تستطيع أن تقرأ دورة مهرجان «كان» السينمائي، والتي تنتهي مساء الأحد
القادم، وكأنها تعبر عن مظاهرة سياسية تتسع لتحوي كل العالم، ولم يسلم منها
حتى البلد الذي يقام المهرجان على أرضه. فيلم فرنسي يفضح الرئيس الفرنسي «ساركوزي»
باسم «انتزاع الحكم»، ويصدر «ساركوزي» بيانا مدافعا عن نفسه.. يفتح
المهرجان الباب لفيلمين إيرانيين لمخرجين من معارضي النظام الإيراني بعد
انتهاء الوقت المحدد لقبول الأفلام، وهما «جعفر بناهي» و«محمد رسولوف»،
الأول عنوانه «هذا ليس فيلما» ويعرض رسميا لكن خارج التسابق، والفيلم
الثاني «وداعا»، وعرض في قسم «نظرة ما». لم أشاهد فيلم «بناهي» عند كتابة
هذا السطور، إلا أنه بالتأكيد يعارض النظام الذي أصدر قرارا بسجنه 6 سنوات
ومنعه من ممارسة الإخراج 20 عاما، وهو الحكم نفسه الذي تعرض له «رسولوف»
والذي يأتي فيلمه فاضحا للنظام القمعي الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد
معارضيها الذين لا يبقى لهم من أمل سوى محاولة الهجرة خارج الحدود!! في
العام الماضي كان حفلا الافتتاح والختام يمثلان حالة من التعاطف بلا حدود
مع «بناهي» الذي كان عضوا في لجنة التحكيم، لكن الحكومة الإيرانية منعته من
مغادرة البلاد بحجة أنه رهن التحقيقات، قبل أن يصدر بحقه لاحقا حكم
بالسجن.. وتمثل ذلك في المقعد الخالي الذي سلطت عليه الأضواء في الصالة
الكبرى «لوميير» التي أقيم فيها الحفل ليصبح عنوانا على أن «بناهي» يقف
وراءه كل السينمائيين العالميين، وأن الدولة - أي دولة - لا تملك أن تعذب
معارضيها وتصدر بحقهم أحكاما لمجرد أن لهم آراء سياسية لا تتفق مع النظام.
وهكذا تكاتف السينمائيون في العالم كله لإعلان موقفهم في أكبر وأهم مهرجان
سينمائي عالمي. وفي حفل ختام الدورة الماضية تكرر الأمر عندما حصلت النجمة
الفرنسية «جولييت بينوش» على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «نسخة مطابقة»،
إخراج الإيراني «عباس كيروستامي»، حيث وجهت رسالة إلى «بناهي». كانت الدورة
الماضية أيضا قد شهدت عددا من المظاهرات نظمها اليمين الفرنسي ضد عرض فيلم
رشيد بوشارب «خارج عن القانون»، لأنه يفضح المذبحة الفرنسية التي وجهتها
القوات الفرنسية ضد الجزائريين المدنيين المسالمين، ورغم ذلك فأنا أتصور أن
الجرعة هذا العام على المستوى السياسي أكبر.
مصر ضيف شرف المهرجان هذه الدورة لأسباب سياسية. «جيل جاكوب» رئيس
المهرجان قال إن تاريخ مصر في «كان» موغل في القدم، فهي على خريطة «كان»
منذ الدورة الأولى التي أقيمت عام 1947 بفيلم «دنيا» إخراج «محمد كريم»،
وذكر اسمي المخرجين المصريين الكبيرين «صلاح أبو سيف» و«يوسف شاهين» اللذين
كان لهما الكثير من المشاركات طوال تاريخ المهرجان، كما أن المهرجان يحتفي
في قسم الكلاسيكيات بفيلم «البوسطجي» للمخرج «حسين كمال» الذي أخرجه قبل 42
عاما، ورغم ذلك فإن السبب الأول لمشاركة مصر كضيف شرف هذه الدورة هو الثورة
المصرية.. أي الدوافع السياسة هي السبب الحقيقي لاختيار مصر هذا العام في
أول مرة يعلن فيها المهرجان عن قسم جديد هو «ضيف شرف» في «كان».. ولهذا وقع
الاختيار على فيلم «18 يوم» الذي يشارك في إخراجه 10 مخرجين.
وتعددت المواقف السياسية التي لم تتوقف عند ذلك الحد، حيث شجب عدد من
السينمائيين تلك المشاركة بفيلم «18 يوم» على اعتبار أن من بين من قدموا
هذه الأفلام من كانوا قريبين من النظام السابق بل وشاركوا في الترويج لحسني
مبارك، مثل المخرجين «شريف عرفة» و«مروان حامد»، ولهذا أصدر النجم «عمرو
واكد» بيانا قال فيه إنه سوف يقاطع هذه الاحتفالية بسبب هؤلاء الذين شاركوا
في إخراج وتمثيل بعض هذه الأفلام وهم محسوبون على العهد البائد ولم يعتذروا
عن مواقفهم السابقة، رغم أن «عمرو» شارك في بطولة الفيلم الذي أخرجه «مروان
حامد». «عمرو» لم يحضر الفيلم احتجاجا، لكنه كان موجودا في الجناح المصري
لأنه يرفض الخلط بين الأوراق. وحضر «عمرو» العرض الرسمي لفيلم المخرجة
اللبنانية «نادين لبكي» التي عرضت في قسم «نظرة ما» فيلمها «هلا وين»،
وقدمه مدير المهرجان «تيري فيرومي» قائلا إنه ممثل مصري بدأ يظهر بقوة على
الخريطة السينمائية العالمية.
كان من المفترض أن يرأس الوفد المصري في المهرجان وزير الثقافة الجديد
«عماد أبو غازي»، لكن تم تكليفه من قبل رئيس الوزراء المصري بالسفر إلى
دولة الإمارات ولهذا اعتذر. وفى الوقت نفسه كان عدد من المصريين الذين
يقيمون في باريس قد انضموا إلى قائمة الغاضبين ولكن هذه المرة ضد السفير
المصري في باريس، بحجة أنه كان أحد المؤيدين لمبارك، حيث طالب المصريون
بعزله عن موقعه، وطالبوا وزير الثقافة المصري «عماد أبو غازي» بألا يصحبه
معه في الافتتاح الرسمي لأفلام الثورة أيضا، وبعد اعتذار الوزير عن عدم
المجيء اعتذر أيضا السفير. ولم يقتصر الأمر فقط على السينما المصرية في
الوجود السياسي هذه الدورة، فالسينما التونسية لها نصيبها الرسمي، وتقام
لها احتفالية اليوم الجمعة حيث يعرض رسميا الفيلم التسجيلي «لا وقت للخوف»
عن ثورة الياسمين التونسية، وتعقب ذلك سهرة غنائية، لكن حتى الآن لم يحتج
أي فنان تونسي على هذه المشاركات!! هل المهرجان - أي مهرجان - يضع جداوله
وتكريماته وفعالياته في إطار سياسي أولا، أم الفن ينبغي أن يسبق السياسة؟
الحقيقة هي أن المهرجانات الفنية ينبغي أن تنحاز أولا للفن قبل أي اعتبارات
أخرى مهما بلغت أهميتها، إلا أن تاريخ المهرجانات تستطيع أن تجد دائما بعده
السياسي أولا قبل الفني.. فمهرجان «فينسيا» أو «البندقية» أول مهرجان عالمي
أقامه الطاغية «موسوليني» في تلك المدينة العائمة الساحرة لكي يقدم وجها
مخالفا للحقيقة عن الفاشية الإيطالية، وكان الرد على هذا المهرجان الفاشي
هو إقامة مهرجان «كان»، وكأن دول الحلفاء التي تمثلها فرنسا ترد على دول
المحور التي تمثلها إيطاليا.. لكن الحرب العالمية الثانية أدت إلى تأجيل
إقامة مهرجان «كان»، لتنطلق دورته الأولى عام 1947.. وظل الأمر يعبر عن
مناوشات سياسية.
وطوال تاريخ مهرجان «كان» دائما ما تطل السياسة برأسها.. لقد أجل
المهرجان إقامة دورته عام 1968 تضامنا مع ثورة الشباب التي اندلعت في
باريس.. في السنوات الأخيرة مثلا تواجه إيران الآن حربا مع مهرجان «كان»
منذ أن عرض قبل 4 سنوات داخل المسابقة الرسمية فيلم «بلاد الفرس»، وهو فيلم
رسوم متحركة وجه انتقادا حادا للثورة الإيرانية التي تكبل الحريات رغم أن
إيران كانت وعلى مدى سنوات كثيرة أعقبت الثورة الإيرانية هي فاكهة مهرجان
«كان».. أسماء مثل «عباس كيروستامي» و«محسن مخلباف» و«مجيد مجيدي» و«سميرة
مخلباف» كثيرا ما حصلت على جوائز، وأهمها السعفة الذهبية التي كانت من نصيب
«كيروستامي» عام 1997، و«كاميرا دور» (الكاميرا الذهبية) التي كانت من نصيب
«سميرة مخلباف» عن فيلمها «التفاحة» بعدها بنحو ثلاث سنوات.. وغيرهما. لم
يعد المهرجان يختار الآن مثلما كان يحدث في الماضي، ولا يمكن أن نقول فقط
إن السينمائيين المعارضين للنظام الإيراني هم فقط الموهوبون.. لا شك أن
اختيارات المهرجان صارت تقدم سينما المعارضة الإيرانية، مثل فيلم «قطط
فارسية» الذي تم تهريبه من إيران بعد أن صور بعيدا عن أعين الرقابة وعرض في
«كان» قبل عامين.. أما هذه الدورة فقد عرض فيلما «جعفر بناهي» و«محمد
رسولوف» اللذان تم تصويرهما أيضا بعيدا عن الرقابة، وتم تهريبهما خلسة إلى
المهرجان.. والمؤكد أن المخرجين لهما نجاحهما، ورغم ذلك فإن القيمة الفنية
ينبغي أن تحكم الاختيارات أولا!! كثيرا ما كان يشتعل الخلاف في «كان» خلال
الدورات الماضية وكأن هناك حرب تعلنها الشركات الأميركية ضد «كان» على
اعتبار أن «كان» هو عنوان السينما الأوروبية، فكانت هوليوود تبدو وكأنها
تخوض معارك شرسة ضد «كان».. الآن لم يعد بين «كان» و«هوليوود» حرب من أي
نوع.. الأفلام تنتقل من هوليوود إلى «كان» من دون أي حرب، بل إن نجوم
أميركا دائما ما يضيئون مهرجان «كان» بحضورهم، لأن هذا الحضور يؤدي في
العادة إلى الترويج لأفلامهم، وكأن المصالح تتصالح!! يجب أن نعترف بأن
الثورات العربية كانت هي السبب وراء الوجود المكثف للسينما المصرية
والتونسية في هذه الدورة، وليس لنا كعرب وجود فني إلا فقط مع الفيلم
اللبناني لنادين لبكي «هلا وين» الذي عرض في مسابقة «نظرة خاصة»، والفيلم
المغربي «على الحافة» إخراج «ليلى الكيلاني» الذي عرض في قسم «نصف شهر
المخرجين».. أتمنى في العام القادم أن نكون موجودين بأفلامنا بعيدا عن
التوجه السياسي.. نعم أملي أن نشارك كعرب بأفلامنا، وأن نحصد الجوائز لقيمة
الفيلم وليس للموقف السياسي.. أتصور أن هذا هو الأمل المنشود، فهل يتحقق
ذلك للسينما العربية في الدورة القادمة لمهرجان «كان» والتي تحمل رقم
«65»؟!
الشرق الأوسط في
20/05/2011
فينيسيا يعلن ومراكش يخفي
المهرجانات تتسابق فيما بينها
كان: محمد رُضا
في إطار السينما العربية (على الأقل)، كان هناك مخرجون لا يتوقفون عن
العمل. العام الواحد كان يطلق فيلمين أو ثلاثة للمخرج نيازي مصطفى أو لحسن
الصيفي أو لحسن الإمام أو لحسام الدين مصطفى، وكلهم رحلوا بالطبع.
في لبنان محمد سلمان كان يخرج من تصوير فيلم يوم الخميس ويدخل تصوير
فيلم جديد يوم الاثنين. هذا كان في الستينات. في السبعينات قلده سمير
الغصيني وبات الأكثر نشاطا من أستاذه. حتى على صعيد المخرجين الأكثر جدارة
على الأصعدة الفنية والأسلوبية والضمنية، كانت الأمور أفضل بكثير مما هي
عليه اليوم: كان سعد عرفة وأشرف فهمي وعلي عبد الخالق ومحمد خان وسعيد
مرزوق وعاطف الطيب وخيري بشارة وسواهم يعملون على الدوام. ومع أن المرء
يفهم أن من بقي حيا من هؤلاء (أمد الله في أعمارهم ورحم من مات منهم) قد
كبر سنا، لكن توقفهم عن العمل حاليا لا علاقة له بالسن على نحو أساسي. هم
متوقفون لأن المنتجين يريدون مخرجين جددا وراء الكاميرا وهؤلاء «على قفا من
يشتري» كما يقول المثل.
والمنتجون لا يفعلون ذلك حبا بالشباب وكنوع من الوعي بمستقبل السينما
المصرية وحرصا عليه، حتى ولو رددوا هذه المسميات مائة مرة، بل لأن المخرج
الشاب عادة ما يريد أن يعمل وسيقبل بالشروط الثلاثة التي توضع أمامه
مجتمعة: أجر ضعيف، الامتثال لرغبات النجم، وتلبية رغبات للإنتاج. يفعل ذلك
لأنه يعتبر أن الفرصة المواتية خير من ألف على الشجرة، وهو يعتقد أنه إذا
ما أنجز فيلما ناجحا للشركة التي يعمل لها فسوف يستمر.
هنا الفخ المنصوب؛ في السابق كان الاستمرار يبدو دائما وعلى نحو
متواصل، يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وعاطف سالم وسواهم الكثير،
لم يتوقفوا عن العمل والبذل والنجاح ولم يتحولوا إلى عاطلين في أي من فترات
حياتهم. المخرج الحالي معرض للشطب سريعا إذا ما فشل فيلمه الأخير أو إذا ما
حقق نجاحا كبيرا. الحال الأول مفهوم السبب، أما الحال الثاني فهو ملغوم:
كيف يتم توقفه إذا ما كان ناجحا؟ يتم ذلك لأن الإنتاج حينها سوف يبحث سريعا
عن مخرج جديد أرخص ودائما ما يقول نعم.
كشف مهرجان كان في دورته الحالية أنه لا يزال المرصد الأول للكثير من
المهرجانات التي يقوم مديروها بالقدوم إليه لكي يستطلعوا حال السينما،
ويطلبوا الأفلام التي يرغبون فيها. موضع قدم تمهيدي ينطلقون منه بعد ذلك
لتوزيع الدعوات على ما اختاروه من أفلام.
أحد هؤلاء هو مدير المهرجان التشيكي، كارلوفي فاري فكتور باداك، الذي
يقول لنا إنه يركز على «الجديد الطارح أفكارا مثيرة للاهتمام» باحثا عن هذه
النوعية من الأفلام من بين ما يعرضه مهرجان «كان». ما أريده هو تلك النوعية
التي تستحق الفرصة الثانية أو تلك الجيدة التي لم تأخذ فرصتها على الإطلاق،
في الوقت نفسه تمضي مديرة مهرجان تاورمينا الإيطالي، ديبورا يونغ، الوقت في
بحثها الدائم عن أفلام عربية تعرضها في الدورة المقبلة، وكلاهما في الشهر
السابع من هذا العام. بحث يونغ، وهي ناقدة من فاراياتي انتقلت إلى هوليوود
ريبورتر مع عدد لا بأس به من نقاد المجلة ذاتها، قطع مرحلة كبيرة: «لدينا
أفلام من مصر ولبنان والمغرب، لكني أبحث عن أفلام تونسية وجزائرية. هل لديك
معلومات تساعدني بها؟».
في اليوم التالي، أعلن المكتب الإعلامي للسينما التونسية عن مجموعة من
الأفلام الجديدة التي يكاد العمل يكتمل فيها، أو هي في غمار المستقبلين
القريب (كحالة فيلم رضا الباهي المنتظر منذ سنوات «براندو، براندو»)
والبعيد (كحالة الفيلم الجديد الذي سيقدم على تحقيقه نوري بوزيد ولا يزال
بلا عنوان نهائي)، لكن المسألة بالنسبة للسينما الجزائرية أكثر تعقيدا؛
ليست هناك نية لأفلام ولا إمكانية لذلك. وإذا ما تخطى المرء الحواجز
السياسية والأمنية والرقابية؛ كيف سيتخطى الحواجز المالية وعقبات تكامل
عناصر الإنتاج؟
إحدى نقاط اهتمام مديرة تاورمينا فيلم وصل طازجا من إسبانيا للمخرج
والمنتج الكويتي وليد العوضي بعنوان «تورا بورا»، يقول عنه مخرجه لنا:
«سيطرح هذا الفيلم تصورا جديدا بالنسبة لكيفية سرد حكاية الفيلم العربي».
وبانتظار عرض ذلك خلال ساعات، فإن صيت المخرج السابق يجعل المرء يتطلع
لمشاهدة هذا الفيلم بأمل كبير.
أوراق مطوية
* المنافسة بين المهرجانات ليست حكرا على سعي هذين المديرين، وهناك
عشرات آخرون ملتحقون بهما، البحث عن الأنسب والأفضل، بل السعي للبروز
كالمهرجان الذي يجب أن يُؤم. في هذا السياق نجد أن الجهة العربية الوحيدة
الموجودة في هذا المهرجان، التي لا تنوي إطلاق مهرجانها الخاص قريبا هي
الأردن. فقد صرحت مديرة «المعهد الملكي للأفلام» ندى دوماني بأن النية الآن
ليست واردة. السبب: «قبل أن ننطلق في هذا المجال، نريد أن نصنع أفلامنا
الخاصة. سؤالنا الدائم هو لماذا نريد استعجال الأمور وحولنا الكثير من
المهرجانات العربية الصديقة؟ إذا ما قمنا بتأسيس مهرجاننا فإن علينا، على
الأقل، توفير إنتاجات محلية من ناحية، والبحث عن وسيلة نتميز بها عن
المهرجانات الأخرى، من ناحية ثانية».
هذا في الوقت الذي أكدت فيه السيدة سهير عبد القادر، نائب رئيس مهرجان
القاهرة السينمائي، أن الدورة المقبلة من المهرجان المصري لن تُقام في
وقتها المعلن سابقا (الشهر الثاني عشر) لأسباب تتعلق بالانتخابات التي ستقع
في هذه الفترة، وتعتبر أن هذا قرار حكيم، ولو أنه سيؤدي إلى حجب المهرجان
لهذه السنة: «لقد اجتمعت مع نحو خمسين مسؤولا ومندوبا في لقاء للاتحاد
الفيدرالي للمهرجانات الدولية، ونحن من المنضمين إليه، وأخبرتهم بهذا
القرار وتحدثت عن ضرورة دعم هذا المهرجان لأنه نافذة مصر الجديدة التي
ستعرض كل المتغيرات الحاصلة وتكون المكان الأنسب لمصر والعالم لعرض الجديد
من الأفلام والجهود الشابة. والكلمة لاقت ترحيبا كبيرا وقيل لي: (لن يكون
هناك بديل لمهرجانكم عندنا)، وهذا شيء عظيم أفتخر به».
المهرجانات العربية الرئيسية الأخرى المتسابقة في «كان» هي دبي
وأبوظبي والدوحة ومراكش. وفي حين أن المسؤولين عن المهرجان المراكشي يبقون
أوراقهم مطوية حتى لا يقرأها أحد، فإن المهرجانات الثلاثة تشهد نشاطا كبيرا
خلال هذا المهرجان. حسب توالي مواعيدها الجديدة؛ يتقدمها أبوظبي في دورته
الخامسة، يليه مهرجان الدوحة في دورته الثالثة. أما دبي فهو أكبرها سنا إذ
يدخل عامه التاسع. وكل مهرجان يبحث، على نحو طبيعي، على الفيلم الأفضل
لضمه. وإذا ما كان هناك الكثير من الإنتاجات الأجنبية في هذا السياق، فإن
البحث عن الفيلم العربي هو الأصعب، وذلك لسببين: تقوم بعض هذه المهرجانات
بمساعدة تمويل الأفلام مسبقا؛ مما يربط مستقبل الفيلم بها فيعرض عندها أولا
(وإذا ما عرض عندها أولا لم يعرض في مسابقة المهرجان التالي) والثاني هو أن
الكثير من الطحن السينمائي هذا العام لم يؤد إلى إنتاج كثير يُفتخر
بتقديمه. وفي حين أنه على المخرجة اللبنانية أن تقرر إلى أي مهرجان عربي
ستدفع بفيلمها الجديد «خلق لوين»، هناك اهتمام مفاجئ بأول فيلم ذي أبعاد
ثلاثة عربي المتمثل بفيلم اللبناني سليم الترك «القصة الحقيقية لهوية
مزورة»، الذي برهن على أنه أفضل فنا من أي فيلم عربي آخر تم إنتاجه في
الأشهر القليلة على الأقل.
فينيسيا يعلن
* السباق بين المهرجانات ليس حكرا على مؤسساتها العربية بل بين كبار
المهرجانات الدولية، وإلا كيف نفسر قيام مهرجان فينيسيا بإعلان وجبته من
أفلام الدورة المقبلة قبل موعد ذلك بأسابيع؟ صحيح أنها ليست الوجبة
الكاملة، لكنها تشي بالتنافس الجلي بين المهرجانات الثلاثة الأولى (وهي
المهرجانات التي اعتادت «الشرق الأوسط» تغطيتها) برلين وكان وفينيسيا.
من ناحيته يكشف فينيسيا أن لديه الفيلم الجديد من المخرج الفرنسي لوك
بيسون «السيدة»، ويتعامل مع الفيلم الجديد للمخرج ستيف ماكوين «الجوع»
وعنوان «عار». وثمة فيلمان بريطانيان آخران لجانب فيلم ماكوين هما «البحر
الأزرق العميق» لترنس دايفيز و«تريشنا» لمايكل وينتربوتوم.
والمخرج الإسباني أليكس دي لا أغليزيا، الذي سبق له في العام الماضي
أن اشترك في مسابقة المهرجان الإيطالي، سيعود هذه السنة بفيلم جديد بعنوان
«حين الليل». هذه نماذج من الأفلام التي تم الإعلان عنها، وهناك أخرى من
إيطاليا والصين وكوريا والسويد. أما الأفلام الأميركية فلم يعلن عنها بعد،
وإن كان المدير الفني للمهرجان، ماركو مولر، واثق من أن قرب استحواذه على
«بعض أهم ما عند هوليوود. أعدك بذلك».
لكن مولر يكشف في الوقت ذاته أنه نال موافقة المخرج الكندي ديفيد
كروننبيرغ على حضور الدورة المقبلة من فينيسيا، والاشتراك (في المسابقة على
الغالب) بفيلمه الجديد «طريقة خطرة» بطولة كيرا نايتلي، مايكل فاسبيندر
والأميركي فيغو مورتنسن الذي سبق له وأن عمل تحت إدارة كروننبيرغ في فيلمين
من قبل هما «تاريخ العنف» و«وعود شرقية».
بين الأفلام
Fast Five
خمسة سريعون - إخراج: جوستين لين
- تمثيل: فين ديزل، دواين جونسون، بول ووكر - الولايات المتحدة/ أكشن
(2011).
- تقييم الناقد: * (من خمسة).
* ماذا تقول في فيلم يضع أبطاله خطة يصرفون عليها المال والجهد
والتخطيط ويتدربون على تنفيذها لأيام، ثم لا يستخدمونها أو يكترثون لها بعد
ذلك على الإطلاق. هذا الاستغناء لا يتم لأنهم وجدوا ثغرة ما فيها، أو لأن
هناك حائلا حقيقيا (وهل هناك حائل لا يقدر عليه بطل الفيلم عادة؟) بل لمجرد
أن كاتب السيناريو وضعها هناك للاستعراض وألغاها حين تطلب الأمر تنفيذ
سواها، وذلك من دون أي إشارة لها.
هذا ما يحدث في «خمسة سريعون» أو «سريع وغاضب - 5» الذي أخرجه جوستين
لين محاولا تجاوز نفسه حين أقدم على إخراج معظم حلقات هذا المسلسل
السينمائي سابقا.
إلى البطولة يعود فين ديزل الذي كان استغنى عن الظهور في الجزء
الرابع، وينضم دواين جونسون، وكلاهما تتخيله كان يمضي الوقت في تناول
الهرمونات ليل نهار حتى ينفخ في عضلاته ويجعلها مصدر رزق، ولكي يستطيع بز
الآخر في الصراع الدائر بينهما. ففين ديزل هو خريج سجن وصاحب سوابق ولو أن
قلبه يقطر عسلا، ودواين جونسون هو رئيس فرقة من الإف بي آي صارم ولا يخفق
في إلقاء القبض على من يؤمر بإلقاء القبض عليهم.. لا يخفق إلا هذه المرة.
حسب القصة العبقرية التي في بال صانعي الفيلم ستنقلب حافلة السجن التي
يستقلها ديزل أكثر من عشر مرات لكن أحدا لن يُصاب بأذى. وكانت حافلة مماثلة
يركبها السجن إيدي مورفي في «48 ساعة» قد انقلبت ثماني مرات وخرج منها
سالما. لكن الباقين إما ماتوا أو جرحوا.. أما هنا فنسمع أن أحدا لم يُصب
بأذى، مما يعني أنه من السلامة بمكان كبير أن نجرب ذلك بأنفسنا من باب
اللهو طالما أن ذلك لا يمكن أن يشكل خطرا.
ديزل يهرب وينضم إلى شقيقته وزوجها (بول ووكر) ويبدآن بجمع عناصر
عصابة لا بد أن تقع في حبها، لأنها تريد النيل من العصابة الشريرة التي
تتاجر بالمخدرات وتفرض سيطرتها على ريو دي جانيرو حيث تقع معظم الأحداث.
رئيس الإف بي آي لديه أوامر بإلقاء القبض على ديزل مهما اقتضى الأمر، ومن
دون الاكتراث لا للبوليس البرازيلي ولا لقوانينه، ومن دون الاهتمام بتلك
الغاية النبيلة التي تقوم بها العصابة التي يرأسها ديزل. فبعد أن نقلت
العصابة الشريرة كل أموالها إلى خزنة ضخمة في مركز الشرطة، وذلك لأن الشرطة
فاسدة، حسب الفيلم، فإنه بات لزاما على العصابة ذات النيات الطيبة مداهمة
مركز الشرطة واستخراج الخزنة كلها. وإذا كان كل ذلك خاليا من المصداقية،
انتظر حتى ترى باقي الفيلم.
الفيلم التشويقي يجب أن يكون محكما وقابلا للتصديق مهما كان خياليا،
وهذا الفيلم لا يعرف شيئا من هذا بل يتواصل من دون تحقيق عنوانه، فهو ليس
غاضبا ولا سريعا إذ تمر به فترات ملل واضحة.
شباك التذاكر
فيلم: محارب نورماندي يقود
* كما كان متوقعا حط فيلم «ثُور» على قائمة العروض
الجديدة. إنه فيلم خزعبلات مبرمجة كفانتازيا، ولا تجيد ما تقوم به، لكنها
تثير هوس الجمهور الحالي بكل ما يمكن أن يبدو غريبا وبعيدا عن الواقع.
أفلام أخرى جديدة انطلقت في الأسبوع الماضي، لكنها لم تستطع تجاوز محدودية
جمهورها.
1 (1)
Thor: $34,703,035
** ثابت | محارب نورماندي ينتقل إلى الزمن الحالي قبل أن يعود إلى عصره 2
(-)
Bridesmaids: $26,247,410
* جديد | الممثلة الجديدة كرستن ويغ تحاول استغلال الزفاف لصالحها كوميديا
3 (2)
Fast Five: $20,444,270
* تراجع | فين ديزل ودواين جونسون في بطولة هذا الفيلم «المضج» 4 (-)
Priest: $14,953,664 ** جديد | الخير والشر في ثياب راهب في فيلم شبيه
بـ«طارد الأرواح» نوعا 5 (5)
Rio: $8,275,058 ** ثابت | أنيماشن بأصوات كارين ديشر، صوفيا سالدانا ولسلي مان 6 (3)
Jumping the Broom: $7,066,190 * تراجع | عائلتا العريس والعروس يتعاركان في ليلة الزفاف 7 (4)
Something Borrowed: 6,877,221
** تراجع | جنيفر غودوين وكولن إيغلفيلد يقعان في الحب من جديد 8 (6)
Water For Elephant: $4,203,095
** تراجع | عاطفي مع ريز ويذرسبون وروبرت بتنسون أكبر سنا من المناسب 9 (7)
Big Happy Family: 2,214,033 * تراجع | كوميديا لتايلر بيري مع تايلر
بيري وإيسيا مصطفى 10 (9)
Soul Surfer: $1,826,788 ** تراجع | أكشن يقوده دنيس كوايد، هيلين هَنت وأنا صوفيا
قريبا
فيلم: الأسبوع الأول من الشهر المقبل هو موعد إطلاق عروض فيلم «رجال
إكس: المرتبة الأولى» الذي في واقعه ليس سوى استطراد للسلسلة، مع تغيير
معظم من فيها من أبطال. الباقة الجديدة تتولاها جنيفر لورنس، روز بيرن،
جيمس مكفوي، مايكل فاسبيندر وجانيواري جونز.
مخرج: يخطط المخرج ريدلي سكوت لتحقيق فيلم يعتقد أنه سيكون حدثا مهما
على جانبي الفن والسياسة معا. الفيلم هو «ريكجافيك» ويدور حول سنوات الحرب
الباردة التي انتهت أيام الرئيس رونالد ريغن وبسعي من غورباتشوف، كما يذكر
المخرج في تصريح موجز. هذا الفيلم هو واحد من عدة مشاريع متوالية يقوم سكوت
بتنفيذها بدءا من «أليان» الذي يتم تصويره حاليا.
مهرجان: مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي الذي يُقام في أغسطس (آب) من
العام الحالي، قرر الاحتفاء بالمخرج الأميركي المستقل آبل فيريرا، المخرج
الذي أنجز بضعة أفلام أثارت ضجيجا نقديا، من بينها «ضابط سيئ» و«الإدمان»
و«ملك نيويورك». سيعرض المهرجان مشاهد منجزة من فيلمه الجديد: آخر يوم على
الأرض».
وجه: تبعا لنجاح كريس همسوورث الحالي، تم اختياره بطلا للفيلم الجديد
«سنو وايت ورجل الصيد»، وهو الفيلم الذي كان من المقرر لفيغو مورتنسن
القيام ببطولته، لكنه آثر الانسحاب منه. بين الممثلات المرشحات للدور
الرئيسي تشارليز ثيرون وكرستن ستيوارت.
الشرق الأوسط في
20/05/2011 |