية وليس باعتباره فيلم مهرجانات وكان أقصي
تصور لي أن يعرض في
مولد الحسين وليس «كان» والسبب هو الثورة.
وأضاف عبد الجليل أن اليوم
المصري كانت إدارته سيئة للغاية وخال من أي
تنظيم فهل يعقل أن تكون احتفالية كبري
لمصر في مهرجان عالمي مثل كان ولا يحضرها السفير المصري أو وزير الثقافة
وكان
الاهتمام بفيلم «صرخة نملة» ليس بنفس قدر الاهتمام الذي عرض فيه فيلم «18
يوم»
لدرجة أنه بسبب سوء الإدارة تم عمل مؤتمر صحفي لفيلم «صرخة نملة» قبل العرض
مما جعل
الصحفيين والحاضرين عاجزين عن سؤال صناع العمل عن الفيلم ولم يسندنا في يوم
العرض
إلا وجود رجل الأعمال نجيب ساويرس والمنتج كامل أبو علي أصحاب شركة مصر
للسينما
التي أنتجت «صرخة نملة» . ويضيف عبد الجليل أن سوء التنظيم جاء
من مصر وليس من
إدارة مهرجان كان التي تقتصر مسئوليتها فقط علي توفير القاعة أما التنظيم
فهو
مسئولية وزارة الثقافة المصرية.
وأشار عبدالجليل إلي أنه برغم سوء التنظيم
فإن الفيلم لاقي استحسان الأجانب الذين شاهدوه وهنأوا أبطاله
رانيا يوسف وعمرو
عبدالجليل وسوف يعرض الفيلم تجاريًا يوم 2 يونيو القادم وسيقام عرض خاص
للنقاد
والصحفيين في نفس يوم العرض بسينما سيتي ستار.
رانيا يوسف بطلة فيلم «صرخة
نملة» عبرت عن سعادتها بمشاركة أول بطولاتها المطلقة في
السينما في مهرجان عالمي
مثل «كان» مؤكدة علي حفاوة الاستقبال للوفد المصري والأفلام المصرية
المشاركة.
أما عن التنظيم فقالت رانيا: أن التنظيم كان رائعًا لكن كان الاهتمام
أكثر
باليوم الأول والسبب في ذلك يسري نصر الله بسبب علاقته داخل المهرجان ولذا
كان من
الطبيعي أن يكون هناك اهتمام أكثر بفيلمه.
وعن المقارنة بين فيلم «18 يوم»
و«صرخة نملة» والهجوم علي الأخير بسبب عدم ارتقاء مستواه لمهرجان «كان»
قالت رانيا:
أولا «صرخة نملة» عندما قدمناه لم يكن بهدف
مشاركته في «كان» والجمهور كان هدفنا
الأول وانتهينا من الفيلم قبل الثورة بشهرين ثم أدخلنا بعض
التعديلات في نهاية
الفيلم لكي تتناسب مع قيام الثورة وإذا كان النقاد هاجموه فعليهم أن
ينتظروا حتي
يتم عرضه للناس أولاً أما فيلم «18 يوم» فإن صناعه كان هدفهم عرضه علي
اليوتيوب
وعندما طلبت إدارة مهرجان كان فيلمين يمثلان مصر في يوم
التكريم لم يكن جاهزا سوي
فيلم «صرخة نملة» و«18 يوم» وقام يسري نصر الله بضبط فيلمه ليناسب مقاييس
مهرجان
كان وعند مشاهدته رأيت أنه ليس بحجم الضجة التي أشيعت عنه.
وإذا كان «صرخة
نملة» في رأي بعض النقاد أقل من أن يمثل مصر في مهرجان عالمي فأيضًا فيلم
18 يوم لم
يرق أيضًا لمستوي مهرجان كان وفي الواقع لم يعجبني سوي فيلمين فقط هما فيلم
«19-19»
للمخرج مروان حامد وبطولة عمرو واكد وباسم سمرة كذلك فيلم «أشرف اسبرتو»
للمخرج
أحمد علاء وبطولة محمد فراج وإيمي سمير غانم.
أما الفنان عمر السعيد والذي
شارك في بطولة فيلم «19-19» للمخرج مروان حامد فقد أكد علي عدم
حدوث هتافات أو
اعتراضات حول عرض الفيلم.. وقال: «هناك بعض الإعلاميين أكدوا علي عدم
اهتمام
المهرجان بنا وأن مصر لم تكن ضيفة شرف المهرجان، ولكن أؤكد أن مدير
المهرجان أعلن
بشكل مباشر قبل عرض الفيلم بأن مصر ضيفة شرف المهرجان وأنهم
سعداء لهذه الاستضافة
غير أن قاعة المشاهدة الخاصة بفيلم «18 يوم» امتلأت عن آخرها حتي إن هناك
أجانب
ظلوا واقفين خارج القاعة يطالبون بالدخول ويحملون دعوات، وقد سمعهم صديق لي
يقولون
إنهم علي استعداد للوقوف لمشاهدة ومساندة الفيلم المصري.
أما بالنسبة لعرض
فيلم «صرخة نملة» فأعتقد أنه حاز علي نفس الاهتمام، ولم توجد أي مشاكل بين
فريق
العملين وقد حضر كل منهما عرض الآخر وشجعه.
أكد الفنان هاني عادل عضو فريق
وسط البلد الذي عاد مؤخرًا من فرنسا بعد مشاركته في احياء
الليلة المصرية التي
أقيمت لتكريم ثورة 25 يناير.. أن الحفل كان منظما بدرجة كبيرة باستثناء
حدوث بعض
التأخير في تركيب أجهزة الصوت علي المسرح والمسئول الأول عن ذلك كانت إدارة
مهرجان
كان هذا بجانب موقف محرج حدث في نهاية الحفل بعض أن قامت إدارة
المهرجان بقطع
الكهرباء والتوصيلات عن الأجهزة ولكن هذا جاء نتيجة لسوء الفهم من إدارة
مهرجان كان
لظنهم أن الفريق قد أنهي فقرته ولذلك قدمت إدارة المهرجان اعتذارها عما حدث
وأعتقد
أن هذا الخطأ كان ناتجا عن عدم تمكن البعض هناك من التحدث
باللغة الإنجليزية بنفس
جودة الفرنسية.. ولكن علي الجانب الآخر قدم الفريق حفلا ناجحا بكل المقايس
حضره عدد
كبير من الجمهور من جنسيات مختلفة واندمج الكثيرون خاصة أننا قدمنا اشكالا
مختلفة
من الموسيقي وقمنا بدمجها مع الموسيقي الشرقية التي تتميز بها مصر.
وقدم
الفريق عددا من الأغاني التي اشتهر بها وطالب عدد من الحضور العرب أغاني
صعيدية..
وأغنية صوت الحرية وعدد من أغاني ميدان
التحرير بجانب أغنية فرنسية للشاعر جاك
بريفيرا وحضر الحفل عدد كبير من النجوم المصريين من بينهم أحمد
حلمي ومني زكي ومريم
أبوعوف واللبنانية نادين لبكي وآسر ياسين والمخرجة كاملة أبوذكري والمخرج
سامح
عبدالعزيز وعن ما تردد عن وجود خلافات بين صناع الأفلام المصرية هناك قال
لم أشهد
أي شيء من هذه المواقف بل علي العكس المنظر كان مشرفًا للغاية
وحتي في الحفل الذي
اقامه الفرنسيون هناك لصناع الأفلام المصرية اندمج الجميع ولم تحدث أي
خلافات علي
العكس وجدنا اهتماما وتقديرًا من السفارة المصرية هناك وكذلك إدارة مهرجان
كان.
روز اليوسف اليومية في
27/05/2011 |