معركة سنوية يخوضها الفنان عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة
السينمائي فما تكاد تنتهي فعاليات المهرجان حتي يحاصر بسيل من النقد
والهجوم، وفي
الدورة الـ 34 والتي تختتم فعالياتها اليوم لم تختلف كثيرًا حيث حاصرتها
الشكاوي
والشائعات، التقينا رئيس المهرجان لنعرف منه الحقائق ونتعرف عن
سبب تمسكه بهذا
المنصب بجانب بعض كواليس المهرجان في هذا الحوار:
·
في البداية ما هو تقييمك لهذه
الدورة من مهرجان
القاهرة السينمائي؟
-
بعيدًا عن الادعاءات اعتبرها الأفضل علي
الإطلاق في تاريخ رئاستي له منذ خمس دورات. واستطيع أن أقول
فمنذ الدورة الأولي
ونواجه صعوبة التطبيق للنظام خاصة مع بشر اعتادوا علي العمل بطرق معينة
طوال حياتهم
فكان من الطبيعي أن يأخذ التغيير وقتًا طويلاً .
·
<
ولكن بماذا
تفسر تجاهل النجوم المصريين لهذا المهرجان.
-
في الحقيقة هذه
معضلة لم أجد لها تفسيرًا حتي يومنا هذا ولست بمفردي الذي اشعر باستياء
شديد من هذه
التصرفات والتمست الاعذار كثيرا من قبل ولكن في النهاية لم أجد أي مبرر أو
سبب
لتخلي هؤلاء النجوم عن المهرجان الذي يمثل مصر أمام العالم
ويعتبر عرسًا لهم
واحتفالاً بالفن الذي يقدمونه.
·
<
ولكن بعض النجوم يقولون إن
إدارة المهرجان لم ترسل لهم دعوات لحضور حفل الافتتاح والختام؟
-
هذا كلام «عبيط» لا يمكن أن يصدقه عقل فهل يمكن أن يصدق أحد أن
المهرجان الذي يتكلف
هذه الميزانية ونهتم فيه بكل صغيرة وكبيرة ينسي أن يرسل دعوات للنجوم، هذا
غير
حقيقي وحتي ما ردده من قبل الفنان حسين فهمي عن تجاهل المهرجان له لم يكن
حقيقيًا
فقد ارسلت له الدعوة علي عنوانه ولكنه كان قد ترك المنزل فهل
هذا ذنبي؟
·
<
لماذا لم تعقد جلسات مع هؤلاء النجوم لزيادة توعيتهم بأهمية
الحضور والتعرف علي أسباب غيابهم المتعمد كل عام؟
-
هذا ما أقوم
به باستمرار أعقد معهم جلسات واتحدث معهم واذكرهم بموعد المهرجان وكأنني
استعطفهم
لأن يحضروا مهرجان بلدهم وحتي أثناء مشاركتي لهم في الأعمال الفنية ولكن كل
دورة
تتكرر هذه الأمور.
·
<
بماذا تفسر الهجوم علي المهرجان لكونه غير
قادر علي استضافة نجوم عالميين بما يتناسب مع أهميته؟
-
هذا
الكلام غير حقيقي وللأسف تسبب فيه الاعلام المصري الذي ظل يردد هذه
الأقاويل بالرغم
من استضافتنا لاهم نجوم العالم ولن أقول إن هذا يحدث في عهدي ولكن في عهد
حسين فهمي
حيث استضاف اربعة من نجوم الاوسكار من بينهم «آلن ديلون» ولكن
الصحافة تردد كلامًا
من الخيال وفي هذه الدورة استضفنا ريتشارد جير وجوليت بينوش وآخرين فما
الذي
يريدونه وفي امكاني ان استضيف نجومًا أكثر ولكنني محكوم بميزانية وأقول
للجميع
اعطوني نصف ميزانية مهرجان «دبي» وسوف أصنع لكم مهرجانًا مثل
مهرجان كان.
·
<
هناك منافسة شديدة بين مهرجان القاهرة ومهرجانات الدول
العربية الأغني وبالفعل ينجحون في استضافة نجوم العالم.. كيف تري مصير هذه
المنافسة؟
-
مع احترامي للجميع مصر هي الوحيدة في المنطقة التي
تملك مهرجانا عالميا والمفاجأة التي يتجاهلها أو يجهلها رجال الإعلام هي
أننا في
الترتيب الثالث بين المهرجانات الدولية بعد مهرجان كان، ولكن
مهرجان دمشق أو دبي أو
المغرب أو غيرها مهرجانات محلية حتي إن أطلقت علي نفسها اسم دولية، ولكن
الحقيقة هي
أن مصر فقط صاحبة المهرجان الدولي والأشهر في العالم.. وحتي مهرجان
الأوسكار الدولي
يأتي بعد مهرجان القاهرة السينمائي لأن جائزة الأوسكار محلية تمنحها مؤسسة
أمريكية.
·
<
وما ردك علي من يقولون إن مهرجان القاهرة السينمائي اقترب من
النهاية والصدارة ستكون لمهرجانات الخليج؟
-
يؤسفني أن أقول لهم
«الفلوس»
لن تصنع لكم تاريخا ونحن أصحاب 100 سنة صناعة سينما وأربعة وثلاثين عاما
في مهرجان دولي فمن المستحيل أن يتم شراء ذلك بالمال ولن تتمكن دولة لا
تملك صناعة
السينما أن تتفوق علي مصر رائدة صناعة السينما في العالم العربي ويكفي أن
النجوم
المصريين عندما يحضرون لهذه المهرجانات يكون الاحتفاء بهم
موازيًا لاحتفال المصريين
بنجوم الأوسكار والعالم.
·
<
وما ردك علي ما تردد حول تخفيض
ميزانية المهرجان هذا العام بسبب عدم رضا وزارة الثقافة علي مستواه؟
-
هذا الكلام غير حقيقي وأقول لهم كفي كلاما سلبيا من شأنه أن
نقلل من
أنفسنا، كفانا جلد الذات، وزارة الثقافة تدعم المهرجان وكل الجهات المعنية
تعمل علي
إنجاحه ولكن ما لا أستطيع أن أنكره أن ميزانية المهرجان هذا العام لم تتخط
الـ8
ملايين جنيه وهذا مبلغ هزيل جدا ولكني أعمل في هذا المهرجان
بمبدأ «الشاطرة تغزل
برجل حمار».
·
<
وهناك انتقاد لإدارة المهرجان لعدم قدرتها علي
جذب رعاة من رجال الأعمال وأعتبر البعض أن من غير اللائق
الاستعانة بشركة مكياج
لرعاية المهرجان.
-
إذا وجدت شركة «سجاير» توافق علي رعاية
المهرجان لن أتردد بشرط أنني لن أذكر اسمها وسأكتفي بتوجيه الشكر لها، أما
بالنسبة
لشركة المكياج فهذا شيء مشرف وليس به عيب ومن ينتقد هذا فهو غير واع لأن
مهرجان
«كان»
الأهم في العالم ترعاه شركة مكياج أيضا.
·
<
البعض وجد أنه
ليس هناك أهمية لعمل قناة متخصصة للمهرجان، خاصة أن التليفزيون المصري يغطي
المهرجان كل عام؟
-
هذا الكلام يجعلنا نعود لنقطة الصفر فأنا أسعي
لأن أخصص قناة للمهرجان منذ بداية عهدي.. وأعتبر هذه القناة مهمة جدا لأنها
تغطي كل
تفصيلة بعكس الإعلام المصري، كما أنها وسيلة لجذب المعلنين والرعاة وأستطيع
أن أقول
للجميع إن عدد الزائرين علي موقع «اليوتيوب» وصل لـ85 مليونًا يوميا وهذا
جذب
العالم ليتفاعل مع هذا الحدث المصري العالمي.
·
<
فيلم «الشوق»
الذي مثل مصر في المسابقة الرسمية ضعيف ولا
يصلح لأن يحمل اسم مصر؟
-
هذا ما فوجئت به، فبالفعل الفيلم سيئ، ولكن ما الحل، هذا ما
تمكنا من
العثور عليه والحقيقة أنني طلبت من الفنانة بشري تقديم فيلم «678»
للمشاركة، ولكنها
لم توافق وقالوا إنهم سوف يرسلونه لمهرجان دبي السينمائي، وأعتقد أن هذا شئ
مؤسف
ولكن الحل ليس بيدي.. وكنت أتمني أن يكون الفيلم أفضل من ذلك.
·
<
ولماذا رفضت فيلم «حاوي» الذي كان سيمثل مصر في الافتتاح؟
-
لا
أستطيع أن أتذكر السبب الحقيقي وراء ذلك، ولكن أستطيع أن أقول إن فيلم «عام
آخر»
الذي تم عرضه كفيلم الافتتاح لم يكن الأفضل
وبالمناسبة عرض الفيلم في الافتتاح لا
يلاقي إقبالا وأنا نفسي لا أحضره، لأن الصوت يكون سيئًا جدا
والمكان غير ملائم
للعرض.
·
<
مازال رجل الشارع العادي لا يهتم بالمهرجان وأفلامه
ويقتصر الاهتمام علي متابعة فساتين النجمات في الافتتاح والختام كيف يتم
التغلب علي
غياب هذا الوعي؟
-
كنت أرفع يدي للسماء وأقول يا رب احم المهرجان
هذ العام لأن هناك تحديات كثيرة من بينها الانتخابات وإنشغال الناس بها
وموسم عيد
الأضحي السينمائي ولكن لأن نيتي كانت صافية الحمد لله الإقبال زاد لأول مرة
لدرجة
أن القاعات كانت ممتلئة حتي في الأوقات المبكرة للعروض
وبالمناسبة أنا أضع هذه
النقطة في الاعتبار لذلك أقوم بعمل دعوات وكارنيهات للنقابات وأذهب
للجامعات بنفسي
وأدعو الطلبة وأحمل شعار المهرجان لأجذب الناس لهذا الحدث.
·
<
بالمناسبة كم تتقاضي علي عملك كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي؟
-
مبلغ من العيب أن أقوله حتي لا يصاب من يسمعه بالدوخة وأقسم أن
أجري في العام من
المهرجان لا يصل إلي 10% من أجري علي مسلسل تليفزيوني ولن أقول فيلم هذا
بالإضافة
لأنني أنفق هذا المبلغ علي المهرجان.
·
<
يتردد أنك تسعي لمنصب
سياسي وخاصة وزير الثقافة؟
-
أقسم أنني لا أسعي لأي مناصب سياسية
لأنني أكره السياسة لأنها خربت بيتنا وشردت والدي وجعلتنا نضطر للشحاذة
بمعني
الكلمة لأن والدي كان أحد الضباط الأحرار ولذلك أكرهها وإذا تم عرض منصب
وزير
الثقافة علي سوف أرفضه بدون تفكير لأنني لم اعتد الجلوس في
المكاتب أنا فنان وأحب
مجالي ولن أغيره؟
·
<
متي ستتقدم باستقالتك؟
-
إذا استقال فاروق حسني وزير الثقافة أو ترك منصبه لأي سبب من
الأسباب وهذا هو قرار
اتخذته من قبل.
·
<
إذن بذلك تؤكد أنك رجل وزير الثقافة والمحسوب
عليه؟
-
هذا غير حقيقي ولم أكن أعرف وزير الثقافة ولم أقابله قبل
تعييني في هذا المنصب سوي مرة واحدة والمرة الثانية عندما أخبرني بقرار
تعييني ولكن
هذا من الذوق لأنه هو الذي قام بتعييني ولكي أترك الفرصة لمن يتولي المهمة
بدلا منه
لأن يختار من يري فيه القدرة علي رئاسة هذا المهرجان والسبب الثاني لأستقيل
من
المهرجان وهو إذا ضعفت صحتي أكثر من ذلك لأنني أتحمل ضغوطاً
كثيره وأصبحت أتحامل
علي صحتي وعلاقتي بأسرتي من أجل إنجاح هذا المهرجان.
·
<
ما الذي
يدفعك للاستمرار في رئاسة المهرجانات في ظل النقد والهجوم والميزانية
الضعيفة؟
-
المسئولون وضعوا ثقتهم في عزت أبو عوف وهذه الثقة
تسعدني لأني وجدت أخيرًا من يعترف بقدرتي علي تحمل المسئولية. وهناك من
يقول إنني
مستمر في منصبي طمعا في الأجر الذي اتقاضاه نظير هذه المهمة.
·
<
بالمناسبة كما تتقاضي علي عملك كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي؟
-
مبلغ من العيب أن أقوله حتي لا يصاب من يسمعه «بالدوخة» وأقسم
أن أجري في
العام من المهرجان لا يصل إلي 10% من أجروي علي مسلسل تليفزيوني ولن أقول
فيلم، هذا
بالاضالفة لإنني أنفق هذا المبلغ علي المهرجان.
روز اليوسف اليومية في
10/12/2010
آيتن أمين: «69 المساحة» يحكي معاناة المسنين ومنهم والدي
كتب
ايه رفعت
استطاعت المخرجة آيتن أمين أن تحصد جائزة «ملتقي القاهرة
السينمائي» عن سيناريو أول أفلامها الروائية «69 المساحة»، حيث أكدت آيتن
أنها
فوجئت بهذا الفوز خاصة وأنه كان يشارك معها 27 فيلما روائيا تم
اختيار 12 فقط
للمشاركة في الملتقي الذي يقام لأول مرة خلال فعاليات مهرجان القاهرة
السينمائي
الدولي.
وأضافت آيتن: فوجئت عند اختيار مشروعي للدخول للجنة التحكيم الخاصة
بوزارة الثقافة وذلك لاختيار أفضل سيناريو من بين 10 أفلام مقدمة، وقد
اتصلوا بنا
جميعًا وحضرنا في ختام الملتقي وقد أعلنوا أن السيناريو الذي
قمت بكتابته مع محمد
الحاج هو الذي فاز بمنحة إنتاجية من وزارة الثقافة قدرها 100 ألف جنيه مصري.
وعن ميزانية الفيلم والإنتاج الخاص به قالت آيتن إنها اتفقت مسبقا مع
المنتج إيهاب أيوب علي إنتاج الفيلم وكان يبحث عن شريك في الإنتاج مضيفا
انها لا
تعلم كيف ستسير الأمور بعد الفوز بالجائزة فربما تتغير مع وجود
دعم وزارة الثقافة
المالي.
روز اليوسف اليومية في
10/12/2010
جوليا برونو: السينما بديل لكل اللغات
كتب
اسلام عبد
الوهاب
اتسمت ندوة «السينما والثقافة البصرية» التي عقدت الثلاثاء
الماضي وأدارتها المنتجة ماريان خوري بالهدوء والإنصات للمحاضرة «جوليا
برونو»
أستاذة الدراسات البيئية والبصرية بجامعة «هارفورد» فبالرغم من وجود المخرج
المصري
المكرم «ميلاد بسادة» و«فيكتور يوخاي» رئيس اتحاد الموزعين بجنوب أفريقيا،
إلا أنهم
آثروا عدم إلقاء كلمتهم للاستفادة والاستماع من علم جوليا برونو والتي
أعربت عن
فخرها لوجودها في مصر للتحدث حول الثقافة البصرية في السينما
بشكل عام.
قالت برونو: إنها تعتبر هذه المحاضرة نوعًا من تبادل المعرفة والتحدث
عن
السينما وتحدثت عن العلاقة بين الحركة والعاطفة فقالت: إن العواطف والمشاعر
تتحرك
وبالتالي عندما يمس فيلم مشاعرنا فهي تحركنا حتي لو لم يكن هناك شيء مادي،
وأضافت:
إن أهمية الفيلم من أهمية القطار فهو ظهر في نفس الوقت الذي اخترع فيه
القطار
كوسيلة مهمة للمواصلات!
وهو دليل علي أهمية الاثنين كما أننا لا يمكن أن
نحيا بدون أفلام تحرك مشاعرنا.. ولهذا كان كتابها «مستقبل السينما» وما
يحدث من
تغيرات في العصر الرقمي أشار إلي هذه النقطة. وأضافت أن
السينما أوجدت وسيلة
للتفكير المرئي فلا يمكن أن يمر علينا فيلم نشاهده دون أن نفكر في الصور
والموسيقي
والحركات داخل العمل.
لذلك فالسينما هي لغة تسيطر علي باقي اللغات الأخري
وما يحدث في الغرب أنه مع موت السينما التقليدية أدي إلي ظهور أشكال متطورة
من الفن
القائم علي السينما. وقالت برونو: «عندما قمت بزيارة المتحف
المصري وجدت المومياوات
المحنطة في غاية الروعة وهي تشبه الأفلام المصرية القديمة فالاثنان رغم
موتهما إلا
أنهما باقيان بما تركاه من بصمة في نفوس الجميع».
وقال فيكتور يوخاي: إن
السينما بدأت مع عقول البشر منذ السينما الصامتة مرورا بالسينما الرقمية
وأخيرا
سينما التركيب وهي مراحل مهمة في صناعة السينما. ونحن الآن بصدد سينما
التركيب أو
ما يسمي بـ«عملية التركيب الرقمي» وقد استخدم الفنانون هذا
التركيب للتعبير عن فنهم
وأفلامهم.
روز اليوسف اليومية في
10/12/2010
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يتبني شعارات فضفاضة
كتب - عبد النور خليل
لا اتجاوز الحقيقة
إذا قلت إن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عمره الرابع والثلاثين، بل
ومنذ عدة
دورات أخري سابقة قد تحول إلي مهرجان «الحفل الواحد» وهو حفل الافتتاح..
وأن إدارة
المهرجان والقائمين علي تنظيم نشاطاته ركزوا اهتمامهم الكامل علي حفل
الافتتاح
وأهملوا الكثير مما يفترض أن يقدمه المهرجان من أنشطة ثقافية
جادة تحتفي بجمهور
مصري عاشق لفن السينما أيا كان لونها وجنسها وانتماؤها.. واكتفوا بالشعارات
العريضة
التي تخلو من مضمون موضوعي جاد.. مثل «مصر في عيون السينما العالمية».. إن
السينما
العالمية يا سادة لم تنصف مصر يوما فيما قدمته من أفلام، ولم تعن بالحضارة
المصرية
العريقة، بل كان يهمها الجو الفرعوني الذي تثير به انتباه رواد السينما في
العالم
فقط.. وفروع الشركات العالمية التي صورت هذه الأفلام في حضن
الآثار المصرية
الخالدة، كانت بالدرجة الأولي تسعي إلي استغلال فائض ايراداتها المكدسة في
مصر، وقت
كان في مصر قانون الرقابة علي النقد الذي يجبر علي هذه الشركات ألا تخرج
غير 40% من
ايراداتها إلي الخارج وتبقي 60% في مصر تنفقها مجبرة داخل بلادنا.. بهذا
المنطق
نشأت فكرة تصوير أفلام مثل «وادي الملوك» و«الوصايا العشر»
و«موت علي النيل»
و«الخرطوم» و«الإنجيل» و«ذهب النيل» و«القاهرة» و«فرعون الذهبي».. وأغلب
هذه
الأفلام تضمنت الكثير من الإساءة إلي الحضارة المصرية، مثلما
قدم سيسل دي ميل زاعما
أن اليهود في مصر كانوا هم بناة الهرم كعبيد تسحقهم الأحجار التي ينقلونها
بالسخرة،
ويفقدون أرواحهم تحتها.. ودعوني أصفق هنا للأثري الكبير د. زاهي حواس في
الندوة
التي عقدت تحت هذا الشعار «مصر في عيون السينما العالمية» وهو
يقول صراحة إن
السينما العالمية في كل ما قدمته من أفلام صورت في مصر، أو تناولت حضارة
مصر لم
تنتصر لها، بل أساءت إليها.
والندوات حكايتها حكاية.. كما قلت كانت مجرد
شعارات فضفاضة مثل «السينما الأفريقية إلي أين؟!» ندوة مديري
المهرجانات الشرق
الأوسطية الذين يرددون كلاما معادا مكررًا عن تضارب المواعيد وتداخلها
ويفضلون
بالدرجة الأولي أن ثمة قوي خارجية تسيطر علي بعض هذه المهرجانات من خلال
مديرين
ومنظمين من جنسيات أخري كما هو الحال في مهرجان الشرق الأوسط
الذي يتولاه مديرون
ومنظمون من فرنسا.. ونحن في مهرجان القاهرة نتباكي ونصرخ بأننا لا نجد
التمويل
الكافي لمهرجاننا حتي نحافظ علي صفته كأول مهرجان سينمائي عالمي في الشرق
الأوسط..
رحم الله الكاتب الكبير سعد الدين وهبة الذي كان يجعل المهرجان صاحب كيان
معنوي
يحقق فائضًا من الربح بعد كل دورة مستغلاً كل الإمكانيات المتاحة من وفرة
في
الأفلام الجيدة التي يقبل عليها الجمهور، وإمكانية الحصول علي
تواريخ ثابتة محددة
لأكثر من عشرين دار عرض سينمائي ترتبط بتقديم أفلام المهرجان.. والحصول علي
كم كبير
من الدعاية لبرامج المهرجان اليومية في التليفزيون والصحف والمجلات مجانًا.
تسول دور العرض
في الاجتماع اليتيم الواحد لما يسميه المنظمون
لمهرجان القاهرة «اللجنة العليا الاستشارية» وهي غير اللجنة
العليا التي لا تتجاوز
أصابع اليدين، وتنفرد بكل قرارات تنظيم المهرجان علي غير ما ألفناه في
الثمانينيات
والتسعينيات حيث كانت هناك لجنة عليا واحدة تملك القرار.. أقول في هذا
الاجتماع
اليتيم، برزت مشكلة دور العرض التي تعرض أفلام المهرجان.. وشكا
عزت أبو عوف، ومعه
المسئول عن عروض المهرجان، أنهم لا يجدون دور عرض تقدم أفلام المهرجان، وأن
المتاح
فقط داران أو ثلاثة وأنه لا توجد دور عرض لثلاثة أو أربعة أفلام مصرية -
لأول مرة
منذ أعوام - داخل المسابقة الرسمية.. هل هذا منطق.. لقد تحرك
موعد افتتاح المهرجان
لكي لا يتعارض مع الشهر الفضيل رمضان، وحدد له تاريخا معلنا بعد العيد
الكبير عيد
الأضحي، وكان معروفا منذ البداية أن عددا من الأفلام المصرية سوف يحتل دور
العرض،
ربما لشهور عديدة بعد العيد، وكان يجب علي إدارة المهرجان
ومنظميه أن يسعوا لتأمين
عدد من «الشاشات» ولا أقول الدور كاملة فأكثرها يضم أربع شاشات أو خمسًا
ويضمنون أن
يعرضوا فيها أفلام المهرجان.. ولولا أن تطوع ممدوح الليثي، رئيس جهاز
السينما
بتخصيص دار عرض فاميلي سينما في المعادي لتقديم عرض واحد لكل
فيلم مصري داخل
المسابقة وخارجها، لما وجدت الأفلام المصرية دارا لعرضها في حفل السواريه،
وناهيك
عن الصعوبات التي يتكبدها الصحفيون للعودة من المعادي بعد منتصف الليل.
حتي
هذه الأفلام المصرية، التي تمثل السينما المصرية، في مسابقة المهرجان
اختيرت بمبدأ «المتاح» وليس الأجور.. وأتوقف كثيرًا أمام
أولها وهو فيلم «الشوق» إخراج خالد
الحجر.. تمويله المشبوه فرض عليه أن يقدم صورة مهلهلة لمجتمعنا المعاصر،
واستعراض
صور هابطة مشوهة لهذا المجتمع الذي تحكمه سيدة هي سوسن بدر - وهي نجمة
كبيرة متفوقة
بلا شك - تبدو عليها مظاهر الثراء فجأة بثروة جمعتها من التسول لكي تمول
بها كل
فقراء الحارة المصرية، المعدمين وأختان روبي وأختها تضطران في
النهاية إلي السقوط
بسبب الحاجة.. يا سادة.. يا صناع السينما في مصر إن التمويل الخارجي
لأفلامكم لا
يرتضي المشاركة إلا في إنتاج أفلام تصور الجوع والفقر والضياع في مجتمع
الدول
النامية لكي يقدمها لمواطنيه ليظهر لهم النعيم والرفاهية التي
ينعمون بها..
والأمثلة لا تعد ولا تحصي في تجارب كثيرة سابقة.
المهرجان لا يشكو ضائقة
مالية
فاجأتنا سهير عبدالقادر. نائبة رئيس المهرجان أن المهرجان لا يشكو أي
ضائقة مالية.. وأن هناك ما يقرب من 16 ممولاً ساندوا المهرجان هذا العام -
راجعوا
معي الصفحة الأخيرة من مجلة المهرجان اليومية «بانوراما» -
ونائبة الرئيس معها حق،
خاصة إذا عرفنا أن مساهمة وزارة الثقافة قد تجاوزت هذا العام خمسة ملايين
جنيه..
ومع الاعتراف بعدم وجود ضائقة مالية، كان
المفروض أن يتحرر الأداء ويأخذ مهرجان
القاهرة مكانه الطبيعي كالمهرجان العاشر بين المهرجانات
الدولية، لكن ما يحدث غير
هذا تمامًا.. المال ذهب إلي بهرجة غريبة مثل الطباعة الفاخرة للكتب عن
المكرمين،
داخل مصر وخارج مصر ومصر في عيون السينما العالمية والثراء الفاحش الذي
أنفق علي
أفيشات المهرجان التي تحتل دار الأوبرا ومنطقتها، وأنا لا أدري
ما هي الحكمة في أن
تتضمن بعض هذه الأفيشات نصف وجه نفرتيتي رمز مصر.. ولا أدري الحكمة في
اختيار فيلم «عام آخر» لافتتاح المهرجان، وقد تكرر عرضه
مثل الكثير من الأفلام في مهرجانات أخري
مثل «دمشق» و«الشرق الأوسط» وغيرها، ولماذا لم يكن الفيلم
الأرجنتيني الإسباني «السر
في عيونهم» الذي تفوق علي كل الأفلام الناطقة بلغة أجنبية وفاز بجائزة
الأوسكار هذا العام، وهو موجود وعرض في أكثر من عرض في الدور التي نجح
المهرجان في
اقتناصها؟! ما علينا..
رئيس المهرجان عزت أبو عوف يقول إن المهرجان عبء
ثقيل يحمله للسنة الخامسة.. ولا أدري ولا أعرف هذا العبء؟! فهو لا يتعب
نفسه ويحضر
مهرجان السينما العالمية، فلم أسمع أنه ارتحل إلي برلين أو كان أو فينسيا
فقط لكي
يختار أو يشاهد ما يعرض فيها من أفلام، أو حتي يرتاد الأسواق التجارية
العالمية
التي تقام مصاحبة لهذه المهرجانات وتدلل علي الإنتاج السينمائي
العالمي من كل
الجنسيات، وترحب الكثير من الشركات المشتركة فيها بتقديم إنتاجها الجديد في
مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي بشهرته العريضة تسانده الحضارة المصرية أصل كل
الحضارات..
أقول للفنان الكبير عزت أبو عوف إن هناك
قانونًا أصدره البرلمان الإيطالي ألا يستمر
رئيس مهرجان فينيسيا في رئاسته للمهرجان أكثر من أربع سنوات،
وشتان في المفاضلة بين
مهرجان فينيسيا وبين مهرجان القاهرة.
الأحد القادم فيتو.. علي
مهرجان الحفل الواحد
روز اليوسف اليومية في
10/12/2010 |