عودنا مهرجان «كان» السينمائي الدولي عبر تاريخه الفني الطويل، ان يظل
لصيقاً بالاحداث، متابعاً، داعماً، مباركاً تلك الخطوات الجبارة التي تقوم
بها شعوب العالم من أجل التغيير، وخلال السنوات الماضية من عمر المهرجان،
لطالما كانت هنالك وقفات حقيقة تجاه هذه القضية أو تلك، واليوم مع احداثيات
الربيع العربي، والمتغيرات التي احدثت الكثير من التغيير على وجه الخارطة
العربية، أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، ان مصر
ستكون ضيفة شرف المهرجان هذا العام، بالاضافة لتقديم نتاجات سينمائية
تونسية من أجل تأكيد الدعم لثورة الياسمين. وفي أخر بيان لمهرجان كان
السينمائي الدولي، تم الاعلان ان مصر ستكون دولة الشرف، وضيفة الشرف
للمهرجان.
ويأتي هذا الاختيار، حسب البيان الصادر من المهرجان، احتفاء بالثورة
العظيمة، التي قام بها شباب مصر يوم 25 يناير، التي عملت على تغيير النظام
ورموزه وهي المرة الاولى، التي يتم فيها اختيار دولة كضيفة شرف، وهو امر
يأتي من منظور التغيير الكبير الذي حدث في مصر. هذا وسيتم خلال هذا اليوم،
الذي تم تحديده بيوم 18 مايو الحالي، تذكر المخرج الراحل يوسف شاهين والدور
الكبير الذي قام به من اجل خدمة السينما المصرية، والاشارات الثورية التي
حملتها افلامه عبر تاريخه الفني الطويل.
كما سيتضمن يوم 18 مايو، عرض فيلم بعنوان «18» يوما، شارك في اخراجه
عدد بارز من صناع السينما المصرية ومنهم شريف عرفة ويسري نصرالله ومريم ابو
عوف ومروان حامد ومحمد علي وكاملة ابوذكري وشريف البنداري وخالد مرعي واحمد
عبدالله واحمد علاء.
عشرة مخرجين، واكثر من 20 ممثلا وممثلة، و6 كتاب و8 مصورين و8 مهندسي
صوت و5 مصممي مشاهد 3 مصممي ازياء و7 مونتر وعشرات من الحرفين الذين
تعاونوا من اجل رصد وانجاز هذا الفيلم، الذي يروي كماً من الحكايات التي
انطلقت اعتبارا من 25 يناير، وتروي حكايات وشواهد عن تلك الايام والمخاضات
والمواجهات الصعبة التي رصدت ثورة القرن. كما سيتضمن يوم «18» وبعد تقديم
العروض والاحتفالية، حفل عشاء رسمي تكريماً لمصر، بمشاركة عدد من النجوم
والفعاليات ووزير الثقافة المصري والسفير المصري في فرنسا، هذا ويتوقع حضور
حشد من النجوم من بينهم عمرو وأكد وخالد ابو النجا وخالد صالح وخالد الصاوي
وكم اخر من الاسماء. كما اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان، وضمن تكريمها
للسينما المصرية، فيلم «البوسطجي» من اخراج حسين كمال للعرض في تظاهرة
الافلام الكلاسيكية وهو من انتاج «1968» وسيعرض على سينما الشاطئ.
كما سيعرض ايضاً فيلم بعنوان، «الصرخة نملة» من اخراج سامح عبدالعزيز،
ويشارك في بطولته الفنان الكويتي عبدالامام عبدالله.
هذا وسيتضمن اليوم، مشاركة فرقة «وسط البلد» التي ستقدم عروضها خلال
ايام المهرجان، والمعروف ان هذه الفرقة قدمت مساهمات كبيرة خلال ثورة 25
يناير، وكانت احدى الفرق الاساسية التي كانت تقدم عروضها في ميدان التحرير.
وفي التظاهرات والعروض الخاصة، سيقدم المهرجان التفاتة خاصة بالثورة
التونسية. من خلال عرض فيلم جديد توقيع مراد بن الشيخ بعنوان «لا خرف بعد
اليوم»، وهو فيلم وثائقي عن ثورة الياسمين، كما ستقام امسية فنية يحضرها
وزير الثقافة الفرنسي فريد ريك ميتران.
ويبقى ان نقول: ان مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته 64 لعام 2011
سيسلط الضوء ويحتفي بالثورتين المصرية والتونسية.
وجهة نظر
كان «3»
عبدالستار ناجي
من يشاهد مدينة كان هذه الايام، يعتقد بانه امام مدينة تولد من جديد،
فهذه المدينة الصغيرة التي تسترخي على ضفاف البحر الابيض المتوسط، والتي لا
يتجاوز عدد سكانها عشرات الالاف، ستزدحم باكثر من ربع مليون مشارك يأتون من
بقاع المعمورة للمشاركة في فعاليات عرس السينما العالمية.
التقارير الاولية، من المركز الصحافي تشير الى اكثر من سبعة الاف
صحافي وناقد اعلامي، واكثر من 200 محطة تلفزيونية من 180 دولة، بكوادرها
وطواقمها الفنية والاعلامية هذا في مجال الصحافة والاعلام، وهناك ايضا اكثر
من 1100 مصور صحافي، ولنا ان نتصور ماذا يعني حينما تضيء «فلاشات» تلك
الكمية من عدسات المصورين، واي شهرة ونجومية سيحصدها هذا الفنان، او تلك
النجمة عالميا.
ذهبت بالامس، الى قصر المهرجانات من اجل تسلم «بطاقتي التي تخولني
دخول قصر المهرجانات وبقية الاوراق ودليل المهرجان والافلام، ورغم الطابور
الطويل للصحافيين، الا ان معادلة الحصول على البطاقة الصحافية، لم تتجاوز
الدقائق الخمس فقط، فاي تنظيم، واي لياقة عالية في الانجاز، واشير الى ان
هنالك بعض المهرجانات العربية تنتهي ولا يكون الصحافي قد حصل على بطاقته.
بالامس ايضا ذهبت مع الصديق مسعود امر الله العلي المدير الفني
لمهرجان دبي السينمائي لتناول العشاء في احد المطاعم في مدينة كان القديمة،
فوق الجبل- ورغم الحجز المسبق فإن موظف الاستقبال، همس في الغد لن يكون
هنالك اي مكان، فالمطعم محجوز على مدى الايام العشرة المقبلة وشكرا لانكم
حجزتم مكانكم بشكل مبكر.
هكذا هي كان هذه الايام، ومن شاهدها في الصيف فعليه ان يشاهدها هذه
الايام وهي تعيش مهرجانها وافراحها وعرسها السينمائي الاهم عالمياً، وفي
الغد المزيد.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
09/05/2011
الكروازيت على النيل: احتواء أم حفاوة؟
مبادرة إشكاليّة لا تستحقّ كل هذا التطبيل
محمد خير
«مهرجان كان» الذي تنطلق دورته الـ٦٤ الأربعاء، يوجّه تحيّة خاصة
للسينما المصرية. عشرة مخرجين ومخرجات، من بينهم يسري نصر الله، يسردون
يوميّات ثورة «25 يناير»، بمبادرة من مروان حامد الذي لمّح زميله محمد خان
إلى كونه أحد المدافعين عن النظام البائد! هل تعثّر المهرجان العريق عند
أعتاب الثورة؟
القاهرة | سوء تفاهم أم لعبة دعائية؟ الإجابة ستمثِّل حلّاً للغز
المشاركة المصرية في «مهرجان كان السينمائي» هذا العام. بدأ اللغز عندما
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي في بيان أنّ مصر ستكون ضيف شرف الدورة 64 من
المهرجان العريق التي تنطلق بعد الأربعاء وتستمرّ حتى 22 أيار (مايو)
الجاري، وذلك احتفاءً بالثورة المصرية. خبر جميل مع أنّ «مهرجان كان» لا
يستضيف أي دولة بصفة ضيف شرف، لم يحدث ذلك من قبل، وإن أعلن المهرجان على
عجَل إدراج هذا التقليد في المستقبل (راجع «الأخبار»، عدد ١٨ نيسان (أبريل)
2011).
بالطبع، حلّت الصحافة المصرية المشكلة على طريقتها، فرأت أنّ مصر «أول
ضيف شرف في تاريخ المهرجان الفرنسي العريق». لم يكن ذلك صحيحاً، لكنّه وجد
أرضية مناسبة لدى المتلقي العربي، ليس فقط من خلال الحضور العريق لهوليوود
الشرق في المهرجان الفرنسي، بل لأنّ مخرجاً مصرياً هو يوسف شاهين كان «أول»
من حاز سعفة ذهبية خاصة جداً هي «جائزة اليوبيل الذهبي للمهرجان». كان ذلك
عام 1997 وفاز بها شاهين عن مجمل أعماله. لذا لم يبد غريباً أن تكون مصر
أول ضيف شرف يقرّه المهرجان، خصوصاً بعد ثورة النيل التي شغف بها العالم.
لكنّ الحقيقة تختلف بعض الشيء. صحيح أن المهرجان خصص يوماً للسينما
المصرية، وهو ليس أمراً جديداً تماماً، في ظل الاهتمام الفرنكفوني بسينما
العالم الثالث وفي قلبه هوليوود الشرق، لكن المهرجان لم يغيّر عادته ولم
يختر أي ضيف شرف، بل وجّه التحية لثورة مصر، وثورة تونس أيضاً، متمنياً
مشاركة ملموسة للبلدين في الدورة المقبلة. ولم يفت المهرجان توجيه تحية
أخرى، هذه المرة... لليابان، مؤازرةً لها في محنتها النووية.
ربطت الصحافة المصرية بين التحية ووجود البرنامج المصري الذي خصص له
يوم 19 أيار (مايو)، ثمَّ صدَّقت بيان مهرجان القاهرة الذي تحدث عن ضيافة
الشرف. على أي حال، تقتصر المشاركة السينمائية المصرية على فيلمين، أولهما
«البوسطجي» (1968) لحسين كمال عن قصة يحيى حقي. وتمثل شخصية عباس البوسطجي
(شكري سرحان) إحدى كلاسيكيات السينما المصرية والأدب المصري معاً. المشاركة
المصرية الثانية هي الأهم لهذه الدورة والأكثر انتظاراً. على غرار فيلم
«11/ 9/ 2001» الذي نفذته نخبة من السينمائيين العالميين عن أحداث الحادي
عشر من سبتمبر، وكان منهم يوسف شاهين، تتكرر التجربة هنا بيد مصرية خالصة.
عشرة من مخرجي مصر ومخرجاتها يقدمون فيلم «18 يوماً» عن يوميات ثورة «25
يناير». نتحدث هنا عن عشرة أفلام منفصلة يجمعها خيط الحدث الكبير.
ربما كان الوقت القصير منذ إطاحة مبارك مناسباً أكثر للأفلام القصيرة.
صاحب الفكرة هو مروان حامد الذي اقترحها على يسري نصرالله، والتنفيذ ضم
معهما نخبة من مخرجي مصر من أجيال متعددة، تكتم معظمهم عن مجريات أعمالهم،
لكن ما تسرب منها كان كافياً لإثارة خيال المشاهد.
فيلم مروان حامد «19/19» يدور داخل جدران أحد مقار مباحث أمن الدولة،
الجهاز الذي قضت عليه الثورة. لا يزال هناك من يحقق مع أحد المتظاهرين
بينما العالم يتغير في الخارج. الفيلم من تأليف عباس أبو الحسن وبطولة عمرو
واكد وباسم السمرة. أما يسري نصر الله، فيقدم يسرا في فيلمه «داخلي/
خارجي». هكذا ندخل أحد بيوت القاهرة، نراقب تأثير الثورة على أسرة مصرية
عادية، ونتتبع تفاعلها مع الأحداث. الفيلم من تأليف تامر حبيب ويشارك في
بطولته مع منى زكي وآسر ياسين.
ويكتب بلال فضل فيلم «خلقة ربنا» لكاملة أبوذكري التي حققت نجاحاًً مع
فيلمها الأخير «واحد صفر». تقدم هنا عشر دقائق من وحي ميدان التحرير مع
ناهد السباعي وسلوى محمد علي، وعدد من الوجوه الجديدة، بينما يلتقط الشاب
شريف البنداري خيطاً آخر من الثورة، هو اللجان الشعبية الساهرة أثناء
الانفلات الأمني، من خلال فيلمه «حظر تجول». ويعتمد المخرج محمد علي بدوره
على وجوه جديدة في «لما يجيك الطوفان»، عارضاً تجربة عدد من الثوار وحياتهم
اليومية في قلب الميدان.
ويمزج المخضرم شريف عرفة بين التسجيلي والروائي في «احتباس»، بينما
تشارك مريم أبوعوف بفيلم «تحرير 2/2». أمّا أحمد عبد الله القادم من عالم
السينما المستقلة فيقدم «شباك»، ويقدم أحمد علاء تجربته الروائية الثانية
بعد «بدل فاقد»، فيشارك بفيلمه «حلاق الثورة». وبعد نجاح تجاري لافت، يقدم
المخرج ـــــ المونتير سابقاً ـــــ خالد مرعي فيلم «كعك التحرير».
عشرة أفلام هي تجربة سيحكم جمهور «كان» على مدى نجاحها. ولأنّها صنعت
في أجواء الثورة، فقد تبرّع العاملون من فنانين ومخرجين وكتّاب بأجورهم
للمشروع، وكذلك فعلت معامل التحميض. لهذا لم تكلف كلّها أكثر من ستة آلاف
دولار. لكنها مع ذلك لم تفلت من هجوم استباقي، إذ استنكر المخرج محمد خان
مشاركة أمثال شريف عرفة ومروان حامد في التجربة، بعدما كانا من مؤيدي
النظام حسب قول خان. ويذكر أن حامد أخرج حملة انتخابات الحزب الوطني قبل ست
سنوات، فيما أخرج عرفة لقاءً شهيراً ـــــ أحبط المصريين ـــــ مع الرئيس
السابق حسني مبارك، وقدّمه آنذاك عماد الدين أديب (راجع المقال أدناه). من
المعروف أن يسرا ـــــ بطلة فيلم يسري نصر الله ـــــ كان موقفها ملتبساً
من الثورة. لكن قلّما كانت المواقف السياسية هي معيار الحكم الأساسي
والوحيد في تاريخ الفنان.
الأخبار اللبنانية في
09/05/2011
«أعداء الثورة» المصريّة أبطالها في المهرجان؟
محمد شعير
القاهرة | مصر ضيفة على «كان». كان ممكناً أن يثير الخبر الفرح...
لكنَّه جاء ليصيب كثيرين بالغضب. أوّل أصوات الاعتراض أطلقها محمد خان، إذ
قال لجريدة «الشروق»: «من صنعوا دعاية النظام السابق لا يحق لهم تمثيلنا في
كان». تلميحات خان طاولت المخرجين شريف عرفة ومروان حامد من دون تسميتهما.
الأول أشرف على حملة «الحزب الوطني» في الانتخابات البرلمانية المزوّرة،
والثاني أخرج اللقاء التلفزيوني المطول لحسني مبارك مع عمرو أديب قبيل
الانتخابات الرئاسية الأخيرة!
عدد من الفنانين والسينمائيين أصدروا بيان إدانة، معربين عن أسفهم
لكون عدد من المشاركين في فيلم «18 يوماً»، «هم ممن صنعوا حملات دعائية
تجمِّل صورة الديكتاتور، وتؤسس لمشروع التوريث»... لا بل «كانوا من أعداء
الثورة، وحاولوا إجهاضها بشتى الطرق لدرجة سب الثوار، وتخوينهم»، في إشارة
إلى الممثّلة يسرا.
المخرجة هالة جلال قالت لـ«الأخبار» إنّ من حقّ أيّ سينمائي المشاركة
في أي مهرجان، «لكن لا يحق لهؤلاء تقديم أنفسهم ممثلين للثورة المصرية».
الفنان عمرو واكد وقّع البيان، رغم مشاركته في فيلم مروان حامد،
مؤكداً أنّ هذا الأخير كان في «ميدان التحرير»... «لكنني لم أكن على علم
بالمشاركين الآخرين». ويضيف: «أعترض بشدة على أن يمثّل بعضهم ثورة مصر
العظيمة... وأن يقدّم لهم «مهرجان كان» فرصة تبييض ماضيهم المشبوه ومحو
أفعالهم المشينة».
من جهة ثانية، أعلن وزير الثقافة المصري عماد أبوغازي أنّه «لا يوجد
وفد مصري، بل دعوات شخصية من إدارة المهرجان نفسه». وأكّد أنّه «لن يسافر
أحد على نفقة وزارة الثقافة المصرية، إلا فرقة «وسط البلد» التي تشارك في
إحدى الاحتفاليات». ويؤكّد أبوغازي أنّه ليس لوزارة الثقافة أي علاقة
باختيار فيلم «18 يوماً» الذي طلبته إدارة المهرجان مباشرة من يسري نصر
الله». واقتصر دور الوزارة على اختيار فيلم «البوسطجي» للعرض في برنامج
كلاسيكيات سينمائية.
من جهة ثانية، يرفض الناقد عصام زكريا التسامح مع «خادمي النظام
القديم»، و«صناع الديكتاتور». ويوضح أنه «لا يمكن مقارنة شريف عرفة بأشرف
زكي مثلاً، كما أنّه لا يمكن محاسبة مروان حامد على تاريخه، بل على ما قام
به أثناء الثورة إذ كان مشاركاً فيها بقوة». ويلفت زكريا إلى أنّ الأفلام
العشرة القصيرة التي ستشارك في المهرجان لم تنجز من أجل العرض في «كان».
«بل كان يسري نصر الله يتحدث عن المشروع عبر أثير راديو فرنسا، وإذا بمدير
المهرجان يتصل به». ويختم زكريا: «من المفيد أن يوضح أحد العاملين في «18
يوماً» للرأي العام، كيفية إنجاز العمل والظروف المحيطة به، عوضاً عن هذا
الصمت غير المجدي».
الأخبار اللبنانية في
09/05/2011
جعفر بناهي ومحمد رسولوف يتسللان إلى «كان»
يزن الأشقر
فجّر مهرجان «كان» مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن عرض فيلمين
جديدين لكلّ من السينمائيين الإيرانيين جعفر بناهي ومحمد رسولوف الرازحين
تحت ضغوط كبيرة، نتيجة الأحكام القضائية التي صدرت بحقهما في إيران، وما
زالا حتى اليوم تحت الإقامة الجبرية في طهران. الفيلمان اللذان «صُنعا
بطريقة شبه سرية» كما جاء في بيان المهرجان، هما «وداعاً» لمحمد رسولوف
الذي سيعرض ضمن تظاهرة «نظرة ما» في 14 أيار (مايو)، و«هذا ليس فيلماً» من
إخراج كل من جعفر بناهي سيقدّم في عرض خاص في 20 الجاري.
«واقع أن نكون على قيد الحياة، وحلم أن نبقي السينما حيّة، هو ما
دفعنا إلى الخوض في القيود المفروضة على السينما الإيرانية»، كتب بناهي في
رسالة وجّهها إلى «كان».
الحدث مهمّ بلا شك، إذ تمثّل مبادرة بناهي ورسولوف تحدياً للسلطات في
بلدهما. ولفت رئيس المهرجان جيل جاكوب، والمشرف العام عليه تييري فريمو إلى
«أنّ إرسال الفيلمين إلى المهرجان عمل شجاع إلى جانب كونه رسالة فنية
مذهلة».
وكان القضاء الإيراني قد أصدر في كانون الأول (يناير) الماضي حكماً
على بناهي ورسولوف بالسجن لمدة ست سنوات، ومنعهما من العمل لمدة 20 عاماً،
إلى جانب المنع من التحدث إلى وسائل الإعلام والسفر، بتهمة التآمر على
الأمن الوطني، ونشر الدعاية السياسية المناهضة للنظام. وكان مدير مكتب
الرئيس الإيراني أسفنديار رحيم مشائي قد انتقد الحكم الذي أصدره القضاء
الإيراني، موضحاً أن أحمدي نجاد وحكومته لا يوافقان عليه، ولا على منع
بناهي من العمل.
ويبدو أن الفيلمين لا يشذّان عن طابع الموجة الإيرانية الجديدة في
تناولهما للواقع الإيراني وانعكاساته. في فيلم محمد رسولوف «وداعاً»
(روائي، 2011، 100 دقيقة)، تدور الحبكة حول محام شاب يحاول البحث عن طريقة
للحصول على تأشيرة يغادر بها طهران، وهذا ما فعله رسولوف في الواقع. أما
بالنسبة إلى فيلم جعفر بناهي «هذا ليس فيلماً» (2011، 75 دقيقة) فينتمي إلى
فئة الوثائقي. إذ إنه يوثّق الفترة العصيبة التي يمرّ بها بناهي، ويلقي
الضوء على يوم من حياته في انتظار قرار استئناف الحكم الصادر بحقه. بناهي
الذي وجد نفسه داخل إحدى الدوائر التي يضعها لشخصيات أفلامه، مصرٌّ على
تجاوز تلك الدائرة. ورغم موقفه النقدي سياسياً واجتماعياً، يبقى مصراً في
الوقت عينه على عدم أبلسة بلاده.
ويكتب بناهي في رسالته: «مشاكلنا هي أيضاً ثرواتنا. فهم هذه المفارقة
الواعدة ساعدتنا على ألّا نفقد الأمل، وأن نستمر. فنحن نؤمن بأنّنا في أي
مكان من العالم، كنا سنواجه المشاكل ذاتها، صغيرة كانت أم كبيرة. لكنّ من
واجبنا ألّا نهزم، وأن نجد الحلول».
الأخبار اللبنانية في
09/05/2011 |