قبل ساعات فقط انتهت الدورة الـ34 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
بسلبياتها وايجابياتها، البعض اعتبرها الأنجح منذ تولى الدكتور عزت أبوعوف
رئاسة المهرجان، مستشهدين بحضور نجوم عالميين، فضلا عن قوة الأفلام
المتنافسة على مختلف جوائز المهرجان، فيما اعتبرها آخرون استمرارا لمسلسل
الاخفاقات بالمهرجان خلال السنوات الماضية، مشددين على أن الحدث السينمائى
الأهم بمصر بات بلا جمهور ويعانى من الضعف وسوء التنظيم، إضافة إلى هروب
الأفلام المصرية منه وقبلها هروب النجوم الشباب عن حضور فاعلياته.
«الشروق» واجهت الدكتور عزت أبوعوف بكل تلك السلبيات، فاعترف ببعضها
ورفض البعض الآخر بشدة قبل أن يقول «أعطونى 80 مليون جنيه وأتعهد بسحق
مهرجان كان»، مشيرا إلى أنه نجح بجعل القاهرة السينمائى المهرجان الثالث
عالميا بعد كان وبرلين، متهما النجوم الشباب بخذله بالغياب عن الحدث.
● كيف تقيِّم الدورة الـ34 من عمر المهرجان؟
ــ راض عنها بنسبة 95% وهى دوره مميزة وفارقة فى تاريخ المهرجان الذى
أشرف برئاسته منذ 5 سنوات، والحقيقة أننى لم أغير استعداداتى فى هذه الدورة
عن الدورات السابقة، فأنا مثل كل عام تفرغت قبل موعد المهرجان بشهرين ونصف،
ونبذل مجهودا جماعيا بمشاركة وزارة الثقافة، والحمد لله أننى ألغيت حكاية
«ضيف الشرف» لأنه لا يوجد مهرجان محترم تكون هذه التظاهرة ضمن برنامجه، كما
تم إلغاء العروض الراقصة التى كانت تقام فى حفلى الافتتاح والختام، وهذا
أضاف للمهرجان كثيرا من الرقى والجودة.
ومن الأمور المهمة قناة المهرجان التى تعرض على مواقع الانترنت، والتى
لم تحقق مردودا كبيرا هذا العام، وننتظر منها الكثير الدورة القادمة، وقد
خصصنا لها استوديو خاصا، ونتمنى الفترة القادمة أن يتحقق حلم حياتى أن يكون
للمهرجان فندق خاص به يضم قاعات للاحتفالات ولعروض الأفلام.
وكانت تظاهرة «مصر فى عيون سينمائيى العالم» موفقة جدا وصنعت ردود
أفعال قوية فى عالم المهرجانات، لدرجة أن الجميع أشاد بفكرتها فى اجتماع
رؤساء المهرجان، وبالمناسبة هى فكرة الناقد احمد رأفت بهجت، وقد شهد
المهرجان هذا العام ظاهره غريبة، فلأول مرة فى تاريخ المهرجان يسعى الرعاة
وراءنا وليس العكس كما كان يحدث.
● هذا يعنى أن المهرجان لم يتأثر بأى أمور مادية
فى تلك الدورة؟
ــ وجود رعاة لا يعنى عدم وجود أزمات مادية، لأن الرعاة لا يعطوننا
فلوس فى أيدينا، ولكنهم يوفرون لنا خدمات بالملايين، ولا نستطيع معرفة
قيمتها إلا بعد نهاية المهرجان.
وأزمة التمويل ستظل موجودة حتى إذا وصلت ميزانية المهرجان إلى 10
ملايين دولار، لكن هذه الأزمة ليست قاصرة على مهرجان القاهرة، بدليل أن
رؤساء مهرجانات روما ولوكارنو وأبوظبى أكدوا فى الاجتماع الذى عقد خلال
الدورة أنهم يعانون من مشاكل فى التمويل.
وميزانية المهرجان كانت 8 ملايين جنيه، أضيف اليها 2 مليون جنيه دعما
من الشركة القابضة للسياحة، لكن هذا لا يكفى، وأدعى أننى إذا حصلت على 80
مليون جنيه سأنظم مهرجانا أفضل من مهرجان «كان» الذى يعانى هو الآخر من
أزمات مادية.
● تؤكد أن الاستعدادات للمهرجان لم يضف لها شىء
فهل ما وصفته بـ«نجاح» الدورة الحالية قائم على الحظ؟
ــ أنا مقتنع جدا بمقولة «الحظ لا يذهب إلا لمن يستحق»، لذلك إذا كان
نجاح هذه الدورة يعود إلى الحظ، فأنا أدعى أننا نستحق هذا الحظ، لكن
الحقيقة أن ما حدث من إبهار فى هذه الدورة يعود إلى تراكم الخبرات وليس
الحظ.
لأننى أستخدم أسلوبا علميا فى التعامل مع المهرجان، ولا أنكر أننى
أصبحت أكثر خبرة من السنوات الماضية، لأننى فى الدورة الأولى مثلا كنت لا
أفقه شيئا، وفى الدورة الثانية بدأت أفهم قليلا، أما الدورة الثالثة فبذلت
مجهودا مضاعفا ولكن رد الفعل كان محبطا وأقل مما توقعت، وفى الدورة الرابعة
كان المهرجان أفضل، والدورة الخامسة أنا راض عنها بنسبة 95 %.
● وما هى نقطة ضعف المهرجان هذا العام؟
ــ سوق المهرجان هى نقطة ضعف كبيرة فى المهرجان، وأعترف أنه كان فى
منتهى السوء، وهذا كنت أتوقع حدوثه، لأن العالم يمر بظروف مادية سيئة وليس
فقط مصر، لكن الحقيقة أن الأزمة الاقتصادية ليس السبب، وإنما انشغالنا
بأمور أخرى أهم فى المهرجان، وقد تم تأجيل مشكلة السوق للدورة القادمة
ووضعنا لها خطة تفعيل.
وقد كتبت فى وصيتى أن يكون السوق على رأس أولويات رئيس المهرجان
الدورة القادمة، سواء كنت أنا أو غيرى، لأن مهرجانا بلا سوق لا يكون
مهرجانا..فيجب أن يكون للمهرجان سوق فاعل، له تعاملات واضحة وشركات تبيع
وتشترى فيه، لأن السينما هى صناعة وليست فنا فقط.
● هل تشعر بقرب رحيلك عن رئاسة المهرجان؟
ــ لا أخشى الرحيل عن رئاسة المهرجان، ولكن أفعل ذلك تحسبا لحدوث أى
ظرف، وهذا من باب الأمانة، وبالنسبة للوصية فأنا أواظب على تركها فى درج
مكتبى منذ أن توليت رئاسة المهرجان، أكتب فيها ايجابيات وسلبيات الدورة،
وما أريد تنفيذه العام القادم وكيف يحدث.
● لماذا أكدت فى الافتتاح على أن القاهرة
السينمائى الأفضل ليس فقط فى العالم العربى وإنما فى الشرق الأوسط؟
ــ لأننا حسب ترتيب المنظمة العالمية للمنتجين نحتل المركز الثالث من
بين أهم 11 مهرجانا فى العالم.. فمهرجان كان رقم 1، ومهرجان برلين رقم 2
ومهرجان القاهرة رقم 3، يجب أن يعلم الجميع أننا من حيث درجة الجودة رقم 3
على مستوى العالم.
● الضيوف الأجانب لماذا كانت نقطة جدل حتى ليلة
الافتتاح؟
ــ لأننا تفاوضنا مع 5 نجوم والحمد لله أن الجميع وافق على الحضور،
ولكن هناك من اعتذر لأسباب خاصة به، لكن مثلا النجمة كيت وينسلت لم نصل
معها لاتفاق لأن طلباتها كانت مبالغا فيها جدا، فبخلاف ما ستتقاضاه ــ وهو
ليس المهم ــ كانت تريد 4 مرافقين، وطائره خاصة، ويحجز لها دور كامل فى
الفندق الذى تقيم فيه، وأن يكون تحت تصرفها 6 سيارات ليموزين، وهذا ما
رفضناه.
أما مايكل يورك فللأسف مرض فى نفس الأسبوع الذى أرسل موافقته على
الحضور، وكانت لفته طيبة منه أن يرسل شكرا مسجلا للمهرجان عرضناه فى
الافتتاح، وبالنسبة للنجم كيفين سبايسى فطلب منه بشكل مفاجئ تنفيذ عمل لم
يكن فى جدول أعماله.
لكننا يجب أن نحمد الله أن النجم ريتشارد جير حقق أكثر مما كنا نتوقع،
فرغم قناعتى بأنه «ميجا ستار»، لكن عندما تلهث وراءه 4 قنوات أمريكية فى كل
مكان يذهب اليه منها «cnn
وbbc»، هذا يعنى أننا نجحنا جدا، وهو بالمناسبة حصل على 50 ألف دولار،
وكذلك جوليت بينوش أعجبت الناس كثيرا.
● وهل تشعر أن هناك من خذلك؟
ــ هناك من خذلنى ولكنى لن أستطيع ذكر أسماء، لأننى حينها سأكون «قليل
الأصل»، لأن هذا الشخص ساعد المهرجان أربع سنوات متتالية، لكنه تخلى عنا فى
السنة الخامسة.
● وما سر الصراحة الشديدة التى شهدتها ندوة رؤساء
المهرجانات؟
ــ أعتقد أن شخصيتى انعكست عليهم، لأننى بطبيعتى لا أخفى شيئا، ومن
يفعل غير ذلك أعتبره «جبان وخواف»، فكان طبيعى أن أعترف بعيوب المهرجان
لأننى لست عنتر بن شداد لأفعل كل شىء بدون تمويل، ولا أستطيع طلب المزيد
لأننى أعرف أن الحالة الاقتصادية للبلد لا يسمح بأن نطلب المزيد.. ولكنى
شعرت براحه شديدة عندما علمت أن الجميع يعانى بما فى ذلك لوكارنو وأبوظبى.
● أثارت دعوتكم لبيتر سكارليت رئيس أبوظبى
السينمائى حفيظة البعض خاصة بعد بيان اتحاد النقابات بوقف التعامل مع
المهرجان؟
ــ أعتقد أن بيتر سكارليت ليس أكثر من رجل يصنع مهرجانا فى بلد حكومته
وشعبه، قبلت ما يفعله، لذلك فليس من الطبيعى أن أحاسبه أنا.
● ترأست المهرجان 5 سنوات ألم تسأل النجوم الشباب
عن سبب عزوفهم الجماعى عن المهرجان؟
ــ بداية يجب أن أشكر النجوم الكبار على حضورهم المهرجان، والحقيقة أن
النجمات الصغار، كن يحضرن المهرجان، ولا أعرف ما سبب غيابهن هذه الدورة..
أما بالنسبة للشباب فقد حاولت التحدث إليهم لأعرف سبب عزوفهم، وكل منهم قال
لى أسبابا لم أقتنع بأى منها، مثل «أصل أنا باتكسف».. «أنا مشغول».. «أنا
مسافر». يفعلون ذلك رغم أنهم جميعا أصدقائى، وأزعم أنى ساندتهم جميعا فى
بدايتهم.
● أزمة دور العرض كانت أحد أهم سلبيات المهرجان
فهل فكرتم فى حل لها فى الدورة القادمة؟
ــ أنا مقتنع أن أزمة دور العرض لن تحل إلا بوجود قرية ومركز خاص
للمهرجان, لأنه ليس من الطبيعى أن اطلب من صاحب سينما أن يغلقها فى عز
الموسم من أجل المهرجان.
وقد طلبت من الوزير تنفيذ هذا المشروع، واقترحت ساحة مهجورة فى دار
الأوبرا، ولكنى لم يصلنى رد على هذا الاقتراح حتى الآن. رغم أنه يمكن
الاستفادة منها طوال العام، ويتم تفريغها فقط أيام المهرجان.
● الكثير هاجم الفيلم المصرى فهل هناك أزمة أن
تكون الدورة بدونه؟
ــ كنت أول من نادى بذلك، لكنى تعرضت لهجوم عنيف بسببه، ورغم ذلك أنا
ما زلت مقتنعا بأنه اذا لم نجد فيلما مصريا يصلح سنبدأ الدورة بدونه.
● ولماذا أقيم لفيلم «الشوق» عرض وصفت بـ«السرى»؟
ــ أعتقد أنه سرى لدرجة أننى رئيس المهرجان لم اعرف عنه أى شىء.. لذا
لا تعليق فأنا لا أعرف شيئا عن هذا.
● تردد أن مهرجان القاهرة يتعرض للابتزاز من أصحاب
الأفلام المصرية ويشترطون الحصول على جوائز؟
ــ لم يحدث ذلك معى منذ أن توليت رئاسة المهرجان، ولكن الأزمة أن صناع
الأفلام المصرية يفضلون المهرجانات الأخرى على مهرجان بلدهم، لأن قيمة
جوائزها أكبر، وأنا لا ألومهم، لأن كل فنان له الخيار فى أن يبحث عن
التقدير المعنوى، وأمامه أن يبحث عن التقدير المادى.
● هناك انتقاد لتكرار عرض الأفلام العربية التى
عرضت فى المهرجانات الأخرى؟
ــ كانت فكرتى من البداية أن يسلط مهرجان القاهرة الضوء على الأفلام
العربية المتميزة، حتى يعرف الجميع أننا مهتمون بإنتاجهم، وحتى لا يكون
هناك أى حساسيات.
● ولكن هناك حالة قطيعة مع مهرجان وهران الجزائرى
لماذا؟
ــ ليس هناك أى قطيعة بين مهرجانى القاهرة ووهران، على الأقل من
ناحيتنا، ولكن هناك حالة من التحفظ فى التعامل.
● لماذا تغضب من الإعلام رغم أن الجميع وقف إلى
جانب المهرجان؟
ــ أعترف أن العلاقات تحسنت، ولكن ما كان يغضبنى أنهم يقولون لى إنى
متهم، وهذا لا يعجبنى، لأنى لست متهما، فأنا دكتور ورجل محترم وشريف، ولدى
أبناء وأحفاد، كما أن الصحفى ليس وكيل نيابة لأكون أمامه متهما، وأنا مقتنع
أن مهمة الصحافة نقد المهرجان، وأن يكشف الخطأ ويشير إلى الصح، بمعنى أوضح
أن يكون دليل المهرجان ليكمل فى الطريق الصحيح، لا أن تسبنى وتسخر منى.
وتعجبت ذات مره عندما كتب أن عزت أبوعوف يتمشى فى أروقة المهرجان
مرتديا بنطلون جينز ضيقا، لا أعلم ما علاقة ملابسى بالعمل الصحفى. فالإعلام
كانت وظيفته الأساسية فى بعض الأحيان تحطيم وتشويه صورة المهرجان، ولا أعرف
سببا واحدا لذلك.
● وماذا عن عمر الشريف؟
ــ عمر الشريف هو التاج الذى يزين مهرجان القاهرة، ويكفينا شرفا أن
ريتشارد جير الذى تكالب عليه الناس قال وهو يصافحه «لا أتخيل أننى ألمسك».
الشروق المصرية في
10/12/2010
السيناريست والمنتج محمد حفظي:
مشاركتي في لجنة مهرجان
القاهرة تكريم لي
القاهرة - رولا عسران
انتقل من دراسة الهندسة، إلى التأليف والإنتاج، وربما الإخراج في
مرحلة
مقبلة. إنه السيناريست والمنتج الشاب محمد حفظي، مدير شركة «فيلم كلينيك»،
التي
بدأت كورشة للتدريب على فن كتابة الأفلام، ثم تطوّرت لتصبح شركة إنتاج
سينمائي.
اختير حفظي أخيراً عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان
القاهرة
السينمائي الدولي، فكان لنا معه الحوار التالي.
·
صف لنا شعورك حين علمت باختيارك
عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان
القاهرة السينمائي؟
شعرت بسعادة كبيرة لوجودي ضمن 11 عضواً من مختلف الجنسيات تتألف منهم
اللجنة
التي يرأسها المخرج المكسيكي أرتورو ربستين، وعلى رغم صعوبة المهمة لكني
أشعر
بالفخر لاختياري من مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
نظراً الى
أهمية ما تقدّمه هذه اللجنة من جوائز.
·
كيف يتم العمل داخل لجنة
التحكيم؟
نشاهد يومياً ما بين فيلمين أو ثلاثة أفلام من مجموع أفلام المسابقة
الدولية
التي تضم 17 فيلماً تُعرض للمرة الأولى، ثم تجتمع اللجنة لتقييم الأفلام
التي
شاهدناها كي تتوصل الى النتيجة النهائية.
·
ألا ترى تعارضاً بين وجودك كعضو
في لجنة التحكيم، ومشاركة فيلم «ميكرفون»، الذي
أنتجته، ضمن مسابقات المهرجان؟
كما ذكرت، أنا عضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، أما «ميكرفون»
فيشارك في قسم
الأفلام العربية، الذي تقيِّمه لجنة أخرى يترأسها المنتج محمد العدل.
·
ما هي رؤيتك للأفلام من خلال
متابعتك لها؟
لا يمكنني إبداء رأيي في الأفلام قبل نهاية المهرجان، لكن عموماً أنا
معجب
بطريقة صناعة الأفلام والتطوّر الذي طاول السينما العربية في السنوات
الأخيرة وبعدد
كبير من الأفلام التي شاهدتها حتى الآن.
·
هل استفدت من كونك أحد أعضاء
لجنة تحكيم المهرجان؟
بالطبع. تعلمت الكثير من خلال تعاملي مع كبار صناع السينما ويكفيني ما
شاهدته من
أفلام قد لا يسعفني الوقت لمشاهدتها في الأوقات العادية، لذا لا أعتبر هذه
التجربة
إحدى أهم التجارب في حياتي الفنية فحسب بل تكريماً لي أيضاً.
·
لماذا تبرّعت بمبلغ عشرة آلاف
دولار لصالح مهرجان دبي ولم تفعل ذلك في مهرجان
القاهرة السينمائي، أو أي مهرجان مصري آخر؟
تبرعت بجائزة المخرج الذي سيحصل على
لقب أفضل عمل أول في مسابقة ملتقى الإنتاج المشترك التي تقام
ضمن فاعليات مهرجان
دبي، وهذه المسابقة ليست موجودة في مهرجان القاهرة. قدّمت تلك الجائزة
لأفتح طريقًا
للإنتاج المشترك بيني وبين شركات إنتاج أخرى.
·
تحصد أفلام عدة من إنتاجك جوائز
وتحظى بردود أفعال جيدة عند مشاركتها في
مهرجانات خارج مصر، فهل أنت متخصّص في «أفلام المهرجانات»؟
على العكس، فقد أنتجت أفلاماً خفيفة مثل «سمير وشهير وبهير»، كذلك فإن
الأفلام
التي أنتجتها وعُرضت في مهرجانات دولية صالحة للعرض الجماهيري، لكني أفضّل
أن
أعرضها في المهرجانات أولاً.
·
غالبية أبطال أفلامك وصانعيها من
الشباب، ألا يشكّل هذا الاختيار بعضاً من
المخاطرة؟
أبحث دائماً عن السيناريو الذي يحمل موضوعاً جيداً، فهذا هو الفيصل في
إنتاجي
العمل من عدمه. لا أنكر أن لحضور نجوم الشباك في أي عمل فني حسنات كثيرة
ربما في
مقدّمها ضمان الاهتمام الإعلامي، لكن الموضوع الجيد أيضاً أحد أهم عوامل
نجاح
العمل، وبالطبع أرغب كمنتج في تحقيق ربح، ولكن هذا الربح لا
يكون أبداً على حساب
المضمون، وليس إنتاج فيلم تجاري معناه أن يكون مسفاً.
·
على من راهنت في تجربة «سمير
وشهير وبهير»، خصوصاً أن أبطال الفيلم الثلاثة وجوه
غير معروفة؟
كان موضوع الفيلم وتنفيذه جيدين، وكما ذكرت فإن من الممكن التخلّي عن
فكرة وجود
نجوم شباك، بشرط جودة التنفيذ والدعاية والتسويق.
·
لكن موضوع الفيلم كان مثار
انتقادات كثيرة منها أنه مقتبس من السينما الأميركية
وأن بعض أحداثه غير منطقي، أو غير مقبول بالنسبة الى المشاهد
المصري؟
بدايةً، الفيلم ليس مقتبسًا إنما اعتمد على «تيمة» معروفة، والفيصل
دوماً في أي
تناول هو الجودة، والابتعاد عن التقليد. ثانياً لم يكن همنا وجود أحداث
منطقية ولم
نبحث عنها أساساً، لأن الفيلم منذ بدايته وحتى نهايته خيالي، ولأن آلة
الزمن ليست
موجودة في الحقيقة إذ من الممكن افتراض أي أحداث بشرط ألا تضرّ
بالموضوع.
·
ثمة مشاهد في الفيلم كانت تحتاج
الى مجهود أكبر في التنفيذ بدلاً من المستوى
المتدني الذي ظهرت به، فما تعليقك؟
الفيلم خفيف جداً ولا يحمل مضموناً أو رسالة، لكن لا يعني ذلك أنه
تافه فهو
كوميدي خفيف وترفيهي، لذا لا يتطلب أي سخاء إنتاجي أكثر من الشكل الذي خرج
به.
·
هل شعرت بالندم لأنك أنتجت
فيلماً لم يحقق الإيرادات المطلوبة؟
بالطبع لا، فكل ما أنتجته من أفلام يمثّل لي قيمة فنية كبيرة، تفوق
القيمة
المادية التي حقّقها.
·
هل تشارك في اختيار أبطال العمل
الذي تنتجه، أو تعدّل في السيناريو؟
اختيار الأبطال مهمة المخرج ولا أتدخل فيها إطلاقاً، أما بالنسبة الى
السيناريو
فكل ما عُرض عليّ كان يحتاج الى تعديل، ودائما ما تتم التعديلات بتوجيهات
مني ومن
المخرج، وعبر جلسات نقاش نخرج فيها بأفكار عدة لشكل التعديلات المطلوبة.
·
من وجهة نظرك، لماذا تنجح
السينما المستقلّة في الخارج؟
لأنها تنفّذ من دون قيود من المنتجين، وتعتمد على موضوع جيد ومهم، ومن
بطولة
نجوم شباب ووجوه جديدة، لذلك تحقق هذه النوعية من السينما النجاح، تحديداً
في
المهرجانات.
·
ولماذا لا تحقق النجاح المرجو
منها في مصر؟
لأن ثمة قيوداً عليها من النجوم والمنتجين، ولأن غالبية النجوم ترفض
خوض تجربة
مختلفة عما اعتادت عليه خوفاً على تاريخها الفني ومستقبلها في حال فشل ما
تقدّمه،
كذلك الحال مع المنتج الذي يفضّل دائماً تقديم ما اعتاد عليه الجمهور بدلاً
من
المغامرة بإنتاج الجديد.
·
أيهما تفضّل أكثر: محمد حفظي
المؤلف أم المنتج؟
المؤلف والمنتج معاً، وعلى رغم اختلاف المهنتين، إلا أنهما يندرجان في
صناعة
السينما، ومن يعلم فقد أخوض تجربة الإخراج قريباً؟!
الجريدة الكويتية في
10/12/2010
السياسة بطلة مهرجان القاهرة
فايزة هنداوي
السياسة هي القاسم المشترك لكل ما يدور حولنا، ولأن السينما مرآة
الواقع فقد
فرضت السياسة حضورها على أفلام مهرجان القاهرة السينمائي، وبالتالي على
الندوات
التي ناقشت هذه الأعمال.
في مقدّمة الأفلام التي تعاطت الشأن السياسي العراقي «ابن بابل»، وقد
حظي بحضور
كبير بسبب شهرة الفيلم العالمية، إذ شارك في أكثر من 40 مهرجاناً عالمياً
وفاز
بأكثر من 16 جائزة. كذلك، شاركت في إنتاجه دول عدة من بينها مصر وبريطانيا
والعراق
والإمارات وفرنسا.
ينتقد الفيلم بشدة النظام العراقي السابق، ويرصد آثار الحرب والدمار
والمقابر
الجماعية... وعلى الدرب نفسها، سار الفيلم العراقي الكردي «منطقة خيالات
المآتة»
للمخرج حسن علي محمود منتقداً نظام صدام
والديكتاتورية والقهر الذي كان يقع على
الأكراد من خلال الإقطاع والغربان التي تحوم على المنطقة،
والتي حوّلت البشر إلى
خيالات مآتة.
«ضربة البداية» فيلم عراقي آخر جنح نحو السياسة مباشرة، إذ ربط المخرج
شوكت
كوركيشي بين لعبة كرة القدم وتأثيرات الحرب على مجموعة من أسر مهاجرة تعيش
في ملعب
كركوك الدولي. بدوره، اجتهد الفيلم الأميركي «المنطقة الخضراء»
في فضح الأكاذيب
الأميركية التي روّجها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن لتبرير الحرب
على
العراق.
تأثير النظام الشيوعي على الشعوب كان محور الفيلم البولندي «قضية
وهمية» الذي
صوّر «الشيوعية» وفقاً لتوصيف مخرج الفيلم فيلكس فالك باعتبارها نظاماً
إنسانياً
يرنو إلى العدل، فيما يستخدمها البعض لتصفية أعدائه أو الترويج لمصالحه.
الإرهاب لم يغب عن أفلام المهرجان أيضاً، فتناول الفيلم الهندي
«الطريق إلى
المنزل» للمخرج جوثام فاسيديوف مينون قضية الإرهاب باسم الدين، من خلال
طبيب يعد
مريضته بتوصيل ابنها إلى أبيه وهو أحد أعضاء منظمة إرهابية إسلامية، وخلال
أحداث
الفيلم يؤكد المخرج أن البشر عموماً مجموعة من العلاقات يجب
الحفاظ على الروابط
بينها، وأن قيم التسامح والتآخي هي الوحيدة التي يجب أن تتداول بين الجميع.
تغيّرات
ناقش الفيلم البحريني «حنين» للمخرج حسين عباس الحليبي التغيرات
الاجتماعية
والسياسية التي طرأت على المجتمع البحريني من خلال عائلتين من طائفتين
مختلفتين
تعتبران نموذجاً لما كان عليه المجتمع البحريني سابقاً، فعلى رغم أنهما
كانتا
بمثابة عائلة واحدة، إلا أن تغير المناخ الاجتماعي والسياسي
دفع بأفرادهما إلى
التفكّك بسبب بعض الأفكار المتطرّفة.
أمّا الفيلم الإيطالي «الحلم الكبير» للمخرج ميكللي بلاسيدو فدار في
حقبة زمنية
شهدت فيها القارة الأوروبية جواً من عدم الاستقرار الاجتماعي، رافقته حركة
ثورية
طلابية تندّد بسياسة الحكومة وتطالب بحرية فيتنام. وفي الفيلم يظهر نيكولا
الشرطي
الذي تتطلب مهمته التسلّل إلى صفوف الثورة الطلابية .
تطرّق الفيلم الصيني «حب من طرف واحد» إلى العلاقات الجسدية
والإنسانية، وفي هذا
الشأن أكّد مخرجه أن الظروف السياسية في الصين هي التي منحته الحرية
والجرأة لتنفيذ
عمله.
وعن حضور السياسة القوي في المهرجان، أكد الناقد أحمد الحضري أن الفن
لا ينفصل
عن السياسة، وأي فصل بينهما سيكون تعسفياً. أما الفن الجاد برأي الحضري فلا
يمكن أن
تغيب عنه الظروف الاجتماعية والسياسية في المجتمعات التي يعبّر عنها.
الرأي نفسه أبداه الناقد يعقوب وهبي، مشيراً إلى أن السياسة لا يمكن
فصلها عن
السينما لأن أي حديث عن الحياة ومشاكلها هو حديث في السياسة، يضاف إلى ذلك
أن
للفنان في النهاية رؤيته الخاصة تجاه الحياة والبشر، ومن ثم لا يمكن تجاهل
تلك
الرؤية عند تقديمه لأي عمل فني.
الجريدة الكويتية في
10/12/2010
إشكاليّة السينما العربيّة في مهرجان القاهرة
محمد بدر الدين
كان منتظراً أن تحقّق السينما العربية حضوراً أقوى وأكثر أهمية في
«مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الرابعة والثلاثين التي انطلقت في 30
نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأن نرى وجوداً
مهماً للسينما الفلسطينية والسينما
اللبنانية اللتين أثبتتا حضورهما في السنوات الأخيرة خصوصاً، فضلاً عن
السينما
السورية ومجمل السينما من الخليج إلى أقطار المغرب العربي.
لكن ما حدث، في الحقيقة، حصر بضعة أفلام آتية من البلدان العربية في
ما يطلق
عليه «مسابقة السينما العربية» داخل المهرجان، بينما كان يفترض أن تدخل أهم
الأفلام
العربية ضمن مسابقة المهرجان الدولية (الرسمية) وألا تعزل في مسابقة
خارجها، خصوصاً
أن المسابقة الرسمية هي الأهم في أي مهرجان دولي.
لا يتعارض ذلك ـ بل يتكامل ـ مع وجوب قيام مهرجان جديد في مصر، مخصص
لعرض
الأفلام العربية الجديدة سنوياً، سواء كثرت أو قلّت، روائية أو تسجيلية،
وهو
الاقتراح الذي نادينا به ولا نملّ من تكراره والتأكيد عليه
كضرورة، باعتباره أحد
السبل للمساعدة على نهوض مستمرّ لسينما البلدان العربية المختلفة. إن لم
تقم
الشقيقة الكبرى مصر والمؤسسات الكبيرة بهذا الدور فمن يقوم به؟
تحتاج مصر فعلاً إلى مهرجانات أخرى جادة، مثل مهرجان السينما
الأفريقية، ومهرجان
سينما التحريك، إلا أن تنظيم مهرجان للسينما العربية هو أول مطلب ملحّ
اليوم في هذا
الإطار.
ثمة إشكالية أخرى في مهرجان القاهرة تدفع أهم الأفلام العربية إلى
التوجه إلى
مهرجانات سينمائية عربية أو أجنبية غير مهرجان القاهرة، هي ضآلة الجوائز من
الناحية
المادية في هذا المهرجان مقارنة بمهرجانات أخرى، بينها مهرجانات عربية
تأسست في
السنوات الأخيرة.
الحق أن قضية مشاركة السينما العربية في مهرجان القاهرة خصوصاً وعرضها
في مصر
عموماً، إحدى المسائل التي تستحقّ المعالجة وبلورة تصوّر صحيح متكامل ووضعه
موضع
التطبيق في أقرب وقت.
في إطار المسابقة العربية في مهرجان القاهرة هذا العام، تتنافس أفلام
من أقطار
عدة من بينها: «مرة أخرى» (سورية) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، بطولة كندة
علوش
وقيس الشيخ نجيب، سبق أن نال جائزة أحسن فيلم عربي وجائزة لجنة التحكيم
الخاصة في
مهرجان دمشق السينمائي، «رصاصة طائشة» (لبنان) إخراج جورج هاشم
وبطولة نادين لبكي،
هو باكورة مخرجه وسبق أن شارك في المسابقة الرسمية لـ «مهرجان أفلام
العالم» في
مونتريال، «الجامع» (المغرب) إخراج داود أولاد سياد، «ابن بابل» (العراق)
إخراج
محمد الدراجي، «حي خيالات المآتة» (العراق) إخراج حسن علي،
«حنين» (البحرين) إخراج
حسين عباس.
الملاحظ غياب السينما الفلسطينية في مهرجان القاهرة، حتى في الإطار
الضيق أي
المسابقة الخاصة بالسينما العربية، مع أنها شهدت حضوراً قوياً في مهرجانات
السينما
الدولية وكانت مجال نقاش خصب في دبي في ندوة عقدت أخيراً حول صناعة الأفلام
في
فلسطين، اقترح خلالها المخرج الفلسطيني المعروف رشيد مشهراوي،
ممازحاً، ومعه
المخرجون ميشيل خليفي ومي المصري ورائد أنضوني... ما أسماه «إعلان دولة
فلسطين
السينمائية»، ووصف المتابعون والنقاد 2010 بأنه «عام السينما الفلسطينية
عربياً».
لكن ذلك لم يجد انعكاساً حقيقياً في «مهرجان القاهرة الدولي» في
ديسمبر 2010،
على رغم الدور الخاص المنتظر من القاهرة المكان والمهرجان، فالقاهرة عاصمة
عواصم
العرب، ومهرجان القاهرة السينمائي العريق يجب أن يكون مهرجان مهرجانات
سينما العرب.
الجريدة الكويتية في
10/12/2010 |