بعد نوبة جنون الطبيعة والفيضانات التي ضربت المغرب وأوقعت قتلى
وجرحى، بدت
الطبيعة وكأنها متواطئة مع مهرجان مراكش السينمائي الدولي لاستقبال نجوم
الفن
السابع أفضل استقبال. الغيوم الشديدة السواد اختفت لتحلَّ محلَّها شمس
ساطعة تعكس
أضواءها البيوت الحمراء.
والريح القوية استحالت نسيماً منعشاً عبقت به
عاصمة النخيل طوال الأيام التسعة من المهرجان الذي يُختتم غداً
ويُوزع جوائزه على
الفائزين. إنه العيد العاشر لمهرجان كبير بطموحاته. وفي الأعياد، لا مكان
للنوبات،
هذا في الظروف الطبيعية، فكيف حين يكون صاحب العيد واحداً من أكثر
المهرجانات
العربية التي عرفت كيف توازن على امتداد الأعوام العشرة بين
الطابع الاحتفالي
والطابع السينمائي؟
مهرجان يليق به ان تمرّ أيامه التسعة بأبهى حلّة مع
مرور ضيوفه على السجادة الحمراء ليحيُّوا الجمهور المراكشي الواقف على
ناصية الطريق
(من
كيانو ريفز الى ايفا مانديس وكاترين دونوف وصوفي مارسو وماريون كوتيار
وسوزان
ساراندون وجايمس كان وجاد المالح). وجمهور يستحق ان يشاهد عروض الأفلام
المجانية
التي تقام في الهواء الطلق في ساحة جامع الفنا الشهيرة، والتي
تستقطب كل سنة نحو 20
ألف متفرج.
جمهور من شأن وجوده، وحده، ان يغفر للمهرجان كل زلاّته. من صالات
العروض المليئة بالمشاهدين في اي وقت كان، الى طوابير الراغبين في الحصول
على
بطاقات دخول منذ ساعات الصباح الأولى، الى الندوات التي لا تجد فيها مكاناً
للجلوس... من دون ان ننسى نجوم المغرب الذين لا يكتفون
بالتمايل على السجادة
الحمراء ثم يختفون، كما يحدث مع غالبية الفنانين العرب في مهرجانات بلادهم،
إنما
تجدهم في الصفوف الأمامية في عروض الأفلام، من يونس ميجري، الى لطيفة
أحرار، ومحمد
مجد، وهشام بهلول... وسواهم الكثير.
بين المدينة والمهرجان
امام
هذا المشهد، لا يسعك الا ان تتذكر الصالات الفارغة في كثير من عروض
المهرجانات
الخليجية، وغير الخليجية أحياناً... والندوات التي يستنجد القائمون عليها
أصحابهم
للمشاركة فيها... وخُلُوّ السجادة الحمراء أثناء عبور المشاهير
الا من المصورين
والصحافيين... هنا يشي التفاعل بين المهرجان والمدينة بأنك امام مهرجان
حقيقي، وهنا
أيضاً تفهم ان من أسباب تخبُّط المهرجانات الخليجية عدم قدرتها حتى الآن
على خلق
جمهورها.
ولكن، هل فعلاً تراعي الدورة العاشرة من مهرجان مراكش ذوق هذا
الجمهور، ام انها تأخذه الى المكان الذي تريده مطمئنة الى وفائه وحبه
للسينما؟
يذكر المتابعون للمهرجان ان واحدة من اكثر الدورات نجاحاً كانت تلك
التي خصّ فيها السينما المصرية بتكريم. ثم أتت الدورة الماضية بفيلمين
مصريين، واحد
في المسابقة الرسمية («هليوبوليس» لأحمد عبدالله)، والثاني في
عروض خارج المسابقة («احكي
يا شهرزاد» ليسري نصرالله)، قبل ان تحدث القطيعة هذا العام، ليس مع السينما
المصرية وحدها، ولكن مع السينما العربية ككل. فكيف يمكن لمهرجان عربي ألاّ
يجد
فيلماً عربياً واحداً ليعرضه ضمن تظاهراته باستثناء فيلم مغربي
ضعيف المستوى بعنوان
«أيام
الوهم»، هو باكورة أفلام طلال سلهامي، الروائية الطويلة؟ ثم، إذا عجزت
إدارة
المهرجان عن ايجاد أفلام عربية تتوفر فيها شروط المسابقة، لماذا لم نر خارج
المسابقة افلاماً عربية لفتت النظر خلال الشهور الخيرة ويستحق
جمهور مراكش ان
يراها، مثل «مرجلة» للبناني السويدي جوزيف فارس، أو «حاوي» للمصري ابراهيم
بطوط،
الفائزين في الدوحة، أو حتى فيلم اللبناني بهيج حجيج «شتي يا دني» الفائز
في ابو
ظبي؟ قد تكون حجة المهرجان انه لا يريد ان يعرض فيلماً سبق
وعُرض في مهرجان عربي
آخر، وهذا حقه... ولكن، ألم يعرض مراكش العام الماضي فيلمي «ميكروفون» و
«احكي يا
شهرزاد» بعد عرضهما في مكان آخر؟ ثم، هل يكفي ان يختار الفنانة المصرية
يسرا في
لجنة تحكيم المسابقة الروائية الطويلة، والفنانة الفلسطينية
هيام عباس في لجنة
تحكيم الأفلام القصيرة، وان يستقبل نجوماً من مصر (حسين فهمي وداليا
البحيري وهاني
رمزي) لسد ثغرة الغياب العربي؟ وماذا عن مشاركة هؤلاء، الا يُفهم منها موقف
من
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تقاطعت ايامه وايام
مهرجان مراكش؟
إذا استثنينا يسرا، المُوْكَل اليها مهمة التحكيم، فإن وجود حسين فهمي -
مثلاً - في مراكش يُستدل منه ان القلوب لم تَصْفُ بعد بينه وبين المهرجان
القاهري
الذي شارك في افتتاحه قبل ايام للمرة الأولى بعد قطيعة منذ ابتعاده عن
رئاسته.
وبصرف النظر عن العلاقة بين المهرجان القاهري ونجومه، فإن السؤال القديم
الجديد
ذاته يعود الى الواجهة: ألم يحن الوقت بعد للتنسيق في ما بين المهرجانات
العربية كي
لا تتداخل مواعيدها؟
«ولكن من قال ان مهرجان مراكش مهرجان عربي؟»... سؤال
يطرحه كثر من الحاضرين في المدينة الحمراء. ويستندون الى التفوق الفرنسي
على كل ما
عداه، سواء في الإدارة او التنظيم او اختيار الأفلام. كما ان
الدورة العاشرة، وإذ
تكرّم المنتج الفرنسي الراحل دانيال توسكان دي لا بلانتييه، الذي ولدت على
يديه
فكرة المهرجان بمبادرة من الملك محمد السادس، تبدو وكأنها أرادت ان ترسخ
تلك
القناعة. ومن هنا أيضاً تكريم السينما الفرنسية في هذه الدورة
الاحتفالية، وإهداؤها
نجمة المهرجان (سلمها المخرج مارتن سكورسيزي للمخرج كوستا كافراس والممثلة
كاترين
دونوف). غير ان السينما الفرنسية لم تكن حاضرة وحدها في المهرجان ، حيث
وكما جرت
عادته، اجتذب مهرجان مراكش – ولا سيما في مسابقته الرسمية-
عدداً لا بأس به من
افلام اوروبية وآسيوية بدا بعضها لافتاً، فيما مرَّ البعضُ الآخر مرور
الكرام. غير
أن الافلام اللافتة لم يكن بينها، حتى كتابة هذه السطور على الأقل، «تحف»
ولو صغيرة
من تلك التي اعتاد المهرجان المراكشي ان يفاجئ بها جمهوره في
الأعوام السابقة،
فتصبح من بعد عرضها الأول فيه حديث اهل الفن السابع لشهور. ومع هذا يمكن
على سبيل
المثال التوقف عند بعض الجديد الذي تجلّى في المسابقة، مثل الفيلم الآتي من
ايطاليا
(«حياة هادئة» لكلوديو كوبليتي)، او ذاك الآتي من أستراليا («مملكة
الحيوان» لدافيد
ميشود)، او بلجيكا («ماريك... ماريك» لصوفي شوكنس)، او سريلانكا («كارما»
لبراسانا
جاياكودي)، او الدانمرك («روزا مورينا» لكارلوس دي اوليفيرا)، او
روسيا(«الحافة»
لألكسي اوشيتيل)، او كوريا الجنوبية («مذكرات ميوزن» لبارك جونغبوم)
وغيرها، دون ان
ننسى طبعاً إطلالة الممثل الأميركي البارز فيليب سايمور هوفمان في تجربته
الاخراجية «جاك يبحر في مركبه».
والحال انه بصرف النظر عن تقييمنا لأي من هذه الافلام،
تبقى اهمية «مراكش» في كونه عرف كيف يستقطبها في تنوعها، من دون ان يسهى عن
بالنا
مرة أخرى، ان ليس هناك حتى الآن فيلم كبير يشغل المناقشات
وأروقة المهرجان مغطياً
على حديث الحضور الفرنسي الطاغي او الغياب العربي الأكثر لفتاً للنظر!
ولكن، في مقابل الغياب العربي والحضور الفرنسي- الفرنسي، لا يغيب
المغرب عن
هذه الدورة. ولا نقصد هنا مشاركته في المسابقة عبر فيلم «ايام الوهم»
الحافل بمشاهد
دم مجانية وأفكار مستنسخة من السينما الأميركية. ولكن، من خلال استحداث
تظاهرة
«سينما
المدارس» ومباراة الفيلم القصير لطلاب المعاهد ومدارس السينما في المغرب،
وقيمتها 300 الف درهم، منحها رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
مولاي رشيد
للرابح (فازت بها محاسن حدشي من المدرسة العليا للفنون البصرية
في مراكش)، على ان
يظل هذا المبلغ، تحت إدارة المهرجان،لإنتاج الفيلم القصير الثاني لصاحب
الجائزة.
ويشير القائمون على المهرجان الى ان الهدف
من هذه التظاهرة هو «دعم المواهب الشابة
وتحفيزها على الإبداع في المجال السينمائي، ومنحها فرصة
الإدماج المهني، والاستئناس
بأجواء وفضاءات ودهاليز الفن السابع». طبعاً مثل هذه التظاهرة تقف جنباً
الى جنب
الدعم الذي تحظى به السينما المغربية من مؤسسة السينما، والتي مكّنتها من
ان تصبح
صناعة، يصل معدل انتاجها في السنة الى نحو 18 فيلماً روائياً طويلاً. ولا
شك في
انها ستوفّر بيئة حاضنة للسينمائيين الشباب الذين يشقون طريقهم
في عالم الفن
السابع، وتساعدهم على إيجاد السبيل لولوج هذا العالم الحافل بالصعاب.
معلم
لم يترك مقاعد الدراسة
وللطلاب أيضاً، وفّرت الدورة العاشرة فرصة لقاء أربعة
من كبار مخرجي الفن السابع ضمن ما بات يعرف باسم «ماستر كلاس»، هم:
الأميركي
فرانسيس فورد كوبولا، والبلجيكيان جان بيار ولوك داردن،
والكوري الجنوبي لي
شونكدونك. وكم بدا صاحب «العراب» و «القيامة الآن» و «تيترو» معلماً بحق،
حين قاطع
محاوره الذي كان يسأله عن السبيل الأفضل لتحقيق الأفلام قائلاً: «انا هنا
لأستمع
الى أسئلة الطلاب وأشاركهم خبرتي». ولم يخف كوبولا حماسه وهو
يردّ على أسئلة
الطلاب. اما الدرس الذي وجّهه إليهم، فاختصره بعبارة: «تعلموا، تعلموا، ولا
تملّوا
من طلب المعرفة»، من دون ان يتردد في القول انه لا يزال حتى الآن تلميذاً
على مقاعد
الدراسة. وحين سألته إحدى الطالبات عن كيفية التخلص من تأثير
المخرجين الآخرين على
جيلها وصناعة أفلام تشبههم، فاجأ كوبولا الجميع قائلاً: «لا تخشوا من سرقة
أفكار
سواكم، لأن طريقكم سترتسم وحدها»، منبهاً الى ان السينما لا تدرّ المال
الوفير على
صاحبها، من هنا ضرورة ان يكون لهم عمل مواز، كما فعل هو بامتلاكه معملاً
لصناعة
النبيذ.
ولا تقف مبادرات المهرجان عند هذا الحدّ، إنما يقدم أيضاً للسنة
الثالثة على التوالي مبادرة «الكلمة من أجل المشاهدة»، متوجهاً بها الى
المكفوفين
من خلال افلام بتقنية الوصف السمعي، تمكنهم من متابعة الافلام
من خلال وصف لفظي
للمشاهد والمقاطع المرئية الثابتة او المتحركة. كما يحفل برنامج التكريمات
بأسماء
نجوم كبار، مثل: جيمس كان، هارفي كيتل، كيوشي كوروساوا، عبدالرحمان التازي،
والعربي
الدغمي.
فإذا اضفنا هذا الى البرنامج الذي يضم افلام المسابقة
الـ 15 التي امتازت بتنوعها الجغرافي، وبخاصة بكون
بعضها قدّم افلاماً من بلدان غير
رائجة سينمائية أكثر من تميزها ببعدها السينمائي، يمكننا ان
نقول ان دورة هذا العام
حافظت بشكل او بآخر على ماء الوجه. ولا شك في ان توقيت المهرجان في الشهر
الأخير من
العام بعد ان تكون المهرجانات العربية الأخرى قد خطفت الأفلام التي لفتت
الأنظار في
المهرجانات العالمية، وقبل مهرجان برلين الذي يبقى حلماً جميلاً لأي
سينمائي، ساهم
في فقر المسابقة الرسمية. لذا يأتي التعويض غالباً في
الاستعادات التي تتضمن
أفلاماً من روائع الفن السابع، وفي التظاهرات الموازية.
في النهـايـة، يبقى
سؤال الهوية فــي واجـهـة الأسئـلة المطـروحــة عــلى المهرجان: هل هو
احتـفــال
عربي يستعين بخبرة فرنسا؟ ام هو احتفال فرنسي يقاطع العرب على أرض
عربية؟
الحياة اللندنية في
10/12/2010
مهرجان مراكش السينمائي: كيف تشاهد السينما
بأذنك؟
مراكش – من حسن
سعودي
المهرجان يتيح لفاقدي البصر الاستمتاع بسحر الفن السابع عبر تقنية 'الوصف
السمعي'.
تقترن متعة السينما، عادة، بالتمتع بنعمة البصر، وأن يتمكن فاقد هذه
النعمة من الاستمتاع بها ، فهي المعادلة الصعبة التي استطاع المهرجان
الدولي للفيلم بمراكش أن يفك شفراتها للسنة الثالثة على التوالي من خلال
تقنية "الوصف السمعي" التي تجعل الكفيف يشحذ حواسا أخرى بقدرة عجيبة وخارقة
لا يستطيعها "المبصر".
ولوج فاقد البصر إلى عالم السينما قد يبدو "سرياليا"، لكن أن يتيح
مهرجان مراكش هذه الإمكانية، يخرج هذا الأمر من هذه الخانة ليصبح "واقعا
حقيقيا"، وللمعنيين بهذا الموضوع رأيهم في ذلك، وأن يصدر هذا الرأي من شخص
عاش لحظات تجربتي مشاهدة السينما ، قبل وبعد فقده لنعمة الإبصار وليس
البصيرة ، فسيكون هذا الرأي "استثنائيا".
عاش الأستاذ والقاص حسن إغلان (كفيف)، التجربتين، فأسر أن مشاهدته على
سبيل المثال لفيلم محمد عبد الرحمان التازي "البحث عن زوج امرأتي" بين
التجربتين ، "أمر مختلف" .
"ففي إنصات الكفيف واستماعه للفيلم تغييب للمخرج وحضور للمنصت"، يفسر
إغلان، إذ يتحول المتلقي (الكفيف) إلى كاتب لنص الفيلم، وبالتالي فإن
"تقنية الوصف السمعي" تملأ اللحظات الميتة في العمل السينمائي، وتجعل
الكفيف يتلقى وصفا للحركات الصامتة، يشحذ من خلالها قوى إدراكية أخرى،
ويلامس المسافات الفاصلة بين المشاهد الصامتة والناطقة، لتتحول المتعة
السينمائية إلى "متعة مستفزة للكفيف وللسينما أيضا".
استفزاز الكفيف للفن السابع يكمن في أن للضرير الحق، كغيره، في مشاهدة
السينما، ويبقى سؤال اختراق الكفيف للعوالم الجمالية للسينما استفزازا، ،
يؤكد الاستاذ إغلان، وهنا تبرز أهمية تعميم تقنية الوصف السمعي في المؤسسات
التعليمية لتمكين الناشئة الضريرة، عموما، من ضبط حواشي الجمال ولمس كل
تلاوينه وتفاصيله.
أما الأستاذ الجامعي محمد الدكالي، الذي نشط اليوم الخميس ، من ضمن
آخرين، ندوة في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حول موضوع "دور
السينما في ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى عالم المعرفة"، فقال إن في كل
الأعمال السينمائية، بما فيها الأفلام التي عرضت ضمن فقرة السينما بتقنية
الوصف السمعي، مشاهد طويلة صامتة ، الضرورية في التعبير السينمائي، فضلا عن
تعابير ملامح الشخصيات، إلا ان تقنية "الوصف السمعي" تتيح للمكفوفين وضعاف
البصر إدراك كل هذه التفاصيل الدقيقة.
ولا تهم هذه التقنية فقط هذه الفئة، بل تتجاوزهم إلى من يتمتعون بنعمة
الإبصار ، يضيف الدكالي (كفيف) ، التي "تمكنهم من إدراك حدة أو رقة تعبير
سينمائي صامت".
وقد فتح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أبوابه منذ أول أمس الثلاثاء
في وجه المكفوفين وضعاف البصر من خلال إدراجه سبعة أفلام بتقنية الوصف
السمعي لفائدة مجموعة منهم، منها الفيلم المغربي "السمفونية المغربية"
لكمال كمال، وهو ثاني فيلم مغربي يتم إعداده من قبل مؤسسة المهرجان بهذه
االتقنية الجديدة.
كما يشتمل برنامج هذه الفقرة، على أفلام "تشاو بونتان" (100 دقيقة)
للمخرج الفرنسي كلود بيري، و"دروس في البيانو" لجين كامبيون و"الكراهية"
لماتيو كاسوفيتش و"الابن المفضل" لنيكول كارسيا و"كل يبحث عن قطه" لسيدريك
كلابيتش و"كل صباحات العالم" للمخرج آلان كورنو، وتعرض كلها بشراكة مع (آر.تي.أو).(ماب)
ميدل إيست أنلاين في
10/12/2010
المغرب: السينما تدفع عجلة الاقتصاد
ميدل ايست أونلاين/ مراكش
المهرجان الدولي للفيلم يشكل واجهة سياحية لمدينة مراكش ونافدة
لتنشيط الحياة الاقتصادية للمدينة والترويج للمنتجات المغربية.
بعد أن أطفأ شمعته العاشرة، تعددت أوجه تألق وإشعاع المهرجان الدولي
للفيلم بمراكش، إذ تمكن من كسب رهانات أولها ضمان حضور دولي لافت، وثانيها
تحريكه لعجلة الاقتصاد والسياحة ستنعكس نتائجها بلا شك على ساكنة المدينة
الحمراء، هذا فضلا عن التنشيط الثقافي والفني.
ويؤمن منظمو هذه التظاهرة بأن الثقافة والفن أضحيا قاطرتين مهمتين
للدفع بعجلة الاقتصاد وربح رهان التنمية المستدامة، كهدف خلاق تظهر بوادره
قبل انطلاق التظاهرة، التي يشرع في الإعداد لها بانتهاء كل دورة، فتنشط
حركة الإعلانات واللقاءات الماراتونية للتعريف بالمدينة الحمراء كوجهة
سياحية مغرية (فنادق فاخرة ورياضات وصناعة تقليدية وساكنة مضيافة).
وليس بالغريب أن يتحول قصر المؤتمرات، الذائع الصيت عالميا والذي
يحتضن جل أنشطة المهرجان، طيلة أزيد من أسبوع (3-11 دجنبر)، إلى خلية نحل
ووجهة يقصدها القادمون إلى مدينة النخيل، فهو أول حدث يسمعه داخلها من
الأفواه مباشرة، أو يقرأون عليه في وسائل الإعلام وفي الملصقات التي نصبت
في كل شوارع وحواري المدينة.
وزكى المدير الفني للمهرجان السيد برونو بارد هذا المنحى الإشعاعي
بتأكيده، على أن "هذه التظاهرة تساهم، بالإضافة إلى الترويج للمدينة
الحمراء، في تنشيط الحياة الاقتصادية للمدينة بخلقها لفرص شغل طيلة مدة
المهرجان، وفي تحريك عجلة الخدمات بمختلف أشكالها.
وأكد عدد من المعنيين (تجار وأرباب بزارات ومطاعم ومقاهي) أن مراكش
تعرف خلال فترة المهرجان، بل وقبله وبعده، طفرة مهمة من الناحية
الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، مضيفين أن بعض المحلات التجارية
تتجند لمواكبة الحركية بالرفع من سقف أوقات عملها التي قد تتجاوز في بعض
الأحيان منتصف الليل بساعات.
وسجل صاحب محل في هذا الإطار أن القفطان والجلابة المغربية (رجالية
ونسائية) من المنتوجات التي تعرف رواجا منقطع النظير خلال هذه الفترة، كما
تنتعش مهن أخرى كمتعهدي الحفلات، وشركات الأمن الخاص، وترتفع مبيعات الصحف،
خاصة الوطنية التي تزود القراء بآخر أخبار نجومهم المفضلين.
وبخصوص قطاع الفندقة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش
السيد كمال الدين فاهر، في تصريح مماثل ، أن عدد السياح الوافدين إلى مراكش
ارتفع بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بنسبة 20 في المائة.
وحسب المدير الفني للمهرجان، فان هذه التظاهرة السينمائية تشكل مناسبة
أيضا يلتقي فيها مهنيو السينما المغاربة مع نظرائهم من مختلف بلدان العالم
للتواصل وتبادل التجارب، أي أن المهرجان ليس فقط تظاهرة وملتقى لتلاقح
الثقافات بل هو أيضا موعد يدفع بعيدا بصناعة السينما المغربية.
واستطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بفضل مصداقيته ومجهودات
القيمين عليه، يؤكد السيد برونو، الذي يشغل منصب المدير الفني للتظاهرة منذ
سبع سنوات، أن يروج للثقافة المغربية ويعطيها إشعاعا دوليا، ووقوف العالم
بأسره على "قدرة المملكة على تنظيم تظاهرة ضخمة تضاهي في دقة تنظيمها ووزن
الأسماء التي تحضرها تظاهرات سينمائية عالمية من قبيل كان والبندقية وبرلين
وسان سيباستيان".
و"يتسم المهرجان بطابعه المتجدد"، يقول السيد برونو، تماما كما
السينما التي تواكب مستجدات العالم، ولاختيار الأفلام التي ستشارك في
المهرجان، يشاهد مديره الفني 1200 فيلم سنويا، معتمدا على معايير صارمة
لخصها في الجودة والانضباط للقواعد السينمائية.
ويظل المهرجان الدولي للفيلم موعدا ثقافيا جذابا، أبعاده ذات امتدادات
متشعبة اقتصادية واجتماعية، وملتقى سينمائيا سنويا منفتحا على مخيال الشعوب
وعلى كل الآفاق.(ماب)
ميدل إيست أنلاين في
10/12/2010
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
جاذبية ثقافية ذات امتدادات اقتصادية واجتماعية
و م ع/
مراكش- (من مبعوثي الوكالة) بعد أن أطفأ شمعته العاشرة، تعددت
أوجه تألق وإشعاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ تمكن من كسب رهانات
أولها ضمان
حضور دولي لافت، وثانيها تحريكه لعجلة الاقتصاد والسياحة ستنعكس نتائجها
بلا شك على
ساكنة المدينة الحمراء، هذا فضلا عن التنشيط الثقافي والفني
ويؤمن منظمو هذه التظاهرة بأن الثقافة والفن أضحيا قاطرتين مهمتين للدفع
بعجلة الاقتصاد وربح رهان التنمية المستدامة، كهدف خلاق تظهر بوادره قبل
انطلاق التظاهرة، التي يشرع في الإعداد لها بانتهاء كل دورة، فتنشط حركة
الإعلانات واللقاءات الماراطونية للتعريف بالمدينة الحمراء كوجهة سياحية
مغرية (فنادق فاخرة ورياضات وصناعة تقليدية وساكنة مضيافة....).
وليس بالغريب أن يتحول قصر المؤتمرات، الذائع الصيت عالميا والذي
يحتضن جل أنشطة المهرجان، طيلة أزيد من أسبوع (3-11 دجنبر)، إلى خلية نحل
ووجهة يقصدها القادمون إلى مدينة النخيل، فهو أول حدث يسمعه داخلها من
الأفواه مباشرة، أو يقرأون عليه في وسائل الإعلام وفي الملصقات التي نصبت
في كل شوارع وحواري المدينة.
وزكى المدير الفني للمهرجان برونو بارد في تصريح لوكالة المغرب العربي
للأنباء هذا المنحى الإشعاعي بتأكيده، على أن "هذه التظاهرة تساهم،
بالإضافة إلى الترويج للمدينة الحمراء، في تنشيط الحياة الاقتصادية للمدينة
بخلقها لفرص شغل طيلة مدة المهرجان، وفي تحريك عجلة الخدمات بمختلف
أشكالها.
وفي تصريحات استقتها الوكالة، أكد عدد من المعنيين (تجار وأرباب
بزارات ومطاعم ومقاهي...) أن مراكش تعرف خلال فترة المهرجان، بل وقبله
وبعده، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ،
مضيفين أن بعض المحلات التجارية تتجند لمواكبة الحركية بالرفع من سقف أوقات
عملها التي قد تتجاوز في بعض الأحيان منتصف الليل بساعات.
وسجل صاحب محل في هذا الإطار أن القفطان والجلابة المغربية (رجالية
ونسائية) من المنتوجات التي تعرف رواجا منقطع النظير خلال هذه الفترة، كما
تنتعش مهن أخرى كمتعهدي الحفلات، وشركات الأمن الخاص، وترتفع مبيعات الصحف،
خاصة الوطنية التي تزود القراء بآخر أخبار نجومهم المفضلين.
وبخصوص قطاع الفندقة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش
كمال الدين فاهر، في تصريح مماثل ، أن عدد السياح الوافدين إلى مراكش ارتفع
بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بنسبة 20 في المائة.
وحسب المدير الفني للمهرجان، فان هذه التظاهرة السينمائية تشكل مناسبة
أيضا يلتقي فيها مهنيو السينما المغاربة مع نظرائهم من مختلف بلدان العالم
للتواصل وتبادل التجارب، أي أن المهرجان ليس فقط تظاهرة وملتقى لتلاقح
الثقافات بل هو أيضا موعد يدفع بعيدا بصناعة السينما المغربية.
واستطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بفضل مصداقيته ومجهودات
القيمين عليه، يؤكد برونو، الذي يشغل منصب المدير الفني للتظاهرة منذ سبع
سنوات، أن يروج للثقافة المغربية ويعطيها إشعاعا دوليا، ووقوف العالم بأسره
على "قدرة المملكة على تنظيم تظاهرة ضخمة تضاهي في دقة تنظيمها ووزن
الأسماء التي تحضرها تظاهرات سينمائية عالمية من قبيل كان والبندقية وبرلين
وسان سيباستيان".
و"يتسم المهرجان بطابعه المتجدد"، يقول برونو، تماما كما السينما التي
تواكب مستجدات العالم، ولاختيار الأفلام التي ستشارك في المهرجان، يشاهد
مديره الفني 1200 فيلم سنويا، معتمدا على معايير صارمة لخصها في الجودة
والانضباط للقواعد السينمائية.
ويظل المهرجان الدولي للفيلم موعدا ثقافيا جذابا، أبعاده ذات امتدادات
متشعبة اقتصادية واجتماعية، وملتقى سينمائيا سنويا منفتحا على مخيال الشعوب
وعلى كل الآفاق.
الخبر المغربية في
10/12/2010
مهرجان الفيلم بمراكش يفتح نافذة على اليابان
بتكريمه المخرج كيوشي كوروساوا
و م ع/
مراكش - فتح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش نافذة على السينما
اليابانية بتكريمه مساء اليوم الخميس لأكثر المخرجين غزارة ببلاد الشمس
كيوشي
كوروساوا
وسلم النجمة الذهبية لمخرج "أنشودة طوكيو" بقصر المؤتمرات بمراكش ، مدير
البرمجة بالمركز السينمائي الفرنسي، جان فرانسوا روجي، والممثلة الفرنسية،
إيرين جاكوب.
ووصف المخرج الياباني في كلمة بالمناسبة تكريمه بمراكش ب"مشهد أخاذ
مستوحى من فيلم خيالي"، وهو احتفاء ، يضيف كوروساوا "يثلج الصدر".
أما جان فرانسوا روجي فقال إن المخرج الياباني يتمتع بحيوية إبداعية
نادرة، مشيرا إلى أن أفلامه، التي تتميز بالقلق، تسائل بذكاء العلاقة بين
الإنسان والمجتمع، والهوية، وتيمات الخوف والموت.
ويعد كيوشي كوروساوا (المزداد سنة 1955)، الذي يخضع خيال الإنسان
لمعالجة فنية تحمل بصماته، من السينمائيين الشباب الذين تتلمذوا ب "مدرسة
سوبر 8"، كهيديو ناكاطا وشينيا تسوكاموتو الذين أعقبوا "الموجة اليابانية
الجديدة" لسنوات الستينات والسبعينات وروادها شوهي إيمامورا ونازيجا أوشيما.
ويعتبر فيلم "أنشودة طوكيو" من أهم أعمال كوروساوا وقد قارب فيه موضوع
اليوم العادي ولكن بقلق ليبقى وفيا لخطابه ورؤيته الفنية.
وبالإضافة إلى "أنشودة طوكيو" أخرج ساموراي السينما اليابانية أعمالا
مهمة منها "المنزل السعيد" و"علاج" و"مسار الثعبان" و"عيون العنكبوت"
و"كاريزما" و"قنديل البحر"
الخبر المغربية في
10/12/2010 |