لعل الجميع يعرف حكاية «الجميلة النائمة» ولكن حينما تتصدى لاعادة
قراءتها وكتابتها بشكل روائي الكاتبة والمخرجة الاسترالية «جوليا لي» نذهب
الى مضامين وموضوعات تدهشنا تحملنا الى عوالم مشبعة بالالم والقسوة والتعب
الانسانى .
هكذا هو الامر مع الفيلم الاسترالي «الجميلة النائمة» الذي قدم ضمن
المسابقه الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الرابعة والستين.
فى الحكاية الاصلية. كانت هنالك اميرة نائمة تنتظر ان يأتي احد
الامراء الشباب ليقبلها كي تصحو وتعيش ايام فرحها وسعادتها ومجدها... هكذا
هي الرواية الاصل.
والان دعونا نذهب الى الفيلم المأخوذ عن نص روائي بالاسم ذاته من
توقيع جوليا لي التي قامت بدورها بصياغة السيناريو والذي يأخذنا الى حكاية
صبية استرالية جميلة تدعى «لوسي» تعيش ظروفا في غاية القسوة. فمن اجل ان
تستكمل دراستها الجامعية عليها ان تعمل في الفترة الصباحية في احد المكاتب
لتصوير المستندات حيث كمية من الاوراق هي عبارة عن تلال. بعدها تذهب الى
الجامعة ومنها الى احد البارات الصغيرة حيث تقوم بالتنظيف والمسح ومنه وبعد
منتصف الليل الى البارات حتى تجامل الزبائن وربما تكمل الليلة برفقتهم
مقابل بعض المال تدفعه الى زوج شقيقتها حيث تقيم مع زوجتها وزوجها الصلف..
وتمضي الايام لتتحول «لوسي» الى جسد متهالك خال من الحس حتى مع ذلك الصديق
المريض الذي تشعر معه بالامان وسط ذلك العالم المشبع بالوحدة والماديات .
ذات يوم تقرأ اعلانا في احدى الصحف وتذهب لتكتشف انها مطلوبة للعمل
عند احدى السيدات التي تدير وكالة لتقديم الخدمات الخاصة للاثرياء الذين
يريدون ان تظل ممارساتهم بعيدة عن الاضواء او التصريح.
وتوافق على العمل من اجل الحصول على المزيد من المال لتأمين احتياجات
ومستلزمات دراستها ومستقبلها .
وتكون معادلة الالتقاء مع الزبائن من خلال تخديرها بالكامل حتى لا ترى
الزبون.. وكأنها تلك الجميلة النائمة التي تترقب مع كل صباح ان ترى الامير
الشاب الذي ينقذها من نومها وألمها .
وتتكرر التجربة زبون وآخر وهي لا ترى ايا منهم بل انها لا تعرف مصير
اي من زبائنها الذين يمارسون لذتهم الاخيرة . وتقرر ذات يوم ان تشتري
كاميرا صغيرة الحجم لتضعها في الغرفة التي يتم بها اللقاء مع الزبائن عبر
تلك السيدة التي تخدرها كما تخدر الزبائن ايضا... وفي الصباح وبعد ان
تستيقظ عبر السيدة تكتشف بان الزبون الى جوارها ميتا بعد ان تناول نسبة
عالية من المخدر. وهو الرجل الثري الكبير بالسن . وحينما تذهب الى الفيلم
تكتشف بان الرجل لم يقترب منها فقد توفي كما هو شأن بقية الزبائن الذين
تعاملت معهم عبر تلك السيدة والوكالة. وكان قدر «لوسي» او الجميلة النائمة
ان تبقى كذلك اسيرة فقرها واحتياجها وهيمنة زوج الاخت وبيت الدعارة الذي
تعمل لديه وايضا قائمة طويلة من الظروف التي تحيط بها.
في الفيلم كم من الالم في كل شيء. وفي كل لحظة حتى تلك التي تهرب بها
من الجميع الى صديقها المريض فاذا بها لا تجد مفرا من البكاء لانها لا
تستطيع ان تغير قدرها الذي صلبت اليه .
بشخصية «لوسي» وعبر ملامحها الجميلة تسرق الممثلة الاسترالية «ايميلى
براونج» وهي تذهب في رحلة الالم والتعب الانساني وكأن جمالها الطبيعي جاء
ليخفف مساحة الالم الذي كتب عليها. من خلال كم من المشهديات كل منها يذهب
بنا الى مرحلة ابعد من القسوة والمواجهة مع الواقع.
نص ادبي كتب بعناية وتحليل دقيق للشخصيات والتفاصيل التي تحيط بكل
منها حتى اكثر تلك الشخصيات سلبية مثل زوج الاخت وعاملة مكتب الطباعة
وصاحبة الوكالة والعاملين بها.. شخصيات مسحوقة بلا ملامح تحولت الى فعل قاس
يزيد حياة الاخرين قسوة.. ولانها لا تستطيع مواجهه طوفان القسوة والالم
تغرق في تكرار حياتها ليتحول الالم الى شيء اعتيادي بعد ان باعت كل شيء..
وفقدت كل شيء حتى لذة الاحساس بالالم والمرض والتعب.
فأي جميلة هي وأي ألم هو..
خلف ذلك العمل السينمائي مخرجة وروائية تعرف ادواتها التي تستحضرها
لتقدم عملا سينمائيا يجعلنا نتعب من كثرة الالم الانساني الذي عاشته
الجميلة النائمة «لوسي».
وجهة نظر
خليجي
عبدالستار ناجي
اكثر ما يفرح مع انطلاق اعمال الدورة الرابعة والستين لمهرجان «كان»
السينمائي ذلك الحضور السخي للكوادر الخليجية ما يشكل مؤشرا لفعل سينمائي
خليجي يبشر بكثير من المعطيات الايجابية.
ففي الوقت الذي يسير به النجم الكويتي القدير سعد الفرج الى جوار
المخرج الشاب وليد العوضي بمناسبة عرض الفيلم الروائى الكويتي «تورا بورا»
في السوق الدولية للفيلم. يتحرك هناك كم آخر من الكوادر الخليجية.
حيث مهرجان دبي السينمائي بكل لياقتهم واقتدارهم وهناك مدينة دبي
للاستديوهات، وهناك مهرجان ابوظبي السينمائي وابوظبي ايمجنيشن وهيئة ابوظبي
للثقافة والتراث.
ومن الدوحة، مؤسسة الدوحة للافلام التي راحت تتحرك بلياقة عالية وتحت
مظلتها مهرجان «الدوحة تروبيكا» وكم آخر من المشاريع السينمائية الجديدة
التي تتحرك على مستويات خليجية وعربية وعالمية.
ولا ينتهي الامر عند ذلك الحد، حيث شركة السينما الكويتية الوطنية ومن
المملكة العربية السعودية كم من المنتجين وكبار الموزعين وكل هذا وذاك يحقق
حالة من الزخم من اجل دعم مسيرة الفيلم الخليجي الذي راح يتحرك معلنا عن
خروجه من الشرنقة الى فضاءات الفعل السينمائي الحقيقية ذي المواصفات عالمية
المستوى مستفيدين من خبرات اهل الاختصاص والتجربة العالمية .
وعلى الصعيد الشخصي، اعترف بانه ورغم الانتظار الطويل على مدى اكثر من
ثلاثة عقود من الزمان بانتظار الانتاج السينمائي الخليجي الا ان مؤشرات ذلك
الانتظار الطويل تلوح مبشرة بكثير من المعاني والدلالات...
فما أروع المشاركة وما اروع الحضور.. وفي الغد المزيد.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
15/05/2011
الدورة الرابعة والستون تعرض أفلاماً مثيرة
للجدل
زنا المحارم وعنف أرعن ضد الأطفال في "كان"
اثارت مجموعة من الاعمال المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان"
السينمائي الدولي في دورته ال¯64 الاهتمام وسرقت الاضواء من خلال ما تقدمه
من موضوعات ساخنة.
ولعل اول تلك الاعمال الفيلم الايطالي "اصبح لدينا بابا" للمخرج ناني
موريتي الذي تعود على اثارة الجدل حيث يفتح الفيلم ابواب المواجهة مع اكبر
المؤسسات الدينية المسيحية "الفاتيكان" من خلال حكاية افتراضية عن احد
الباباوات اختير لتولي منصب البابا الا انه يرفض الترشيح بحجة انه غير قادر
على لعب ذلك الدور الروحاني الكبير.
ومن خلال الرحلة التى تتضمن الرفض تمضي الاحداث, تصدى النجم الفرنسي
ميشيل بيكولي لتجسيد شخصية البابا.
ورغم الاستقبال الايجابي من قبل نسبة كبيرة من النقاد الا ان نقاد
السينما الايطالية ابدوا تحفظهم على الفيلم رغم المكانة التي يتمتع بها
المخرج ناني موريتي, وقد حضر عرض الفيلم حشد من نجوم السينما والغناء حول
العالم تتقدمهم المغنية البريطانية الشهيرة شيريل كول بحسب »كونا«.
وفي اطار مواز يأتي الفيلم الفرنسي "بوليس" من اخراج الفرنسية
التونسية الاصل ميوين التي تاخذ المشاهد في جولة داخل النسيج الاجتماعي
الفرنسي من خلال فرقة حماية الاطفال لترصد عبرها كما من الحكايات التي تصيب
المشاهد بالاختناق والتعب حيث الاعتداء الجسدي والجنسي على الاطفال من قبل
المحارم والاخرين, اضافة الى العنف الارعن الذي يواجهه الاطفال في فرنسا
رغم القوانين التي تحد من ذلك. ويبدو ان موجة الافلام المثيرة ستظل احد
الموضوعات والاختيارات الاساسية في مهرجان "كان" السينمائي ودورته الحالية
التي تتواصل حتى 22 مايو الجاري, حيث يعرض الفيلم الايراني »وداعا« لمحمد
رسولوف حول محام ايراني شاب يبحث عن تأشيرة للخروج من ايران نتيجة الظروف
التي يعيشها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. على صعيد متصل دافع المخرج كيث
آلن عن فيلمه الوثائقي بشأن وفاة الاميرة ديانا وسط هجوم منحاز على ما
وصفها بالمؤسسة البريطانية وموله بالكامل رجل الاعمال المصري محمد الفايد,
حيث يصر الفايد الذي قتل ابنه عماد "دودي" مع ديانا في حادث سيارة في باريس
عام 1997 على أن الاثنين قتلا بناء على اوامر من الامير فيليب زوج الملكة
اليزابيث ملكة بريطانيا.
وفي المؤتمر الصحافي الذي اتسم بالسخونة حيث يدشن الن فيلمه "قتل غير
مشروع" على هامش المهرجان الرسمي وصف المخرج الفيلم الوثائقي بأنه فيلم
تفصيلي وهو ما شكك فيه بعض الحاضرين.
ويركز الفيلم بشكل جزئي على التحقيق بين عامي 2007 و2008 في وفاة
ديانا ويرى ان الصحافة البريطانية فشلت في إبراز نتائج التحقيق بشكل سليم
بسبب ضغوط الاسرة المالكة. واضاف لم اكن اريد ان اصنع فيلم اثارة ولا اعتقد
انه فيلم اثارة. اعتقد انه تحليل تفصيلي جدا يكشف اشياء محددة... غير
منطقية. وواجه آلن انتقادا مباشرا لعدم توضيحه ان الفيلم ممول بالكامل من
الفايد بنحو 2.5 مليون جنيه استرليني.
ويتنافس على السعفة الذهبية لمهرجان »كان« السينمائي هذا العام 20
فيلما ليس من بينها فيلم عربي واحد, كما يحتفي المهرجان هذا العام
بالثورتين التونسية والمصرية من خلال عرض عدد من الافلام في تظاهرة بعنوان
»فكرة خاصة«.
السياسة الكويتية في
15/05/2011
"كان" يكرّم ترايبيكا فى حضور "دى نيرو"
رسالة كان - أحمد رزق الله
فى تقليد يتبع لأول مرة، قامت إدارة مهرجان "كان" بتكريم مهرجان
سينمائى آخر وهو المهرجان الأمريكى "ترايبيكا"، فقد أقيم مساء أمس حفل
استقبال لعدد من مؤسسى مهرجان "ترايبيكا" على رأسهم الممثل الأمريكى الكبير
"روبرت دى نيرو" الذى يشغل منصب رئيس المهرجان والحاضر بـ"كان" بصفته رئيس
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.
بدأ حفل الاستقبال بعرض فيلمين قصيرين عن مهرجان "ترايبيكا" وعن
رسالته التى أنشئ من أجلها، وهى كسر الحواجز بين الغرب والشرق الأوسط. وتلا
ذلك استقبال "تييرى فريمو" –المفوض العام لمهرجان كان- لفريق إدارة مهرجان
"ترايبيكا" حيث ألقى "دى نيرو" كلمة أكد فيها أن تفجيرات الحادى عشر من
سبتمبر كانت هى الدافع له ولزملائه لإنشاء هذا المهرجان من أجل الدعوة إلى
نشر السلام ونبذ التعصب.
وأكد تقديره لتفكير إدارة مهرجان كان فى إقامة هذا التكريم لـ"ترايبيكا"
بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر.
وفى هذه المناسبة تم عرض فيلم "A
Bronx Tale" (من إنتاج 1993) من بطولة وإخراج "روبرت دى نيرو" والذى تقع أحداثه
فى نيو يورك حول شاب صغير ينشأ فى حى تسيطر عليه إحدى العصابات فيجد نفسه
مع الوقت ينغمس معهم ويتقرّب إلى زعيمهم رغم المعارضة الشديدة لوالده "دى
نيرو".
وقد تحدث النجم الأمريكى قبل عرض الفيلم عن تجربته الإخراجية تلك
مؤكداً أن أصعب ما بها كان إدارته لممثلين أغلبهم من الأطفال مما كان يمثل
تحدياً كبيراً استمتع به.
يُذكر أن العرض التكريمى حضره أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
للمهرجان –وعلى رأسهم النجم "جود لو" والممثلة "أوما ثورمان"- مشاركةً
لرئيسهم فى اللجنة.
اليوم السابع المصرية في
15/05/2011 |