محمد خان أحد أهم المخرجين في السينما المصرية، ويُعتبر مع أبناء جيله
من
السينمائيين أفضل من انتقدوا الأوضاع السياسية والاجتماعية عبر
أفلامهم منذ
الثمانينيات وحتى اليوم. وقد انتقد خان
أخيراً مخرجين اختيرت أفلامهم الروائية
القصيرة لعرضها في مهرجان «كان» السينمائي
الدولي في دورته الراهنة ضمن احتفالية
مخصصة لمصر، ضيفة شرف المهرجان، ذلك بعد
قيام ثورة يناير التي يرى خان أن وجود مثل
هذه الأسماء مخالف لروحها وأهدافها. معه كان اللقاء التالي.
·
بعد اختيار مصر كضيفة شرف في
مهرجان «كان» السينمائي لهذا العام، صرّحت مراراً
بأنك غير موافق على من سيمثّلها في المهرجان، فما السبب؟
ليس من المعقول أن يكون أحد رجال نظام مبارك هو رئيس وفد مصر الى
«كان» في دورته
الراهنة، وأقصد بذلك سفير مصر لدى فرنسا،
وذلك على رغم قيام الجالية المصرية هناك
بوقفات احتجاجية عدة للمطالبة بإقالته، فلولا ثورة 25 يناير لما كانت هذه
الاستضافة
أو التكريم، يضاف إلى ذلك أن هدف الثورة الأول كان الإطاحة برموز النظام
السابق
والقضاء على الفساد.
·
هل يعني ذلك أنك معترضٌ على
أشخاص معيّنين وليس على الأعمال الفنية التي ستُعرض
في الاحتفالية المخصّصة لمصر؟
الأفلام التي اختيرت لعرضها في «كان» لا تعبّر عن روح ثورة يناير وما
هي إلا
محاولة من بعض المتحوّلين لغسل ضمائرهم تجاه الثورة بأفلام
عنها، وذلك بعد تعاونهم
مع الحزب «الوطني»، والحقيقة أنهم ليسوا
إلا لصوصاً سرقوا أحلام مئات الشهداء.
·
هل ينطبق هذا الكلام على كلّ
المخرجين المشاركين بأعمالهم في المهرجان؟
كلا، بل على من كانوا من رجال الحزب «الوطني» وساهموا بشكل أو بآخر في
تلميع
صورة هذا الحزب ورئيسه السابق من خلال حملات دعائية نفّذوها
سابقاً مرات عدة. أؤكد
أنني لست ضد حرية التعبير أو أي عمل
إبداعي، بل ضد النفاق.
·
أي حملات تقصد؟
لست راضياً عن بعض المخرجين الذين يشاركون بأفلامهم القصيرة من خلال
فيلم «18
يوم»، والسبب مشاركتهم في حملة الحزب «الوطني» الدعائية عام
2005 التي واجهها
الكثير من المصريين بالرفض، والتي تتعارض بشكل كبير مع أهداف
الثورة ومبادئها،
بالإضافة الى أن هؤلاء شاركوا أيضاً في
اللقاء الذي جمع عماد الدين أديب بالرئيس
المخلوع حسني مبارك.
·
هل تذكر لنا مَن تقصد تحديداً؟
لا أريد ذكر أسماء بعينها، ثم أنا لست على خلاف شخصي مع هؤلاء، لكن
أكثر ما
يشعرني بالاستياء هو محاولتهم الاستفادة من الثورة من خلال
أفلام تتناولها وركوب
الموجة لتلميع صورتهم أمام الرأي العام.
·
نفهم من ذلك أنك ضد أي أعمال
فنية عن الثورة؟
لست ضد أي أفلام روائية مستلهمة من أحداث الثورة أو تؤرّخ لها، لكن
برأيي ليس
الوقت مناسباً لمثل هذه الأعمال بسبب المدة القصيرة التي
تفصلنا عن الحدث والتي لم
تتجاوز الأربعة أشهر. كذلك، أفضّل أن يشارك
الشباب بشكل كبير في خروج هذه الأعمال
لأنهم هم من صنعوا الثورة، لذا أؤكد أن المستفيد الأكبر من المشاركة في
«كان» هو
المهرجان نفسه.
·
هل اعتراضك على أشخاص معيّنين
يجعلك أحد المؤيدين لفكرة القوائم السوداء
للفنانين؟
هذه القوائم هي رد فعل طبيعي على تصريحات الكثير من الفنانين، لكن يجب
تقدير
ظروف كل منهم والضغوط التي مورست عليهم والتسامح معهم. من هنا،
موقفي من المشاركين
في «كان» ليس نابعاً من تلك القوائم.
·
هل سنشاهد عملاً فنياً من إخراجك
يتحدّث عن الثورة؟
أفكّر بالطبع في تقديم عمل عن الثورة، لكن ما زال المشروع فكرة تحتاج
الى وقت
حتى تظهر في شكل سيناريو نهائي، وستعتمد بشكل كبير على رؤيتي
لمصر منذ ثورة يوليو
وحتى ثورة يناير. سآخذ الوقت الكافي لإعداد
هذا الفيلم كي يظهر بالشكل الذي يرضيني.
·
هل تعتبر أن الثورة انتهت عند
هذا الحد بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر عليها؟
الثورة لم تنتهِ وعلى الجميع أن يعملوا على ضمان استمرارها حتى
النهاية، فما زال
بعض رموز النظام البائد موجوداً وحراً
طليقاً، ويعمل بكل قوة لإجهاض الثورة عن طريق
استخدام كل ما يملك من موارد داخل مصر وخارجها، لذلك علينا أن نكون منتبهين
كثيراً
لما يحدث حولنا.
·
بعد سلسلة تأجيلات، ما آخر
تطوّرات فيلمك المقبل «المسطول والقنبلة»؟
أنتظر لقاءً يجمعني برئيس جهاز السينما بعد تعيينه لمناقشة كيفية
تحريك مشروع
الفيلم للبدء بتنفيذه، خصوصاً أنه تأجّل لدواع أمنية من جهاز
مباحث أمن الدولة
المنحلّ بسبب الانتخابات، كما ذُكر آنذاك.
·
ما أكثر المشاهد التي أثّرت فيك
خلال الثورة؟
الملفات التي حُرقت في مقار جهاز أمن الدولة، والتظاهرات المليونية في
ميدان
التحرير التي أشعرتني برهبة لا توصف.
·
هل تشعر بالتفاؤل؟
نعم إلى حدّ كبير، فأنا أعتقد أن أحد أهم مكتسبات الثورة هو عودة
الأمل في
الغد.
·
أخيراً، هل تتّفق مع الداعين الى
إلغاء الرقابة على الأعمال الفنية؟
بالطبع، لكن لتفادي استغلال هذه الحرية من البعض، يجب العمل على وضع
تعريفات
محددة مثل «للكبار فقط» و{فيلم عائلي»، ووضع درجات
للأفلام.
الجريدة الكويتية في
20/05/2011
كان يكرِّم لو مانييفيك جان بول بيلموندو بمنحه السعفة
الذهبية
(كان
- أ ف ب)
كرّم مهرجان 'كان' السينمائي بدورته الرابعة والستين الممثل الفرنسي
جان بول
بيلموندو، بمنحه السعفة الذهبية عن مجمل أعماله، في حفل مؤثر
ومبهج مساء الثلاثاء
الماضي.
'بيبيل... نحبك!' هتف آلاف المعجبين وسط تصفيق المصورين الصحافيين...
جان بول
بيلموندو نال السعفة الذهبية في مهرجان 'كان' عن مجمل أعماله
في تكريم مؤثر ومبهج
مساء الثلاثاء الماضي.
بيلموندو الممثل الفرنسي، بطل 'مانييفيك' و'بروفيسيونيل' و'آس دي زاس'
و'100 ميل
دولار أو سولاي' كان محاطا بشلته التي تضم
مارييل وروشفور وفيرنييه وأصدقاءه في
المعهد الموسيقي، بالإضافة إلى شارل جيرار
وغي بيدوس وكلوديا كارديناليه وكلود
لولوش وآخرين. أما الجيل الجديد فكان ممثلا
بألبير دوبونتيل وسامي ناصري وريشار
أنكونينا والسينمائيين كزافييه بوفوا وميشال أزانافيسيوس.
وقد بدا عليه الذهول جليا، قال بيبيل (78 عاما) 'دهشت جدا بهذه السعفة
التي سلبت
قلبي. أريد أن أتوجه بالشكر إلى كل
الموجودين هنا، الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم.
أقدم شكري الكبير إليكم من كل قلبي'.
وبعد تصفيق حار، بدأ عرض فيلم وثائقي لم يبث سابقا حول سيرة بيبيل
السينمائية،
في قصر المهرجانات. والفيلم الذي حمل توقيع كل من فينسان بيرو
وجيف دومينيك، عرض في
الوقت ذاته على قناة 'فرانس 2'.
وعلى وقع أغنية 'بروفيسيونيل' لإينيو موريتشونيه، ترجل بيبيل من
سيارته شابكا
ذراعه بذراع صديقته باربرا غاندولفي، قبل أن ينهال عليه الحضور
بهتافات الترحيب
والتصفيق. بهذا، نال بيبيل تصفيقا أكثر مما
فعل الممثل الأميركي ميل غيبسون الذي
كان قد سار على السجادة الحمراء قبله بساعة واحدة.
ثم انضم إلى بيبيل عدد كبير من وجوه السينما الفرنسية في جلسة مؤثرة
أخرى، من
بينهم: نيكول كالفان، وجورج لوتنيه، وكلود بينوتو، وجان بول
رابونو، وكلود لولوش،
ودانيال تومبسون ابنة جيرار أوري وريمي
جوليين ورشيد فراش، الذي لعب دور الطفل في 'آس
دي زاس'، بالإضافة إلى الممثلة الأميركية فاي دوناواي. ثم انضم بيلموندو
تساعده
رفيقته في حين يتكئ على عكاز بسبب ما خلفته الجلطة الدماغية التي تعرض لها
في 2001،
إلى جيل جاكوب الذي سلمه 'السعفة الذهبية عن مجمل أعماله'. وكانت هذه
السعفة قد
منحت في السابق إلى جان مورو وكاثرين دونوف وكلينت إيستوود وجيرار أوري.
منذ عام 1960، خاض بيلموندو 6 مرات المنافسة في 'كان'، عن أفلامه 'موديراتو
كانتابيل' للمخرج بيتر بروك (1960)، و'100 ميل دولار أو سولاي'
لهنري فيرنوي
(1964)،
و'لا فياكشيا' لمورو بولونييني (1961)، و'لا سيوسيارا' لفيتوريو دو سيكا
(1962)،
و'لو مارييه دو لان 2' لجان بول رابونو و'ستافيسكي' لآلان ريسني
(1974).
الجريدة الكويتية في
20/05/2011
الدانماركي لارس فون ترير يواصل طروحاته السينمائية
فيلم «مالانكوليا» يتحدث عن قدرية تدمير الأرض
عبدالستار ناجي
هنالك نوعية من المخرجين لا يشبهون الآخرين. اسلوب وفكر ومضامين
وحرفيات سينمائية تدهش العالم وتمارس لغة تدميرية لكل ما هو تقليدي ومكرر
وساكن من الحرفة السينمائية.
ومن تلك النوعية يأتي اسم المخرج الدانماركي لاس فون ترير احد مؤسسي
مجموعة «دوغما» التي تعتمد عليه السينما ذات الكلفة المنخفضة والتي تتعامل
مع السينما وبنظريات ابداعية متجددة.
وفي أعماله الاخيرة ومنذ فوزه بالسعفة الذهبية عام 1996 عن فيلم «كسر
الامواج» وهو يرحل بتنظير فلسفي الابعاد كما في أعماله مثل «مندرلاي» و«دوجفيل»
و«راقص في الظلام» وقبلهما اوروبا وغيرهما.
ولو عدنا الى آخر اعماله التي قدمها وهو «انتكريست» نجد انه يؤكد ان
البشرية حتى وان زالت فانها تخلق من جديد من رحم الطبيعة.
ولكنه في فيلمه الجديد «مالانكوليا» يبشر بان الارض مقبلة على الدمار
من خلال كوكب سيصطدم بالارض.
فما حكاية هذه الكارثة ؟
يبدأ الفيلم بالطريقة التجريدة التي عرفنا بها لارس فون ترير وهو يقدم
الاستهلاليات التي يقدم بها افلامه. حيث وجه «جوستين» الذي تجسده الاميركية
كرستين دونست فهي وجه تملأ الشاشة وكأنها كوكب ومن خلفها الطيور تتساقط
والحيوانات تتهاوى والامطار تتساقط في نهاية الارض.
ومنها ندخل الى الاستعداد لحفل زفاف جوستين مع ميشيل في ذلك القصر
الخيالي الباهظ الثمن حيث تمت دعوة عدد من الاصدقاء. وتمضي الامور بايقاعها
من احتفالية وكلمات وحينما يصل الدور الى الامر تدفع ببعض الكلمات التي
«تكهرب» الجو فيرد عليها زوجها السابق والد «جوستين» وبين الأخذ والرد تذهب
جوستين الى غرفتها وهناك تدخلها حالة من الكآبة والسوداوية خصوصا حينما
تعرف بان كوكب يتحرك بسرعة للارتطام بالارض. ورغم ان زوج شقيقتها يحاول ان
يكذب الامر ويؤكد ان العلماء يؤكدون ان الكوكب سيمر بالقرب من الارض ولن
يكون هناك ارتطام.
وتمضي الأحداث حيث كم من الحكايات التي تذهب كل منها الى اغراق جوستين
في كآبتها وحزنها على ما يجري حولها. بعدها ينصرف الجميع الا جوستين
وشقيتها وزوجها اما العريس فينسحب لانه يكتشف ان زوجة المستقبل تختلف عنه
كثيرا في التفكير والتعامل.
وتبدأ الامور بالتحرك صوب الهاوية حيث الكوكب يقترب من الارض وتلك
الصبية تغرق في حزنها وكآبتها السوداوية الموجعة. ولكن أين الحل وكيف
الهروب.. وتكون النهاية حينما يرتطم الكوكب بالارض وتحل الكارثة ويموت
الجميع بعد ان يتحول كوكب الارض الى شظايا.
السؤال الذي يطرح نفسه ؟
لماذا ؟
وهذا ما جعلني أذهب الى المؤتمر الصحافي الخاص بالفيلم الذي عرض في
المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي لأذهب الى ذلك السؤال الذي أعيد
عليه أكثر من خمس مرات وفي كل مرة يعود السؤال ويأتي ذاك الجواب:
انا مشتائم !
حتى لو استسلمنا بفكرة التشائم التي حاصرت لارس فون ترير فان الحرفيات
التي قدمها في الفيلم تظهر التجلي السينمائي الذي يجعلنا نقول أين يذهب هذا
المخرج النزق والى اين يريد الوصول؟
ومن يشاهد أعمال لارس فون ترير يعلم جيدا انه لا أحد من المخرجين
يمكنه ان يجازف وان يقدم مثل تلك الاعمال والمضامين التي تقترب من الهذيان.
في الفيلم عدد بارز من النجوم من بينهم الاميركية كرستين دونست
والفرنسية شارلوت جرونبرغ «عملت في عدد من اعمال المخرج» والكندي كافير
ساثرلاند والبريطانية شارلوت رامبلغ.
ولعل المشهد الذي جمع النجوم في الحفل جعلنا نعتقد باننا امام مبارة
عالية المستوى في فن التمثيل السينمائي.
اما المشهديات السينمائية ففي كل مشهد نحن امام لوحة سينمائية لاننا
امام مخرج يمارس الهذيان المتأمل عبر فكر ابداعي جبار. وهكذا هو لارس فون
ترير الرائع.
وجهة نظر
كبار
عبدالستار ناجي
يقولون في مهرجان كان السينمائي الدولي ان «الخيول الفائزة تنطلق
اخيرا» وهذا ما يسير عليه المهرجان الذي وضع مجموعة من اهم صناع السينما
العالمية في الاسبوع الثاني للمهرجان لا بل في الايام الاخيرة للمهرجان
الذي بات يشبه الماراثون الحقيقي .
وقبل الحديث عن المارثون نشير الى ان الايام الاخيرة للمهرجان شهدت
عرض افلام «الاخوين داردان» الصبي والعجلة الهوائية «والاميركي ترانس
ماليك» في فيلمه الجديد «شجرة الحياة» المثير للجدل. وهناك ايضا الفلندي
اكي كاروسماكي الذي قدم فيلم «لو هافر» ثم الفرنسي الآن كافالييه في «باتر»
ثم المشاكس الدانماركي لارس فون ترير في «ماكنوليا» والاسباني بدرو
المودفار وغيرهم حيث الصراع على أشده على السعفة الذهبية وبالنسبة للنقاد
في هذا العام هم عام حضور الكبار لهذا فان الرابح الاكبر هم النقاد .
أما فيما يخص المارثون فانني أشير مثلا الى يوم 17 مايو الذي بدأ في
الثامنة صباحا مع فيلم «ماكنوليا» ومنه مباشرة لفيلم «غزو» الذي يتحدث عن
اسار الرئيس الفرنسي ساركوزي ومنه الى «تورا بورا» مع وليد العوضي ومن بعده
اربعة افلام على التوالي وأخيرا الفيلم المصري الجديد «18 يوما» الذي يرصد
ثورة 25 يناير من خلال عشرة مخرجين مصريين دفعة واحدة.
فهل بعد ذلك من جهد وتعب وحراك.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
20/05/2011 |